خطبة عن(اسم الله الحي القيوم ومالك الملك)
يوليو 6, 2016خطبة عن (حظ المؤمنين من اسم الله : الرحمن، والرحيم)
يوليو 6, 2016الخطبة الأولى ( من أسماء الله الحسنى: الرب)
الحمد لله رب العالمين .. الذي لا إله إلا هو.. ولا خالق غيره..ولا رب سواه… اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك … واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له .. أول بلا بداية ..وآخر بلا نهاية … واشهد ان محمدا عبده ورسوله .. عبد ربه حتى أتاه اليقين .. فأكرمه ربه فكان من المقربين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم ’آياته (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) الاعراف 180 …كما أخرج البخاري ومسلم وغيرهما ( عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ». وَزَادَ هَمَّامٌ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ ».وقال الله تعالى : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) (2) الفالتحة
إخوة الإسلام
إنّ من أهم ما يتضمنه الإيمان بالله تعالى – التعرف عليه سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته…فمعرفة أسماء الله تعالى وصفاته.. تدعوا إلى محبته،وتدعوا إلى خشيته، وخوفه، ورجائه، ومراقبته، وإخلاص العمل له… ولا سبيل إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه الحسنى، والتفقه في معانيها … لذلك قال العلماء: إن مراتب إحصاء أسماء الله الحسنى ثلاث مراتب: المرتبة الأولى ..إحصاء ألفاظها وعددها،..والمرتبة الثانية فهم معانيها ومدلولها،.. والمرتبة الثالثة دعاء الله بها.. لهذا.. سوف أتناول معكم اليوم إن شاء الله اسما من أسماء الله الحسنى ، فمن اسماء الله الحسنى : اسم الله..( الرب )..فإن الله عز وجل سمي نفسه به في كثير من مواضع القرآن الكريم …ومنها قوله تعالى في فاتحة الكتاب 🙁 الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ..وقوله:( سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ) يس 58.. والرب ..اسم من مشتق من صفة الربوبية ..فالرب هو الذي يربي غيره وينشئه شيئا فشيئا.. فهو الذي ربانا في بطون أمهاتنا قبل الولادة ..وهو الذي ربانا صغارا وأنشأنا خلقا من بعد خلق.. والرب، هو المربي لجميع العالمين – بخلقه إياهم، وإعداده لهم، وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة… فما بهم من نعمة، فمنه تعالى.. ويطلق الرب في اللغة أيضا على المالك الذي ملك الشيء ، تقول : هذا رب الإبل ..وهذا رب الدار أي مالكها… ويطلق اسم الرب على السيد المطاع.. ومنه قوله تعالى : ( أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا ) يوسف 41 ، أي سيده المطاع ، ويطلق الرب أيضا على المعبود.. والرب عند الإطلاق لا يقال إلا لله تعالى فهو سبحانه المتكفل بخلق الموجودات وإنشائها.. وهو القائم علي هدايتها وإصلاحها .. وهو المنظم لمعيشتها وهو المدبر لأمرها ..يقول سبحانه وتعالى : ( أَمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ.. وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ.. مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا.. أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ.. بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمْ مَنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا.. وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا.. وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا.. أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ.. بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ.. وَيَكْشِفُ السُّوءَ ..وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ.. أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمْ مَنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ.. وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ.. أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ.. تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ..أَمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ.. وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ..أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ.. قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) النمل 60 : 63.. فالله – سبحانه وتعالى – لم يخلق الكون ثم يتركه هملاً . إنما هو يتصرف فيه بالإصلاح ويرعاه ويحفظه ويربيه .. لأنه رب .. وكل العوالم والخلائق تحفظ برعاية الله رب العالمين… فربنا تبارك وتعالى.. هو المتكفل بالخلائق أجمعين.. إيجادا..وإمدادا ..وحفظا.. يقول سبحانه : ( إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا.. وَلئِنْ زَالتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ… إِنَّهُ كَانَ حَليماً غَفُوراً ) (فاطر :41)
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (من أسماء الله الحسنى :الرب)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه … واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له … واشهد أن محمدا عبده ورسوله …اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ونستكمل حديثنا عن أسماء الله الحسنى…وما زلنا مع اسمه (الرب ) فهو سبحانه رَبَّ الْعَالَمِينَ.. وهو سبحانه رَبّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وهو رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ .. وهو رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا.. وهو سبحانه رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وإليه المرجع وإليه المصير .. فتتجه العوالم كلها إلى رب واحد.. تقر له بالسيادة المطلقة.. وتنفض عن كاهلها زحمة الأرباب المتفرقة (أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) يوسف 39 ، أما دعاء الله باسمه الرب.. فمثاله قوله تعالى : (رَبِّ هَبْ لي حُكْماً وَأَلحِقْنِي بِالصَّالحِينَ ) الشعراء 83 ، وقوله تعالى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ ) البقرة 126 ، وقوله تعالى:(رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ) آل عمران 38.. وقوله تعالى: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) الاعراف 151 ،وفي سنن ابن ماجه عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حدثهم أن « عبداً من عباد الله قال ( يا رب.. لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك « فعضلت على الملكين فلم يدريا كيف يكتبانها . فصعدا إلى الله فقالا : يا ربنا ، إن عبداً قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها . قال الله – وهو أعلم بما قال عبده …وما الذي قال عبدي؟ « قالا : يا رب ، أنه قال : لك الحمد يا رب كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك . فقال الله لهما : اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها) …
الدعاء