خطبة عن الصحابي (عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ )
سبتمبر 9, 2017خطبة عن اسم الله ( الْمَجِيدُ )
سبتمبر 9, 2017الخطبة الأولى (أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى البخاري في صحيحه 🙁 قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ – رضى الله عنه جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ »، وروى البخاري في صحيحه : (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – مَتَّى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « مَا أَعْدَدْتَ لَهَا » . قَالَ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلاَةٍ وَلاَ صَوْمٍ وَلاَ صَدَقَةٍ ، وَلَكِنِّى أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ . قَالَ « أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ » ، وروى الطبراني وحسنه الألباني : (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وَلَا يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلَّا حُشِرَ مَعَهُمْ ).
إخوة الإسلام
في قوله صلى الله عليه وسلم « أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ » ، قال العلماء : المحبة المقصودة في الحديث نوعان : النوع الأول : المحبة الدينية ، أي المحبة لأجل الدين والمعتقد ، فمن أحب الصالحين لصلاحهم وأحب ما هم عليه من التقوى والدين ، رُجِي أن يجمعه الله بهم في جنته ، ومن أحب الكفار لكفرهم ومعتقدهم ، ووالاهم على ما هم فيه ، كان ذلك أيضا سببا لدخول النار معهم . وقال ابن بطال رحمه الله :” لما كان المحب للصالحين إنما أحبهم من أجل طاعتهم لله ، وكانت المحبة عملا من أعمال القلوب ، واعتقادًا لها ، أثاب الله معتقد ذلك ثواب الصالحين ، إذ النية هي الأصل ، والعمل تابع لها ، والله يؤتي فضله من يشاء ” أما النوع الثاني من المحبة : فالمحبة الموجبة لتشابه الأعمال والأخلاق : فمن أحب أحد العلماء الصالحين ، وتشبه بما هو عليه من الصلاح والتقوى دخل الجنة بذلك ، ومن أحب الفاسقين أو الكافرين ، وأدت به محبته إلى التشبه بأحوالهم ومعاصيهم كان معهم في العقاب أيضا . يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله :” قال الحسن : يا ابن آدم ! لا يغرنك قول من يقول : (الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ) فإنك لن تلحق الأبرار إلا بأعمالهم ، فإن اليهود والنصارى يحبون أنبياءهم وليسوا معهم ) إحياء علوم الدين ، وقال الحسن البصري : من أحبَّ قومًا اتبع آثارهم ، واعلم أنك لن تلحق بالأخيار حتى تتبع آثارهم ، فتأخذ بهديهم ، وتقتدي بسنتهم ، وتصبح وتمسي على مناهجهم ، حرصًا أن تكون منهم ” ، أما الحب الدنيوي الذي يكون باعثه قرابة أو صداقة أو مصلحة مادية أو زواج أو غير ذلك من أسباب الدنيا الفانية ، فلا يكون سببا للجمع في المحشر أو المصير ، فالمسلم الذي يحب والدته غير المسلمة حبا فطريا ، ولا يحشر معها ، وغير المسلم الذي يحب صديقه المسلم مثلا من غير إسلام وإتباع لا يحشر معه ، وهكذا كل أنواع المحبة الدنيوية لا مدخل لها في معنى هذا الحديث . ولذلك فإننا ننبه إلى أن التعلق باللاعبين والممثلين – بأخبارهم وأحوالهم وأيامهم – إنما هو من الأوهام والخيالات التي لا تجر إليهم إلا كل فساد وشر ، وهي الباب للتخلق بأخلاقهم ، والعمل بمثل أعمالهم ؛ فإن بين الظاهر والباطن ارتباطا لا يجهله أحد ، أما الحب النافع فهو حب الصالحين والناجحين والمبدعين فيما يعود بالنفع على الأمة والبشرية جميعا ، حبا يدفع نحو التقدم والنجاح في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى .
أيها المسلم
« أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ » ، فاختر لنفسك من الآن حبيبا ورفيقا ، فهو رفيقك في الدنيا والآخرة ،فمن هو حبيبك؟ سؤالً يظن البعض أننا نعرف جوابه ،فكلنا يقول : أننا نحب الله ورسوله ،ولكن هل أنت صادق فيما تدعي أو تقول ؟هل تحب الله فوق كل شيء ؟؟ ما دليلك ؟؟ ، فتأكد ان الله لن يدخل إلى قلبك و لن تمتلك حبه إلا إذا كان قلبك خالياً من أي حب سواه ، وتأكد أنك حين تؤخر الصلاة بسبب أمر من أمور الدنيا ، فأنت تحب هذا الأمر أكثر من الله ، وتأكد أنك عندما لا تتبع سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتعمل بخلافها ، فأنت لا تحبه ،نعم لا تحبه ، وإنما تحب مرادك ، وهواك ودنياك
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
واعلم أيها المحب لله ، أن من أحب لله تعالى، فإن الله تعالى شكور، يعطي المتقرب أعظم -بأضعاف مضاعفة- مما بذل. ومن شكره تعالى: أن يلحقه بمن أحب، وإن قصر عمله. قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا} [النساء:69]. واحذر أخي : « أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ » فهل تحب الممثلة الفلانية؟ , وهل تحب أن تحشر معها في الآخرة ؟! أم تحب أن تكون مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟! .. كن صادقا مع نفسك ..أنت تحب أن تكون مع من ؟ ،فإذا أحببت الله وأحببت من يحب الله .. فستكون جاره في الفردوس الأعلى , .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ » ” [أخرجه البخاري] .. فإذا أحببت الله كنت جاره .. وإذا أحببت النبي صلى الله عليه وسلم كنت معه . فأحبوا من تسركم محبتهم يوم القيامة ، وتتمنوا أن يكونوا معكم وتكونوا معهم , وابتعدوا عن طريق الصادين عن سبيل الله الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا .. وتبرءوا من الفسقة والفجرة ، ومن هم ليسوا على دين الاسلام حتى لا يجمعكم الله بهم .. اتركوا الاختلاط بهم , واتركوا التشبه بهم في الأعياد والاحتفالات والملبس والهيئة , واستعمال كلماتهم التي يكرهها الله .قال – تعالى – : “وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ” (هود : 113 ) .. مر أبو موسى الأشعري على عمر رضي الله عنه بحساب، فدفعه إلى عمر فأعجبه، فقال لأبي موسى: أين كاتبك يقرأ هذا الكتاب على الناس؟ فقال: إنه لا يدخل المسجد; فقال: لِم، أجنب هو؟ قال: إنه نصراني; قال: فانتهره، وقال: لا تُدنهم وقد أقصاهم الله، ولا تكرمهم وقد أهانهم الله، لا تأمنهم وقد خونهم الله”. فعلى السائرين في الطريق إلى الله ألا يحبوا المثبطين المقعدين الذين ركنوا إلى حب الدنيا والتذوا بها , ولكن أحبوا المؤمنين الطائعين الطاهرين الذين يعينوكم على الوصول , ويهونوا عليكم مشاق الطريق . فأحبب لله , واكره لله , فبهذا الأصل اختر حبيبك من ها هنا , واعلم أن المسافر إلى الله يحتاج ولابد إلى رفقة صالحة وصحبة طيبة .. واعلم أن للمحبة منزلة عالية وشأن عظيم، وأعلى درجات المحبة وأعظمها محبة الله ورسوله، وهي في النهاية المقصد الأسمى والمرتبة العليا لنيل رضا المحبوب، فمن أحب الله ورسوله فقد أصاب الهدف من أقرب طريق
الدعاء