خطبة عن (عثمان بن عفان مهاجرا إلى الله ورسوله)
فبراير 25, 2016خطبة عن ( حقوق الجار وصور من أذيته )
فبراير 26, 2016الخطبة الأولى ( عثمان بن عفان )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى مسلم في صحيحه (عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قُلْنَا لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّىَ مَعَهُ الْعِشَاءَ – قَالَ – فَجَلَسْنَا فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ « مَا زِلْتُمْ هَا هُنَا ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ ثُمَّ قُلْنَا نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّىَ مَعَكَ الْعِشَاءَ قَالَ « أَحْسَنْتُمْ أَوْ أَصَبْتُمْ ». قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ « النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِى فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِى مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِى أَمَنَةٌ لأُمَّتِى فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِى أَتَى أُمَّتِى مَا يُوعَدُونَ ».
أيها المسلمون
حديثنا اليوم -إن شاء الله- عن صحابي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عرف بين أصحابه بذي النورين ، لأنه تزوج من رقية ، وأم كلثوم ، بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن آل بيته أجمعين ، إنه أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، فهو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية , ويلتقي نسبه بنسب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في عبد مناف ، وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة ، وأمها أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب، وهي شقيقة عبد الله والد النبي – صلى الله عليه وسلم -، فكان عثمان ابن بنت عمة النبي – صلى الله عليه وسلم -، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – ابن خال والدته. وقد أسلمت أم عثمان وماتت في خلافة ابنها عثمان, وكان ممن حملها إلى قبرها ،وقد عرف رضي الله عنه بالأخلاق الفاضلة في الجاهلية والإسلام ، ولذلك كان يقول عن نفسه ( ما تغنيت، ولا تمنيت، و لا مسست ذكري بيمني منذ بايعت بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ولا شربت خمرًا في جاهلية ولا إسلام ، ولا زنيت في جاهلية ولا في إسلام.) ، وهو رضي الله عنه رجل سخي النفس ، سمح الطباع ، معطاء كريم ، واسع التجارة ، عظيم الكسب ، وكان مضرب الأمثال في السخاء والعطاء ، والسماحة وحب الناس له ،كانت قريش كلها تحبه حبا جما قبل الإسلام ، حتى أن أمهات الأطفال كن يداعبن أطفالهن بغناء ، يقلن فيه : أحبك والرحمن حب قريش عثمان
دخل سيدنا عثمان رضي الله عنه الإسلام مبكرا ، فهو أحد الخمسة أو السبعة الأوائل ، الذين سبقوا إلى الإسلام ، وكان إسلامه على يد سيدنا أبي بكر الصديق ، وقد رأى رؤيا قصها على رسول الله بعد إسلامه :(فقال عثمان: يا رسول الله، قدمت حديثا من الشام، فلما كنا بين معان والزرقاء فنحن كالنيام فإذا منادٍ ينادينا: أيها النيام هبوا، فإن أحمد قد خرج بمكة، فقدمنا فسمعنا بك. )، فقد تأمل سيدنا عثمان في هذه الدعوة الجديدة بهدوء كعادته في معالجة الأمور، فوجد أنها دعوة إلى الفضيلة، ونبذ الرذيلة، دعوة إلى التوحيد وتحذير من الشرك، دعوة إلى العبادة وترهيب من الغفلة، ودعوة إلى الأخلاق الفاضلة، وترهيب من الأخلاق السيئة، ثم نظر إلى قومه، فإذا هم يعبدون الأوثان، ويأكلون الميتة، ويسيئون الجوار، ويستحلون المحارم من سفك الدماء وغيرها. وإذا بالنبي محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم – صادق أمين يعرف عنه كل خير, ولا يعرف عنه شر قط، فلم تعهد عليه كذبة ولم تحسب عليه خيانة، فإذا هو يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له وإلى صلة الرحم، وحسن الجوار، والصلاة والصوم, وألا يعبد غير الله ,
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( عثمان بن عفان )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
أسلم سيدنا عثمان على يد أبي بكر الصديق، ومضى في إيمانه قُدُمًا قويا هاديا، وديعا صابرا, عظيما راضيا، عفوا كريما، محسنا رحيما، سخيًّا باذلا، يواسي المؤمنين، ويعين المستضعفين، وكان عمه الحكم بن العاص بعد أن سمع بإسلامه ، كان يصب عليه العذاب صبا ، وذلك حتى يرجع عن دينه ،وكان عمه يصرخ في وجهه قائلا : ( أترغب عن ملة آبائك ، إلى دين محدث ، والله لا أحل وثاقك أبدا ، حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين ) ، فيجيبه عثمان في إصرار المؤمن بربه ، المهاجر إلى الله :( والله لا أدع دين الله أبدا ، ولا أفارقه) فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شدة تعذيب قريش للمسلمين ، أمرهم بالهجرة إلى الحبشة ، فكان سيدنا عثمان رضي الله عنه ، وزوجه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أول المهاجرين ، ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعهما قائلا : ( إنهما لأول من هاجر إلى الله ، بعد نبي الله لوط ) ونواصل الحديث في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء