درس بعنوان (الرؤيا عند أهل السنة والجماعة)
يوليو 22, 2016ندوة بعنوان ( الوقت في المنظور الاسلامي )
يوليو 22, 2016درس في الطريق إلى الله (وتزكية النفوس)
قال تعالى:( وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)..وقال سبحانه ( قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى )..وقال تعالى (( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ) وقال سبحانه ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ..وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا )
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله عز وجل هذه الزكاة فيقول (اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها ) .
ومعنى التزكية (تطهير القلوب و إصلاحها وتنقيتها) .ومنزلتها في الدين فهي بعد التوحيد ومنازل تزكية النفوس تبدأ( باليقظة : يقظة القلب:)وقد يكون سببها خلوة الانسان مع نفسه أومحاسبته اياها..او سماعه أو قراءته لموعظة..او نصيحة..او تعرضه لموقف او حادث)
فيبدأ القلب يستيقظ من غفلتة وينتبه من رقدته ويرى نعم الله عليه وان نعم الله عليه لا تعد ولا تحصى ..وانه قصر في شكرها ..وانه اذا استمر على ذلك فنهايته طريق المهالك ..
فتبدأالفكرة : فكرة الرجوع الى الله والسير في طريقه لينال رضاه وينجو من سخطه والموت يأتي فجأة فلا مجال للتأخير والتسويف ..وهنا – يعقد العزم ..العزيمة القوية واتخاذ الخطوات الفعلية والتنفيذ ية – وهنا يمده الله بالبصيرة ..فيبصر الامور على غير ما كان يراها من قبل ..يرى جرم المعاصي ويبصر شؤم المعصية وسوء المآل..ويحس بطعم الطاعة والرضا وسعادته وهو في الجنة – فيلوم نفسه على تفريطها ويندم على ما ضاع من عمره وهنا يبدأ في المحاسبة : المحاسبة للنفس وما وقع منها من مخالفات تغضب رب الارض والسموات واتهام النفس بالتفريط والتقصير في حقه وهو الخالق المنعم وتوجيه اللوم لها –
فيعزم على الندم والتوبة والرجوع الى الله والسير في طريق الله
ومن مراتب التائبين ( الانتباه من الغفلة.والتخلى. والتحلى . فيكون التجلى الانس بالله نعم اذا تمكن من قلبه وصدق في توبته فتح له باب الانس بالله ..فيحب ما أحب الله ويبغض ما يبغضه الله ..وتحبب اليه الخلوة لانه يجد فيها انسه بالله فيخلو الى حبيبه.بعيدا عن اعين الناس حتى لا يدخل الى عمله الرياء ..ويصبح قلبه قويا ..ويصبح مجتهدا في الفروض ..فاذا تمكن قلبه من ذلك ..فتح له باب حلاوة الطاعات والعبادات فيكثر منها ويتقرب الى الله بالنوافل (وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِى لأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّهُ ).. فاذا تمكن قلبه من ذلك ..فتح له باب لذةسماع كلام الله ..فيتلذذ ويخشع لتلاوة القرآن ولا يريد ان يفارقه .. فاذا تمكن قلبه من ذلك ..فتح له باب..شهود عظمة المتكلم ..فيرى عظمة الله في خلقه وفي كلامه وفي تدبيره واحكامه ..فهو عظيم الشأن ..ويري كل مادونه فهو عبد حقير .. فاذا تمكن قلبه من ذلك ..فتح له باب..الحياء ..نعم الحياء من الله ..فيستصغر طاعاته وان كثرت ويستحيي ان يراه الله على معصية ..انني معكما اسمع وارى(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ ». قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا لَنَسْتَحْيِى وَالْحَمْدُ لِلَّهِ. قَالَ « لَيْسَ ذَاكَ وَلَكِنَّ الاِسْتِحْيَاءَ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى وَتَحْفَظَ الْبَطْنَ وَمَا حَوَى وَتَتَذَكَّرَ الْمَوْتَ وَالْبِلَى وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ ». ) ..
فاذا تمكن قلبه من ذلك ..فتح له باب..الشعور بمشهد القيومية.. نعم .فيرى جليا ان الكون كله في قبضة الله وان الله هو المتصرف في كونه ..وانه يسير بامره . وهنا ..يصبح السائر في طرق الله لا يهاب الخلق لان قلوبهم بيد الخالق ..ولا يتقرب الا لله ..ولا يخشى الا الله ولا يتوكل الا عليه ولا يطلب الا منه وكل مادون الله فهو عبد لا يملك ضرا ولا نفعا ولا يتصرف في شيء( فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِى لأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّهُ ) « يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِى بِى ، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِى ، فَإِنْ ذَكَرَنِى فِى نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِى نَفْسِى ، وَإِنْ ذَكَرَنِى فِى مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِى مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا ، وَإِنْ أَتَانِى يَمْشِى أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً »
(علامات الطريق الى الله )
وهنا يجب على السائر في طريق الله ان يتعرف علامات الطريق وعلى اهم الاصول في طريق الوصول ..انه ( الطريق الى الله) قال الله تعالى ” يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ “وقال الله تعالى ” وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ “وان الطريق إلى الله تعالى تقطع بالقلوب لا بالاقدام
واعلم أخى الحبيب أن للسير إلى الله أصولا وضوابط وعلامات
اولا : ” أن السائر إلى الله تعالى والدار الاخرة لا يتم سيره ولا يصل إلى مقصوده الا بقوتين: ( قوة علمية).( وقوة عملية). (فبالقوة العلمية يبصر منازل الطريق وبالقوة العملية يسير حقيقة، فالسير هو حقيقة القوة العملية،..والعلم قبل القول والعمل والا ضللت ولم تصل ..وأن تبدأ تنفيذ هذا العلم في الواقع . ولا بد ان تتوازى وتتوازن القوتان العلم والعمل، وإلا فهلاك آخر وضلال من نوع آخر،.ومن الناس من يكون له القوة العلمية الكاشفة عن الطريق ومنازلها وأعلامها.. ويكون ضعيفا في القوة العملية يبصر الحقائق ولا يعمل.. وهذا هو الغالب على أكثر النفوس المشتغلة بالعلم. .ومثلهم في الواقع بعض من ينتسبون للسلفية).
قال تعالى.( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ) وقال سبحانه: ” مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ “.
ومن الناس من تكون له القوة العملية الارادية وتكون أغلب القوتين عليه وتقتضى هذه القوة السير والسلوك والزهد في الدنيا والرغبة في الاخرة والجد والتشمير في العمل،
ويكون أعمى البصر عند ورود الشبهات في العقائد والانحرافات في الاعمال والاقوال والمقامات
( ومثلهم في الواقع الصوفية ) …
فالصنف الاول وقع في الشهوات والثاني وقع في الشبهات ..ومن كانت له هاتان القوتان (وأن تتوازن القوتان العلمية والعملية ) استقام له سيره إلى الله تعالى .. بجانب العلم والعمل يحتاج السائر الى الله الى:
1- أولا الدليل .. وهو الشيخ المربى والعالم العامل والأستاذ السابق والخبير المجرب يدل وينصح … يهذب ويتابع … يستشف ويستنتج … يلحظ ويعرف
2- ثانيا: الصاحب . ورفقة الطريق: لابد لك – أيها الحبيب السائر إلى الله – من رفقة وصحبة في هذا الطريق .. لابد لك من مجموعة تأنس بها , لتذهب عنك وحشة التفرد وتصحح لك الأخطاء , وتوضح لك عقبات الطريق.وقد يكون هذا الصاحب زوجتك أو والدك أو شقيقك أو شقيقتك حتى وان كان ابنك أو بنتك ..انها الاخوة في الله ” وان لرفقاء درب الاخرة خصائص ومواصفات لابد منها، فرفقاء الطريق إلى الله تعالى هم الذين علت هممهم وصفت نياتهم وصح سلوكهم حتى سبقوا الناس..
3- تحديد الهدف .. فلابد ان يكون هدفك هو مرضاة الله ولا شيء غيره .. توحيد القصد وتوحيد المقصود , فالمقصود هو الله سبحانه وتعالى , والقصد ارادة وجهه الكريم..وهكذا سفر المؤمن لابد له من تحديد الهدف ومن النية الصادقة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” انما الاعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله , ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ” 4- تحديد المنهج . لابد من منهج حقيقى في السير إلى الله – سبحانه وتعالى – وفى أصول التعبد: الصلاة والزكاة والصيام والحج والعمرة ونوافلها .. أقصد ان تتخذ لنفسك منهجا: ماذا ستفعل , وكم ومتى وكيف؟وتلتزم بهذا المنهج وتتابع عليه محاسبة شديدة.. اجعل لك منهجا واضحا .. كم ركعة ستصلى في اليوم؟ وكم يوما ستصوم في الأسبوع؟ وكذلك وردك في الذكر .. وكذا العلم والدعوة .. حدد ماذا ستفعل لتحاسب على ما حددت ولا تترك الأمور مبهمة .. ولا تنس: المنهج معصوم .. كن سلفيا على المنهج. ّ…وان يكون منهجك موافقا للكتاب والسنة ولا مجال للابتداع فالعبادات كلها توقيفية . قال صلى الله عليه وسلم:” تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى “.. وقال صلى الله عليه وسلم:” انه من يعش بعدى فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الأمور فان كل محدثة بدعة وكل ضلالة في النار “.. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة , وستفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة , ما أنا عليه وأصحابى , وليكونن من أمتى أقوام تتجارى بهم تلك الاهواء كما تتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل الا دخله “…
4- أن تتزود في سفرك الى الله بالآتي ) التوحيد والايمان: معرفة الله – اسمائه وصفاته – سبحانه وتعالى – وتوحيده والايمان به).. اليقين:- اليقين في الله تعالى , واليقين في رسول الله صلى الله عليه وسلم دليلا واليقين في المنهج موصلا.” ومتى وصل اليقين إلى القلب امتلأ نورا واشراقا. وانتفى عنه كل ريب وسخط وهم وغم , فامتلأ محبة لله وخوفا منه ورضا به وشكرا له وتوكلا عليه وانابه إليه. التقوى:- قال تعالى ” وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ “وتزود – ايها السائر – أيضا بتقوى الله في السر والعلانية , فانها السبيل الأوحد للاخلاص.. الإخلاص:-.. الخبيئة:-ومن الزاد خبيئة .. خبيئة من عمل صالح لم يطلع عليها بشر..عمل صالح مثال من سدت غارهم الصخرة .. الصبر:-ومن الزاد الصبر .( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) .. قال الله تعالى ” لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ)
5- وعلى السائر في الطريق الى الله ان يتعرف على الآفات التي تعترضه على الطريق –ومنها الوحشة والغربة ..فترى السالكين لطريقك قليلين ..غرباء ..وقد يكونوا مضطهدين . فعليك بطريق الهدى ولا يضرنك قلة السالكين , واياك وطرق الضلالة ولا يغرنك كثرة الهالكين قال الله تعالى:” إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ” وقال سبحانه وتعالى: ” وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ “وعلى العكس: تجد وصف الكثرة دوما مع اهل الباطل , قال الله تعالى “وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ” , وقال سبحانه ” وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ”
الآفة الثانية: فضول الكلام والخلطة:وهذه اخطر تلك الافات .. فضول الكلام والخلطة أكثر من الحاجة.وقد قيل: اذا رأيت نفسك تأنس بالخلق وتستوحش من الخلوة , فاعلم انك لا تصلح لله .وان من علامات الافلاس الاستئناس بالناس.. فان الاجتماع بالناس لا يخلو من افات اهونها ان تتزين للخلق ..ومن الآفات.التّيه .اين الاحلال واين الحرام . الذي لا يدرى فيه ما المخرج فعليك بالاستمساك بوضوح المنهج: الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.. لا تشغل نفسك بالمناقشات والجدال والردود.. ومن الافات التي تعترض الطريق الابتلاءات والمحن التي تصيب السائر.فلابد في هذا الطريق أن يصقله الابتلاء وأن تظهر معدنه المحنة , قال لله – تعالى – ” أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ “…ومنها النفس والشيطان والهوى – نعوذ بالله تعالى – من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. فليذكرها ما أمامها من أحبابها , وما لديهم من الاكرام والانعام , وما خلفها من أعدائها وما لديهم من الاهانة والعذاب وأنواع البلاء..
6- وعلى المسافر الى الله ان يروح النفس من حين لآخر.. يستروح فيها إلى بعض المباحات من لهو ومزاح وانبساط مباح.. فالمسافر إلى الله تعالى لابد له من الاستجمام ليستعين به على اتمام المسير , ويتنشط البدن ويتروح القلب .. فيكون ذلك تقوية للانطلاق ” وكانت سيرته صلى الله عليه وسلم مع أزواجه حسن المعاشرة , وحسن الخلق , وكان يسرب إلى عائشة بنات الانصار يلعبن معها. وكان اذا هويت شيئا لا محذور فيه تابعها عليه , وكانت اذا شربت من الاناء أخذه فوضع فمه في موضع فمها وشرب , وكان اذا تعرقت عرقا – وهو العظم الذي عليه لحم – أخذه فوضع فمه موضع فمها , وكان يتكىء في حجرها ويقرأ القرآن ورأسه في حجرها , وربما كانت حائضا , وكان يأمرها وهى حائض فتتزر ثم يباشرها , وكان يقبلها وهو صائم , وكان من لطفه وحسن خلقه مع أهله أنه كان يمكنها من اللعب , ويريها الحبشة وهم يلعبون في مسجده وهى متكئة على منكبيه تنظر , وسابقها في السفر على الاقدام مرتين , وتدافعا في خروجهما من المنزل مرة “.فقد يحتاج الامر إلى ملاعبة الزوجة , أو ارضائها بنزهة لا تخلو من ذكر وتأمل في بديع صنع الله وملاعبة للأولاد لا تخلو من تعبد في التربية .. وسمر سريع لطيف مع صحبة صالحة .. بذكر جميل الشعر ونوادر الطرائف والحكايات .قال أبو الدرداء رضى الله عنه وروى عن على رضى الله عنه أيضا: ” روحوا القلوب ساعة بعد ساعة , فانها تمل كما تمل الابدان “.. والاستلقاء مثلا مع اعمال الفكر والنظر: نوع من انواع الترويح المأجور عليه ان أحسن المسافر نيته .. قال معاذ بن جبل رضى الله عنه: انى لاحتسب نومتى , كما احتسب قومتى. وكذا المزاح المباح
أصول الوصول إلى الله تعالى
الأصل الأول: عليك البداية وعليه التمام وفي الحديث القدسى: ” عبدى قم إلى أمش إليك “.. ” من تقرب منى شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب منى ذراعا تقربت منه باعا ومن أتانى يمشى أتيته هرولة “الأصل الثانى: كن واحدا لواحد على طريق واحد عبدا لله في البيت , وعبدا لله في المسجد , وعبدا لله في الشارع , وعبدا لله في العمل , عبدا لله وحده هنا حيث يعرفك الناس , وعبدا لله هناك حيث تخلو فلا يعرفك أحد الا الله , فالله الذي يراك هناك هو الذي يعرفك هنا , فاستح أن يراك على غير ما يعرفك. كن واحدا ولا تكن عشرة , لا تكن اثنين , كن عبدا لله وحده. فكثير من الناس عبيد لاشياء كثيرة فمنهم من عبد بطنه , ومنهم من عبد شهوته وفرجه , ومنهم من عبد بيته وفراشه , ومنهم من عبد رصيده وماله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” تعس عبد الدرهم , تعس عبد الدينار , تعس عبد القطيفة والخميصة , تعس عبد المرأة , تعس وانتكس , وإذا شيك فلا انتقش ” الأصل الثالث: ما لا يكون بالله لا يكون وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم الزم: اياك نعبد واياك نستعين “تبرأ من حولك وقوتك والجأ إلى حوله وقوته واستعن به , استعن به وتوجه إليه واطلب منه ..استعن به وحده يكن لك ..كما قال العلماء: كن لله كما يريد , يكن لك فوق ما تريد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده تجاهك , اذا سألت فاسأل الله , وإذا استعنت فاستعن بالله , واعلم ان الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشىء لم ينفعوك الا بشىء قد كتبه الله لك , وان اجتمعوا على أن يضروك بشىء لم يضروك الا بشىء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ” في الحديث القدسى: ” يا عبادى كلكم ضال الا من هديته فاستهدونى أهدكم يا عبادى كلكم جائع الا من أطعمته , فاستطعمونى أطعمكم , يا عبادى كلكم عار الا من كسوته , فاستكسونى أكسكم , يا عبادى انكم تخطئون بالليل والنهار , وانا اغفر الذنوب جميعا , فاسغفرونى أغفر لكم .. “.الأصل الرابع: الشكر أساس المزيد: اشكر نعمة الله عز وجل على أن هيأك ويسر لك وحبب إليك أن تسلك سبيلا إليه..اشكره على كل نعمة انعمها عليك(لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) الأصل الخامس استسلم لله .. سلم قلبك لله , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ألا إن السلطان والقرآن سيفترقان , فدوروا مع القرآن حيث دار “. الأصل السادس: يومك يومك فإن من ظلم العبد لنفسه أن يحمل هم غد .. من رحمته – سبحانه – أن جعل التكاليف يوما بيوم.. اليوم ونحن ننظر في واقع المسلمين , لا نجد أحدا يعيش يومه فالكل ينظر للمستقبل وناس أنه يمكن ألا يكمل يومه .. قال ابن عمر: ” إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح . الأصل السابع: وليسعك بيتك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن سأل عن النجاة: ” أمسك عليك لسانك , وليسعك بيتك , وابك على خطيئتك ” وقال عبدالله بن عباس رضى الله عنهما: ” أخسر الناس صفقة من انشغل بالناس عن نفسه , وأخسر منه صفقة من انشغل بنفسه عن الله “.وقال بعض السلف: ” علامة إعراض الله عن العبد انشغاله بما لا يعنيه ” الأصل الثامن: الصادق حبيب الله الصدق هو الدين كله .. لكن أعز أنواع الصدق: صدق العزم , قال – تعالى – ” طاعة وقول معروف فإذا عزم الامر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم “.. من انشغل بدنياه أضر بآخرته ومن انشغل بآخرته أضر بدنياه الا التاسع تعرف الى الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة ” وأنت سائر فى طريقك إلى الله تفاجأ بأنك قد تعثرت عليك طاعة لست قادرا على قيام الليل مثلا ونسأل ما السبب؟!.قال سفيان: اغتبت إنسانا فحرمت قيام الليل شهرا .. وقال بعضهم: أصبت ذنبا فأنا منذ أربع سنين إلى ورا.. قال الله ” إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ” فلابد أن يكون لك عند الله رصيد سابق من الخيرات يثمر خيرات جديدة يقبلك الله بكلتيهما ويكونان رصيدا لك فى المستقبل.الأصل العاشر: القرآن قائد وسائق لابد أن تتذكروا دوما: ” كل ما شغلك عن القرآن فهو شؤم عليك “. القرآن يربيك .. القرآن ينفعك .. فعليك بالقرآن حفظا وتلاوة وتدبرا وتفسيرا ..القرآن فيه علم العقيدة والفقه والسيرة والتفسير والتاريخ واللغة والبلاغة والرقائق .. كل شىء .. القرآن كلام الله .. كتاب مبارك يربيك على العلم والعمل والدعوة .. القرآن هو طريقك لأن تكون رجلا..الأصل الحادى عشر:الدنيا ليست دار نعيم فبعضنا يريد أن يعيش الجنة فى الدنيا. لا. الدنيا دار ابتلاء ” لقد خلقنا الانسان فى كبد “الأصل الثانى عشر أن الله – سبحانه وتعالى – يقلب الايام على الناس ليتبين أحوالهم , وليعلم الله علم ظهور وإقامة حجة على العباد من يستحق الجنة ممن لا يستحقها .. فالسائرون إلى الله صفوة , ولكن ” ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكنّ الله يجتبى من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم ” ففى طريق الوصول إلى الله لابد أن تكون صاحب تمييز بين النعمة والفتنة .. فقد يصيب رجلين شىء واحد , ويكون بالنسبة لأحدهما نعمة وللآخر فتنة .. قد يكون الشىء الواحد لرجل بلية وللآخر عطية. قال العلماء: ” إذا رأيت أن الله يعطى العبد على معاصيه , فاعلم أنه استدراج ” الأصل الثالث عشر: الاعتصام بالله عقيدة وعمل ودعاء قال – تعالى – ” قل من ذا الذى يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا ” , إذا فالإنسان يحتاج مولى ونصيرا , وليس لك من دون الله ولى ولا نصير , فلذلك إذا أردت الولىّ والنصير فاعتصم بالله , قال – تعالى -” ومن يعتصم بالله فقد هدى ” ويوم راودت امرأة العزيز سيدنا يوسف قال (معاذ الله ) ,عقيدة أن الذى ينجّينى هو الله ) الأصل الرابع عشر الطريق إلى الله طويلة جدا , بعيدةجدا , ولذا تحتاج إلى همة وعمل دائم وعدم التفات لكى تقطعها وتصل بسلام , وإلا فلو ظللت تقول: الطريق طويلة وبعيدة وأنت مكانك , فلن تصل .. فاستعن بالله واترك الشكوى .. اعمل واجتهد واتعب حتى الموت , قال – تعالى -: ” واعبد ربك حتى يأتيك اليقين الأصل الخامس عشر اخلاص العمل لله فى الحديث القدسى: ” من عمل عملا وأشرك فيه غيرى تركته وشركه الأصل السادس عشر: الأمر كله بيد الله , فسلّم تسلم قال – تعالى – عن إبراهيم: “إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين * ووصى بها إبراهيم بنيه “قال ابن كثير رحمه الله: ” وقوله – تعالى -: ” إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ” أى: أمره الله – تعالى – بالإخلاص له والاستسلام والانقياد , فأجاب إلى ذلك شرعا وقدرا. الأصل السابع عشر:الرضا .. دليل عدم رضاه عنك عدم رضاك عنه.. قال الحسن: من رضى بما قسم الله له وسعه , وبارك الله له فيه , ومن لم يرض لم يسعه , ولم يبارك له فيه الأصل الثامن عشر: إياك أن تمكر به فيمكر بك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” المكر والخديعة والخيانة فى النار ” .. فإياك أن تمكر فيمكر بك. وقال – تعالى -: ” ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون * فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمّرناهم وقومهم أجمعين *.. الأصل التاسع عشر لكل باب مفتاح فاجن العسل ولا تكسر الخلية. كما قال: مفتاح الصلاة الطهارة .. ومفتاح الحج الاحرام .. ومفتاح البر الصدق .. ومفتاح الجنة التوحيد .. ومفتاح العلم حسن السؤال وحسن الاصغاء .. ومفتاح النصر والظفر الصبر .. ومفتاح المزيد الشكر .. ومفتاح الولاية المحبة والذكر .. ومفتاح الفلاح التقوى .. ومفتاح التوفيق الرغبة والرهبة .. ومفتاح الإجابة الدعاء .. ومفتاح الرغبة فى الاخرة الزهد فى الدنيا .. ومفتاح الإيمان التفكر فيما دعا الله عباده إلى التفكر فيه .. ومفتاح الدخول على الله إسلام القلب وسلامته له .. والإخلاص له فى الحب والبغض والفعل والترك .. ومفتاح حياة القلب تدبر القرآن والتضرع بالاسحار وترك الذوب .. ومفتاح حصول الرحمة الاحسان فى عبادة الخالق والسعى فى نفع عبيده .. ومفتاح الرزق والسعى مع الاستغفار والتقوى .. ومفتاح العز طاعة الله ورسوله. ومفتاح الاستعداد للآخرة قصر الامل .. ومفتاح كل خير الرغبة فى الله والدار الآخرة .. ومفتاح كل شر حب الدنيا وطول الامل “.لا تتجاهل جانبا واحدا من جوانب الدين . الدين كل لا يتجزأ . الدين هو العلم والعمل والعبادة والدعوة والجهاد للتمكين ..و..و..الأصل الثالث والعشرون: أنجز كل يوم شيئا جديدا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن الإيمان ليخلق فى جوف أحدكم كما يخلق الثوب , فاسألوا الله أن يجدد الإيمان فى قلوبكم “الأصل الرابع والعشرون: كف عن الشكوى وابدأ العلاجكثير من الناس ليل نهار ليس لهم هم الا الشكوى .الأصل الخامس والعشرون: ليس الشأن أن تحبه , إنما الشأن أن يحبك فهل يحبك الله؟ ولذلك فإن من ادعى محبة الله ثم مال بلقبه إلى الدنيا فهو كذاب . إذا أحبك شغل قلبك بحبه , وجوارحك بخدمته , وعقلك بالفكر فيه , ثم لا تجد فى نفسك بقية لغيره الأصل السادس والعشرون: كل متاع فى الدنيا يسحب من رصيدك فى نعيم الآخرة.. صحيح مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ما من غازية تغزو فى سبيل الله فيصيبون الغنيمة , إلا تعجلوا ثلثى أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث , وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم ” [أخرجه مسلم] قال الله تعالى ” أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهاَ” الأصل السابع والعشرون: المرء مع من أحب , فاختر حبيبك من ها هنا سأل أعرابى رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم؟ , قال: ” المرء مع من أحب
(التزكية عند الصوفية ).
.1- الصوفية يزكون أنفسهم- زعموا- بالمكاء والتصدية والغناء والتصفيق ويتواجدون عند ذلك.. أن سماع، المكاء والتصدية لا يجلب للقلوب منفعة ولا مصلحة إلا وفي ضمن ذلك من الضرر والمفسدة ما هو أعظم منه، فهو للروح كالخمر للجسد، يفعل في النفوس فعل حميا الكؤوس، ولهذا يورث أصحابه سكرا أعظم من سكر الخمر فيجدون فيه لذة بلا تمييز، كما يجد الشارب بل يحصل لهم أكثر وأكبر مما يحصل لشارب الخمر، يصدهم ذلك عن ذكر الله وعن الصلاة.
.2- الصوفية يدعون تزكية أنفسهم بالاسم المفرد مظهرا أو مضمرا قال شيخ الإسلام:- الشرع لا يستحب من الذكر إلا ما كان كلاما تاما مفيدا مثل ((لا اله إلا الله))، ومثل ((الله أكبر ))، ومثل ((سبحان الله))، ومثل ((لا حول ولا قوة إلا بالله))..فأما الاسم المفرد مظهرا مثل ((الله)) ((الله)) أو مضمرا مثل ((هو)) ((هو)) فهذا ليس بمشروع في كتاب ولا سنة، ولا هو مأثور أيضا عن أحد من سلف الأمة، ولا عن أعيان الأمة المقتدى بهم، وإنما لهج به قوم من ضلال المتأخرين.. وأما مايتوهمه طائفة من غالطي المتعبدين في قوله تعالى: ( قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ (ويتوهمون أن المراد قول هذا الاسم فخطأ واضح، ولو تدبروا ما قبل هذا تبين مراد الآية فإنه سبحانه قال: ( وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ (أي قل الله أنزل الكتاب الذي جاء به موسى، فهذا كلام تام وجملة أسمية مركبة من مبتدأ وخبر…
.3- الصوفية يدعون تزكية أنفسهم- بتحريم ما أحل الله من المطاعم والمشارب ولبس الصوف وتكلف ما لم يشرعه الله عز وجل من العبادات: قال ابن الجوزي رحمه الله:.- وقد بالغ إبليس في تلبيسه على قدماء الصوفية فأمرهم بتقليل المطعم وخشونته، ومنعهم شرب الماء البارد، وكان في القوم من يبقى الأيام لا يأكل إلا أن تضعف قوته، ومنهم من في بتناول كل يوم الشيء اليسير الذي لا يقيم البدن، وقد كان منهم قوم لا يأكلون اللحم حتى قال بعضهم: أكل درهم من اللحم يقسي القلب أربعين صباحا..
.4- الصوفية يدعون تزكية أنفسهم بالرهبانية وترك النكاح قال ابن الجوزي رحمه الله: النكاح مع خوف العنت واجب، ومن غير خوف العنت سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، ومذهب أبي حنيفة وأحمد بن حنبل أفضل من جميع النوافل، لأنه سبب في وجود الولد قال صلى الله عليه وسلم: ((تناكحوا تناسلوا ) وقال صلى الله عليه وسلم ((النكاح من سنتي فمن غب عن سنتي فليس مني ) عن أبي سعيد الخدري أن رجلا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أوصني فقال(أوصيك بتقوى الله فإنه رأس كل شيء، وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن، فإن روحك في السماء و ذكرك في الأرض )
غاية التزكية عند أهل السنة
تحقيق كمال العبودية لله عز وجل، واستكمال مراتب الحب والذل لله عز وجل، واستسلام ظاهر العبد وباطنه لله عز وجل، واستكمال مراتب الحب والذل لله عز وجل وأن يلقى العبد ربه بقلب سليم فيسعد بمجاورة الله عز وجل في الفردوس الذي سقفه عرش الرحمن.
غاية التزكية عند الصوفية
التزكية عندهم إلى إدعاء المكاشفة وحصول العلم اللدني الذي يستغنون به عن الكتاب والسنة والفناء في ذات الله عز وجل وتحقيق ما يسمونه بالعبد الرباني كما في الحديث الموضوع ((عبدي أطعني أجعلك عبدا ربانيا تقول للشيء كن فيكون )) وهم مع ذلك يفضلون الأولياء على الرسل والأنبياء كما قال قائلهم:(مقام الأنبياء في برزخ فويق الرسول ودون الولي .ويقول بعضهم: خضنا بحرا وقف الأنبياء بساحله. وينتهي الأمر عند غلاتهم بالقول بالفناء في ذات الله، واعتقاد الحلول والاتحاد.
المكاشفة: قال الغزالي: عبارة عن نور يظهر في القلب عند تطهيره وتزكيته من صفاته المذمومة، وينكشف من ذلك النور أمور كثيرة، حتى تحصل المعرفة الحقيقية بذات الله سبحانه وبصفاته الباقيات التامات، وبأفعاله، وبحكمته في خلق الدنيا والآخرة، والمعرفة بمعنى النبوة والنبي، ومعنى الوحي وكيفية ظهور الملك للأنبياء، وبكيفية وصول الوحي إليهم، والمعرفة بملكوت السماوات والأرض)) ثم قال: ((ونعني بعلم المكاشفة أن يرتفع الغطاء، حتى يتضح له جبلية الحق في هذه الأمور، اتضاحا يجري مجرى العيان الذي لا يشك فيه.)
.العلم اللدني: (وإذا غلب نور العقل على أوصف الحس يستغني الطالب بقليل التفكير عن كثرة التعليم؛ فأن نفس القابل تجد من الفوائد بتفكر ساعة مالا تجد نفس الجامد بتعلم سنة.ويقول: ((العلم الحاصل عن الوحي يسمى علما نبويا، والذي يحصل عن الإلهام يسمى علما لدنيا، والعلم اللدني الذي لا واسطة في حصوله بين النفس وبين الباري . ولا شك أن الصوفية يستغنون بهذه العلوم اللدنية عن العلوم الشرعية المنزلة على خير البرية وبذلك يصير تحصيل العلوم الشرعية عيبا مذموما عند الصوفية. روى ابن الجوزي قول البسطامي: ((مساكين أخذوا علمهم ميتا عن ميت، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت
. إسقاط التكليف: أن هناك مظهرا آخر من مظاهر الشطح الصوفي أنكره كثيرون من المتصوفة وتبناه بعض الغلاة منهم، وهو القول بإسقاط التكليف، وذلك أن الواحد منهم يسرحه فيه رب العزة من قيود الشرائع، ويخرجه من حدودها، هذا ما يزعمونه، وهو أكبر الزندقة بل هو ردة عن الإسلام لا ريب-
الفناء ووحدة الوجود:قال ابن القيم رحمه الله :زعم أهل الاتحاد القائلون بوحدة الوجود أن الفناء هو غاية الفناء عن وجود السوي، فلا يثبت للسوي وجود ألبته لا في الشهود ولا في العيان، بل يتحقق بشهوده وحدة الوجود فيعلم حينئذ أن وجود جميع المخلوقات هو عين وجود الحق، فما ثم وجودان بل الموجود واحد وحقيقة الفناء عندهم أن يفني عما لا حقيقة له، بل هو وهم وخيال، فيفني عما هو فان فينفسه لاوجود له، فيشهد فناء وجود كل ما سواه في وجوده، وهذا تعبير محض، وإلا ففي الحقيقة ليس عند القوم ((سوى)) ولا ((غير)) و إنما السوي والغير في الوهم والخيال.