خطبة عن (حرص الصحابة على العلم والعمل
يوليو 8, 2017خطبة عن ( أين قلبك ؟؟ )
يوليو 8, 2017الخطبة الأولى ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) الأعراف 204
إخوة الإسلام
لقد خص الله سبحانه وتعالى أهل القرآن بخاصية وميزهم بمزية ليست لغيرهم، فجعلهم أهله وخاصته، وجعل مجالسهم مجالس رحمة وطمأنينة، وسكينة، ففي الحديث: الذي رواه مسلم : { وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ }. وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلاَئِكَةً سَيَّارَةً فُضْلاً يَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ – قَالَ – فَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ فَيَقُولُونَ جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِى الأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ. قَالَ وَمَاذَا يَسْأَلُونِي قَالُوا يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ. قَالَ وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي قَالُوا لاَ أَيْ رَبِّ. قَالَ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي قَالُوا وَيَسْتَجِيرُونَكَ. قَالَ وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِى قَالُوا مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ. قَالَ وَهَلْ رَأَوْا نَارِى قَالُوا لاَ. قَالَ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي قَالُوا وَيَسْتَغْفِرُونَكَ – قَالَ – فَيَقُولُ قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا – قَالَ – فَيَقُولُونَ رَبِّ فِيهِمْ فُلاَنٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ قَالَ فَيَقُولُ وَلَهُ غَفَرْتُ هُمُ الْقَوْمُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ ».صحيح مسلم ، فقراءة القرآن الكريم أو الاستماع لتلاوته بتدبر كلاهما عبادة من أفضل العبادات، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ( مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ) رواه الترمذي. وعن عبد الله بن مسعود قال: “قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اقْرَأْ عَلَيَّ). قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟! قَالَ: (نَعَمْ). فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الآيَةِ: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا) قَالَ: (حَسْبُكَ الآنَ). فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ” رواه البخاري. ومما ينبغي أن يكون عليه أهل مجالس القرآن الاستماع والانصات والتدبر يقول الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل: ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) الأعراف 204 ، وقال تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) محمد (24) ، والاستماع والإنصات كلمتان تفيدان معنى بذل الجهد وحمل النفس على الاستماع، لأن السماع يكون بشكل تلقائي دون بذل جهد من السامع وغالباً لا يكون معه تركيز، أما الاستماع فإنه يعني جمع القلب والفكر لسماع ما يتلى. وأما الإنصات فيعني السكوت وقطع الكلام لأجل الاستماع ، فلا بد لحصول الاستماع من الإنصات، فمن استمع وأنصت نال الجائزة المحددة في آخر الآية: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} . وقد اختلف العلماء في حكم الإنصات لقراءة القرآن خارج الصلاة ، على قولين : القول الأول : الوجوب ، والقول الثاني : الاستحباب والندب ، فعلى هذا يستحب للمسلم أن ينصت للقرآن ويتأكد ذلك لما فيه من الأدب والتوقير لكلام الله ويكره له أن يشتغل عن ذلك بلهو أو حديث أو ضحك وغيره مما يمنع الانتفاع بالقرآن والتدبر لمعانيه. ويحرم عليه أن ينشغل عنه بسماع المعازف والباطل وغير ذلك مما فيه سوء أدب مع كلام الله وتقصير في التعظيم الواجب لله . وينبغي على القارئ وصاحب المجلس أن يراعي أحوال الناس وأن لا يثقل عليهم بالإكثار من تلاوة القرآن وإلقاء العلم لئلا يحرجهم ويشق عيهم فإن رأى رغبتهم في السماع أسمعهم وإن رأى انشغالهم بأمر آخر لم يسمعهم . ولا حرج على الإنسان من مزاولة الأعمال اليدوية والفكرية من طهي وتنظيف وكتابة وتصفح وغيره لأن ذلك لا يشغل عن سماع القرآن ولا ينافي الإنصات له ،والمسلم بحاجة إلى سماع القرآن سائر الأوقات فالأمر في ذلك واسع إن شاء الله.
أيها المسلمون
ومن فوائد الاستماع لتلاوة القرآن الكريم : 1-أن استماع القرآن سبب لرحمة الله – سبحانه وتعالى – : قال الله – عز وجل : {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} الأعراف 204 ،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ ) رواه مسلم ، 2-أن الاستماع للقرآن فيه تحقيق الإيمان وزيادته : قال تعالى :{ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ” الانفال 2، ، 3- أن الاستماع للقرآن سبب لهداية الإنسان : قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} الاسراء 9، ، 4- الاستماع مع الاتباع فيهما بشارة كبرى : فالاستماع للقرآن من الأعمال الصالحة التي بشر القرآن أصحابها بالهداية، ووصفهم بـأنهم أصحاب العقول السليمة الراشدة فقال عز وجل : { فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} الزمر 17 ، 18 ، ، 5- أن الاستماع إلى القرآن الكريم يكسب صاحبه نوراً في الدنيا والآخرة : فهو ينير له الطريق، ويبدد به الظلمات ، ويكسب به الشبهات، ويقمع به الشهوات، ويقضي به على الضلالات، وكذلك يكسب صاحبه نوراً في الآخرة: يمشي به على الصراط، وينجو به من المهلكات حتى يفوز بجنة الله ، قال تعالى: ” وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ” الشورى 52، 53، ومن دعاء المؤمنين: (..رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} التحريم 8 . ، 6- أن الاستماع للقرآن سبب لخشوع القلب وبكاء العين : قال تعالى عن المؤمنين من أهل الكتاب :{وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ” ، وقَالَ النَّوَوِيُّ : (الْبُكَاءُ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ صِفَةُ الْعَارِفِينَ وَشِعَارُ الصَّالِحِينَ ) ، ومن فوائد وثمرات الاستماع والانصات للقرآن الكريم وتدبر آياته : – انه يولد الثقة بالنفس والذات. – وفيه انتباه وفهم واستجابة. ومن يحسن الانصات والاستماع يكتسب صفة الحلم وعدم الغضب والغيض. وهو يعزز القوى العقلية الصادرة عن أصوات تلاوة القرآن الكريم ويجعل العقل يصدر سلسلة من الترددات والطاقات تعرف علميا باسم (موجات العقل). كما أنه يزيل الضجر والتشتت والنسيان السريع بعكس الاستماع لأي شيء آخر بل تنساب الطاقة بين جنبات الإنسان بصورة طبيعية لأن الخلايا تطوف حول نفسها عكس عقارب الساعة. ويقلل من الخلايا السرطانية و العياذ بالله , بل و يدمرها. ويقي القلب من الأمراض التي يتعرض لها كما أنه ينقيه من الأمراض التي علقت به كالهوى والطمع والحسد ونزغات الشيطان والخبث والحقد.. الخ. – ومن فوائد الاستماع للقرآن: أنه يساعد كثيرا على استعادة الإنسان لتوازنه النفسي، فهو يعمل على تنظيم النفس مما يؤدي إلى تخفيف التوتر بدرجة كبيرة، كما أن حركة عضلات الفم المصاحبة للترتيل السليم تقلل من الشعور بالإرهاق، وتكسب العقل حيوية متجددة.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن النتائج العلمية المبهرة في العصر الحديث ، أن نتائج الأبحاث التي أجريت على مجموعة من المتطوعين في الولايات المتحدة عند استماعهم إلى القرآن الكريم كانت مبهرة، فقد تم تسجيل أثر مهدئ لتلاوة القرآن على نسبة بلغت 97 % من مجموع الحالات، ورغم وجود نسبة كبيرة من المتطوعين لا يعـرفون اللغة العربية؛ إلا أنه تم رصد تغيرات فسيولوجية لا إرادية عديدة حدثت في الأجهـزة العصبية لهؤلاء المتطوعين، مما أدى إلى تخفيف درجة التوتر لديهم بشكل ملحوظ. ليس هذا فقط ، فلقد تمت تجربة دقيقة بعمل رسم تخطيطي للدماغ أثناء الاستماع إلى القرآن الكريم، فوجد أنه مع الاستماع إلى كتاب الله تنتقل الموجات الدماغية من النسـق السريـع الخاص باليقظـة (13 – 12) موجـة / ثانيـة إلى النسـق البطيء (8 – 18) موجة / ثانية وهي حالة الهدوء العميق داخل النفس، وأيضا شعر غير المتحدثين بالعربية بالطمأنينة والراحة والسكينة أثناء الاستماع لآيات كتاب الله، رغم عـدم فهمهم لمعانيه !!
أيها المسلمون
وقد أزاح الرسول صلى الله عليه وسلم النقاب عن بعض أسرار القرآن العظيم حين قال: ” وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ) رواه مسلم ” ، كما ثبت علميا أن تلاوة القرآن الكريم وترتيله والاستماع إلى آياته والإنصات لها يعزز القوى العقلية ، وأن الترددات الكهربائية الصادرة عن أصوات تلاوة القرآن الكريم تعد غذاء فعالا للعقل ، وثبت فعليا أن العقل الإنساني يحتاج إلى الاستماع إلى الآيات من كتاب الله كغذاء فعال للعقل والروح معا أكثر من حاجة العقل إلى المغذيات الطبيعية أو الأعشاب الطبية ، وغيرها من منشطات العقل٠والعجيب فعلا ! أن الاستماع للقرآن الكريم يزيل التشتت والضجر والنسيان السريع بعكس الاستماع إلى شيء آخر. وثبت أن السر في تركيبة عقولنا يكمن في أنه بالاستماع إلى القرآن الكريم ، تبقى خلايا مخك حية وسعيدة حتى أثناء فترات الضغط عليها٠فالقرآن يهدئ النفوس المضطربة والمتوترة ، وبذلك يحمي المخ من التوتر الذي يسبب ضمورا في خلاياه ، أو يقلل من كفاءته وحيويته ٠
أيها المسلمون
ومن الآداب التي ينبغي أن نتحلى بها في مجالس القرآن، والتي تساعد على الإنصات والاستماع لتلاوة كتاب الله : 1- ترك الكلام أثناء تلاوة القرآن والاستماع والتفكر والتدبر في الآيات المتلوة. والتفاعل معها بالدعاء في موضع الدعاء وذكر الجنة والتعوذ بالله عند ذكر النار ونحو ذلك. 2- عدم الانشغال بأخطاء من يقرأ في حضرة من يقوم بهذه المهمة كالمعلم أو الشيخ، إذ ينبغي ألا ينازع المعلم في تصحيح تلاوة المخطئ، حتى لا يتشتت تركيز القارئ. 3- المعلم أعرف بالوقت الذي يصحح فيه خطأ الطالب إذ قد يمهله ليعطيه فرصة التصحيح بنفسه فلا يستعجل عليه، واستعجال بعض الإخوة بتصحيح الخطأ يفوت على المتعلم فرصة للتعلم من خطئه. 4- عدم الانشغال بالداخل إلى المجلس أو الخارج منه أثناء التلاوة، مع وجود شيخ الحلقة، والأصل أن يجلس الداخل حيث ينتهي به المجلس أو حيث يأمره صاحب المنزل، دون صوت أو تشويش على من يقرأ. 5- عدم الانشغال بمكالمات الجوال والرد عليها أثناء تلاوة الآخرين مما يفوت فضيلة الإنصات. 6- الكف عن التعليقات التي لا علاقة لها بموضوع التلاوة، والتي يراد بها التفكه في المجلس وإظهار الدعابة لما في ذلك من إذهاب لهيبة مجلس الذكر الذي تغشاه السكينة وتحفه الملائكة. 7- عدم الانشغال بشرح بعض الأحكام لمن لا يحسنها أثناء تلاوة القارئ، لأن ذلك مخالف لأدب الإنصات والاستماع للقرآن. 8- مجاهدة النفس للتخلق بأخلاق المؤمنين عند سماع القرآن، والتي ذكرها الله تعالى بقوله: { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم } الانفال 2، وقال تعالى :{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} الزمر 23، { وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ } المائدة (83) ، ووصف لنا حال قوم وصفهم بالعلم فقال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} الاسراء (107) : (109) .وقد حذرنا الله تعالى أن نكون ممن لا يتأثرون لسماع القرآن بقوله : { فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} الزمر (22) ، قال ابن كثير في تفسيرها ( أي فلا تلين عند ذكره ولا تخشع ولا تعي ولا تفهم ،ووصفهم بقوله تعالى : { أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ }
الدعاء