خطبة عن (أهمية وثمرة التوكل على الله )
فبراير 8, 2016خطبة عن (خلق التوكل على الله )
فبراير 8, 2016الخطبة الأولى (الفرق بين التوكل والتواكل)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى : ( فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) (159) آل عمران
إخوة الإسلام
هناك فرق شاسع بين التوكل والتواكل فالتوكل هو العمل والأخذ بالأسباب، والاعتماد على الله عز وجل، أما التواكل فهو الكسل والاعتماد على الغير وعدم الإنتاج، وعدم الأخذ بالأسباب .. فالقلوب تتوكل ، والجوارح تعمل ،وليس من التوكل أن تتخاذل في اثبات حقك أو تفرط فيه ففي مسند الامام أحمد (عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم- قَضَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَقَالَ الْمَقْضِىُّ عَلَيْهِ لَمَّا أَدْبَرَ حَسْبِىَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « رُدُّوا عَلَىَّ الرَّجُلَ ». فَقَالَ « مَا قُلْتَ ». قَالَ قُلْتُ حَسْبِىَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم« إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ (العقل والفطانة) فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ حَسْبِىَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)
أيها المسلمون
أما عن حال الامة الاسلامية اليوم. فمما لا شك فيه أن سبب ما أصابنا من ذلة ومهانة بين الأمم وما نزل بنا من بلاء وضعف وهوان هو بعدنا عن ديننا وتفريطنا في التمسك بإسلامنا فضعف الإيمان في القلوب وقلّت التقوى وازداد الناس تمسّكًا بالأسباب المادية وتعلّقًا بالدنيا الدنية نسينا الله فانسانا انفسنا .وأحببنا الدنيا وتركنا سنة رسوله فسلط الله علينا أعداءنا .. وقد اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك..كما في مسند الامام احمد (عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الأُكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا ». قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ قَالَ :« أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِى قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ ». قَالَ قُلْنَا وَمَا الْوَهَنُ قَالَ « حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ) .. وفي البخاري (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ رضى الله عنه أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ »قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ ». لكن هل معنى هذا نهاية الاسلام والمسلمين ؟ ،هل معنى هذا انتصار الباطل على الحق ؟ ،هل الجولة قد انتهت بفوز المفسدين في الأرض .. فأقول لا .إن الأمة قد تمرض ولكنها لا تموت .والحق قد يضعف في حين من الدهر لكنه لا يفنى ولا يهزم.. فالله تبارك وتعالى هو القائل : (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) الرعد (17) . فالجولة الأخيرة للاسلام .والنصر للحق ولو بعد حين .قال الله تعالى :( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ) الاسراء (81) . وقال الله تعالى : (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ) الطارق ( 15: 17)، ،وقال الله تعالى : ( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) آل عمران ( 139) ..
اقول قولي واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
الرسول صلى الله عليه وسلم صادق في خبره .كما عند الإمام أحمد ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ » وقال(وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَحَضْرَمَوْتَ مَا يَخَافُ إِلاَّ اللَّهَ تَعَالَى وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَعْجَلُونَ ».. فلا تفقدوا ثقتكم بالله كما يريدكم اعداء الله ولكن عليكم بالتوكل على الله والتصديق بموعود رسوله ومجتباه .والعمل. كل على قدر جهده .على إعلاء كلمة الله ورفعة الاسلام والمسلمين .. إياكم واليأس والقنوط. فلا يخيفكم مكر الماكرين أو تهديد الكافرين، .فقد حاول الكفار في عصره صلى الله عليه وسلم أن يمكروا به، وبذلوا لذلك ما في وسعهم من الوسائل فخابوا بحمد الله وخسروا، قال الله تعالى : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ).الانفال ( 30 ) ونستكمل الحديث عن التوكل
الدعاء