خطبة عن ( غزوة بدر الكبرى وأسبابها)
يوليو 13, 2016خطبة عن (الهجرة واستقبال أهل المدينة للرسول وصاحبه)
يوليو 13, 2016الخطبة الأولى (موقف المنافقين من المسلمين في المدينة،وقتال قريش)
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (143) (النساء)
إخوة الإسلام
في مجتمع المدينة ظهر النفاق ..وهذا أكبر دليل على قوة الدولة الاسلامية ..فكان المنافقون يظهرون الاسلام بألسنتهم ،ويكنون الكفر والكراهية للمسلمين في قلوبهم ،ولكنهم لا يستطيعون ان يواجهوهم بذلك .. وكان على رأس النفاق عبد الله ابن أبي ..فقد مَرَّ الرسول بِمَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلاَطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ وَالْيَهُودِ فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَىٍّ وَفِى الْمَجْلِسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَلَمَّا غَشِيَتِ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ خَمَّرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَىٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ ثُمَّ قَالَ لاَ تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا. فَسَلَّمَ عَلَيْهِمُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ وَقَفَ فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَىٍّ أَيُّهَا الْمَرْءُ لاَ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا إِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَلاَ تُؤْذِنَا فِى مَجَالِسِنَا وَارْجِعْ إِلَى رَحْلِكَ فَمَنْ جَاءَكَ مِنَّا فَاقْصُصْ عَلَيْهِ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ اغْشَنَا فِى مَجَالِسِنَا فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ. قَالَ فَاسْتَبَّ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُودُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَتَوَاثَبُوا فَلَمْ يَزَلِ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- يُخَفِّضُهُمْ ثُمَّ رَكِبَ دَابَّتَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ « أَىْ سَعْدُ أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ – يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَىٍّ – قَالَ كَذَا وَكَذَا ». قَالَ اعْفُ عَنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاصْفَحْ فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَاكَ اللَّهُ الَّذِى أَعْطَاكَ وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ أَنْ يُتَوِّجُوهُ فَيُعَصِّبُوهُ بِالْعِصَابَةِ فَلَمَّا رَدَّ اللَّهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِى أَعْطَاكَهُ شَرِقَ بِذَلِكَ فَذَلِكَ فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ. فَعَفَا عَنْهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم… وفي المدينة أذن للرسول وأصحابه بالقتال وقد كانوا ينهون عنه في مكة .. نعم ..في مكة كان المسلمون يتعرضون لكل أنواع القهر والتنكيل والتعذيب ولكنهم لا يستطيعون أن يدافعوا عن أنفسهم لأنهم لم يؤمروا بالقتال .. أما في المدينة فقد تغير الحال وأصبح للمسلمين دولة فأذن الله لهم بالدفاع عن أنفسهم ومقاتلة عدوهم ، قال تعالى : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ.. الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ) الحج 39 ، 40.. وفي المدينة كان تحويل القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام بمكة ، فعَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّى نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَنَزَلَتْ : (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) البقرة 144 ، فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِى سَلِمَةَ وَهُمْ رُكُوعٌ فِى صَلاَةِ الْفَجْرِ وَقَدْ صَلَّوْا رَكْعَةً فَنَادَى أَلاَ إِنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ حُوِّلَتْ. فَمَالُوا كَمَا هُمْ نَحْوَ الْقِبْلَةِ)
أيها المسلمون
ولم تترك قريش المسلمين بعد هجرتهم بل أرادت أن تقتل الرسول والمسلمين في المدينة ولكن باءت محاولاتها بالفشل .. وفي العام الثاني للهجرة ..كانت غزوة بدر الكبرى .. وهي أول معركة بين المسلمين وكفار قريش. فما هي اسبابها ..نستكمل إن شاء الله ..
اقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (موقف المنافقين من المسلمين في المدينة،وقتال قريش)
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
كانت غزوة بدر الكبرى في العام الثاني للهجرة.. وهي أول معركة بين المسلمين وكفار قريش.. فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن أبا سفيان أقبل في تجارة لقريش من الشام وهي تحمل ثروات رؤساء قريش وزعمائها .. ومن المعلوم أن قريشا قد استولت على أموال المسلمين واغتصبت ممتلكاتهم في مكة ..فكان لابد للمسلمين أن يستردوا بعض أموالهم من قريش وأن يظهروا لهم قوتهم واستعدادهم للقتال . فشاور الرسول أصحابه في الخروج كما روى مسلم (عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- شَاوَرَ حِينَ بَلَغَهُ إِقْبَالُ أَبِى سُفْيَانَ قَالَ فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ تَكَلَّمَ عُمَرُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ إِيَّانَا تُرِيدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نُخِيضَهَا الْبَحْرَ لأَخَضْنَاهَا وَلَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نَضْرِبَ أَكْبَادَهَا إِلَى بَرْكِ الْغِمَادِ لَفَعَلْنَا) .. فلما رأى الرسول منهم الاستجابة والاستعداد لملاقات الأعداء دعاهم للخروج وقال لهم : ( هذه عير قريش .فيها أموالهم .فاخرجوا اليها لعل الله ينفلكموها) .. وبعث الرسول صلى الله عليه وسلم من يأتيه بالأخبار ..فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بُسَيْسَةَ عَيْنًا يَنْظُرُ مَا صَنَعَتْ عِيرُ أَبِى سُفْيَانَ فَجَاءَ.. قَالَ .فَحَدَّثَهُ الْحَدِيثَ قَالَ.. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم. – فَتَكَلَّمَ فَقَالَ « إِنَّ لَنَا طَلِبَةً فَمَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا فَلْيَرْكَبْ مَعَنَا ». فَجَعَلَ رِجَالٌ يَسْتَأْذِنُونَهُ فِى ظُهْرَانِهِمْ فِى عُلْوِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ « لاَ إِلاَّ مَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا ».وكان معه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ..ولم يكن معهم إلا فرس أو فرسين وسبعون بعيرا. فكيف سارت أحداث معركة بدر. وكيف كانت النهاية في أول لقاء بين الحق والباطل .. بين المسلمين والكفار .. ذلك ما نتعرف عليه في اللقاء القادم ان شاء الله ..
.الدعاء