خطبة عن ( المستقبل للإسلام )
يوليو 7, 2016خطبة عن ( مخططات أعداء الإسلام لتدمير الإسلام والمسلمين)
يوليو 7, 2016الخطبة الأولى (بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ..ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ. لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ.. وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ) ص 29.. وقال الله تعالى :(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) الانفال 53
أيها الموحدون
اعلموا أن لله تعالى سننًا في خلقه، ..إنها سنن كونية وقواعد إلهية لا تتبدل ولا تتحول، وعلينا أن نفهم تلك السنن وأن نتعرف على تلك القواعد كي نفقه سر ما يجري في حياتنا من حوادث وما يقع في حياتنا من وقائع.. ومن هذه السنن ..أن من جحد نعمة الله ..ومن كفر بنعمة الله ..ومن ضيع وأهمل نعمة الله ..سلب الله منه تلك النعمة .. (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ).. وهذا من تمام عدله، وقسطه في حكمه، فهو سبحانه وتعالى لا يغير نعمة أنعمها على أحد .. إلا بسبب ذنب ارتكبه، و حتى يغيِّروا حالهم الطيبة إلى حال سيئة. وحَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ من الطاعة إلى المعصية.ويبدلوا نعمة الله كفرا. كما قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) الرعد (11) ..وكأن الحق تبارك وتعالى يخبرنا. أن العذاب الذي أوقعه بالأمم أو بالأفراد ..ممن أزال عنهم ما هم فيه من النعم ،كان ذلك بسبب ذنوبهم. وتغييرهم ما بأنفسهم،فإن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم من نعم الدين والدنيا، بل يبقيها ويزيدهم منها، إن ازدادوا له شكرا. ( حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) من الطاعة إلى المعصية فيكفروا بنعمة اللّه ويبدلوها كفرا، فيكون الجزاء.. أن يسلبهم الله إياها.. ويغيرها عليهم…كما غيروا ما بأنفسهم. وهذا منتهى العدل من الله، حيث لم يعاقبهم إلا بظلمهم، وحيث يذيق العباد من النكال إذا خالفوا أمره.. وقد قص علينا القرآن الكريم أمثلة لذلك ..منها قصة قارون ..الذي آتاه الله من كنوز المال ما قابله بالأشر والبطر والكبر.. فكان له سوء العاقبة والمصير. قال تعالى: ( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَءاتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُوْلِى الْقُوَّةِ ) القصص 76. أي أعطيناه من كنوز المال العظيمة التي مفاتيحها تثقل في حملها الجماعة والعصبة من الناس وذلك لكثرتها. (إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ) القصص 76. أي أن الله لا يحب الأشرين الذين أبطرتهم النعمة.وغرهم المال والسلطان. (وَابْتَغِ فِيمَا ءاتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الاْخِرَةَ ). أي اطلب بما أعطاك الله من الأموال رضا الله والجنة (وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ). أي خذ من متع الدنيا الحلال وما أباحه الله لك ( وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ). أي أحسن إلى عباد الله كما أحسن الله إليك( وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِى الأرْضِ ) أي لا تكن همتك بما أنت فيه أن تفسد في الأرض بالمعاصي( إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) القصص.. ولكن قارون لم يستمع الى نصيحة الناصحين فكفر بنعمة الله وتكبر في الأرض..ونسب المال والنعيم إلى نفسه فقال(قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) .. فكانت العاقبة أن سلب الله منه نعمة الحياة ونعمة المال والحكم والسلطان فابتلعته الأرض في لحظات.. قال تعالى : ( فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ ) القصص 81…. وحقا ما قال ربنا : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )… قصة أخرى يبينها الله لنا في كتابه الكريم ..إنها قصة مملكة سبأ والتي كانت في بلاد اليمن ..حيث أنعم الله على أهلها رغد العيش وطيب الثمار وجمال المسكن ..قال تعالى :(لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِى مَسْكَنِهِمْ ءايَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُواْ مِن رّزْقِ رَبّكُمْ وَاشْكُرُواْ لَهُ بَلْدَةٌ طَيّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ) سبأ 15 .. لكن أهل سبأ لم يشكروا المنعم ..ولم يحمدوا الخالق والمعطي ..ولكنهم كفروا بنعمة الله ..فماذا كان الجزاء ؟ ..كان جزاؤهم أن سلب الله منه النعم لأنهم غيروا ما بأنفسهم من الإيمان إلى الكفر ومن الطاعة إلى المعصية قال تعالى : (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ .. ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ) سبأ 16 ، 17، وقال السدي: وكان محمد صلى الله عليه وسلم نعمة انعم الله بها على قريش , فكذبوه وكفروا به فنقله الله إلى الأنصار من اهل المدينة
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ..ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أيها المسلمون
والآن ..لنسأل أنفسنا ..لماذا سلب الله نعمه من أمة الاسلام ..لماذا أصبحنا أذل أمة على سطح الأض بعدما كان آباؤنا أعز الأمم ..لماذا أصبحنا أفقر الأمم بعدما كنا أغنى الأمم ؟..لماذا أصبحنا أجهل الأمم بعدما كنا أعلم الأمم ؟..لماذا أصبحنا أضعف الأمم بعدما كنا أقوى الأمم ؟..لماذا تغيرت أحوالنا لماذا سلبت منا النعم؟ ..لماذا تغيرت الأحوال من السيئ إلى الأسوإ ؟ ..لماذا أصبحنا يقتل بعضنا بعضا ؟ ..ويظلم بعضنا بعضا ؟..لماذا قطعت الأرحام ؟..لماذا فشت الأوجاع والأسقام ؟ لماذا انتشر الجهل وعمت الفوضى ؟.. أظنكم قد عرفتم الإجابة ..لأننا غيرنا نعم الله ..لأننا كفرنا بنعم الله ..لأننا أهملنا نعم الله ..نعم غيرنا وبدلنا ..تغيرت أحوالنا من الطاعات إلى المعاصي ..ومن اتباع شرائع الإسلام الى اتباع شرائع الشرق والغرب ..ومن تطبيق أحكام الله إلى تطبيق شرائع البشر ..نعم تغيرنا من سماع القرآن إلى سماع المغنى والموسقى والمزمار ..تغيرنا وتغيرت أخلاقنا وطباعنا ونساؤنا وبناتنا ..نعم بدلنا نعمة الله .. فكان الجزاء من جنس العمل فسلب الله منا النعم وأصبحت أحوالنا لا تسر عدوا ولا حبيبا..نعم فهذه هي سنن الله التي لن تتغير ولن تتبدل ..يقول سبحانه..(سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ( الاحزاب 62 ، ويقول سبحانه : ( سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا) الاسراء 77.. إذن.فلا علاج ولا حل ولا مخرج لما نحن فيه الا بالعودة والرجوع الى الله ..عندما نصبح مؤمنين موحدين حقا ..عندما نصبح مسلمين قولا وعملا ..عندما نطبق كتاب ربنا وسنة نبينا ونحكم بشريعتنا ..عندما نتخلق بأخلاق نبينا .. عندما نغير ما بأنفسنا ..سوف تتغير أحوالنا ويعود لنا المجد الضائع والأموال المسلوبة والعلم النافع والعز المفقود.. ألا فعودوا إلى ربكم عودوا إلى دينكم عودوا إلى هدي نبيكم (وإن تعودوا نعد ) الانفال 19 .( وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ) محمد 38 ،ونعوذ بالله من السلب بعد العطاء ومن القبض بعد البسط .. ونعوذ بالله من فجاءة نقمتك وتحول عافيتك
الدعاء