خطبة عن ( الكسب الحلال ،والكسب الحرام)
فبراير 12, 2016خطبة عن (الكسب الحلال)
فبراير 12, 2016الخطبة الأولى ( الكسب الحلال )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في مسند أحمد : ( عَنْ أَبِى إِدْرِيسَ الْعَبْدِىِّ أَوِ الْخَوْلاَنِىِّ قَالَ جَلَسْتُ مَجْلِساً فِيهِ عِشْرُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ حَدِيثُ السِّنِّ حَسَنُ الْوَجْهِ أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ أَغَرُّ الثَّنَايَا فَإِذَا اخْتَلَفُوا فِى شَىْءٍ فَقَالَ قَوْلاً انْتَهَوْا إِلَى قَوْلِهِ فَإِذَا هُوَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جِئْتُ فَإِذَا هُوَ يُصَلِّى إِلَى سَارِيَةٍ – قَالَ – فَحَذَفَ مِنْ صَلاَتِهِ ثُمَّ احْتَبَى فَسَكَتَ – قَالَ – فَقُلْتُ وَاللَّهِ إِنِّى لأُحِبُّكَ مِنْ جَلاَلِ اللَّهِ. قَالَ آللَّهِ قَالَ قُلْتُ آللَّهِ. قَالَ فَإِنَّ مِنَ الْمُتَحَابِّينَ فِى اللَّهِ – فِيمَا أَحْسَبُ أَنَّهُ قَالَ – فِى ظِلِّ اللَّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ)
إخوة الإسلام
ماذا عن الكسب الحلال ، وشؤم الكسب الحرام ؟: فإن بعض الناس لطمعه وشجعه يفتأت على ربه فيجعل الحرام حلالا والحلال حراما , قال تعالى : {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ} (59) يونس. وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَأْكُلُونَ أَشْيَاءَ وَيَتْرُكُونَ أَشْيَاءَ تَقَذُّرًا فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ وَأَنْزَلَ كِتَابَهُ وَأَحَلَّ حَلاَلَهُ وَحَرَّمَ حَرَامَهُ فَمَا أَحَلَّ فَهُوَ حَلاَلٌ وَمَا حَرَّمَ فَهُوَ حَرَامٌ وَمَا سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ عَفْوٌ وَتَلاَ (قُلْ لاَ أَجِدُ فِيمَا أُوحِىَ إِلَىَّ مُحَرَّمًا) إِلَى آخِرِ الآيَةِ. أخرجه أبو داود
أيها المسلمون
إنّ الإنسان في هذه الحياة لا غنى له عن المال الّذي يقوم بتغذية بدنه، وعفّته عن سؤال غيره، وقد جعل الله وجوهًا كثيرة للتكسّب الحلال فأباح كلّ كسب ليس فيه اعتداء، ولا ظلم، ولا ضرر على الغير، وأباح أنواعًا من الاكتساب حتّى يجمَع الإنسان من المال ما يكون كافيًا له في قوّتِه، وقوت مَن يعوله. لقد أصبح همُّ الكثير من النّاس اليوم جمع المال من أيّ مصدر، سواء أكان ذلك المال من طريق حلال، أو من أيّ طريق من الطّرائق المحرّمة، وأصبح الكثير من النّاس يرى أنّ المال يكون حلالًا متى حلّ في يده ومهما كان ذلك المكسب خبيثًا فإنّه لا يراه إلّا حلالًا، ما دام قد حصل عليه وأمسك به في يده. والمسلم في معاملاته المالية ينبغي أن يَسير على ضوء الإسلام وعلى ضوء ما حدَّده الله، وبيَّنه رسوله صلّى الله عليه وسلّم الّذي قال في الحديث: “. يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ إِنَّهُ لاَ يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ إِلاَّ كَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ »رواه الترمذي . والواجب على المسلم ألّا يدخل في أيّ معاملة حتّى يعرف حكمها الشّرعي، وحتّى لا يدخل في معاملات محرّمة ذات كسب خبيث؛ ممّا يؤدّي بصاحبه إلى النّار! وللكسب الحلال ثمار وآثار على العبد منها: أنّه يُنير القلب ويشرح الصّدر ويورث الطّمأنينة والسّكينة والخشية من الله، ويعين الجوارح على العبادة والطّاعة. وهو سبب لقبول العمل الصّالح، والبركة في الرِّزق والعمر والذّرية، وهو سبب لرِضا الله عزّ وجلّ ولاستجابة الدّعاء، كما في المعجم الأوسط للطبراني (عن بن عباس قال تليت هذه الآية عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ) فقام سعد بن أبي وقاص فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة فقال له النبي صلى الله عليه و سلم يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه عمل أربعين يوما وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الكسب الحلال ) 2
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ولقد قصَّ لنا القرآن الكريم عن حياة الأنبياء والمرسلين، وأشار في آيات عديدة لبعض المهن التي كانوا يعملون بها؛ فهذا نوح – عليه الصلاة والسلام – كان يعمل في النجارة، وقد صنع بيده السفينة التي كانت سببًا في نجاتهم من الغرق بعد فضل الله؛ قال – تعالى -: {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ} [هود: 38]. وهذا نبي الله داود – عليه الصلاة والسلام – كان حدَّادًا، وقد ألان الله له الحديد، فكان يصنع منه الدروع وغيرها من الأشياء النافعة؛ قال تعالى: {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سبأ : 10 – 11]. وكان زكريا – عليه الصلاة والسلام – نجَّارًا؛ كما أخبر بذلك النبي – صلى الله عليه وسلم. وهذا حبيبنا ونبيُّنا وقدوتنا – صلى الله عليه وسلم – كان يرعى الغنم على قراريط لأهل مكة، وكان يعمل في التجارة، فيسافر ويتعب؛ من أجل تحصيل الرزق الحلال، وعلى الرغم من مكانتهم العالية، وحملهم لأمانة الدعوة، إلا أنهم كانوا يعملون بأيديهم، ويتكسبون أرزاقهم عن طريقها.
الدعاء