خطبة عن (من أخلاق الرسول: الجود والكرم)
ديسمبر 6, 2016خطبة عن (من أخلاق الرسول: الحلم والعفو)
ديسمبر 6, 2016الخطبة الأولى ( الحلم والعفو من أخلاق الرسول )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد علي ه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )(128) التوبة
إخوة الإسلام
وما زال حديثنا موصولا عن خلق (الحلم والعفو) عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: فمن صوره في حياة الرسول:
فقد روى مسلم في صحيحه : قال (إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنِي أَبِى قَالَ قَدِمْنَا الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً وَعَلَيْهَا خَمْسُونَ شَاةً لاَ تُرْوِيهَا – قَالَ – فَقَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى جَبَا الرَّكِيَّةِ فَإِمَّا دَعَا وَإِمَّا بَسَقَ فِيهَا – قَالَ – فَجَاشَتْ فَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا. قَالَ ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- دَعَانَا لِلْبَيْعَةِ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ. قَالَ فَبَايَعْتُهُ أَوَّلَ النَّاسِ ثُمَّ بَايَعَ وَبَايَعَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَسَطٍ مِنَ النَّاسِ قَالَ « بَايِعْ يَا سَلَمَةُ ». قَالَ قُلْتُ قَدْ بَايَعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي أَوَّلِ النَّاسِ قَالَ « وَأَيْضًا ». قَالَ وَرَآنِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَزِلاً – يَعْنِى لَيْسَ مَعَهُ سِلاَحٌ – قَالَ فَأَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَجَفَةً أَوْ دَرَقَةً ثُمَّ بَايَعَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ النَّاسِ قَالَ « أَلاَ تُبَايِعُنِي يَا سَلَمَةُ ». قَالَ قُلْتُ قَدْ بَايَعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي أَوَّلِ النَّاسِ وَفِى أَوْسَطِ النَّاسِ قَالَ « وَأَيْضًا ». قَالَ فَبَايَعْتُهُ الثَّالِثَةَ ثُمَّ قَالَ لِي « يَا سَلَمَةُ أَيْنَ حَجَفَتُكَ أَوْ دَرَقَتُكَ الَّتِي أَعْطَيْتُكَ ». قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقِيَنِي عَمِّى عَامِرٌ عَزِلاً فَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهَا – قَالَ – فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ « إِنَّكَ كَالَّذِي قَالَ الأَوَّلُ اللَّهُمَّ أَبْغِنِي حَبِيبًا هُوَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ نَفْسِى ». ثُمَّ إِنَّ الْمُشْرِكِينَ رَاسَلُونَا الصُّلْحَ حَتَّى مَشَى بَعْضُنَا فِي بَعْضٍ وَاصْطَلَحْنَا. قَالَ وَكُنْتُ تَبِيعًا لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَسْقِى فَرَسَهُ وَأَحُسُّهُ وَأَخْدُمُهُ وَآكُلُ مِنْ طَعَامِهِ وَتَرَكْتُ أَهْلِي وَمَالِي مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ فَلَمَّا اصْطَلَحْنَا نَحْنُ وَأَهْلُ مَكَّةَ وَاخْتَلَطَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ أَتَيْتُ شَجَرَةً فَكَسَحْتُ شَوْكَهَا فَاضْطَجَعْتُ فِي أَصْلِهَا – قَالَ – فَأَتَانِي أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَجَعَلُوا يَقَعُونَ فِي رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَبْغَضْتُهُمْ فَتَحَوَّلْتُ إِلَى شَجَرَةٍ أُخْرَى وَعَلَّقُوا سِلاَحَهُمْ وَاضْطَجَعُوا فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنْ أَسْفَلِ الْوَادِي يَا لَلْمُهَاجِرِينَ قُتِلَ ابْنُ زُنَيْمٍ. قَالَ فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي ثُمَّ شَدَدْتُ عَلَى أُولَئِكَ الأَرْبَعَةِ وَهُمْ رُقُودٌ فَأَخَذْتُ سِلاَحَهُمْ. فَجَعَلْتُهُ ضِغْثًا فِي يَدِى قَالَ ثُمَّ قُلْتُ وَالَّذِى كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ لاَ يَرْفَعُ أَحَدٌ مِنْكُمْ رَأْسَهُ إِلاَّ ضَرَبْتُ الَّذِى فِيهِ عَيْنَاهُ. قَالَ ثُمَّ جِئْتُ بِهِمْ أَسُوقُهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- – قَالَ – وَجَاءَ عَمِّى عَامِرٌ بِرَجُلٍ مِنَ الْعَبَلاَتِ يُقَالُ لَهُ مِكْرَزٌ. يَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى فَرَسٍ مُجَفَّفٍ فِى سَبْعِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « دَعُوهُمْ يَكُنْ لَهُمْ بَدْءُ الْفُجُورِ وَثِنَاهُ » فَعَفَا عَنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ) ، وبلغ من حلمه وعفوه صلى الله عليه وسلم أنه يزيد في العطاء لمن أغلظ له في قوله وفاء له وحسن قضاء فقد روى البخاري (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – يَتَقَاضَاهُ ، فَأَغْلَظَ ، فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « دَعُوهُ فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالاً » . ثُمَّ قَالَ « أَعْطُوهُ سِنًّا مِثْلَ سِنِّهِ » . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لاَ نَجِدُ إِلاَّ أَمْثَلَ مِنْ سِنِّهِ . فَقَالَ « أَعْطُوهُ فَإِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ قَضَاءً » ، وكان صلى الله عليه وسلم لا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما: فقد روى ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه (عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : إن الله تبارك و تعالى لما أراد هدي زيد بن سعنة قال زيد بن سعنة : ما من علامات النبوة شيء إلا و قد عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه و سلم حين نظرت إليه إلا شيئين لم أخبرهما منه هل يسبق حلمه جهله و لا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما فكنت ألطف به لئن أخالطه فاعرف حلمه قال زيد بن سعنة : فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما من الحجرات و معه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأتاه رجل على راحلته كالبدوي فقال : يا رسول الله إن بصرى قرية بني فلان قد أسلموا و دخلوا في الإسلام و كنت حدثتهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغدا و قد أصابتهم سنة و شدة و قحوط من الغيث فأنا أخشى يا رسول الله أن يخرجوا من الإسلام طعما كما دخلوا فيه طعما فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تعينهم به فعلت فنظر إلي رجل و إلى جانبه أراه عليا رضي الله عنه فقال : يا رسول ما بقي منه شيء قال زيد بن سعنة : فدنوت إليه فقلت : يا محمد هل لك أن تبيعني تمرا معلوما من حائط بني فلان إلى أجل كذا و كذا فقال : لا يا يهودي و لكن أبيعك تمرا معلوما إلى أجل كذا و كذا و لا أسمي حائط بني فلان فقلت : نعم فبايعني فأطلقت همياني فأعطيته ثمانين مثقالا من ذهب في تمر معلوم إلى اجل كذا و كذا فأعطاها الرجل فقال : اعدل عليهم و اعنهم بها فقال زيد بن سعنة : فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة أتيته فأخذت بمجامع قميصه و ردائه و نظرت إليه بوجه غليظ فقلت له : الا تقضيني يا محمد حقي فو الله ما علمتم يا بني عبد المطلب سيء القضاء مطل و لقد كان لي بمخالطتكم علم و نظرت إلى عمر فإذا عيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير ثم رماني ببصره فقال : يا عدو الله أتقول لرسول الله صلى الله عليه و سلم ما أسمع و تصنع به ما رأى ؟ فو الله الذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر قوته لضربت بسيفي رأسك و رسول الله صلى الله عليه و سلم ينظر إلى عمر في سكون و تؤدة و تبسم ثم قال : يا عمر أنا و هو كنا أحوج إلى غير هذا أن تأمرني بحسن الداء و تأمره بحسن التباعة اذهب به يا عمر فأعطه حقه وزده عشرين صاعا من تمر فقلت : ما هذه الزيادة يا عمر ؟ قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أزيدك مكان ما نقمتك قلت : أتعرفني يا عمر ؟ قال : لا من أنت ؟ قلت : زيد بن سعنة قال : الحبر ؟ قلت : الحبر قال : فما دعاك أن فعلت برسول الله صلى الله عليه و سلم ما فعلت و قلت له ما قلت له : يا عمر لم يكن له من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفته في وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم حين نظرت إليه اثنين لم أخبرهما منه هل يسبق حلمه جهله و لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما فقد اختبرتهما فأشهدك يا عمر أني أني قد رضيت بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا و أشهدك أن شطر مالي فإني أكثرهم مالا صدقة على أمة محمد صلى الله عليه و سلم فقال عمر رضي الله عنه : أو على بعضهم فإنك لا تسعهم قلت : أو على بعضهم فرجع زيد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و آمن به و صدقه و بايعه و شهد معه مشاهد كثيرة)
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الحلم والعفو من أخلاق الرسول)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد علي ه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
لقد بلغ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم غاية الحِلْم والعفو، والسُّنَّة النَّبويَّة حافلة بمواقف الرَّسول الكريم في الحِلْم، ومِن ذلك: ما رواه مسلم في صحيحه (قَالَ أَنَسٌ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا فَأَرْسَلَنِي يَوْمًا لِحَاجَةٍ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لاَ أَذْهَبُ. وَفِى نَفْسِى أَنْ أَذْهَبَ لِمَا أَمَرَنِي بِهِ نَبِيُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَخَرَجْتُ حَتَّى أَمُرَّ عَلَى صِبْيَانٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي السُّوقِ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي – قَالَ – فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقَالَ « يَا أُنَيْسُ أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ ». قَالَ قُلْتُ نَعَمْ أَنَا أَذْهَبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. ) ،ويقول أنس أنس : والله لقد خدمته سبع سنين أو تسع سنين ما علمت قال لشيء صنعتُ: لم فعلتَ كذا وكذا؟ ولا لشيء تركتُ: هلَّا فعلتَ كذا وكذا؟)) ،وفي الحديث المتفق عليه : ( أَنَّ عَائِشَةَ – رضى الله عنها – زَوْجَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ « لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ ، وَكَانَ أَشَدُّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِى عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ ، فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِى ، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلاَّ وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي ، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ ، فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ ، فَسَلَّمَ عَلَىَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ ، فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمِ الأَخْشَبَيْنِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا »)
وروى أحمد في مسنده ( عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ يَقْسِمُ مَالاً إِذْ أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ – رَجُلٌ مِنْ بَنِى تَمِيمٍ – فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ اعْدِلْ فَوَ اللَّهِ مَا عَدَلْتَ مُنْذُ الْيَوْمَ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « وَاللَّهِ لاَ تَجِدُونَ بَعْدِى أَعْدَلَ عَلَيْكُمْ مِنِّى ». ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَأْذَنُ لِي فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ فَقَالَ « لاَ إِنَّ لَهُ أَصْحَاباً يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ يَنْظُرُ صَاحِبُهُ إِلَى فُوقِهِ فَلاَ يَرَى شَيْئاً آيَتُهُمْ رَجُلٌ إِحْدَى يَدَيْهِ كَالْبَضْعَةِ أَوْ كَثَدْي الْمَرْأَةِ يَخْرُجُونَ عَلَى فِرْقَتَيْنِ مِنَ النَّاسِ يَقْتُلُهُمْ أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِاللَّهِ ». قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَأَشْهَدُ أَنِّى سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَنِّى شَهِدْتُ عَلِيًّا حِينَ قَتَلَهُمْ فَالْتُمِسَ فِي الْقَتْلَى فَوُجِدَ عَلَى النَّعْتِ الَّذِى نَعَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم ) ،وفي البخاري : (عَنْ عَائِشَةَ – رضى الله عنها – أَنَّهَا قَالَتْ مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلاَّ أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا ، مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا ، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ ، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – لِنَفْسِهِ ، إِلاَّ أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بِهَا ) ، وها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال في بعض كلامه : ( بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد دعا نوح على قومه فقال “رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا” ولو دعوت علينا مثلها لهلكنا من عند آخرنا )
(فلقد وُطئ ظهرك وأُدمى وجهك وكُسرت رباعيتك فأبيت أن تقول إلا خيراً فقلتَ اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون )
الدعاء