خطبة عن (التَّفَكُّرُ فِي آيَاتِ اللهِ وَمُحَاسَبَةُ النَّفْس)
نوفمبر 4, 2025الخطبة الأولى (كَيْفَ ننصُرُ الْمُسْلِمِينَ الْمُسْتَضْعَفِينَ)
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) (التوبة:71)، وقال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) (الحجرات:10)
إخوة الإسلام
هَذِهِ الآيَات الكَرِيمَةٌ من كتاب الله العزيز تُبَيِّنُ لنا أَصْلَ المَسْؤُولِيَّةِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ: فهم جسد واحد، وهم إِخْوَةٌ لا يَنْفَصِلُ رَحِمُهُمْ، فَمَنْ ظَلَمَ أَخَاهُ، فَلَهُ عَلَى الْأُمَّةِ أَنْ تُصْلِحَهم، وأن تنصرهم، وأن تقف بجانبهم، ولا تسلمهم لعدوهم.
أَمَّا عن نصرة المسلمين المستضعفين: فالمسلمون الْمُسْتَضْعِفُونَ هُمْ الَّذِينَ يَقَعُونَ تَحْتَ حكم الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ، وَفَقْدِ الْأَمْنِ،
والسؤال: كَيْفَ نُنْصُرُهُمْ الْيَوْمَ فِي وَقْتٍ تداعت فيه الأمم الكافرة على المسلمين، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في سنن أبي داود: (عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا». فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ». فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ قَالَ «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ».
والجواب: بداية لا بد أن نعلم: أن نصرة المستضعفين من أهل الإسلام؛ واجب شرعي على كل مسلم مكلف، ويتفاوت هذا الواجب بين مكلف وآخر، بناء على تفاوت مقدرته واستطاعته. ولابد من اليقين الجازم بأن الله غالب على أمره، وأمر الله؛ نصرة المؤمنين، وانتقامه لهم من أهل الفجور والبغي والظلم، قال الله تعالى: {فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم:47]. ولابد من حسن ظن العبد بربه؛ بأن الله سيمكن لدينه، وسينصر عباده وأهل توحيده والإخلاص له، مهما تمادى أهل الكفر والبغي والجور، فان الغلبة ستكون لهم لا محالة. وعلى العبد أيضا، أن يوقن بأن ما اختاره الله لإخوانه المستضعفين، من البلاء والامتحان هو خير لهم في الدارين، فان سلم بذلك، وآمن به، استبشر؛ وسار على الحق الذي ساروا عليه .
ولابد أن نعلم أن المستضعفين لا ينصرون ببث صور تعذيبهم، او مشاهد قتلهم، بقدر ما ينصر بذلك أعداؤهم، فالأمة قد يصيبها بهذه المشاهد وتلك الصور الخور والجبن، وربما أيقنت بالهزيمة والهلاك، فيربح بذلك الخصم ويشتد على المستضعفين ويقوى، إنما نصرتهم تكون بالوقوف بجانبهم، وامدادهم بكل وسائل القوة، والدعاء الصادق، الدعاء بقلوب توقن بالإجابة ،وتؤمن بفرج الله، ونصره، وتثبيتهم على الحق، ورفع معنوياتهم وعزائمهم.
أيها المسلمون
فنصرة المسلمين بعضهم لبعض واجبةٌ وحتمية؛ قال الله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) (التوبة:71)، وقال -عز وجل: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) (الحجرات:10). وفي صحيح مسلم: (عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «الْمُسْلِمُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ إِنِ اشْتَكَى عَيْنُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ وَإِنِ اشْتَكَى رَأْسُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ». وفي صحيح البخاري: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – «تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»، ورُوي في الصحيحين: (عَنْ أَنَسٍ – رضي الله عنه – قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ «تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ»، وفيهما أيضا: (أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ – رضي الله عنهما – أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ».
ومن أهمِّ وسائل نصرة المسلمين المستضعفين: الدعاء للمظلومين بنجاتهم من الظلمة، لما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في قنوته، كما في الصحيحين: (كان يَقُولُ وَهُوَ قَائِمٌ « اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِى رَبِيعَةَ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ كَسِنِى يُوسُفَ)، وفي سنن أبي داود: (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا خَافَ قَوْمًا قَالَ «اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُورِهِمْ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ».
ومن أهمِّ وسائل نصرة المسلمين المستضعفين: الجهاد بالمال والنفس، وقد قدَّم الله – سبحانه- جهاد المال على الجهاد بالنفس في العديد من المواضع؛ لأن بذل المال الكثير يكون نفعه متعدِّيًا، ونفْع النفس يكون قاصرًا على صاحبه أحيانًا؛ قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات:15].
ومن أهمِّ وسائل نصرة المسلمين المستضعفين: أن نبدأ بإصلاح أنفسنا، وتغيير حالنا؛ ليتحقَّق لنا أملُنا؛ قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11]. فمما يحدث من تسلُّط الأعداء على ديارنا ومقدَّساتنا، إنما هو بسبب ذنوبنا ومعاصينا، ولا يظلم ربُّك أحدًا، قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى:30].
أيها المسلمون
ونَصْر الْمُسْتَضْعَفِين يَبْدَأُ بِهِمَّةِ الْمُؤْمِنِ الْفَاعِلِ، وَيَشْمَلُ جُهُودًا مَرْتَّبَةً: مَالِيَّةً، وَإِنْسَانِيَّةً، وَقَانُونِيَّةً، وَفِكْرِيَّةً، وَدِعْمًا حَقِيقِيًّا. وأن نَبْنِي الوسائل الْعَمَلِيَّةَ لِلنُّصْرِ، ومنها: النَّصْرُ الإِنْسَانِيُّ وَالْإِغَاثِيُّ: فأَوَّلُ مَا يَحْتَاجُهُ الْمُسْتَضْعَفُ هُوَ الْقُوتُ وَالدَّوَاءُ وَالْمَأْوَى، فَلْنُنَظِّمْ تَبَرُّعاتٍ مُسْتَمرَّةٍ، وَلْنُوَجِّهِ الجمعيات الْخَيْرِيَّةَ، وَالْمُنَظَّمَاتِ الإِغَاثِيَّةِ لِتَكُونَ فَعَّالَةً، وَلَا نَنْسَى أَنَّ تَكُونَ هَذِهِ الْمَعَاوِنَاتُ بِكَرَامَةٍ لَا تَحْطِمُ كَرَامَةَ الْمُسْتَضْعَفِ. ومنها: الدَّعْمُ الطِّبِّيُّ وَالصِّحَّيُّ: وذلك بَتَسْهِيل وُصُولِ الْمَسَاعِدَاتِ الطِّبِّيَّةِ، ومنها: التَّرْبِيَةُ وَالتَّعْلِيمُ: فبِنَاءُ الإِنْسَانِ طَرِيقٌ لِلنُّصْرِ الدَّائِمِ؛ وَتَدْرِيبُ الشُبَّانٍ عَلَى المَهَارَاتٍ النافعة لِلتَّمْكِينِ الاقْتِصَادِيِّ. ومنها: دَعْمُ قَضَايَا اللاِّجِئِين وَالمَنْكُوبِين، وَالْقِوَامُ عَلَى حُقُوقِهِمْ في الْمَحَافِلِ الدُّوَلِيَّةِ وَالإِنْسَانِيَّةِ.
ومنها: الدَّعْمُ السِّيَاسِيُّ وَالدُّوَلِيُّ: فيَجِبُ أَنْ نَسْتَغِلَّ مَوَاقِعَ الْتَأْثِيرِ الدُّولِيَّةِ فِي الْمنَابِرِ وَالْمُنَظَّمَاتِ لِلدُّعَاءِ لِحِقُوقِهِمْ، وَلِلتَّضَاغُطِ بِالْوِشَاحِ الدِّبْلُومَاسِيِّ حِينَمَا يَجِب.
كما لَا نَقْبَلُ أَنْ تُنقَصَّ كَرَامَةُ الْمُسْتَضْعَفِ، فِي كُلِّ نَصْرٍ لا بُدَّ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى هُوِيَّتِهِ، وَلَا نُحَوِّلْهُ إِلَى زَبُونٍ لِسِيَاسِيَّاتٍ أُخْرَى. فهَذِهِ السُّبُلَ تَجْمَعُ بَيْنَ الرَّحْمَةِ وَالْوَعِيِّ وَالتَّخَطِيطِ؛ فَلْنَكُنْ عَاقِلِينَ فِي النُّصْرِ، عَادِلِينَ فِي إِنْفَاقِنَا، حَذِرِينَ فِي تَصَرُّفِنَا، وَجَادِّينَ فِي بِنَاءِ قُوَّةٍ حَقِيقِيَّةٍ تُقِيمُ حُدُودَ الظُّلْمِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ.
الخطبة الثانية (كَيْفَ نُنصُرُ الْمُسْلِمِينَ الْمُسْتَضْعَفِينَ)
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
روى ابن ماجه في سننه: (يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لاَ يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ». فكم تلجلَجَتْ في بلاد المسلمين أصوات المنكوبين، وكم انهالت دمعات المظلومين، وكم تعالت استغاثاتٍ المقهورين؛ لتهيج الأمّة، وتشعل نار الغيرة الإسلاميّة فيها، وتحرك النّخوة العربيّة بين أهلها. ولقد حفظ لنا التاريخُ مواقفَ وضَّاءةً لأسلافنا، حرَّكتهم صيحاتُ المستغيثين، وألهبتهم آهاتُ المكلومين. فيومَ أن كنّا خير أمَّة، كانت تتكافأ دماؤنا، ويسعى لذمَّتنا أدنانا، ونحن يدٌ على من سوانا. يوم أن كنّا خير أمَّة، فكَكْنا العاني، وأجبْنا الداعيَ، وأغثنا الملهوف، ونصرْنا المظلوم. يوم أن كنّا مستجيبين لله وللرّسول صدقًا، تمثَّلْنا قولَ الله حقًّا: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} الانفال:72.
ولقد حفظ لنا التّاريخُ مواقفَ وضَّاءةً لأسلافنا؛ وأولى تلك الاستغاثات التي حفظها لنا الزمانُ هو خبر تلك المرأة الأنصاريّة المسلمة، في سوق (بني قينقاع): يوم أن دخلت تلك المرأة السّوقَ، وهي في كامل حشمتها وسترها، وحيائها وعفافها، فوقفت عند صائغٍ يهوديٍّ تساومه على بضاعة أرادتها، فالتفَّ حولها مجموعةٌ يهوديّةٌ قذرةٌ، جعلوا يراودونها على كشف وجهها، والمرأة تأبى وتتمنَّع، فما كان من أحدهم إلّا أن عمد إلى ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سَوْءتها، فتضاحك اليهود وتمايلوا، فصاحت المرأة المقهورة: يا أهل الإسلام، فقام رجلٌ من المسلمين فقتل اليهوديّ، فتنادى اليهود وتمالؤوا عليه حتى قتلوه. ويصل الخبر إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وصحابتِه، ويقع هذا الحدث في قلوبهم موقعاً عظيماً، لتّتَفق كلمتهم على نصرة الدّم المسلم، وكرامة العِرض المسلم، فعقد النّبيّ صلى الله عليه وسلم لواء الجهاد، وأعطاه لعمّه حمزة بن عبد المطّلب، وما إن سمع اليهود بمقدم لواء الحمزة حتى هربوا خلف أسوارهم، واختبئوا في حصونهم، ويحاصرهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة، ويقذف الله في قلوبهم الرّعبَ, فلما أيقنوا بالهلاك، وعلموا أن لا مناص لهم ولا محيص؛ أسلموا أمرهم واستسلموا، ونزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حينها حكم النّبيّ صلى الله عليه وسلم بإجلائهم من المدينة مع نسائهم وذراريهم، وأنّ للمسلمين ما سيتركونه من أموالهم وأسلحتهم، وأنزل الله في إثر ذلك قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} (51)، (52) المائدة.
فتأملوا كيف انتصر المسلمون لهذه المرأة العفيفة الطّاهرة، يوم استغاثت بأهل الإسلام، فكان الجواب في سرعة النّداء،
واليوم استغاثات نساء المسلمين وأطفالهم تملأ الآفاق فأين أهل الإٍسلام، وأين أرباب الزّعامات من آلاف الصّرخات التي انطلقت من مناطق الحصار؟؟.
الدعاء
