خطبة عن (بشارات النبوة وإرهاصات ما قبل الرسالة)
يوليو 13, 2016خطبة عن (صحيح السيرة) (النبي محمد الميلاد والطفولة)
يوليو 13, 2016الخطبة الأولى (سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والنشأة في مكة)
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمةاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) (الاحزاب)
إخوة الإسلام
موعدنا اليوم إن شاء الله مع نشأة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة ..فقد نشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم نشأة طيبة .فقد حفظه الله ورعاه ..وأحاطه الله بعنايته ورباه ، فقد كان يتيما فآواه ، وعائلا فأغناه ، وضالا في البحث عن الحق فهداه ، ففي صحيح مسلم لَمَّا بُنِيَتِ الْكَعْبَةُ ذَهَبَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- وَالعَبَّاسٌ يَنْقُلاَنِ حِجَارَةً فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِلنَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- اجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى عَاتِقِكَ مِنَ الْحِجَارَةِ. فَفَعَلَ.. فَخَرَّ إِلَى الأَرْضِ وَطَمَحَتْ عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَامَ فَقَالَ « إِزَارِي ،إِزَارِي ».فَشَدَّ عَلَيْهِ إِزَارَهُ. ..وروى البيهقي عن زيد بن حارثة قال : (كان صنم من نحاس – يقال له ( إساف) و( نائلة ).. يتمسح به المشركون إذا طافوا فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطفت معه فلما مررت مسحت به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تمسه ) . قال زيد : فطفنا فقلت في نفسي : لأمسنه حتى أنظر ما يكون .فمسحته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألم تنه ؟) . زاد غيره : قال زيد : فو الذي أكرمه وأنزل عليه الكتاب ما استلم صنما قط حتى أكرمه الله تعالى بالذي أكرمه وأنزل عليه ) ، فلم يشرك رسولنا صلى الله عليه وسلم بالله قط ، بل كان على ملة أبيه ابراهيم عليه السلام .. وقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل قبل أن ينزل عليه الوحي ، فقدم إليه سفرة فيها لحم ، فأبى أن يأكل منه وقال : ( إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل مما لم يذكر اسم الله عليه )…وقد شهد الرسول صلى الله عليه وسلم مع قريش حلف الفضول ..وهو حلف أو معاهدة بين القبائل يدعو الى مكارم الاخلاق:ففي مسند أحمد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « شَهِدْتُ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ مَعَ عُمُومَتِي وَأَنَا غُلاَمٌ فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ وَأَنِّى أَنْكُثُهُ » ،ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم عالة على عمه بل كان يعمل برعي الغنم .. ففي صحيح البخاري : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلاَّ رَعَى الْغَنَمَ » .. ولما بلغ الخامسة والعشرين من عمره ..تزوج صلى الله عليه وسلم من خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وكانت محببة إلى قلبه ورزقه الله منها الأولاد..( زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة وعبد الله )، وكان صلى الله عليه وسلم يحب زوجته خديجة حبا كبير .. وكان يذكرها بعد وفاتها حتى غارت منها عائشة ،ففي صحيح مسلم : (عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَا غِرْتُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- إِلاَّ عَلَى خَدِيجَةَ وَإِنِّي لَمْ أُدْرِكْهَا. قَالَتْ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا ذَبَحَ الشَّاةَ فَيَقُولُ « أَرْسِلُوا بِهَا إِلَى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ ». قَالَتْ فَأَغْضَبْتُهُ يَوْمًا فَقُلْتُ خَدِيجَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا ».
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة (الثانية) ما قبل البعثة
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وقبل البعثة المباركة قامت قريش بتجديد بناء الكعبة ..واختلفوا فيمن يضع الحجر الاسود مكانه فاتفقوا أن يضعه أول من يدخل من هذا الباب . فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب بني شيبة فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه وأمر أن يأخذوا بطائفة من الثوب فرفعوه وأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه مكانه ، وقبل بعثته صلى الله عليه وسلم كان يرى ويسمع أمورا عجيبة منها مثلا ما جاء في ( صحيح مسلم ) عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنِّي لأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَىَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ إِنِّي لأَعْرِفُهُ الآنَ ».. كما روى البيهقي عن علي قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فخرج في بعض نواحيها فما استقبله شجر ولا جبل إلا قال : السلام عليك يا رسول الله)
إخوة الإسلام
وننتقل إلى بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..وقبل أن نتناول أحداث البعثة المباركة نتعرف على بعض البشارات التي بشرت بمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وذلك في اللقاء القادم إن شاء الله ..
الدعاء