خطبة ( أضرار النظرة المحرمة، وفوائد غض البصر)
يناير 13, 2016خطبة عن ( أقسام القلوب وعلاجها )
يناير 18, 2016الخطبة الأولى ( غض البصر )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) النور 30 ،31، ،وقال عز وجل : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) الاسراء 36 ، وروى مسلم في صحيحه ( عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِى.) ، وروى الترمذي وغيره (عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ قَالَ :« يَا عَلِىُّ لاَ تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ »، وفي صحيح البخاري (مِمَّا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – : « إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا ، أَدْرَكَ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ ، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِى ، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ »
إخوة الإسلام
من نعم الله عز وجل على عباده نعمة البصر ، فالبصر نعمة عظيمة ، وأداة خير إذا استعملها المسلم فيما شرع له النظر إليه ، والتفكر فيه ، كما في قوله تعالى: ” قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ” يونس 101, ، وقد يكون البصر أداة شر على صاحبه إذا استعمله فيما لا يرضي الله, وذلك بالنظر إلى المحرمات والنظر إلى العورات والنظر إلى فضول زينة الحياة الدنيا نظرة إعجاب ، كما قال تعالى: ” وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ” طه 131 , ولذا أمر الله المؤمنين بغض أبصارهم كما في قوله تعالى: ” قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ.. ” النور 30,
أيها المسلمون
واعلموا أن إطلاق البصر سبب لأعظم الفتن, فكم فسد بسبب النظر من عابد؟، وكم انتكس بسببه من شباب وفتيات كانوا طائعين؟، ، وكم وقع بسببه أناس في الزنا والفاحشة والعياذ بالله؟. ، فالعين مرآة القلب فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته ، وإذا أطلق العبد بصره أطلق القلب شهوته وإرادته ، ونقش فيه صور تلك المبصرات فيشغله ذلك الفكر فيما ينفعه في الدار الآخرة. ، والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان, فإن النظرة تولد الخطرة ، ثم تولد الخطرة فكرة ، ثم تولد الفكرة شهوة ، ثم تولد الشهوة إرادة ، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة ، فيقع الفعل ولابد ، ما لم يمنع مانع, ولهذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده. فالنظر المحرم: هو النظر إلى ما لايحل النظر إليه. والنظر إلى المحرمات والعورات: محرم بالكتاب والسنة والإجماع. ولقد كان السلف الصالح يبالغون في غض البصر حذراً من فتنته ، وخوفاً من عاقبته، وكذلك يحذِّرون من إطلاقه على المحرمات والعورات, وإليك شيئاً مما قالوا: قال ابن مسعود رضي الله عنه :” ما كان من نظرة فإن للشيطان فيها مطعماً “, ، وكان الربيع بن خيثم –رحمه الله – يغض بصره فمر به نسوة فأطرق – أي أمال رأسه إلى صدره – حتى ظن النسوة أنه أعمى فتعوذن بالله من العمى. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: ” الشيطان من الرجل في ثلاث منازل: في بصره وقلبه وذَكَرِهِ. ومن المرأة في ثلاث منازل: في بصرها وقلبها وعجزها “, وقال عيسى بن مريم عليه السلام : ” النظر يزرع في القلب الشهوة وكفى بها خطيئة “, وقال معروف – رحمه الله -:” غضوا أبصاركم ولوا عن شاة أنثى “, ، وقال ذو النون عليه السلام : ” اللحظات تورث الحسرات أولها أسف وآخرها تلف فمن طاوع طرفه تابع حتفه “,
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( غض البصر )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وقال الإمام أحمد – رحمه الله -:” كم نظرة ألقت في قلب صاحبها البلابل؟ “, ، وقال ابن المسيب – رحمه الله -: ” إذا رأيتم الرجل يديم النظر إلى غلام أمرد فاتهموه “, وقال عمر رضي الله عنه : ” الغلام الأمرد أضر على العالم من السبع الضاري “, ، وقال ابن القيم – رحمه الله” أول أسباب العشق الاستحسان سواء نظر إليه أو سمع به ” وقال ابن رجب – رحمه الله-: ” لا يجوز النظر إلى الأمرد بشهوة وغيرها من غير حاجة كل ذلك لخوف الفتنة والوقوع في الهلكة “.
أيها المؤمنون
ولإطلاق البصر ، والنظر إلى ما حرم الله أسباب , ومنها : اتباع الهوى ، وطاعة الشيطان.. والجهل بعواقب النظرة الحرام .. والعزوف عن الزواج. والاتكال على عفو الله ومغفرته, ونسيان أن الله شديد العقاب. وأصدقاء السوء. ومشاهدة الأفلام المسلسلات والبرامج والصور الفاتنة التي تتبرج فيها النساء عن طريق القنوات الفضائية أو المجلات الخليعة.. وكثرة التواجد في الأماكن التي يختلط فيها الرجال بالنساء كالأسواق.. وعدم الخوف من الله وعدم المراقبة لله، وتبرج النساء في الشوارع والأسواق ونستكمل الحديث في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء