خطبة عن ( نساء مجاهدات)
يناير 29, 2017خطبة عن ( سلامة القلب )
يناير 29, 2017الخطبة الأولى ( اللهم مثوبة لا عقوبة )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ) الانعام 42.
إخوة الإسلام
أحيانا قد يقسو الوالد على ولده في القول، وقد يضربه، وذلك ليس بقصد التعذيب ، ولكن بقصد التهذيب، ليس بقصد إيلامه ، ولكن بقصد رجوعه إلى الحق وحسن إسلامه .وكذلك الطبيب المعالج ، قد يوجع المريض، ويزيده ألما على ألمه ، وذلك ليس بقصد زيادة المرض والألم . ولكن بقصد العلاج والشفاء. ولله المثل الأعلى : فقد يبتلي الحق تبارك وتعالى عباده الغافلين والمقصرين، يبتليهم بضيق العيش، أو بالجوع أو بالأمراض أو بالخوف وعدم الأمن ، أو بجور السلطان أو ظلم الحكام ، او بجفاف الزرع والضرع ، وغيرها ،هو يبتليهم لا ليعذبهم ، ولكن ليتوبوا ويرجعوا إلى الله، وليستيقظوا من رقدتهم ، ويفيقوا من غفلتهم .. ولينتهوا عن تقصيرهم، ويعودوا إلى ربهم وخالقهم ،فليس كل بلاء عقوبة ، ولكنه سبحانه وتعالى قد يبتلي عباده المؤمنين ليثيبهم على صبرهم أو شكرهم أو يبتليهم ليكفر عنه سيئاتهم ويغفر لهم معاصيهم وزلاتهم ، أو يبتليهم ليرفع لهم درجاتهم ، هو يبتليهم .لينقذهم من نار الجحيم ويسكنهم جنات النعيم . هو يبتليهم ليكونوا من اهل السعادة لا من أهل الشقاء ، هو يبتليهم .ليتضرعوا إليه ويدعوه، ويستسلموا له ويوحدوه. هو يبتليهم ، لينتهوا عن المعاصي والسيئات ، ويعملوا بالطاعات والقربات ، ويؤيد ذلك قوله تعالى في كتابه العزيز : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ) الانعام: 42. وقوله تعالى : (أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ ) التوبة: 126، وقوله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ) الاعراف: 94
إخوة الإسلام
وهذا هو ما نعاني منه نحن اليوم، تغيرت أحوالنا للأسوإ ، وتسير مركبنا إلى الوعر ، بطالة بين الشباب، وضيق في العيش، وغلاء في الأسعار، وانتشار للأمراض والأوبئة ، والخوف وعدم الأمن ، والظلم . ، والرشوة.. وتكالب الامم الكافرة ، وقتل وتشريد ،،،لقد ابتلانا الله حين ابتعدنا عن منهجه وتركنا سنة رسوله ، ابتلانا لنتوب، ونرجع ،ابتلانا لنعتبر ونتعظ ، ابتلانا لينقذنا مما نحن فيه ، ومما إليه مقدمون ، ابتلانا لنصحح أخطاءنا، ونغير طريق سيرنا .ولكن .ماذا لو لم يفهم المسلمون المبتلون رسالة رب العالمين؟ ماذا لو لم يعتبروا ولم ينتهوا عما يعملون ؟ . ماذا لو لم يفيقوا من غفلتهم، ولم يستيقظوا من رقدتهم، ولم يعودوا إلى ربهم ، ولم يعتبروا مما نزل بهم ؟ بل قل : ماذا لو استمر المسلمون على هذا الحال ولم يعلنوا توبتهم ولم يغيروا ما بأنفسهم ؟. أقول .هنا يتحول الابتلاء إلى عقاب وجزاء، فالابن العاق إذ لم ينفع معه التأديب والتهذيب عاقبه والده بالحرمان والإبعاد، . قال تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ .فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الانعام 42 ، 43. وقال تعالى : (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ.فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ . وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ . فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ. وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَامُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ. فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) الأعراف ( 130 : 136)
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( اللهم مثوبة لا عقوبة )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) الروم 41. وقال تعالى : (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ. وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) السجدة 22 . وقال تعالى : (وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) الزخرف 48. إذن .فالقرآن يقول .إذا لم تعتبروا بما حل بكم من بلاء. ولم تفهموا رسائل رب السماء. ولم تعلنوا توبتكم، فسوف يكون الجزاء عقوبة السلب والعذاب. قال تعالى في محكم آياته : (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوايَصْنَعُونَ ) النحل 112 ، وقال تعالى : (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) محمد 38، فالرسالة واضحة. وما حل بنا لا يرفع إلا بتوبة . يقول ابن عباس : (فإنَّهُ لَمْ يَنْزِلْ بَلَاءٌ مِنْ السَّمَاءِ إلَّا بِذَنْبٍ. وَلَمْ يَنْكَشِفْ إلَّا بِتَوْبَةٍ). وقد يقول قائل : في الناس صالح وطالح. وبر وفاجر فهل يعم العقاب الجميع . فأقول نعم ، فقد روى البخاري : ( قَالَتْ زَيْنَبُ ابْنَةُ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ « نَعَمْ ، إِذَا كَثُرَ الْخُبْثُ »وعند مسلم « نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ »
الدعاء