خطبة عن (الصحابي : الْقَعْقَاع بن عمرو التميمي)
يوليو 8, 2017خطبة عن ( احذوا التدين المغشوش )
يوليو 8, 2017الخطبة الأولى ( أُحبك يا أمي )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته :( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) الاسراء (23)، (24)، وقال تعالى : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (14) ،(15) لقمان ، وفي الصحيحين : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ بِحُسْنِ صَحَابَتِى قَالَ « أُمُّكَ » . قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ « أُمُّكَ » . قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ « أُمُّكَ » . قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ « ثُمَّ أَبُوكَ »
إخوة الإسلام
عندما أريد أن أتحدث أو أكتب عن الأم يعجز اللسان عن الكلام، والعقل عن التفكير، والقلب عن التعبير، ولكن أرجو من كل أم وهبت حياتها من أجل أبنائها ، وبذلت كل ما تستطيع من أجل إسعادهم أن تتقبل مني هذه الكلمات: أمّي يا نبع الحنان، يا صوت الأذان، يا ضوءًا يخطفني من بين الأحضان ، أحبك يا أمّي. أمّي الحبيبة أهديكِ قطرة من الخليج، وزهرة من بستان الأريج، وكلمات حبّ من قلبي البهيج، أمّي أنتِ عبير الجنة وريحها، وأنتِ زهرة نبتت في الوادي، وأنتِ شمعة أضاءت دنيتي بالخير والبركة. أمّي الحبيبة أنتِ النور الذي يضيء حياتي، والنبع الذي أرتوي منه حباً وحناناً، أمّي ،أنتِ الأم التي يٌشار إليها بالبنان، ويفتخر بها بين الأنام، أنتِ كلمة في كتاب أنتِ معناه ومحتواه، يا قمراً أنار دربي، يا نجمة تلمع في السماء، يا لؤلؤة البحر، يا ورداً نشر طيبه في الأفق فأغناه. أمّي في صدري تختنق الكلمات، وفي عيني آلاف العبارات، ولكن خجل الكلام أمامك فمن أين تبدأ أحرفي، يا نغماً يملأ أرجائي، ويا قمراً يضيء في سمائي، ويا من أوجب الله تعالى علي برّها والإحسان إليها، ويا من جعل الله تعالى جنان الخلد تحت قدميها، ويا من تتمنى لي الخير الدائم و النجاح والتقدم المستمر، أبعث إليكِ عبراتي المفعمة بالحب والاحترام، مرفقة بأصدق الدعوات. أمّي مهما بذلت، ومهما حاولت أن أقدم لك لن أوفّيك حقّك، فتقبلي منّي حبّي و تقديري ، وهذه قبلة أطبعها على كفيك. أمّي أعذب كلمة نطق بها لساني، وألطف قلب عشته في حياتي، فأفضل كتاب قرأته هو أمي، وأفضل حكمة تعلمتها كانت من أمي، ولا توجد في العالم وسادة أنعم من حضن الأم، ولا وردة أجمل من ثغرها.أمي أعضائي صنعت من لبنك ولحمى نسج من لحمك، وخدى غسل بدموعك، ورأسي نبت من قبلاتك، ونجاحي تم بدعائك، فكيف أرد بعض فضلك وجميلك.
فيا قلبا داخل صدري ينبض يا بحرا بالعطاء والجود لا ينفذ
يا نبعا من حنان لا ينضــــب يا وجها صبوحا لإشراقه أترقب
أنوارُ وجْهِكِ – يا أمَّاهُ – لمْ تُشَبِ أنتِ السَّماءُ وأنتِ الشَّمسُ لمْ تَغِبِ
أنتِ النِّساءُ، فلا ترقى لكِ امرأةٌ في الجودِ، يا خيرَ مَنْ أَعطَتْ بِلا سَبَبِ
ذاكَ الحنانُ وذاكَ الدِّفءُ رافقَني تلكَ السِّنينَ، فلا أَخْشَى منَ الكُرَبِ
أمَّاهُ في نَسَمَاتِ الفجْرِ تَحْضُرُني مُغْرَوْرقاً بدموعِ الشَّوقِ والطَّرَبِ
تدْنو فَتُعْجزُني بالكادِ أَسْئلَتي إلا بدمْعٍ جرَى كالوَدْقِ في صَبَبِ
مُدِّي يمينَكِ – يا أُمِّي – أُقَبِّلُها أرْقى المكانَ جِنانَ الخُلْدِ ذا الرُّتَبِ
هذا المآلُ فَلا أبْغي بهِ بدَلاً اَللهُ حسْبي فلاَ أدنُو منَ اللَّهَبِ
قدْ رُمْتِ عنْدَ إلهِ الكونِ منْزلةً فالْوِلْدُ منْ بَرَكَاتِ الأمِّ في طَلَبِ
هيهات أنْ يرْضى الرَّحمنُ إنْ غَضبَتْ فاعْقِلْ كلامَ رسولِ اللهِ في الأَدَبِ
الأمُّ ثُمَّ وَلاءُ الأمِّ مُلْتزِماً .. ذاكَ السَّبيلُ إلى الفرْدَوسِ ذو الأَرَبِ
لا يَدْخُلَنَّ جنانَ الخُلْدِ مُنْتَهِكاً ذَنْباً مَضَى بعُقُوقِ الأمِّ في الغَضَبِ
أمَّاهُ، ما بَلَغَ المُدَّاحُ في كَلِمٍ شَيئاً, ولا الخُطَبَاءُ الوَصْفَ في الخُطَبِ
حُقَّتْ لِجُودِكِ أوصافٌ بِلا عَدَدٍ حتَّى غَدَوْتِ لِبَحْرِ الوَصْفِ كالنَّسَبِ
فأنْتِ كالجَوهرِ المكْنونِ تَحْرُسُهُ عَينُ الرِّعايةِ في جِدٍّ وفي دَأَبِ
وأنْتِ رَوضٌ منَ الجنَّاتِ يُورِقُهُ عَذْبُ المياهِ إذا ما الرِّيُّ لمْ يُشَبِ
أنْتِ الجِنَانُ، فَمَا يَشْقَى بها أَحَدٌ أنْتِ النَّعيمُ، فَما يبْلى منَ الطَّلَبِ.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( أُحبك يا أمي )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
فمهما تحدَّثنا عن فضل الأمّ ودورها في حياة الأبناء والأسرة .. فلن نُدركَ مقدار هذا الدَّور العظيم الذي تقوم به أمهاتنا من أجلنا، ومدى حاجتنا إلى وجودهنَّ في حياتنا، فالأمّ هي رمزٌ للعطاء والتضحية .. وهي التي احتضنتنا قبل أن ترى عيوننا النُّور، وسهرت الليالي عند مرضنا، فكانت بلسماً لآلامنا وضماداً لجروحنا، وهي التي تفانت في تضحيتها لرعايتنا وتربيتنا حين كبرنا، فكانت لنا المُرشدة والنَّاصحة والصَّابرة والمدبّرة .. والأم هي مدرسة تعدّ الأجيال .. وهي الموجِّه الأول في حياتنا، تُعلِّمنا الإيمان بالله، وحبُّ الوطن والأرض، وتزرع فينا الأخلاق الحميدة. فالأم هي مصدر الحنان والرعاية والعطاء بلا حـدود .. وهي الجندي المجهول الذي يسهر الليالي ، ليرعي ضعفنـا ويمرض علتنـا … وهي الايثـار والعطـاء والحـب الحقيقـي الذي يمنـح بلا مقابـل ويعطـي بلا حـدود أو منــّـة ، وهي المرشـد الي طريق الايمان والهدوء النفسي ، وهي المصدر الذي يحتوينا ليزرع فينا بذور الأمن والطمأنينة ، وهي البلسـم الشافـي لجروحنـا والمخفف لآلامنـا ، وهي اشـراقة النـور في حياتنـا ، وهي نبـع الحنـان المتدفـق بل هي الحنـان ذاتـه يتجسد في صورة انسـان ، وهي شمـس الحيـاة التي تضيء ظـلام أيامنـا وتدفئ برودة مشاعـرنا
الدعاء