خطبة عن (محاولات قريش لوقف دعوة الرسول للاسلام في مكة)
يوليو 13, 2016خطبةعن ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)
يوليو 13, 2016الخطبة الأولى ( دعوة الرسول إلى الإسلام في مكة سرا وجهرا)
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
اما بعد ايها المسلمون
روى مسلم في صحيحه: ( عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ لَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قُرَيْشًا فَاجْتَمَعُوا فَعَمَّ وَخَصَّ فَقَالَ « يَا بَنِى كَعْبِ بْنِ لُؤَىٍّ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ يَا بَنِى مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ يَا بَنِى عَبْدِ شَمْسٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ يَا بَنِى عَبْدِ مَنَافٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ يَا بَنِى هَاشِمٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ يَا بَنِى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ يَا فَاطِمَةُ أَنْقِذِى نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ فَإِنِّى لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلاَلِهَا ».
إخوة الإسلام
استمر الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله تعالى ليلا و نهارا.. وسرا وجهرا.. لا يصرفه عن ذلك صارف ..ولا يرده عن ذلك راد.. ولا يصده عن ذلك صاد.. يتبع الناس في أنديتهم.. ومجامعهم ومحافلهم.. وفي المواسم ومواقف الحج.. يدعو من لقيه ..من حر وعبد.. وضعيف وقوي.. وغني وفقير.. جميع الخلق في ذلك عنده سواء ..وهنا ..شعرت قريش بالخطر ..وخافت أن تنتشر دعوة محمد صلى الله عليه وسلم .. فجاءت قريش إلى أبي طالب (يحدث عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : جَاءَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أَبِي طَالِبٍ فَقَالَتْ : إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يُؤْذِينَا فِي نَادِينَا وَمَسْجِدِنَا ، فَانْهَهُ عَنْ إِيذَائِنَا ، قَالَ : يَا عَقِيلُ ائْتِ مُحَمَّدًا فَادْعُهُ ، فَذَهَبْتُ ، فَأَتَيْتُهُ بِهِ ، فَجَاءَ فِي نِصْفِ النَّهَارِ يَتَخَلَّلُ الْفَيْءَ ، فَجَلَسَ عِنْدَ أُسْكُفَّةِ الْبَابِ ، وَقُرَيْشٌ عِنْدَ أَبِي طَالِبٍ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي إِنَّ بَنِي عَمِّكَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تُؤْذِيهِمْ فِي نَادِيهِمْ وَمَسْجِدِهِمْ فَانْتَهِ عَنْ ذَلِكَ ، قَالَ : فَحَلَّقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ ، قَالَ : هَلْ تَرَوْنَ هَذِهِ الشَّمْسَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : مَا أَنَا بِأَقْدَرَ أَنْ أَدَعَ ذَلِكَ مِنْكُمْ عَلَى أَنْ تَسْتَشْعِلُوا لِي مِنْهَا شُعْلَةً ، قَالَ : فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ : مَا كَذَبَنَا ابْنُ أَخِي فَارْجِعُوا ، قَالَ : فَرَجَعُوا).. فاستمرت قريش في عدوانها وإيذائها لرسول الله صلى الله عليه وسلم.. فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَهْلٍ هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ قَالَ فَقِيلَ نَعَمْ. فَقَالَ وَاللاَّتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ أَوْ لأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِى التُّرَابِ – قَالَ – فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يُصَلِّى زَعَمَ لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ – قَالَ – فَمَا فَجِئَهُمْ مِنْهُ إِلاَّ وَهُوَ يَنْكِصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِى بِيَدَيْهِ – قَالَ – فَقِيلَ لَهُ مَا لَكَ فَقَالَ إِنَّ بَيْنِى وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ وَهَوْلاً وَأَجْنِحَةً. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لَوْ دَنَا مِنِّى لاَخْتَطَفَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا »… (وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- دَعَا عَلَى قُرَيْشٍ غَيْرَ يَوْمٍ وَاحِدٍ فَإِنَّهُ كَانَ يُصَلِّى وَرَهْطٌ مِنْ قُرَيْشٍ جُلُوسٌ وسَلاَ جَزُورٍ قَرِيبٌ مِنْهُ فَقَالُوا مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّلاَ فَيُلْقِيَهُ عَلَى ظَهْرِهِ قَالَ فَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِى مُعَيْطٍ أَنَا. فَأَخَذَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى ظَهْرِهِ فَلَمْ يَزَلْ سَاجِداً حَتَّى جَاءَتْ فَاطِمَةُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهَا فَأَخَذَتْهُ عَنْ ظَهْرِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اللَّهُمَّ عَلَيْكَ الْمَلأَ مِنْ قُرَيْشٍ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِى جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِعُقْبَةَ بْنِ أَبِى مُعَيْطٍ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأُبَىِّ بْنِ خَلَفٍ أَوْ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ ». قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ جَمِيعاً ثُمَّ سُحِبُوا إِلَى الْقَلِيبِ غَيْرَ أُبَىٍّ أَوْ أُمَيَّةَ فَإِنَّهُ كَانَ رَجُلاً ضَخْماً فَتَقَطَّعَ.) …. ويحدث عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ قُلْتُ : حَدِّثْنِى بِأَشَدِّ شَىْءٍ صَنَعَهُ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِى مُعَيْطٍ وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّى عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَلَوَى ثَوْبَهُ فِى عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخَذَ بِمَنْكِبَيْهِ فَدَفَعَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ (أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّىَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ)
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية المشركون يسألون رسول الله اسئلة تعجيزية
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
( وعَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لَقَدْ أُخِفْتُ فِى اللَّهِ وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِى اللَّهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَىَّ ثَلاَثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَمَا لِى وَلِبِلاَلٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلاَّ شَىْءٌ يُوَارِيهِ إِبْطُ بِلاَلٍ ».. ولما لم تفلح وسائلهم في ابعاد رسول الله عن هدفه ..بدأ المشركون يسألون رسول الله اسئلة تعجيزية ..وذلك على وجه العناد ..لا على وجه طلب الهدى والرشاد.. فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يَجْعَلَ لَهُمُ الصَّفَا ذَهَباً وَأَنْ يُنَحِّىَ الْجِبَالَ عَنْهُمْ فَيَزْرَعُوا فَقِيلَ لَهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تَسْتَأْنِىَ بِهِمْ وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تُؤْتِيَهُمُ الَّذِى سَأَلُوا فَإِنْ كَفَرُوا أُهْلِكُوا كَمَا أَهْلَكْتُ مَنْ قَبْلَهُمْ. قَالَ « لاَ بَلْ أَسْتَأْنِى بِهِمْ ». فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الآيَةَ ( وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً ) الاسراء 59 ، فقالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم : ادع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهبا ونؤمن بك . فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يَجْعَلْ لَنَا الصَّفَا ذَهَبًا , فَإِنْ أَصْبَحَ لَنَا ذَهَبًا اتَّبَعْنَاكَ , فَدَعَا رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ , فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلامَ , وَيَقُولُ لَكَ: إِنْ شِئْتَ أَصْبَحَ لَهُمُ الصَّفَا ذَهَبًا , فَمَنْ كَفَرَ مِنْهُمْ عَذَّبْتُهُ عَذَابًا لَمْ أُعَذِّبْهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ , وَإِنْ شِئْتَ فَتَحْتُ لَهُمْ بَابَ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ, قَالَ: بَلْ بَابُ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ.) ونستكمل إن شاء الله
الدعاء