خطبة عن قوله تعالى(فَاسْتَخَفّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ
يوليو 29, 2017خطبة عن (الرحمة وصفات من يرحمهم الله)
يوليو 29, 2017الخطبة الأولى ( وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : ( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ) الشورى 48، وقال تعالى : (كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) (35) النحل 35، وقال تعالى : (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) (54) النور ،وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (67) المائدة ،وقال تعالى : (رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (61) ،(62) الاعراف ،وقال تعالى : (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا) (39) الاحزاب
إخوة الاسلام
لقد جعل اللّه تبارك تعالى مهمة أنبيائه ورسله (عليهم الصلاة والسلام) ،وكذلك أتباعهم من المؤمنين هي : (الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) ، أي : إبلاغ دعوة الحق إلى جميع الناس وإلى الثقلين ، ولكنه ليس كأي بلاغ ؛ ولكنه (الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) ، والبلاغ المبين هو الذي يحصل به توضيح الأمور المطلوب بيانها . ولكن من المعلوم أن لهذا البلاغ المبين مطالب ومقتضيات : فمن مقتضيات البلاغ المبين : أ – عدم التقصير في البلاغ : قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ } ( المائدة : 67) . يقول القرطبي – رحمه الله : « وهذا تأديب للنبي – صلى الله عليه وسلم – وتأديب لحَمَلة العلم من أمته ألا يكتموا شيئًا من شريعته » .ب – توفُّر عنصر الوعي لدى المبلِّغ : قال صلى الله عليه وسلم : « نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا ثُمَّ أَدَّاهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لاَ فِقْهَ لَهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ..» رواه أحمد . والوعي يكون بحفظ النص وأدائه كما قيل، ويكون للفقيه بمحافظته على المعاني المستفادة . ج – البلاغة : وتتضح البلاغة المقصودة في قوله تعالى : { وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا } ( النساء : 63 ) ، ويقصد بها أن يكون الكلام حَسَنَ المعاني ، واضحًا في ألفاظه مع تجنب وحشيِّ الكلام وغريبه ، ولا يقصد بالبلاغة التكلُّف والتشدُّق ، فهذا مخالف لمنهج السلف الصالح – رضوان الله عليهم – فقد قصدوا أيسر الطرق وأقربها إلى عقول الطالبين. ، د – كراهة الخوض فيما لا ينبني عليه عمل :يقول الإمام الشاطبي – رحمه الله تعالى – : ( كل مسألة لا ينبني عليها عمل ؛ فالخوض فيها خوض فيما لم يدل على استحسانه دليل شرعي ) . هـ – وعلى المبلِّغ تحديد الهدف من بلاغه بدقة ، والبدء بالمهم فالأهم : فالرسالة رسالة إحياء وبعث ، ولن يكون الإحياء إلا بتصحيح مفهوم العقيدة ، وتصحيح مفهوم التوحيد بمعناه الشرعي الشامل ، وأن يدعو الناس على أن يقيموا حياتهم على ( قبول شرع الله ورفض ما سواه ) . و – إيجاد ( واقع ) دعوي يؤمن بفكرة الداعية لا بشخص الداعية : فالداعية حين يجد من يؤمن بفكرته وتصوُّره تزداد همته ويزداد وضوح الفكرة في قلبه وعقله ، ويزداد إقبال الناس على ( الأفكار ) لوجود ( واقع ) عملي لها ،
أيها المسلمون
وإن الدعوة إلى الله تبارك وتعالى ، والبلاغ عن رسوله صلى الله عليه وسلم مع وضوحها البالغ – فإنَّ البعضَ ينصرفُ عنها جهلًا أو تجاهلًا، فتراه لا يكتفي بالدعوة والبلاغ – بل يُريدُ أن يأطِرَ الناس على الدين أطرًا، ويحملهم عليه حَملًا، بأيَّةِ وسيلةٍ كانت، وهؤلاء – وإن كان محمودًا لهم حرصُهم – فقد أتوا البيوت من غير أبوابها. وربَّما دفعه حرصه هذا على تجاوُزِ حدِّ الرحمة بالناس، فلْيعلم هؤلاء أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان أرحمَ الناس بالنَّاس، وأنَّ أهل السُّنَّةِ في الخلقِ هم أرحمُ الناس بالناس، وأنَّ أرحمَ الناس مَن يرحم مَنْ لا يرحم نفسه. وإنَّ الناصحَ لَيستريحُ ويطمئنُ نفسًا، ويهنأ بالًا؛ إذا أيقنَ أنَّه مأجورٌ على البلاغ لا على النتيجةِ، ولْيعتبر بأنصح البشرِ: أنبياء ربِّ البشر، إذ يأتي أحدهم يوم القيامة وليس معه أحدٌ، لا عن تقصيرٍ في البلاغِ، وإنَّما عن إرادةِ ربِّ القلوبِ. والناصح الداعية لابد أنْ يكون متحققًا بصفةِ: ﴿ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]. فهو لا ينفكَّ يدعو الله للناس – كلّ الناس – بالهداية والتوفيق، وأن يُحبَّ لهم ما يُحبُّه لنفسه من الخير، وإن جاءهم من طريق غيره،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن بعض الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حثه على البلاغ والتبليغ : ففي صحيح البخاري : (عَنْ أَبِى جَمْرَةَ قَالَ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُقْعِدُنِي عَلَى سَرِيرِهِ فَقَالَ إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « مَنِ الْوَفْدُ » . قَالُوا رَبِيعَةُ . قَالَ « مَرْحَبًا بِالْوَفْدِ وَالْقَوْمِ ، غَيْرَ خَزَايَا وَلاَ نَدَامَى » . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارَ مُضَرَ ، فَمُرْنَا بِأَمْرٍ نَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ ، وَنُخْبِرُ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا فَسَأَلُوا عَنِ الأَشْرِبَةِ ، فَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ وَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ أَمَرَهُمْ بِالإِيمَانِ بِاللَّهِ قَالَ « هَلْ تَدْرُونَ مَا الإِيمَانُ بِاللَّهِ » . قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ « شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَإِقَامُ الصَّلاَةِ ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ – وَأَظُنُّ فِيهِ – صِيَامُ رَمَضَانَ ، وَتُؤْتُوا مِنَ الْمَغَانِمِ الْخُمُسَ » . وَنَهَاهُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ ، وَالْحَنْتَمِ ، وَالْمُزَفَّتِ ، وَالنَّقِيرِ ، وَرُبَّمَا قَالَ الْمُقَيَّرِ . قَالَ « احْفَظُوهُنَّ ، وَأَبْلِغُوهُنَّ مَنْ وَرَاءَكُمْ » ، وفي البخاري : ( عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « يُجَاءُ بِنُوحٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ هَلْ بَلَّغْتَ فَيَقُولُ نَعَمْ يَا رَبِّ . فَتُسْأَلُ أُمَّتُهُ هَلْ بَلَّغَكُمْ فَيَقُولُونَ مَا جَاءَنَا مِنْ نَذِيرٍ . فَيَقُولُ مَنْ شُهُودُكَ فَيَقُولُ مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ . فَيُجَاءُ بِكُمْ فَتَشْهَدُونَ » . ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ) قَالَ عَدْلاً ( لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) ، وفي الصحيحين : ( عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ ذَكَرَ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – قَعَدَ عَلَى بَعِيرِهِ ، وَأَمْسَكَ إِنْسَانٌ بِخِطَامِهِ – أَوْ بِزِمَامِهِ – قَالَ « أَيُّ يَوْمٍ هَذَا » . فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ . قَالَ « أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ » . قُلْنَا بَلَى . قَالَ « فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا » . فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ . فَقَالَ « أَلَيْسَ بِذِي الْحِجَّةِ » . قُلْنَا بَلَى . قَالَ « فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا . لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ، فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ » ، وفي الصحيحين : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ « انْطَلِقُوا إِلَى يَهُودَ » . فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا بَيْتَ الْمِدْرَاسِ فَقَامَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – فَنَادَاهُمْ « يَا مَعْشَرَ يَهُودَ أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا » . فَقَالُوا قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ . فَقَالَ « ذَلِكَ أُرِيدُ » ، ثُمَّ قَالَهَا الثَّانِيَةَ . فَقَالُوا قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ . ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ « اعْلَمُوا أَنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَإِنِّى أُرِيدُ أَنْ أُجْلِيَكُمْ ، فَمَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ بِمَالِهِ شَيْئًا فَلْيَبِعْهُ ، وَإِلاَّ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا الأَرْضُ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ » ، وفي مسند الامام أحمد : (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَرْوَاحَهُمْ فِي أَجَوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَشَْربِهِمْ وَمَأْكَلِهِمْ وَحُسْنَ مُنْقَلَبِهِمْ قَالُوا يَا لَيْتَ إِخْوَانَنَا يَعْلَمُونَ بِمَا صَنَعَ اللَّهُ لَنَا لِئَلاَّ يَزْهَدُوا فِي الْجِهَادِ وَلاَ يَنْكُلُوا عَنِ الْحَرْبِ. فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَؤُلاَءِ الآيَاتِ عَلَى رَسُولِهِ (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ ). وروى البخاري : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « بَلِّغُوا عَنِّى وَلَوْ آيَةً ، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ »
الدعاء