خطبة عن (وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى)
فبراير 19, 2017خطبة عن (الزكاة فريضة، وتزكية، وبركة ، ونماء)
فبراير 21, 2017الخطبة الأولى ( وَالصَّلاَةُ نُورٌ . وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ . وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) العنكبوت 45 ، وروى مسلم في صحيحه : ( عَنْ أَبِى مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ. وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآنِ – أَوْ تَمْلأُ – مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالصَّلاَةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا ».
إخوة الإسلام
الصلاة من أعظم شعائر الإسلام ، بل هي الركن الركين ، والصلة بين العبد وربه ، ولذلك جعلها الله نورا يستضاء به في دياجير الظلم ، تنير للمسلم الطريق المستقيم ، وتهديه إلى سواء الصراط القويم ، وهي تنهى المؤمن عن الفحشاء والمنكر لأنها نور ، فمن قبلت منه الصلاة قبلت منه سائر العبادات ، لأنها نور ، والنور يستضاء به ، وأجرها للمؤمن نور يوم القيامة ، فالصلاة تنور قلب صاحبها ،حتى يقبل على الله بنوره باطنا وظاهرا ، والصلاة يستعين بها صاحبها على سلوك طريق الهدى ، كما يستعين صاحب النور بالنور في الظلمات ، ومن أقام الصلاة يظهر على وجهه نور ، وتكون له يوم القيامة نورا ، ومن يمشي إلى الصلاة في الظلم في الدنيا يعطى نورا تاما يوم القيامة يحيط به من كل جانب ، ويضيء له طريقه إلى الجنة . قال النووي : (وَالصَّلاَةُ نُورٌ): أي أنها تمنع من المعاصي ،وتنهى عن الفحشاء والمنكر ، وتهدي إلى الصواب ، كما أن النور يستضاء به . وقيل معناه : إنه يكون أجرها نورا لصاحبها يوم القيامة .
وقيل : لأنها سبب لإشراق أنوار المعارف ، وانشراح القلب ، ومكاشفات الحقائق لفراغ القلب فيها ، وإقباله إلى الله تعالى بظاهرة وباطنه ، وقيل : معناه :أنها تكون نورا ظاهرا على وجهه يوم القيامة ، ويكـون في الدنيا أيضا على وجهه البهاء ، بخلاف من لم يصل . وقال الشيخ ابن عثيمين : “وَالصَّلاةُ نورٌ” أي صلاة الفريضة والنافلة نور، نور في القلب، ونور في الوجه، ونور في القبر، ونور في الحشر، لأن الحديث مطلق . وأخرج أبو داود ، والترمذي عَنْ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».
وقـال المبارك فوري : ” بِالنُّورِ التَّامِّ ” الذي يحيط بهم من جميع جهاتهم ، أي على الصراط ، لما قاسوا مشقة المشي في ظلمة الليل ،جوزوا بنور يضيء لهم ويحيطهم .. وأخرج الدارمي بسنده : (عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « مَنْ مَشَى فِي ظُلْمَةِ لَيْلٍ إِلَى صَلاَةٍ آتَاهُ اللَّهُ نُوراً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ». فقوله صلى الله عليه وسلم (وَالصَّلاَةُ نُورٌ) فهي نور للعبد في قلبه وفي وجهه وفي قبره وفي حشره، ولهذا تجد أكثر الناس نوراً في الوجوه أكثرهم صلاة وأخشعهم فيها لله عز وجل ، وكذلك تكون نورا للإنسان في قلبه تفتح عليه باب المعرفة لله عز وجل ،وباب المعرفة في أحكام الله ،وأفعاله ،وأسمائه وصفاته ، وهي نور في قبر الإنسان ،لأن الصلاة عمود الإسلام ،إذا قام العمود قام البناء ،وإذا لم يقم العمود فلا بناء . وكذلك هي نور في حشره يوم القيامة كما أخبر بذلك الرسول ، ففي مسند أحمد وغيره (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ ذَكَرَ الصَّلاَةَ يَوْماً فَقَالَ « مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُوراً وَبُرْهَاناً وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ وَلاَ بُرْهَانٌ وَلاَ نَجَاةٌ وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَىِّ بْنِ خَلَفٍ ». فهي نور للإنسان في جميع أحواله ،وهذا يقتضي أن يحافظ الإنسان عليها ،وأن يحرص عليها، وأن يكثر منها ،حتى يكثر نوره وعلمه وإيمانه .
أيها المؤمن
إذا صلّيت الصلاة الحقيقية ،التي يحضر فيها قلبك ،وتخشع بها جوارحك ،وتحس بأن قلبك استنار وتلتذّ بذلك غاية الالتذاذ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :(جُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ ) رواه الحاكم في المستدرك ،قال ابن القيم :[ فالصلاة من أكبر العون على تحصيل مصالح الدنيا والآخرة ،ودفع مفاسد الدنيا والآخرة ،وهي منهاة عن الإثم ،ودافعة لأدواء القلوب ، ومطردة للداء عن الجسد ،ومنورة للقلب ،ومبيضة للوجه ،ومنشطة للجوارح والنفس ،وجالبة للرزق ، ودافعة للظلم ،ومنزلة للرحمة وكاشفة للغمة ،ونافعة من كثير من أوجاع البطن ] زاد المعاد و قال رحمه الله : [ والصلاة مجلبة للرزق، حافظة للصحة، دافعة للأذى، مطردة للأدواء، مقوية للقلب، مبيضة للوجه، مفرحة للنفس، مذهبة للكسل، منشطة للجوارح، ممدة للقوى، شارحة للصدر مغذية للروح، منورة للقلب، حافظة للنعمة، دافعة للنقمة، جالبة للحركة، مبعدة من الشيطان، مقربة من الرحمن. وبالجملة فلها تأثير عجيب في حفظ صحة البدن والقلب، وقواهما ودفع المواد الرديئة عنهما، وما ابتلي رجلان بعاهة أو داء أو محنة أو بلية إلا كان حظ المصلي منهما أقل، وعاقبته أسلم. وللصلاة تأثير عجيب في دفع شرور الدنيا، ولا سيما إذا أعطيت حقها من التكميل ظاهرًا وباطنًا، فما استدفعت شرور الدنيا والآخرة، ولا استجلبت مصالحهما بمثل الصلاة، وسر ذلك أن الصلاة صلة بالله عز وجل، وعلى قدر صلة العبد بربه عز وجل تفتح عليه من الخيرات أبوابها، وتقطع عنه من الشرور أسبابها، وتفيض عليه مواد التوفيق من ربه عز وجل، والعافية والصحة، والغنيمة والغنى، والراحة والنعيم، والأفراح والمسرات، كلها محضرة لديه، ومسارعة إليه ] زاد المعاد ، فما اجمل خطو المصلين إلى بيوت الله عز وجل ، وما أجمل الحياة بالصلاة ، وما أجمل قول الشاعر:
يمشون نحو بيوت الله إذ سمعوا *** “الله أكبر” في شوق وفي جذل
أرواحـــهم خشــعت لله في أدب *** قلوبهم من جلال الله في وجل
نجــواهم: ربنــا جئنــاك طائـعة *** نفوسنا، وعصينا خـادع الأمــل
إذا سجــى اللــيل قاموه وأعينهم *** من خشية الله مثل الجائد الهـطل
هـــم الرجــال فلا يلهيهم لـــعب *** عن الصلاة، ولا أكذوبة الكــسل
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( وَالصَّلاَةُ نُورٌ . وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ . وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وفي قوله صلى الله عليه وسلم (وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ ) : فالصبر ضياء يعني أنه يضيء للإنسان ،يضيء له عندما تحتلك الظلمات ،وتشتد الكربات ،فإذا صبر فإن هذا الصبر يكون له ضياء ، يهديه إلى الحق ،ولهذا ذكر الله عز وجل أنه من جملة الأشياء التي يستعان بها ، فهو ضياء للإنسان في قلبه ،وضياء له في طريقه ومنهاجه وعمله ،لأنه كلما سار إلى الله عز وجل على طريق الصبر ،فإن الله تعالى يزيده هدى وضياء في قلبه ويبصره . والفرق بين النور في الصلاة والضياء في الصبر : أن الضياء في الصبر مصحوب بحرارة لما في ذلك من التعب القلبي والبدني في بعض الأحيان .وفي قوله صلى الله عليه وسلم : (وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ ) :فالصدقة بذل لمال تقربا لله عز وجل للأهل والفقراء والمصالح العامة مثل بناء المساجد وغيرها وهذا برهان . برهان على إيمان العبد ،وذلك لأن المال محبوب إلى النفوس ، والنفوس شحيحة به ،فإذا بذله الإنسان لله ،فإن الإنسان لا يبذل ما يحب ،إلا لما هو أحب إليه منه . ولهذا تجد أكثر الناس إيماناً بالله عز وجل وبالإخلاف ،تجدهم أكثرهم صدقة ، ثم قال الرسول عليه الصلاة والسلام (وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ ) : لأن القرآن هو حبل الله المتين ،وهو حجة الله على خلقه ،فإما أن يكون لك ،وذلك فيما إذا توصلت به إلى الله وقمت بواجب هذا القرآن العظيم من التصديق بالأخبار وامتثال الأوامر واجتناب النواهي وتعظيم هذا القرآن الكريم واحترامه ففي هذه الحال يكون حجة لك ، أما إن كان الأمر بالعكس : فأهنت القرآن ،وهجرته لفظاً ومعنى وعملاً ،ولم تقم بواجبه ، فإنه يكن عليك شاهداً يوم القيامة ،ولم يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم مرتبة بين هاتين المرتبتين . يعني لم يذكر أن القرآن لا لك ولا عليك ،لأنه لا بد أن يكون إما لك ،وإما عليك ، أما قوله صلى الله عليه وسلم (كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا ) : أي كل الناس يبدأ يومه من الغدوة بالعمل وهذا شيء مشاهد فإن الله تعالى جعل الليل سكنا ، وقال تعالى: { وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }(60) الانعام ، فهذا النوم الذي يكون في الليل ،هو وفاة صغرى ،تهدأ فيه الأعصاب ،ويستريح فيه البدن ،ويستجد نشاطه للعمل المقبل ،ويستريح من العمل الماضي .
فإذا كان الصباح وهو الغدوة ،سار الناس واتجهوا كل لعمله ،فمنهم من يتجه إلى الخير وهم المسلمون ،ومنهم من يتجه إلى الشر وهم الكفار والعياذ بالله . فالمسلم أول ما يغدو ،يتوضأ ويتطهر، والطهور شطر الإيمان ،كما في هذا الحديث ،ثم يذهب فيصلي فيبدأ يومه بعبادة الله عز وجل ،بل يفتتحه بالتوحيد ،لأنه يشرع للإنسان إذا استيقظ من نومه أن يذكر الله عز وجل ،وأن يقرأ عشر آيات من سورة آل عمران وهي قوله تعالى { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194) … } إلى آخر السورة ، وهذا المسلم هو الذي يغدو في الحقيقة بائع نفسه ،لكن هل باعها بيعاً يعتقها فيه ؟ نعم المسلم باعها بيعاً يعتقها فيه ولهذا قال فبائع نفسه فمعتقها ،هذا قسم ، أو موبقها : أي بائع نفسه فموبقها . أما الكافر فيغدو إلى العمل الذي فيه الهلاك ،لأن معنى أوبقها :أي أهلكها ، وذلك أن الكافر يبدأ يومه بمعصية الله ،حتى لو بدأ بالأكل والشرب ،فإن أكله وشربه يعاقب عليه يوم القيامة ، فكل لقمة يرفعها الكافر إلى فمه ،فإنه يعاقب عليها ،وكل وشربة يبتلعها من الماء فإنه يعاقب عليها ،وكل لباس يلبسه فإنه يعاقب عليه . والدليل على هذا قوله تعالى { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } (32) الاعراف، فهي للذين آمنوا ،لا لغيرهم { خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ } يعني ليس عليهم من شوائبها يوم القيامة فمفهوم الآية الكريمة أنها لغير المؤمنين حرام وأنها ليست خالصة لهم يوم القيامة وأنهم سيعاقبون عليها .
وقال الله في سورة المائدة وهي من آخر ما نزل والآية التي سقتها الآن في سورة الأعراف وهي مكية . قال الله تعالى : { لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) }(93) المائدة ، فمفهوم الآية الكريمة أن على غير المؤمنين جناح فيما طعموه .
فالكافر من حين ما يصبح والعياذ بالله وهو بائع نفسه فيما يهلكها ، أما المؤمن فبائع نفسه فيما يعتقها وينجيها من النار نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم . ثم يبين الرسول عليه الصلاة والسلام في آخر هذا الحديث أن الناس ينقسمون إلى قسمين قسم يكون القرآن حجة لهم كما قال والقرآن حجة لك . وقسم يكون القرآن حجة عليهم كما قال أو عليك وقسم يعتقون أنفسهم بأعمالهم الصالحة .وقسم يهلكونها بأعمالهم السيئة
الدعاء