خطبة عن (مكانة الطفل، وحقوق الطفولة في الإسلام)
أبريل 11, 2017خطبة عن (الصحابي :(الأَرْقَمِ بْنِ أَبِى الأَرْقَمِ)
أبريل 12, 2017الخطبة الأولى ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) (5) الضحى ، وروى مسلم في صحيحه :(عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- تَلاَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ ( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّى) من الآيَةَ 36 إبراهيم . وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ ( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) المائدة 118، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ «اللَّهُمَّ أُمَّتِى أُمَّتِي». وَبَكَى فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ – عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ – فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِمَا قَالَ. وَهُوَ أَعْلَمُ. فَقَالَ اللَّهُ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلاَ نَسُوءُكَ
أيها المسلمون
لقد خاطب الله تبارك وتعالى رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى :(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) (5) الضحى ،ومما قال العلماء في تفسيرها : قال العلامة ابن كثير وقوله : { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } أي : في الدار الآخرة يعطيه حتى يرضيه في أمته ، وفيما أعدَّه له من الكرامة، ومن جملته نهر الكوثر الذي حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف ، وطينه [من] مسك أذفر ـ وقال العلامة البغوي وقوله : { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } قال عطاء عن ابن عباس : هو الشفاعة في أمته حتى يرضى ، وهو قول علي والحسن . وقال العلامة القرطبي : عن علي بن عبدالله بن عباس ، عن أبيه قال : أري النبي صلى اللّه عليه وسلم ما هو مفتوح على أمته ، فسر بذلك ؛ فأنزل اللّه عز وجل { وَالضُّحَى – إلى قوله تعالى – وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } ، فأعطاه اللّه جل ثناؤه ألف قصر في الجنة ، ترابها المسك ؛ في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج والخدم. وعنه قال : رضي محمد ألا يدخل أحد من أهل بيته النار. وقال السدي. وقيل : هي الشفاعة في جميع المؤمنين. وعن علي رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : يشفعني اللّه في أمتي حتى يقول اللّه سبحانه لي : رضيت يا محمد ؟ فأقول يا رب رضيت ،وقال القرطبي أيضا : وقال بعضهم : أرجى آية في كتاب الله عز وجل : { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } ؛ وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرضى ببقاء أحد من أمته في النار ـ
أيها المسلمون
ومن العطايا والمنح والمزايا التي تفضل الله بها على رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ، وذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدثا بنعمة ربه عليه ، ولنعلم أيضا قدره ومنزلته صلى الله عليه وسلم بين الرسل جميعا ، ما ورد ذكره في السنة المطهرة : – ففي الصحيحين : (أَخْبَرَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا ، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِى أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْيُصَلِّ ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي ، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً ، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً » ، وفي صحيح مسلم : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ
« فُضِّلْتُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ ». وفي الصحيحين : (عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلاَتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ « إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ وَإِنِّي وَاللَّهِ لأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِيَ الآنَ وَإِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأَرْضِ أَوْ مَفَاتِيحَ الأَرْضِ وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِى وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَتَنَافَسُوا فِيهَا ». وروى مسلم في صحيحه : (عَنْ أَنَسٍ قَالَ بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا فَقُلْنَا مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « أُنْزِلَتْ عَلَىَّ آنِفًا سُورَةٌ ». فَقَرَأَ « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ) ». ثُمَّ قَالَ « أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ ». فَقُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ « فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّى عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ رَبِّ إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِى. فَيَقُولُ مَا تَدْرِى مَا أَحْدَثَتْ بَعْدَكَ » ، وفي صحيح مسلم : (عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِى سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِىَ لِى مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ
وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّى لأُمَّتِي أَنْ لاَ يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ وَأَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ وَإِنَّ رَبِّى قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لاَ يُرَدُّ وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لأُمَّتِكَ أَنْ لاَ أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ وَأَنْ لاَ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا – أَوْ قَالَ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا – حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيَسْبِى بَعْضُهُمْ بَعْضًا ». وفي مسند أحمد : (عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمِئِينَ وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ ». فهذا من بعض ما أعطاه ربه فأرضاه ،فكيف بنا ونحن من أتبعنا دينه ،فحريٌّ بنا أن يلقانا عند الحوض وهو راض عنَّا إن شاء الله .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وأما عن إرضاء الله تعالى لأمة محمد عليه الصلاة والسلام ، فقد جاء ذكر ذلك في آية أخرى، ولكنه مشروط باتصافهم ببعض الصفات ، ومنها التقوى ،بذل الصدقات، كما في قوله تعالى : { وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى } (17) : (21) الليل ، فقوله تعالى :{ وَلَسَوْفَ يَرْضَى } أي أن الذي اتصف بهذه الصفات من أمة محمد عليه الصلاة والسلام سوف يرضيه الله تعالى يوم القيامة ، كما وردت نصوص أخرى في القرآن والسنة تدل على أن كل من يدخل الجنة يرضى الله عنه ويرضى عن الله تعالى، ويجد فيها من النعيم المقيم الأبدي ما تشتهيه نفسه وتلذ عينه وفوق ما يتصوره عقله أو يخطر بباله، فقد قال الله تعالى عنهم: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ) {البينة:8}. وقال تعالى : (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) {السجدة:17}. وقال تعالى: (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) {الزخرف:71}. وفي الصحيحين (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ – رضى الله عنه – قَالَ قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لأَهْلِ الْجَنَّةِ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ . فَيَقُولُونَ لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ . فَيَقُولُ هَلْ رَضِيتُمْ فَيَقُولُونَ وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى يَا رَبِّ وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ . فَيَقُولُ أَلاَ أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ . فَيَقُولُونَ يَا رَبِّ وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ فَيَقُولُ أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا » ومن هذا يتبين لنا أن عطاءات الله تبارك وتعالى لخلقه على ثلاثة أقسا م : الأول : عطاء عام : ومنه قوله تعالى : { كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا } الاسراء 20، ويدخل في هذا العطاء البر والفاجر والمسلم والكافر ، بل ومن أهل العلم من يقول : يدخل فيه عطاء الخير وعطاء الشر فيعطي السعادة من يشاء ،والشقاوة من يشاء ، والثاني : عطاء خاص: وهو عطاء الله تعالى لعباده المؤمنين الموحدين في الآخرة ، ومنه قوله تعالى : { إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا } النبأ (31): (36) فهو عطاء من ربك لأهل التقوى ،والثالث : عطاء أخص : وهو عطاء الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام بما ليس لغيره كالشفاعة والكوثر وغير ذلك من خصوصياته عليه الصلاة والسلام ، ومنها قوله تعالى : { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى }
أيها المسلمون
(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) ،إنها آية تبعث الأمل في القلوب ، وتقذف الرجاء في النفوس ، وتحيي في قلوب القانطين الفرج بعد الضيق ، واليسر بعد العسر ،فإن كنت في زمرة المحزونين ، فالله يغيث المنكوبين و ينصر المستضعفين ،و يجيب دعوة المضطرين (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) ، وإن أظلمت أمامك الدروب ،واشتدت الخطوب والكروب، فاذكر علام الغيوب بالخضوع والخشوع ، ليشع قلبك نورا ،ويمتلئ صدرك سرورا ،
و حبورا ، فمنك الدعاء، ومنه الإجابة ،فهو ربك الأعلى ، (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) ،وإن عصفت بك عواصف الهم ،وزلزل قلبك لحظات الغم ،وأغرقتك أمواج الحزن ، و اجتمعت عليك المصائب و نوائب الدهر
فاهتف باسم رب المشارق و المغارب ،وستزول عنك كل المتاعب… (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى )، وإن ضاق صدرك بالهموم والغموم ، فاهتف يا حي يا قيوم ، فسترضى بالمقسوم…( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) ،وإن أبعدك الأصحاب ،فاعلم أن رب الأرباب أدناك ، واختارك من بين خلقه و اجتباك… (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) ، وإن تقطعت بك الأسباب ، فما ودعك ربك و ما قلاك… وإن فقدت عزيزا، أو فارقك حبيب ، فالله منك قريب ، بل وأقرب من حبل الوريد… (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)
الدعاء