خطبة عن ( مع التوبة والتائبين)
يوليو 24, 2016خطبة عن( محمد بن إسماعيل: الإمام البخاري
يوليو 24, 2016الخطبة الأولى ( النميمة : الأسباب والنتائج والعلاج )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ) القلم 10 : 12 ،وفي الصحيحين (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ « أَمَا إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِى بِالنَّمِيمَةِ وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ » ، وفي صحيح مسلم (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ إِنَّ مُحَمَّدًا -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ هِيَ النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ ».
إخوة الإسلام
موعدنا اليوم -إن شاء الله- مع خلق ذميم ، وصفة قبيحة ،وكبيرة من الكبائر، إنها النميمة ، والنميمة: هي نقل الكلام بين طرفين بغرض الإفساد بينهما وقد جاء في الحديث المتقدم ذكره والذي أخرجه الإمام مسلم : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ هِيَ النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ » و الْعَضْهُ : أي الكذب والبهتان ،والنَّمَّام: هو الذي يتحدَّث مع القوم فينم عليهم؛ فيكشف ما يُكره كشفه، سواء كَرِهه المنقول عنه، أو المنقول إليه أو الثالث (أي: النَّمَّام)، وسواء أكان الكشف بالعبارة أو بالإشارة… أو بغيرهما”؛والنَّمَّام يتَّقِيه الناس لشره؛ كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « يَا عَائِشَةُ مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشًا ، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ » والنَّمَّام منهم. من أجل هذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُنقل إليه أيُّ حديث عن أحد؛ ففي الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لأَصْحَابِهِ « لاَ يُبَلِّغْنِي أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي شَيْئاً فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ وَأَنَا سَلِيمُ الصَّدْرِ ». واعلم أخي المسلم أن النَّمَّام أشد خطرًا من المغتاب؛ حيث إن النَّميمة توقع بين الناس العداوة والبغضاء، وتقطع الأرحام، وتوغر الصدور، وتعكر صفو النفوس. والنميمة محرمة بإجماع المسلمين وقد تظاهرت على تحريمها الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة وهي كبيرة من كبائر الذنوب وهي ذات آثار وخيمة ومدمرة :فمن آثارها التَّفرقة بين الناس، وقلق القلب، وعارٌ للناقل والسامع، وحاملة على التجسُّس لمعرفة أخبار الناس، وحاملة على القتل، وعلى قَطْع أرْزَاق النَّاس، والسؤال : ماذا نفعل اذا سمعنا أشخاص يسعون في النميمة؟ : فالواجب :عدم الجلوس معهم ؛ لقول الله سبحانه وتعالى : (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) الانعام 68. وقوله عز وجل : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ) النساء 140. وقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم : « مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ».
أيها المسلمون
ولما كانت النميمة بهذه المنزلة الحقيرة ، وتعد بذلك كبيرة من كبائر الذنوب ، فقد توعد الله فاعلها بأشد العقاب ، ففي صحيح مسلم ( قَالَ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ ». والنَّمَّامُ شُؤْمٌ لَا تَنْزِلُ الرَّحمة على قوم هو فيهم. والنميمة من الأسباب التي توجب عذاب القبر ففي الصحيحين (فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ « أَمَا إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِى كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِى بِالنَّمِيمَةِ وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ »، ةفي حديث أحمد: ” شِرَارُ عباد الله المشَّاءون بالنَّميمة المُفرِّقون بين الأحبَّة البَاغون للبرآء العَيْب”. والنمام هو إنسان ذو وجهين يقابل كل من يعاملهم بوجه، فهو كالحرباء يتلون بحسب الموقف الذي يريده وقد حذر النبي من أمثال هؤلاء فقال: ((تجد من شر الناس يوم القيامة، عند الله، ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه)) ، وقد يكون للنميمة أسباب وبواعث فمن الباعث على النَّميمة: إما إرادة السوء للمحكي عنه، أو إظهار الحب للمحكيِّ له، أو التفرُّج بالحديث والخوض في الفضول والباطل”. وأشد أنواع النَّميمة حرمة وإثمًا هي: النَّميمة لدى السلطان، وتسمَّى سِعَاية أو وِشاية، وتَكمُن خطورتها في كون السلطان قادرًا على البطش والانتقام بما لا يَقدر عليه غيره. وللنميمة أسباب كثيرة منها :1- فساد القلب : وفساد القلب فساد للبدن، كما في الصحيحين : « أَلاَ وَإِنَّ فِى الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ ». ولما فسد القلب فسد القول، وفسد التعامل وفسدت حياة هذا الإنسان وفسد المجتمع كله . 2- ومن أسباب النميمة فساد اللسان : لأن اللسان هو الذي ينقل النميمة، ولو أن هذا اللسان سليم لسلم الناس من سوئه وشره، كما في الصحيحين (عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ، ) ، وضمن صلى الله عليه وسلم لمن يحفظ ما بين فكيه الجنة، وبيَّن صلى الله عليه وسلم أن أخوف ما يخاف على الإنسان منه اللسان . 3- ومن أسباب النميمة عدم مراقبة الله : فلما نسي العبد ربه ولم يراقبه نسيه الله وأنساه نفسه، 4- ومن أسباب النميمة الجهل : والجهل داء خطير، وعند الناس جهل بأحكام النميمة وأضرارها، أما الجهل بأحكامها : فالنميمة كبيرة من الكبائر وموبقة من الموبقات، ومهلكة من المهلكات قد يأتي صاحبها يوم القيامة وليس معه من الحسنات شيء ، يأخذها الغرماء، وأما أضرارها : فهي عذاب دائم، ورحم الله من قال : “يفسد النمام في ساعة ما لا يفسده الساحر في سنة”، ورحم الله من قال : “عمل النمام أشد من عمل الشيطان”، عمله- أي الشيطان- بالوسوسة والخيال، وأما عمل النمام فبالمواجهة والعيان .5- ومن أسباب النميمة حب النمام الإضرار بالغير: من باب التشفي والانتقام، وما علم أن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، وما علم أن كل نفس بما كسبت رهينة، 6- ومن أسباب النميمة إظهار النمام حبه لمن نمَّ إليه : والحقيقة أنه ليس مُحبًا له؛ لأنه جنى عليه جنايات كثيرة .فأولا : تجرأ عليه بالمعصية . والأمر الثاني : أفسد عليه قلبه .والأمر الثالث : بغَّض إليه إخوانه . 7- ومن أسباب النميمة الجلوس في مجالس أهل السوء : والسماع منهم والاحتذاء بهم، والاقتداء بما يقولون، والسير على نهجهم، 8- ومن أسباب النميمة ضعف الإيمان : ولو قويَ الإيمان لحال بينه وبين النميمة؛ لأن الإيمان أمن في الدنيا والآخرة، أمنٌ على القلوب وعلى الأبدان وعلى الأعمال .9- ومن أسباب النميمة الرغبة في الدنيا والزهد في الآخرة: ولو ذكر أن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وأن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، لترك النميمة .10- ومن أسباب النميمة عدم النصيحة وموافقة النمام والأخذ بقوله .11- الكبر والتعالي على الناس : ويكفي أنه لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر .
أيها المسلمون
وللنميمة في حياتنا صور متعددة : فمن أمثلة النميمة: كأن تقول: قال فلان فيك كذا وكذا وهو يكرهك ولا يحبك وسواء كان هذا الكلام بالقول أو بالكتابة أو بالرمز أو بالإيماء، إلى غير ذلك من الكلام غير الصحيح أحيانا وإن كان صحيحا لا يجوز أيضا نقله لأن هذا من النميمة ومن هتك الستر عما يكره كشفه، ومن نمّ لك نمّ عليك كما قيل. ومن صفات النمام: كما وصفه الله تعالى في كتابه العزيز قال تعالى: ( وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) (13) ) القلم .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( النميمة : الأسباب والنتائج والعلاج )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وبعد أن تعرفنا على هذا الداء العضال وعلى أسبابه ونتائجه ،فتعالوا بنا نتعرف على العلاج ، فلكل داء دواء ولمعالجة مرض النميمة علينا بالآتي :– مراقبة الله -تبارك وتعالى- : ولو راقب النمام ربه ما نمَّ؛ لأن الله -تعالى- يرى ويسمع ويعلم، ولا تخفى عليه خافية، – لا نُصدق النمام : لأن الله -تعالى- يقول : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات: 6]، قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وقد جاءه رجل يوشي برجل آخر، قال: “إن صَدَقْتَ مَقَتْنَاك وإن كذبت عاقبناك، وإن شئت أن نقيلك أقلناك” قال : “بل أقِلني يا أمير المؤمنين”، – إنكار المنكر عليه : فإنه قد جاء بمنكر وما دام جاء بمنكر فيجب أن ننكر عليه وقد قال صلى الله عليه وسلم : «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» ويجب أن ننصحه فإن الدين النصيحة، وأن نبين له خطورة العمل الذي يعمله، وأن نعيب عليه هذا الفعل الذي فعله وأنه لا يليق به .– أن نبغض النمام في الله : لأنه جاء بمعصية وموبقة وكبيرة، توعَّده الله بويل وتوعده النبي صلى الله عليه وسلم بالنار، وفرَّق بين المجتمع، وأفسد بين الإخوة، وأفسد بين الأحباب، فكان بذلك من المفسدين وقد قال الله- عز وجل- : ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [القصص: 77]، وديننا يحثنا على أن نحب في الله ونبغض في الله، والنمام عاصٍ يبغَض في الله تعالى .– أن توقن بأن من نمَّ إليك نمَّ عنك: فهو ينقل أخبارًا فقط، ينقل إليك وينقل عنك، فينبغي عليك أن تقفل عليه الباب، حتى لا يتضرر المجتمع منه، ولا يتضرر من نم إليه ثم هو لا يتضرر .– ألا تظن بأخيك سوءًا: وينبغي أن تبني ظنك بالمسلمين على الخير، ولا تبنيه على الشر، وأن تذُبَّ عن أعراض إخوانك المسلمين، وأن تعلم ثواب من ذبَّ عن عِرض أخيه المسلم؛ لأن بعض الظن إثم، ولا ينبغي أن تسيء الظن بإخوانك المسلمين بمجرد الأقاويل التي جيء بها إليك، كم من أناس ظُنَّ بهم سوءًا فتبين خلاف ذلك، قال -تعالى- : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات: 6] .وجاء رجل إلى عمر بن عبد العزيز ووشى برجل آخر، قال عمر بن عبد العزيز: “إن كنت صادقًا فأنت من أهل هذه الآية : ﴿هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ﴾ [القلم: 11]، وإن كنت كاذبًا فأنت من أهل هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾، وإن شئت أن نعفو عنك عفونا عنك”، قال : “اعف عني يا أمير المؤمنين” . – ألا تتجسس على عورات إخوانك المؤمنين : لأن الله نهى عن التجسس، ونهى عن تتبع عورات أخيك المسلم فيتتبع الله عورتك، ثم يفضحك في جوف دارك، وقد قال صلى الله عليه وسلم : «ولا تحسسوا ولا تجسسوا» .– وأخيرًا لا ينبغي أن تنقل النميمة من النمام : فتكون نمامًا لنقلك لها، أن يحفظ المرء لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما تظهر المصلحة فيه، وفي الحديث المتفق على صحته قال عليه الصلاة والسلام: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت))
أيها المسلمون
وماذا يفعل الشخص الذي به صفة النميمة والعياذ بالله ؟ وكيف يتخلص منها؟ فنقول باتباع الآتي : أن يشغل لسانه ومجلسه بذكر الله وبما ينفع ويتذكر أمورا: أولا: أنه متعرض لسخط الله ومقته وعقابه. ثانيا: أن يستشعر عظيم إفساده للقلوب وخطر وشايته في تفّرق الأحبة وهدم البيوت. ثالثا: أن يتذكر الآيات والأحاديث الواردة وعليه أن يحبس لسانه. رابعا: عليه إشاعة المحبة بين المسلمين وذكر محاسنهم. خامسا: أن يعلم أنه إن حفظ لسانه كان ذلك سببا في دخوله الجنة. سادسا: أن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته وفضحه ولو في جوف بيته. سابعا: عليه بالرفقة الصالحة التي تدله على الخير وتكون مجالسهم مجالس خير وذكر. ثامنا: ليوقن أن من يتحدث فيهم وينمّ عنهم اليوم هم خصماؤه يوم القيامة. تاسعا: أن يتذكر الموت وقصر الدنيا وقرب الأجل وسرعة الانتقال إلى الدار الآخرة .
الدعاء