خطبة عن (الأسباب المعينة على خلق القناعة)
يناير 13, 2016خطبة عن ( صور من خلق الكرم ومجالاته)
يناير 13, 2016الخطبة الأولى (أقوال العلماء عن خلق الكرم)
الحمد لله رب العالمين …اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام … وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له…. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. هو صفوة الخلق وحبيب الحق ورحمة الله للعالمين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) البقرة ،
إخوة الإسلام
من الآثار وأقوال العلماء الواردة في الكرم والسخاء: قال حكيم بن حزام رضي الله عنه: «ما أصبحت صباحا قطّ فرأيت بفنائي طالب حاجة قد ضاق بها ذرعا فقضيتها إلّا كانت من النّعم الّتي أحمد اللّه عليها، ولا أصبحت صباحا لم أر بفنائي طالب حاجة، إلّا كان ذلك من المصائب الّتي أسأل اللّه عز و جل الأجر عليها». ، وقال جويرية بن أسماء: «قطع برجل بالمدينة فقيل له: عليك بحكيم بن حزام، فأتاه وهو في المسجد فذكر له حاجته، فقام معه، فانطلق معه إلى أهله، فلمّا دخل داره رأى غلمانا له يعالجون أداة من أداة الإبل، فرمى إليهم بخرقة معه فقال: استعينوا بهذه على بعض ما تعالجون، ثمّ أمر له براحلة مقتّبة محقّبة، وزادا». ، وقال ابن عمر رضي الله عنهما: «أهدي لرجل رأس شاة، فقال: إنّ أخي وعياله أحوج منّا إلى هذا فبعث به إليه، فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتّى رجعت إلى الأوّل بعد سبعة». ، وقال أبو هريرة رضي الله عنه: «ما احتذى النّعال ولا انتعل ولا ركب المطايا، ولا لبس الكور، من رجل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من جعفر بن أبي طالب في الجود والكرم»، وقال عبد اللّه بن جعفر رحمه الله: «أمطر المعروف مطرا، فإن أصاب الكرام كانوا له أهلا، وإن أصاب اللّئام كنت له أهلا». ، وقال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: «السّخاء: ما كان منه ابتداء، فأمّا ما كان عن مسألة فحياء وتكرّم». ، ووقال أيضا: «البخل جلباب المسكنة وربّما دخل السّخيّ بسخائه الجنّة». ، وقال رضي الله عنه: «إذا أقبلت عليك الدّنيا فأنفق منها فإنّها لا تفنى، وإذا أدبرت عنك فأنفق منها فإنّها لا تبقى وأنشد يقول:
لا تبخلنّ بدنيا وهي مقبلة فليس ينقصها التّبذير والسّرف
وإن تولّت فأحرى أن تجود بها فالحمد منها إذا ما أدبرت خلف
– قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: «إذا مات السّخيّ، قالت الأرض والحفظة: ربّ تجاوز عن عبدك في الدّنيا بسخائه، وإذا مات البخيل قالت: اللّهمّ احجب هذا العبد عن الجنّة كما حجب عبادك عمّا جعلت في يديه من الدّنيا». – وقال ابن عبّاس رضي الله عنهما: «سادات النّاس في الدّنيا الأسخياء، وفي الآخرة الأتقياء».– وروى مالك رحمه الله عن مولاة لعائشة رضي الله عنها: أنّ مسكينا سأل عائشة وهي صائمة، وليس في بيتها إلّا رغيف، فقالت لمولاة لها: أعطيه إيّاه، فقالت: ليس لك ما تفطرين عليه. فقالت أعطيه إيّاه. ففعلت، فلمّا أمسينا، أهدى لها أهل بيت أو إنسان – ما كان يهدي لها -: شاة وكفنها فدعتني عائشة، فقالت: كلي من هذا. هذا خير من قرصك. – وقال محمّد بن عبّاد بن عبّاد بن عبّاد ابن حبيب بن المهلّب رحمه الله: بعث مروان وهو على المدينة ابنه عبد الملك إلى معاوية فدخل عليه فقال: إنّ لنا مالا إلى جنب مالك بموضع كذا وكذا من الحجاز، لا يصلح مالنا إلّا بمالك، ومالك إلّا بمالنا، فإمّا تركت لنا مالك فأصلحنا به مالنا، وإمّا تركنا لك مالنا فأصلحت به مالك، فقال له: يا ابن مروان: إنّي لا أخدع عن القليل ولا يتعاظمني ترك الكثير، وقد تركنا لكم مالنا فأصلحوا به مالكم. – وقال عروة بن الزّبير رضي الله عنهما: «رأيت عائشة رضي الله عنها تقسّم سبعين ألفا وهي ترقّع ثوبها، وروى أنّها قسّمت في يوم ثمانين ومائة ألف بين النّاس، فلمّا أمست قالت: يا جارية عليّ فطوري، فجاءتها بخبز وزيت، فقالت لها أمّ ذرّة: أما استطعت فيما قسّمت اليوم أن تشتري لنا بدرهم لحما نفطر عليه؟ فقالت: لو ذكّرتني لفعلت». – وقال الحسن البصري رحمه الله: «السّخاء: أن تجود بمالك في اللّه عز و جل أي في سبيل الله».– وقال محمّد بن المنكدر رحمه الله: «كان يقال: إذا أراد اللّه بقوم خيرا أمّر عليهم خيارهم، وجعل أرزاقهم بأيدي سمحائهم».
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (خلق الكرم و والبذل والسخاء )
الحمد لله رب العالمين …اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام … وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له…. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. هو صفوة الخلق وحبيب الحق ورحمة الله للعالمين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن فوائد الكرم والسخاء: 1- أن تستغفر الأرض والحفظة لموت السّخيّ. 2- حسن ثناء النّاس عليه. ،3- الكرم والسخاء دليل الزّهد في الدّنيا وحبّ الآخرة. 4- وهو دليل حسن الظّنّ باللّه تعالى ، 5- دليل زهد الإنسان في الدّنيا. 6- دليل عراقة الأصل. ، 7- صاحبه محمود كريم في الدّنيا والآخرة.8- طريق من طرق النّبيّين والسّلف الصّالح. 9- الكرم يزيد البركة في الرّزق والعمر. 10- الكريم قليل الأعداء والخصوم لأنّ خيره منشور على العموم. 11- الكريم محبوب من الخالق الكريم وقريب من الخلق أجمعين. 12- الكريم نفعه متعدّ غير مقصور. 13- من كمال الإيمان وحسن الإسلام. 14- هو صفة كمال في الإنسان. ، 15- هو موافق للفطرة الصّحيحة لذلك كان العرب يتمادحون به. 16- يبعث على التّكافل الاجتماعيّ والتّوادّ بين النّاس. وتتحقق فضيلة الكرم والسخاء حقيقة، حين يلتحم هذا الكريم السخي بالمجتمع، فهو مُتَّصِل بفضائلَ أخرى؛ فهو في أغلب أحواله يأخذ بالعفو، ويتحلّى بالحلم، ويجري في معاملاته على الإنصاف، ويؤدي حقوقَ الناسِ من تلقاء نفسه. ولتجدنّ الكريم السخيَّ بحق متواضعًا، لا يطيش به كبر، ولا تستخفه خيلاء، ولتجدنَّه أقربَ الناس إلى الشجاعة وعزة النفس؛ وإنما يخسر الإنسانُ الشجاعةَ والعزةَ بشدَّة حرصه على متاع الحياة الدنيا.
الدعاء