خطبة عن ( ربي ما أرحمك ) مختصرة
أكتوبر 21, 2017خطبة عن اسم الله ( الْمُؤْمِنُ )
أكتوبر 21, 2017الخطبة الأولى : حديث ( وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى . وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى مسلم في صحيحه : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مِنْ عَلاَمَاتِ الْمُنَافِقِ ثَلاَثَةٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ ». وفي رواية لمسلم :« آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ » .
إخوة الإسلام
إن المتأمل في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق (وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ ) ، يتبين له أن هناك من الناس من ادعى الاسلام ،أي (صَامَ وَصَلَّى ) وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ ، ومع ذلك ، فهو ليس بمسلم حقا، بل هو : ( زَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ ) ، وكلمة (زَعَمَ ) ، تفيد أنه يزعم الاسلام ، وهو ليس كذلك ، ومن الواضح في هذا الزمان ، أن هناك صورا متعددة للنفاق ، فمنهم من يطعن في الاسلام ، والقرآن ، والنبي العدنان ، ومع ذلك فهو : ( يزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ ) ،واليوم إن شاء الله ،أسوق إليكم صورا من صور النفاق في هذا الزمان : أولها : من قال أنه لا يجوز تكفير اليهود والنصارى ، مع أن ذلك منصوص عليه في الكتاب والسنة ، فعقيدة المسلم أن اليهود والنصارى كفار ما لم يؤمنوا ، وقد كفَّرهم الله عز وجل في كتابه الكريم ، فقال الله تعالى : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}. (30)، (31) التوبة ، فدل ذلك على أنهم مشركون، وبيَّن الله تعالى في آيات أخرى ما هو صريح بكفرهم ،فقال تعالى : { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (72)، (73) المائدة ،وفي صحيح مسلم : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلاَ نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ». ، فمن أنكر كفر اليهود والنصارى الذين لم يؤمنوا برسالة خاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،ولم يؤمنوا بالكتاب المنزل عليه وهو القرآن الكريم ، وكذبوه، وقاتلوه ، فقد كذب الله عز وجل فيما أخبر في كتابه العزيز، وتكذيب الله كفر،
ومن شك في كفرهم فلا شك في كفره . (وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ ) وكيف لا يرضى المسلم أن يكفر هؤلاء وهم يقولون: إن المسيح ابن الله، ويقولون: يد الله مغلولة، ويقولون: إن الله فقير ونحن أغنياء؟! فكيف لا يرضى أن يكفر هؤلاء وأن يطلق عليهم كلمة الكفر ، وهم يصفون ربهم بهذه الأوصاف السيئة وفيها شرك، وشتم وسب؟! بل ويعتقد هؤلاء المنافقون أيضا أن من مات من هؤلاء ( اليهود والنصارى) في حادث أو في معركة فهو شهيد ،رغم أن أول شرط من شروط الشهادة هو الإيمان ، واليهود والنصارى والمشركون فقدوا شرط الإيمان للأسباب المتقدمة
وفي الصحيحين (عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الرَّجُلِ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَيُقَاتِلُ رِيَاءً أَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ». وتراهم يقيمون لهم الاحتفالات، ويدفنون في مقابر الشهداء نعم لأنهم يعتقدون أنهم مع الشهداء في جنات النعيم ! ،وهذا كله يخالف ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما نهى عنه ، من مجرد المرور بمقابر الكافرين ، ففي الصحيحين واللفظ لمسلم : (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ – وَهُوَ يَذْكُرُ الْحِجْرَ مَسَاكِنَ ثَمُودَ – قَالَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ مَرَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى الْحِجْرِ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
« لاَ تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلاَّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ حَذَرًا أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ ». ثُمَّ زَجَرَ فَأَسْرَعَ حَتَّى خَلَّفَهَا ) . ومن صور النفاق في هذا الزمان : (وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ ): من زعم الاكتفاء بالقرآن دون السنة ويسمون أنفسهم ( القرآنيون ) وهم بذلك بعيدون كل البعد عن القرآن وما أمر به ، وقد قال الله تعالى: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) (الحشر:7) ، وقال تعالى 🙁 فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (النساء:65) ،وفي موطإ مالك :(عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ ».
وكيف لا نحكم السنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو القائل : (وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّى ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ » رواه البخاري ،وهو القائل صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم 🙁 عَنِ جَابِر يَقُولُ رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَرْمِى عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ وَيَقُولُ « لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ فَإِنِّي لاَ أَدْرِى لَعَلِّى لاَ أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ ». وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء الذين لا يعترفون بالسنة ولا يعملون بها ، ويدعون أنهم لا يعترفون ولا يؤمنون إلا بالقرآن فحسب ، ففي سنن الترمذي بسند حسن: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَلاَ هَلْ عَسَى رَجُلٌ يَبْلُغُهُ الْحَدِيثُ عَنِّى وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ فَيَقُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَلاَلاً اسْتَحْلَلْنَاهُ وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَرَامًا حَرَّمْنَاهُ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَمَا حَرَّمَ اللَّهُ ». ومن صور النفاق في هذا الزمان : (وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ ) : من قال أن الاسلام دين محلي ، ومن قال أن عقيدة الاسلام سبب لتأخر المسلمين ، ومن قال أن الخطاب في القرآن الكريم يختص بالذين كانوا في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، فقط ، وعلى ذلك ، فعلينا أن نسن القوانين الوضعية والدساتير المحلية التي تنظم حياتنا ، ولسنا مطالبين بالعمل بالكتاب والسنة ،وهؤلاء يؤمنون بأن أحكام الدين لا تناسب هذا العصر، ولا تصلح لهذا الزمان ،
ونقول لمن قال أو اعتقد ذلك : أنت بهذا القول تؤمن بأن الدين والشريعة ناقصة ، وهي تحتاج إلى من يكملها، وفي هذا تكذيب لقول الله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) المائدة 3،
وفي ذلك أيضا اتهام لله تعالى بأنه ترك الخلق في هذا الزمان دون أن يشرع لهم ما يناسبهم، فلم ينزل إليهم كتاباً، ولم يرسل لهم رسولاً، وتعالى الله عن هذا علوا كبيرا، ويقول قائلهم :إن البشرية قد شبت عن الطوق، ولم تعد بحاجة إلى وصاية من الله، تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً. وماذا يريد هؤلاء بقولهم: إن أحكام الرجم والقطع، وغيرها قد تغيرت، وانتهى أمد تطبيقها، ومضى وقت صلاحيتها؟ ،وبأي شريعة سيحكمون على الزاني والسارق والقاتل؟ لقد تركوا حكم الله، وذهبوا يبحثون في قانون نابليون، ومن سبقه، ومن لحق به من البشر الضالين العاجزين القاصرين ! فأي ضلال فوق هذا الضلال، وأي كفر بعد هذا الكفر؟! قال الله تعالى : ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) (المائدة:50) ،وقال تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا) (60) ،(61) النساء، ونقول لهؤلاء إن كل ما شرع الله فهو دين ، ويجب الإيمان به، والسعي في تطبيقه وإقامته، كما قال سبحانه : ( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) (الشورى:13) ، فلا إيمان لمن لم يحكم شريعة الاسلام في كل مكان وزمان .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى . وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن صور النفاق في هذا الزمان : (وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ ) : من قال : « إن الإسلام ظلم المرأة؛ حيث جعل نصيبها في الميراث نصف نصيب الرجل »، فقد خالف هؤلاء أمر الله في كتابه، وطعنوا في أحكامه ، فالله سبحانه حكم عدل، وعدله مطلق، وليس في شرعه ظلم لبشر أو لأي أحد من خلقه : قال الله تعالى :﴿ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ الكهف 49 ، وقال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ) النساء 40، ومن صور النفاق في هذا الزمان : (وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ ) : من قال أن القرآن متناقض، أو أن القرآن مشتمل على بعض الخرافات ،وكذلك من وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بما يتضمن تنقيصه ،أو الطعن في رسالته، فكل هذه الأقوال وتلك المعتقدات هي علامة من علامات الكفر والنفاق (وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ ) ، لأنه بذلك قد يتناقض مع عقيدة الاسلام ، وخالف منهج المسلمين ، ومن صور النفاق في هذا الزمان : (وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ ) : من قال أن الإسراء والمعراج خرافة : فلا ريب أن الإسراء والمعراج من آيات الله العظيمة الدالة على صدق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى عظم منزلته عند الله عز وجل ، كما أنهما من الدلائل على قدرة الله الباهرة ، وعلى علوه سبحانه وتعالى على جميع خلقه ، وقد ورد ذكرهما في الكتاب ، والسنة الصحيحة ، قال الله تعالى : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الإسراء 1 . وقال تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) (1) ،(18) النجم ورُوى في الصحيحين في حديث طويل ، وفيه يقول صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَلَمَّا جِئْتُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ افْتَحْ . قَالَ مَنْ هَذَا قَالَ هَذَا جِبْرِيلُ . قَالَ هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ قَالَ نَعَمْ مَعِي مُحَمَّدٌ – صلى الله عليه وسلم – . فَقَالَ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ . … ثُمَّ عُرِجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوًى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الأَقْلاَمِ » . قَالَ ابْنُ حَزْمٍ وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « فَفَرَضَ اللَّهُ عَلَى أُمَّتِى خَمْسِينَ صَلاَةً ، فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى فَقَالَ مَا فَرَضَ اللَّهُ لَكَ عَلَى أُمَّتِكَ قُلْتُ فَرَضَ خَمْسِينَ صَلاَةً . قَالَ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ . فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى قُلْتُ وَضَعَ شَطْرَهَا . فَقَالَ رَاجِعْ رَبَّكَ ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ، فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ ، فَرَاجَعْتُهُ . فَقَالَ هِيَ خَمْسٌ وَهْىَ خَمْسُونَ ، لاَ يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ . فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ رَاجِعْ رَبَّكَ . فَقُلْتُ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّى . ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى انْتَهَى بِي إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ، وَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ لاَ أَدْرِى مَا هِيَ ، ثُمَّ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ ، فَإِذَا فِيهَا حَبَايِلُ اللُّؤْلُؤِ ، وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ »
الدعاء