خطبة عن (علامات الخشية والخوف من الله تعالى وصورها)
يوليو 11, 2016خطبة عن ( التوبة وأسباب تأخيرها )
يوليو 11, 2016الخطبة الأولى ( خشية الله تعالى )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ..وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ ) الانبياء 49
إخوة الإسلام
يقول الله تعالى في محكم آياته : (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ.. لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ. وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ) ص 29، يبين الله تبارك وتعالى لنا في هذه الآية ..الهدف أوالغرض والحكمة من إنزال القرآن وهو (لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ..وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )..فإذا لم نتدبر القرآن ..ولم نتذكر بآياته ..فسوف يشكونا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ربه يوم القيامة..ويكون خصمنا..ويتبرأ منا ..قال الله تعالى على لسان رسوله (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) الفرقان 30.. أي لم يتدبروا آياته ..ولم يتذكروا بها .. واليوم إن شاء الله موعدنا مع القرآن الكريم . يقول الله تعالى : (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ..وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ ) الانبياء 49.. فمن صفات المؤمنين أنهم يخشون ربهم..ومشفقون من أهوال يوم القيامة ..والخشية : هي الخوف من الله ..وهي اضطراب القلب ووجله من تذكر عقاب الله .. وناره ووعيده الشديد لمن عصاه.. “..فالخوف من الله.. سراج يضئ في القلب، به يبصر المؤمن الخير من الشر.. لذا قال أحد الصالحين ..ما فارق الخوف قلبا إلا خرب”، وقال آخر: “إذا سكن الخوف القلب أحرق مواضع الشهوات منها ..وطرد الدنيا عنها”، وقال ذو النون: “الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق
أيها الوحدون
والخوف خوفان: خوف محمود.. و هو ما حجزك عن محارم الله… وخوف مذموم : وهو مايؤدي الى اليأس والقنوط من رحمة الله.. فالخشية الحقة هي التي تربي القلب حتى لا يفرق بين معصية كبيرة وصغيرة.. فلا ينظر إلى صغر المعصية، ولكن ينظر إلى عظمة من عصاه.. والخوف أوالخشية من الله.. هي من أعلى المقامات وأشرفها .وأسمى الصفات وأرفعها.. وهي صفةَ من صفات الملائكة المقرَّبين.. قال الله تعالى عن الملائكة: ( يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) النحل 50 . وهي صفةَ من صفات النبيين قال سبحانه عن أنبيائه : ( الَّذِينَ يُبَلّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ ..وَيَخْشَوْنَهُ ..وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً ) الاحزاب 39.. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنِ الشَّيْءِ أَصْنَعُهُ فَوَ اللَّهِ إِنِّي لأَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً ). وهي صفة من صفات العلماء ..قال تعالى( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) فاطر 28… وهي صفة من صفات المؤمنين الموحدين ..قال تعالى : (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ ) الانبياء 49، وقال سبحانه : ( إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ) الملك 12... بل وهي صفة من صفات الجبال الراسيات ..قال تعالى : ( وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ.. وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ .وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ) البقرة 74..
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (الخشية )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يوم غابت خشية الله ومراقبته.. أجمع أخوة يوسف على رميه في غياهب البئر..وحينما وجدت الخشية ..قال يوسف عندما تهيأت له امرأة العزيز : (مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) يوسف 23 ، فاذا كانت الجبال الراسيات تخشى الله وتخافه..فما بال قلوبنا في غافلتها غارقة..ومتى تجد الخشية إلى قلوبنا سبيلا .. وقد يقول قائل ..ماهي علامات الخشية والخوف من الله؟.. فأقول : من علامات الخشية والخوف من الله .. أن الذي يخشى الله ويخافه.. يحجزه خوفه وخشيته عن المعاصي والمحرمات، فلا يأكل مالا حراما، ولا يشهد زورا، ولا يحلف كاذبا، ولا يخلف وعدا، ولا يخون عهدا، ولا يغش ولا يخون ، ولا يمشي بالنميمة، ولا يغتاب الناس، ولا يترك النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يزني، ولا يتشبه بالنساء، ولا يتشبه بالكفرة أعداء الدين، ولا يتعاطى محرما، ولا يشرب المسكرات ولا المخدرات، ولا يهجر مساجد الله، ولا يترك الصلاة في الجماعة، ولا يضيع أوقاته في اللهو والغفلة، بل تجده يشمر عن ساعد الجد، يستغل وقته كله في طاعة الله، ولهذا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ ».. ونستكمل الموضوع إن شاء الله ..
الدعاء