خطبة حول ( قصة ثلاثة الغار )
يوليو 8, 2016خطبة عن (لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ: النطق باللسان واليقين في القلب، والعمل بالجوارح)
يوليو 8, 2016الخطبة الأولى ( فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال تعالى وهو أصدق القائلين : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) البقرة21 ، 22 ،وفي البخاري (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ – رضى الله عنه – قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَىُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ قَالَ « أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهْوَ خَلَقَكَ »
أيها الموحدون
الند ، وجمعها أنداد : هو الشريك ، والنظير ، والمثيل ، والآيات والأحاديث النبوية تحذر الناس من أن يتخذوا من دون الله أندادا ، لأنه سبحانه وتعالى ،هو الله ،الواحد الأحد ، الفرد الصمد ،لم يلد ولم يولد ،ولم يكن له كفوا أحد ، فلا شبيه له ، ولا مثيل له ، ولا شريك له ، ولا ند له ، والله يخاطب عقول البشر ، من الذي أوجدكم من العدم؟ ، وغمركم بسوابغ النعم ؟ ، وصرف عنكم المكاره والنقم ؟ ، ومن الذي أعطاكم العقول والأسماع والأبصار؟ ، ومن الذي سخر لكم الليل والنهار ؟ ومن يصوركم في الأرحام كيف يشاء ؟ وبيده الأمر يفعل ما يشاء ؟ ومن الذي فجر الأرض بالأنهار والعيون ؟ ، وأخرج الفواكه والثمار من يابس الغصون ؟ ، ومن الذي السماء بناها ، ورفع سمكها فسواها ، والأرض بعد ذلك دحاها ، أخرج منها ماءها ومرعاها ؟ ، إنه الله ، الذي لا ند له ، ولا معبود سواه ، فلا تجعلوا لله ندا في طاعته ، فمن أطاع المخلوق في معصية الخالق فكأنما جعل لله ندا ، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق والله سبحانه وتعالى يقول ( وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا) العنكبوت 9 ، ولا تجعلوا لله ندا في رزقه ، فهو سبحانه وتعالى الرزاق ، فلا تنسبوا الرزق للأسباب وتنسوا مسبب الأسباب ، ففي البخاري (عَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ – صلى الله عليه وسلم – « مَا أَحَدٌ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ ، يَدَّعُونَ لَهُ الْوَلَدَ ، ثُمَّ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ » ،وفي رواية مسلم (قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا أَحَدٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى إِنَّهُمْ يَجْعَلُونَ لَهُ نِدًّا وَيَجْعَلُونَ لَهُ وَلَدًا وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَرْزُقُهُمْ وَيُعَافِيهِمْ وَيُعْطِيهِمْ ».،ولا تجعلوا لله ندا في حبه ، فليكن حب الله ورسوله في قلبك هو أعظم حب ، وكل حب دونهما ، يقول سبحانه (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ) البقرة 165 ، وفي البخاري وغيره (عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِى الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِى النَّارِ » ، ولا تجعلوا لله ندا في خشيته والخوف منه ، فمن خشي الناس أو خافهم في طاعة الله فقد جعل لله ندا ، لأن الخوف والخشية لا تكون إلا من الله ، قال تعالى (أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )التوبة 13 ، ويقول سبحانه (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) آل عمران 175 ، وكثيرا ما نسمع هذه العبارة على ألسنة الناس ، وخاصة النساء يقولون : (ماذا يقول علينا الناس ؟؟) ، فهذه العبارة تعني أن خشية الناس مقدمة على خشية الله ، والله يقول (أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) التوبة 13 ،ولا تجعلوا لله ندا في التقرب إليه ،فالمسلم يتقرب بطاعته لله ، ولا يتقرب بها إلى مخلوق مثله ، فمن تقرب إلى غير الله ، فقد جعل لله ندا ، وفي مسند أحمد (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ قَالَ قَالَ نَبِىُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ تَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ شِبْراً تَقَرَّبَ اللَّهُ إِلَيْهِ ذِرَاعاً وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيْهِ ذِرَاعاً تقَرَّبَ إِلَيْهِ بَاعاً وَمَنْ أَتَاهُ يَمْشِى أَتَاهُ اللَّهُ هَرْوَلَةً ». وفي المعجم الكبير (أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا خرج إلى الصلاة يقول : ( اللهم اجعلني أقرب من تقرب إليك ) ، ولا تجعلوا لله ندا في عبادته ، فمن أراد بعبادته غير الله فقد جعل لله ندا ، قال تعالى (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) الكهف 110 ،وفي صحيح مسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِى غَيْرِى تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ ». ويقول سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) الأعراف 194 ، فلا تجعلوا لله أندادا في طاعته ، ولا في رزقه ، ولا في عبادته ، ولا في دعائه ، ولا في حبه ، فالحذر الحذر من ذلك فالعواقب وخيمة ، والنهاية مؤلمة ، ففي البخاري (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ – رضى الله عنه – قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – كَلِمَةً وَقُلْتُ أُخْرَى « مَنْ مَاتَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا أُدْخِلَ النَّارَ » . وَقُلْتُ أُخْرَى مَنْ مَاتَ لاَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا أُدْخِلَ الْجَنَّةَ )
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وما زلنا مع قول الحق تبارك وتعالى (فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) ، ومن صور اتخاذ الند أيضا ، أن تجعل لله ندا في قيوميته على خلقه ، وتصرفه في ملكه ،فهناك من الناس من يعتقد أن لله أندادا يصرفون ملكه وكونه ، ويسمونهم :( الأربعة المتدركين ، أو السبعة المتصرفين ) ،فمن اعتقد ذلك فقد جعل لله ندا وشريكا في ملكه ، فلا يملك مخلوق ،أيا كان ، نفعا ، أو ضرا ، أو موتا ، أو حياتا ، أو تصريفا ، لأن الله هو الحي القيوم ، يقول سبحانه (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) آل عمران 2 ، ويقول سبحانه(أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ)الرعد 33
أيها المؤمنون
وهناك بعض العبارات التي قد يتحدث بها البعض ، ولكنها تحمل في معانيها الند والشرك فاحذروها ومنها : ( ما شاء الله وشئت ) ففي مسند أحمد (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « أَجَعَلْتَنِي وَاللَّهَ عَدْلاً بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ » ، ومن العبارات الشركية (توكلت على الله وعليك ) ومنها (لولا فلان لحدث كذا ) ، فاحذروا هذه العبارات المهلكات ،(فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) ولتكن قلوبنا موصولة بالله ، ومتوكلة عليه ، ومحبة وداعية ومتقربة ومطيعة له ، وأن نعتقد أن الأمر كله لله ،قال تعالى (وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ) الفرقان 3، فلا يغيث المكروب إلا الله ، ولا يكشف الضر إلا الله ، ولا يملك قلوبنا وأرواحنا إلا الله ،
الدعاء