خطبة عن (أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ)
مايو 11, 2024خطبة عن (حقوق الجوار)
مايو 16, 2024الخطبة الأولى (عوائق الصبر)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (153) البقرة، وقال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (155): (157) البقرة، وقال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (46) الانفال،
إخوة الإسلام
الصبر من الدين بمنزلة الرأس من الجسد، فمقامه من أعظم المقامات، لأنه يكف عن اجتراح السيئات، والوقوع في الشبهات، ويحمي العبد عن سلوك قبائح العادات، ويقويه على فعل القربات والطاعات، ويثبته عند نزول المدلهمات، قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (153) البقرة، وفي صحيح البخاري: (قال صلى الله عليه وسلم: (وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِىَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ»، وفي صحيح مسلم يقول صلى الله عليه وسلم: (وَالصَّلاَةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ)، فالصبر جواد لا يكبو، وصارم لا ينبو، وجند لا يُهزم، وحصن حصين لا يُهدم، وهو مطيّة لا يضل راكبها، والصبر زاد المجاهد إذا أبطأ عنه النصر، وزاد الداعية إذا أبطأت عنه استجابة الناس، وزاد العالم في زمن غربة العلم، بل هو زاد الكبير والصغير، والرجل والمرأة، فبالصبر يعتصمون، وإليه يلجئون، وبه ينطلقون. قال ابن رجب: (ولما كان الصبر شاقا على النفوس، يحتاج إلى مجاهدة النفس، وحبسها وكفها عما تهواه، كان ضياء). والمؤمن يتقلب في الدنيا بين حالتين: إما السراء، فيشرع له الشكر، أو الضراء، فيشرع له الصبر، وفي صحيح مسلم: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ». وجزاء الصابرين عند الله غير محدود، فإذا كانت الحسنة بعشر أمثالها ،وتتضاعف حتى سبعمائة ضعف أو أكثر، فإن جزاء الصبر ليس له حد، قال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر:10]، والصّبر على ثلاثة أقسام: (الصبر على الطاعات، والصبر عن المعصية، والصبر على أقدار الله تعالى)،
أيها المسلمون
والصبر كغيره من مقامات السائرين إلى الله تعالى، تعترض طريقه موانع وعوائق، فكما للصبر معينات تعين عليه، فكذلك هناك عقبات تقف في طريقه، حتى لا يؤتي ثمرته، فينبغي على العبد المؤمن أن يتفطّن لها، حتى لا تعيقه عن الوصول إلى غايته، ومن هذه الموانع والمعوقات، والعقبات والآفات: الاستِعجالُ: فالنَّفسُ مولَعةٌ بحُبِّ العاجِلِ، والإنسانُ عُجولٌ بطَبعِه، حتَّى جَعَل القُرآنُ العَجَلَ كأنَّه المادَّةُ التي خُلقَ الإنسانُ مِنها، فقال تعالى: (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ) [الأنبياء:37]، فإذا أبطَأ على الإنسانِ ما يُريدُه، نَفِدَ صَبرُه، وضاقَ صَدرُه، ناسيًا أنَّ للهِ في خَلقِه سُنَنًا لا تَتَبَدَّلُ، وأنَّ لكُلِّ شَيءٍ أجَلًا مُسَمًّى، وأنَّ اللهَ لا يَعجَلُ بعَجَلةِ أحَدٍ مِنَ النَّاسِ، ولكُلِّ ثَمَرةٍ أوانٌ تَنضَجُ فيه، فيَحسُنُ عِندَئِذٍ قِطافُها، والاستِعجالُ لا يُنضِجُها قَبلَ وقتِها، فالاستعجال: يجعل صبر الانسان قليل، وإذا لم يأت الفرج ينقلب على عقبيه، ولهذا ينبغي أن يكون للمرء عزيمة على الصبر مهما طال، ولا يتعجّل، كما قال الله تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ} [الأحقاف:٣٥]. وفي صحيح البخاري: (عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ قَالَ شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – وَهْوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، قُلْنَا لَهُ أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لَنَا قَالَ «كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ ،فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ، مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللَّهَ أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ»، فلا داعي للاستعجال، فسوف تصل إلى مبتغاك يومًا ما، فاصبر ولا تستعجل النتائج، فكل شيء عنده بمقدار، قال تعالى: (وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) (8)، (9) الرعد.
ومن موانع الصبر ومعوقاته: الغَضَبُ: فالغضب ينافي الصبر، وينتقل بالإنسان إلى حال يتعجّل فيها الانتقام، أو يظهر فيها السخط والتبرّم، ويفوّت عليه هذه القيمة الكبيرة للصبر وعاقبته الحسنة، ومن ثم قال الله تعالى لنبيه: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (٤٨) لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (٤٩) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} [القلم:٤٨ -٥٠]، وقد يستَفِزُّ الغَضَبُ صاحِبَه، فيدفعُه إلى اليأسِ والقنوط، فمتى قويت نار الغضب، أعمت صاحبها، لأن الغضب يرتفع إلى الدماغ، فيغطي على معادن الفكر، وربما تعدى إلى معادن الحس، فتظلم عينه حتى لا يرى بها، وتسود الدنيا في وجهه، لذا أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بدفع الغضب، ففي الصحيحين: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – أَوْصِنِي. قَالَ «لاَ تَغْضَبْ». فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ «لاَ تَغْضَبْ»، وفيهما: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِى يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ»، وفي سنن ابي داود: (عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لَنَا «إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلاَّ فَلْيَضْطَجِعْ». ولما خرج يونس مغاضباً قومه، ابتلاه الله بالحوت، فتعلم الصبر في بطن الحوت، ولولا أنه كان من المسبّحين قبل أن يبتلعه الحوت، للبث في بطنه إلى يوم يبعثون، فالواجِب على المؤمن أن يصبر، ويكظم غيظه وغضبه، حتى يصل إلى مبتغاه، ويحقق أهدافه.
ومن موانع الصبر ومعوقاته: الحزن والضيق واليأس: وقد حذر الله من هذه المعوّقات في آيات كثيرة، ومنها قوله تعالى: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} [النحل:١٢٧]، وهذا دليل على أنّ الصبر ينفي الحزن ويذهبه، وأن الحزن ينافي الصبر ويضيعه، والله تعالى يأمر بالتعلّق برحمته، والتبصّر بعواقب الأمور، وإخراج اليأس من القلوب، وذلك عن طريق التماس المصبّرات، فقال تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران:139،١٤٠]. فلا تيأس وتستسلم لتثبيط الشيطان، فإنه لا: {يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ } [الحجر:٥٦]. فاليأسُ مِن أعظَمِ عَوائِقِ الصَّبرِ؛ فإنَّ اليائِسَ لا صَبرَ له؛ لأنَّ الذي يدفعُ الزَّارِعَ إلى مُعاناةِ مَشَقَّةِ الزَّرعِ وسَقيِه وتَعَهُّدِه هو أمَلُه في الحَصادِ، فإذا غَلبَ اليأسُ على قَلبِه، وأطفأ شُعاعَ أمَلِه، لم يَبقَ له صَبرٌ على استِمرارِ العَمَلِ في أرضِه وزَرعِه، وهَكذا كُلُّ عامِلٍ في مَيدانِ عَمَلِه.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (عوائق الصبر)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
وقد حَرَصَ القُرآنُ الكريم على أن يدفعَ الوَهمَ عن أنفُسِ المُؤمِنينَ، فبَذَرَ الأمَلَ في صُدورِهم، ولمَّا أمَرَ موسى قَومَه بالصَّبرِ إزاءَ طُغيانِ فِرعَونَ وتَهديدِه، أضاءَ أمامَهم شُعلةَ الأمَلِ، فقال تعالى: (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ * قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ (عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) [الأعراف:128-129]، وقد حذر نبي الله يعقوب بنيه من اليأس: فقال لهم: { يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} يوسف (87)، إذاً، فإضاءة شمعة الأمل هي دواء اليأس، والاستعانة بالله هي الأمل، لأن الله لا يخيب ولا يضيع من رجاه، ويأتي بالفرج ولو بعد حين.
أيها المسلمون
أما عن الوسائل المعينة على الصبر فمنها: أن يعلم المسلم أن الله قدر المقادير، وأن العبودية لله تقتضي رضاه بما رضي له سيده ومولاه. وأن يعلم المرء أن البلاء بمثابة الدواء، وأن في عقبى هذا الدواء من الشفاء والعافية والصحة، فإذا طالعت نفسه كراهة هذا الداء ومرارته، فلينظر إلى عاقبته وحسن تأثيره، قال تعالى: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (البقرة:216). وقال الله تعالى: {فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} (النساء:19). وقال يحيى بن معاذ: (حُفَّت الجنة بالمكاره وأنت تكرهها، وحفت النار بالشهوات وأنت تطلبها، فما أنت إلا كالمريض الشديد الداء، إن صبر نفسه على مضض الدواء، اكتسب بالصبر عافية، وإن جزعت نفسه مما يلقى، طالت به العلة).
ومن الوسائل المعينة على الصبر: أن يعلم المرء أن الصبر عند الصدمة الأولى، ويتجنب الجزع، فهو لا ينفعه، بل يزيد من مصابه، وأن يتسلى المصاب بمن هم أشد منه مصيبة، وأن يعلم أن ابتلاء الله له هو امتحان لصبره، ويعلم أن مرارة الدنيا هي حلاوة الآخرة، وأن ينظر إلى نعم الله تعالى عليه، ولا ينشغل بالمفقود، فإنه إن تأمل وجد أنه محاط بنعم الله من كل جانب،
الدعاء