خطبة عن ( الربا: حكمه ومعناه وأقسامه )
يناير 30, 2016خطبة عن (العبادة التعاملية )
يناير 30, 2016الخطبة الأولى ( العبادة التعاملية )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله هو خير الخلق وحبيب الحق ورحمة الله للخلق أجمعين .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (56): (58) الذاريات ،
إخوة الإسلام
إن التهاون في العبادات التعاملية قد يكون سببا في ضياع أجر الصلاة والصوم والصدقة والحج والعمرة ..وتكون النهاية الى الافلاس ثم الى النار أعاذنا الله منها وخير شاهد ما رواه مسلم : (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : « أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ »قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ. فَقَالَ « إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِى يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِى قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِى النَّارِ) ، فالأمر جلل. والخطب عظيم..وأخشى عليكم وعلى نفسي أن نأتي يوم القيامة ونجد الأحوال على غير ما توقعنا و تتحقق فينا هذه الآية يوم القيامة (وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ) ، وقوله الله تعالى (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا )
إخوتي في الله
أسوق إليكم بعض الشواهد والأدلة التي يتبين لنا من خلالها خطورة التهاون والتفريط والتساهل في العبادات التعاملية .. ففي صحيح ابن حبان عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ثلاث من كن فيه فهو منافق ، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم : من إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان » .. ويظهر الأمر جليا في حديث هذه المرأة التي لم تحسن معاملة هرة ففي صحيح البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : « عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِى هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ ، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ ، لاَ هِىَ أَطْعَمَتْهَا وَلاَ سَقَتْهَا إِذْ حَبَسَتْهَا ، وَلاَ هِىَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ ) ، وإذا انتقلت بكم إلى سوء معاملة الجيران وكيف يعاقب فاعله .ففي هذا الحديث الذي يرويه لنا الإمام أحمد في مسنده ما يكفي لمن كان متعظا فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ : ( قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلاَنَةَ تَذْكُرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلاَتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِى جِيرَانَهاَ بِلِسَانِهَا قَالَ « هِىَ فِى النَّارِ ». قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ فُلاَنَةَ تَذْكُرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلاَتِهَا وَأَنَّهَا تَصَدَّقُ باِلأَثْوَارِ مِنَ الأَقِطِ وَلاَ تُؤْذِى جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ « هِىَ فِى الْجَنَّةِ ».. أما سوء العلاقة مع الأرحام فحدث عنها ولا حرج .. واسمع إلى هذا الحديث الذي يرويه لنا مسلم في صحيحه (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : « لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ ». ، أما عن سوء التعامل في البيع والشراء. ما رواه احمد عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم « مَنِ احْتَكَرَ طَعَاماً أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَبَرِئَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ وَأَيُّمَا أَهْلُ عَرْصَةٍ أَصْبَحَ فِيهِمُ امْرُؤٌ جَائِعٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ تَعَالَى ) ، أما عن الأمانة بين الناس في تعاملهم فيقول صلى الله عليه وسلم في حديث له (فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ لاَ يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّى الأَمَانَةَ حَتَّى يُقَالَ إِنَّ فِى بَنِى فُلاَنٍ رَجُلاً أَمِينًا. حَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ مَا أَجْلَدَهُ مَاأَظْرَفَهُ مَا أَعْقَلَهُ وَمَا فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ »
أقول قولي واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (العبادة التعاملية ) 2
الحمد لله رب العالمين واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
واذا كان سوء المعاملة مع الناس يدخل العبد النار فان حسن المعاملة مع الناس يدخل العبد الجنة مع قليل العمل ، قَالَ عليه السلام : « إِنَّ رَجُلاً لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ وَكَانَ يُدَايِنُ النَّاسَ فَيَقُولُ لِرَسُولِهِ خُذْ مَا تَيَسَّرَ وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ وَتَجَاوَزْ لَعَلَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا فَلَمَّا هَلَكَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ قَالَ لاَ إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ لِى غُلاَمٌ وَكُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ فَإِذَا بَعَثْتُهُ لِيَتَقَاضَى قُلْتُ لَهُ خُذْ مَا تَيَسَّرَ وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ وَتَجَاوَزْ لَعَلَّ اللَّهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا.قَالَ اللَّهُ تَعَالَى قَدْ تَجَاوَزْتُ عَنْكَ »
إخوة الاسلام
اذا كان الله سبحانه وتعالى قد وفقكم الى أداء العبادات الشعائرية من صلاة وصوم وحج فلا تغفلوا أو تتهاونوا في العبدادات التعاملية فكلاهما أمر به الدين وحث عليه الشرع فكما قال صلى الله عليه وسلم :« خيركم ألينكم مناكب في الصلاة » ، ويقول صلى الله عليه وسلم : « خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِى»
الدعاء