خطبة عن (فتنة الدين) مختصرة
يوليو 19, 2025خطبة عن (تعظيم الله) مختصرة 2
يوليو 19, 2025الخطبة الأولى (علاج الحزن) مختصرة
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (139) آل عمران، وفي صحيح البخاري: (كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ».
إخوة الإسلام
الحزن: هو ألم نفسي، يصيب الانسان حينما يفوته شيء من محبوباته، أو يتوقع حدوث مكروه، فيصاب بالحزن والغم، فالحزن من عوارض النفس البشرية، والحزن والهم نال الأنبياء، ونال الصديقين والصالحين، ولم يسلم منه أحد، ولا يستطيع الإنسان أن يدفعه بالكلية، ولكن يمكنه دفع أسبابه قبل وقوعه، والتخفيف من آثاره بعد وقوعه، وبداية ينبغي أن يُعلم: أن هذه الحياة الدنيا لا تدوم على حال، فهي تتقلب بأهلها بين عز وذل، وغنى وفقر، ورخاء وشدة، وصحة ومرض، وأحزان وأفراح، وهكذا يكون المرء، بين الابتلاء بالخير، والابتلاء بالشر، قال تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (الأنبياء:35). فهذه الدنيا إن أضحكت قليلا أبكت كثيرا، وإن سرّت يوماً أحزنت دهراً، وإن متّعت قليلاً منعت طويلاً،
وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى علاج الحزن، ففي مسنده أحمد: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحًا»، ومن وسائل علاج الحزن: العمل على زيادة الإيمان، فكلما قوي إيمان العبد استسلم لقضاء الله وقدره، وعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، فيشكر عند النعمة والرخاء، ويصبر عند المصيبة والبلاء، ومن وسائل علاج الحزن: الإكثار من ذكر الله تعالى، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد:28).
ومن وسائل علاج الحزن: تجنب أسباب الغضب، والتحلي بحسن الخلق، وسعة الصدر، وتربية النفس على دفع السيئة بالحسنة، والعفو والصفح، والتحلي بمكارم الأخلاق. وفي صحيح مسلم: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ». ومن أعظم الأدوية التي يدفع بها الحزن، الصبر والاحتساب، فعلى المسلم أن يعلم أنه لا مصلحة له من استدامة الحزن، لأن الحزن يضعف القلب ويوهن العزم، ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن،
ومن وسائل علاج الحزن: كثرة الاستغفار: ففي سنن أبي داود: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ لَزِمَ الاِسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ ». ومن وسائل علاج الحزن: الصلاة الخاشعة: فإذا لحق بالإنسان هم, وغم, وحزن, وقلق, فليفزع إلى الصلاة, فإنها كفيلة بأن تُذهب همه, وغمه, وحزنه, لأن الله تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) (البقرة:45)، وفي سنن أبي داود: (عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى). ومن وسائل علاج الحزن: التوبة من الذنوب: فالذنوب والمعاصي سبب لضيق الصدر, ولكي يحقق الإنسان السعادة عليه بالبعد عن الذنوب والمعاصي لتتحقق له السعادة في الدنيا والآخرة لأنه ما نزل بلاء إلا بذنب , ولا يرفع إلا بتوبة،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (علاج الحزن)
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
ومن وسائل علاج الحزن: كثرة الصلاة على النبي: ففي سنن الترمذي: (عَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ « يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ». قَالَ أُبَىٌّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي فَقَالَ «مَا شِئْتَ». قَالَ قُلْتُ الرُّبُعَ.
قَالَ «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قُلْتُ النِّصْفَ. قَالَ «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ. قَالَ «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلَّهَا. قَالَ «إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ».
ومن وسائل علاج الحزن: قراءة القرآن بتدبر: فقراءة القرآن الكريم من أعظم الأسباب في جلاء الأحزان، وذهاب الهموم والغموم، فهي تورث العبد طمأنينة القلوب، وانشراحاً في الصدور، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} الرعد:28، ومن وسائل العلاج: مجالسة الصالحين: فمجالسة الصالحين وعلى رأسهم العلماء فأولئك القوم لا تسمع منهم إلا خيراً ولن ترى إلا خيراً، ففي الصحيحين: (عَنْ أَبِى مُوسَى – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ ،فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً»، فاصحب من إذا صحبته زانك، وإذا خدمته صانك، وإذا أردت منه معونة أعانك، وإن قلت صدق قولك، وإن مددت يدك بفضل مدها، وإن بدت عنك ثلمة سدها، وإن رأى منك حسنة عدها، وإن سألته أعطاك، وإن سكت عنه إبتداك)
الدعاء