خطبة عن ( اسم الله : الهادي )
يناير 29, 2017خطبة عن (الصحابي: ( زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ)
يناير 30, 2017الخطبة الأولى ( أمنيات الموتى)
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله هو خير الخلق وحبيب الحق ورحمة الله للخلق أجمعين .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى : ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) (99) ،(100)المؤمنون ، وقال الله تعالى : ( إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) (25): (27) يس
إخوة الإسلام
لو سألتكم ماذا تتمنون ؟ لجاءت اجاباتكم مختلفة ومتعددة ، فيتمنى الفقير منكم مالا ، ويتمنى المريض صحة ، ويتمنى الأعزب زوجة ويتمنى الضعيف قوة ،ويتمنى الطالب نجاحا ،ويتمنى العاطل عملا ، وتتمنى العاقر ولدا ،وهكذا ، تلك هي أمنيات الأحياء ، والسؤال : فماهي أمنيات الأموات ؟ ماهي أمنيات الذين فارقوا الدنيا وأصبحوا الأن تحت التراب ؟ ماذا يتمنى الأموات بعد أن كشف عنهم الغطاء ؟ وعرفوا حقيقة الدنيا والآخرة ؟ ، وأيقنوا أن البعث حق ،والجنة والنار حق ، فلنستمع إلى ما نقله لنا كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم عن أمنيات الموتى وهم في قبورهم ، أولا : يتمنى الميت المقصر في الصلاة ، أن لو تعاد له الحياة ، فيرجع ويصلي لله ولو ركعتين ،بعد أن حيل بينه وبين الصلاة ، فقد روى الطبراني في الأوسط (عن أبي هريرة : أن رسول الله مر بقبر فقال : (من صاحب هذا القبر فقالوا فلان فقال ركعتان أحب إلى هذا من بقية دنياكم ) ،هكذا يتمنى الميت المقصر أن يركع لله ركعتين ،وأن يتدارك ما فاته من أيام عمره في غير طاعة ، فهذا الميت الذي فارق الدنيا مسرفا على نفسه يتمنى أن يعمل بطاعة الله ،ولا يتمنى العودة ليرى أولاده ، أو يقبل زوجاته ، أو يستزيد من ماله ، أو يجالس أصدقاءه وخلانه ، أما الأمنية الثانية التي يتمناها الموتى في قبورهم ، فهي الرجوع للدنيا ليتصدق من ماله أو يخرج زكاة ماله ، قال تعالى : (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ) المنافقون 10 ، هكذا يتمنى من داهمه الموت ولم يكن من المتصدقين يتمنى العودة الى الدنيا ،لا ليزيد من ماله بالغش والسرقة وأكل أموال الناس بالباطل ، ولكن ليخرج من ماله حقوق الفقراء والمساكين والمحتاجين : (رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ) ، أما الأمنية الثالثة من أمنيات الموتى في قبورهم ، فهي العودة الى الدنيا ولو للحظة ليكون من الصالحين ليتخلق بأخلاق الصالحين ، ويعمل أعمال المتقين ، ليصلح ما أفسده ، فكم من الأوقات مرت عليه وهو غافل عن مولاه ، يقول سبحانه : (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ) المؤمنون 99 ، ويقول سبحانه (لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) الزمر 58 ، هكذا يتمنى الميت المقصر وهو في قبره أن يعود إلى الدنيا ولو للحظات قليلة :ليصلي ركعتين إن كان مقصرا في الصلاة ، أو ليتصدق من ماله إن كان مقصرا في الزكاة والصدقة ، أو ليكون من الصالحين في عمله وأخلاقه إن كان من المسرفين ،أو ليكون من المحسنين ، إن كان قد قصر في العفو والصفح عن المعتذرين
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( امنيات الموتى )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله هو خير الخلق وحبيب الحق ورحمة الله للخلق أجمعين .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
كانت أمنيات الموتى من المقصرين أن يرجعوا إلى الدنيا ليصلحوا ما أفسدوه أو يكملوا ما ضيعوه أو يؤدوا ما تركوه ،، أما الأموات من المؤمنين المتقين ،أهل التقوى والصلاح ، أهل البر والإحسان فإنهم إذا بشروا بالجنة لا يتمنون الرجوع الى الدنيا ولكن ، يتمنون قيام الساعة لينعم بالجنة ويرتاح من الهموم والكروب ، ففي مسند الامام احمد (ثُمَّ قَالَ « إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلاَئِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ – قَالَ – فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِى ذَلِكَ الْحَنُوطِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ – قَالَ – فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلاَ يَمُرُّونَ – يَعْنِى بِهَا – عَلَى مَلأٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ فَيَقُولُونَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِى فِي عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الأَرْضِ فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى – قَالَ – فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولاَنَ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ رَبِّىَ اللَّهُ. فَيَقُولاَنِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ دِينِيَ الإِسْلاَمُ. فَيَقُولاَنِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِى بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ . فَيَقُولاَنِ لَهُ وَمَا عِلْمُكَ فَيَقُولُ قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ . فَيُنَادِى مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِى فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَاباً إِلَى الْجَنَّةِ – قَالَ – فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ – قَالَ – وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِى كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ لَهُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ. فَيَقُولُ رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِى وَمَالِى. )
أيها المؤمنون
هذه هي أمنية المؤمن الصالح التقي بعد أن رأى وعاين منزلته في الجنة فهو يتمنى أن تقوم الساعة ليتنعم في الجنان ، وينظر الى الملك الديان ، ولكن من العجيب أن بعض المؤمنين يتمنى الرجوع إلى الدنيا لا من أجل شهواتها ولكن لهدف وغرض آخر وذلك ما نتعرف عليه في اللقاء القادم إن شاء الله
الدعاء