خطبة عن (زيادة الإيمان ونقصانه: الأسباب والمظاهر والعلاج)
أكتوبر 21, 2017خطبة عن ( كن إيجابيا ) مختصرة
أكتوبر 21, 2017الخطبة الأولى (أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ .. وَأَهْلُ النَّارِ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى البخاري في صحيحه : (عَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ الْخُزَاعِيِّ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ ، كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَاعِفٍ ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ ، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ » ، وروى مسلم في صحيحه : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (قَالَ: وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلاَثَةٌ ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ – قَالَ – وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ الضَّعِيفُ الَّذِى لاَ زَبْرَ لَهُ الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لاَ يَتْبَعُونَ أَهْلاً وَلاَ مَالاً وَالْخَائِنُ الَّذِى لاَ يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلاَّ خَانَهُ وَرَجُلٌ لاَ يُصْبِحُ وَلاَ يُمْسِى إِلاَّ وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ ». وَذَكَرَ الْبُخْلَ أَوِ الْكَذِبَ « وَالشِّنْظِيرُ الْفَحَّاشُ ».
إخوة الإسلام
لما أراد الله تبارك وتعالى وشاء لآدم أبي البشر – عليه السلام – أن يهبط إلى الأرض، لتكون مستقراً له ولذريته من بعده، ومتاعاً إلى حين، إثر المخالفة التي زينها له الشيطان ، وذلك حينما أكل من الشجرة التي نهاه الله عنها في الجنة،
وضع الله في الأرض قانوناً لعباده، فأهل الخير يختارون فعل الخير والطاعة، وأهل الشر يختارون فعل الشر والمعصية ، وترتب على ذلك وجود الجنة و النار، الجنة لمن أطاع الله، و النار لمن عصاه، وتبعاً لذلك فإن أصحاب الجنة لهم مواصفات خاصة، وكذلك أهل النار. ومن خلال هذه المواصفات وتلك العلامات يمكن للمسلم أن يستدل بها على كون أصحابها من أهل الجنة، أو من أهل النار؛ وذلك بحسب اتصافهم بها، وتخلقهم بأخلاقها، ظاهراً وباطناً، وفي الأحاديث المتقدمة ، ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضا من صفات وعلامات وأخلاق أهل الجنة وأهل النار ، فمن صفات أهل الجنة جعلني الله وإياكم من أهلها كما جاء في الحديث : أولا : كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَاعِفٍ ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ ، وَالْمُرَاد بِالضَّعِيفِ : هو مَنْ نَفْسُهُ ضَعِيفَة لِتَوَاضُعِهِ وَضَعْف حَاله فِي الدُّنْيَا ، والضعيف أيضا : هو الخاضع لله ، والذي يذل نفسه لله تبارك وتعالى ، وَأما الْمُسْتَضْعَف : فهو الْمُحْتَقَر لِخُمُولِهِ فِي الدُّنْيَا . لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ : أَيْ لَوْ حَلَفَ يَمِينًا عَلَى شَيْء أَنْ يَقَع ،طَمَعًا فِي كَرَمِ اللَّه بِإِبْرَارِهِ لَأَبَرَّهُ وَأَوْقَعَهُ لِأَجْلِهِ ، وَقِيلَ : هُوَ كِنَايَة عَنْ إِجَابَة دُعَائِهِ، وقال النووي في شرح صحيح مسلم [ لَا يُحْنِثهُ الله لِكَرَامَتِهِ عَلَيْهِ ] ،وقال العلماء : القسم على الله ينقسم إلى أقسام، ومنها : الأول: أن يقسم على ما أخبر الله به ورسوله من نفي أو إثبات، فهذا لا بأس به، وهذا دليل على يقينه بما أخبر الله به ورسوله [-صلى الله عليه وسلم-]، مثال أن يقول : والله ليشفعنّ الله نبيه في الخلق يوم القيامة،
ومثال أن يقسم : والله لا يغفر الله لمن أشرك به. أما القسم الثاني: فهو أن يقسم على ربه لقوة رجائه ،وحسن الظن بربه، فهذا جائز ، لإقرار النبي -صلى الله عليه وسلم- ففي صحيح البخاري (عَنْ أَنَسٍ أَنَّ الرُّبَيِّعَ عَمَّتَهُ كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ ، فَطَلَبُوا إِلَيْهَا الْعَفْوَ فَأَبَوْا ، فَعَرَضُوا الأَرْشَ فَأَبَوْا ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – وَأَبَوْا إِلاَّ الْقِصَاصَ ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – بِالْقِصَاصِ ، فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ لاَ وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لاَ تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « يَا أَنَسُ كِتَابُ اللَّهِ الْقِصَاصُ » . فَرَضِىَ الْقَوْمُ فَعَفَوْا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ » فهو لقوة رجائه بالله ،وحسن ظنه به، أقسم على الله أن لا تكسر ثنية الربيع، فألقى الله العفو في قلوب هؤلاء الذين صمّمو أمام الرسول -صلى الله عليه وسلم- على القصاص، فعفوا وأخذوا الإرش . فثناء الرسول -صلى الله عليه وسلم- عليه شهادة بأن الرجل من عباد الله، وأن الله أبرّ قسمه وليّن له هذه القلوب، وكيف لا وهو الذي قال: إنه يجد ريح الجنّة دون أحد،
ولما استشهد وجد به بضع وثمانون ما بين ضربة بسيف أو طعنة برمح، ولم يعرفه إلا أخته ببنانه، وروى مسلم في صحيحه (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « رُبَّ أَشْعَثَ مَدْفُوعٍ بِالأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ ».
أيها المسلمون
أما الصفة الثانية والعلامة التالية لأهل الجنة فهي : ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ : وهو كل ذي ولاية ، فيدخل في ذلك الحاكم في ولايته ، والأب في أسرته ، والرئيس في عمله ، وكل من له ولاية على أحد . وإنما استحق ذو السلطان هذا الفضل لأنه في موضع يقدر على ظلم الناس وقهرهم، ومع هذا لم يغتر بملكه وسلطانه. وقوله: “مقسط” أي: ذو عدل، والمقسط هو العادل، فهو عادل في رعيته التي استرعاه الله فيها ، ولا يكون ذو السلطان مقسطا إلا إذا أعطى الحقوق لأهلها. ويدخل في هذا الحديث أيضا كل من يعدل ولو بين أولاده وزوجاته وذويه، وذلك لما رواه مسلم في “صحيحه” قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا ». وقوله -صلى الله عليه وسلم-: “متصدق” أي: كثير الصدقة، فإن الإنسان ظلوم في نفسه، فكيف إذا تولى على الناس فربما ظلم الرعية بدون أن يشعر بهم، فاحتاج إلى صدقات يتصدق بها فلعل الله تعالى يكفر بهذه الصدقات عن سيئاته. وقوله-صلى الله عليه وسلم-: “موفق” أي: مسدد في أفعاله، فهو ممتثل لأوامر الله تعالى ومجتنب لمعاصيه، فلم يشغله سلطانه عن الله تعالى، ولم يصرفه جاهه عن إقامة الطاعات والعدل بين الناس، ولم يشغله ماله عن الصدقة وتفقد المحتاجين، لقد سخر سلطانه في الخير، حتى كان سلطانه سببا لدخوله الجنة،
أيها المسلمون
أما العلامة التالية من علامات أهل الجنة ، ففي قوله صلى الله عليه وسلم : وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ : فهو رجل رحم كل من يستحق الرحمة، فهو رحيم الضعفاء ورحيم بالفقراء، ورحيم بالمرضى، ورحيم بالعجزة، ورحيم بالصغار، ورحيم بكل ضعيف. وقوله -صلى الله عليه وسلم-: ” لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ “، أي: أن رحمته ورقة قلبه ليست للقرابة فقط، بل هي لقرابته خصوصا ولكل مسلم عموما، ففيه إشارة إلى محبته لأرحامه وقرابته وعنايته بهم وصلته لهم، وفيه إشارة إلى كذلك إلى أن دافع هذه الرحمة هي إيمانه الذي يقتضي أن يحب الخير لكل المسلمين، وليست دافع الرحمة محصورة بقرابته فقط . فهو رجل رحيم رقيق القلب يرحم المسلمين، فيفرح لفرحهم ويحزن لمصابهم حيثما كانوا، قد ربطته بالمسلمين رابطة الإسلام التي لا تعرف حدودا جغرافية، بل ربطته بهم رابطة الدين العظيم، فأصبح بهذه الرابطة محب لكل المسلمين من جميع الأجناس ومن كل البلدان ومن جميع الألوان، ويتمنى لو أن كل مسلم ينعم بنعمة العافية والرخاء. ويحتمل أيضا أن يكون هذا الرجل الرقيق الرحيم غنيا ،فهو رحيم يتفقد الفقراء والضعفاء والعجزة والمحتاجين ، يواسيهم ويتصدق عليهم بما يقدر عليه، ويحتمل أيضا أن يكون هذا الرجل الرحيم رقيق القلب فقيرا ،لا يقدر على مساعدتهم، ولكنه يحمل همهم ويدعو لهم ويشاركهم ولو بكلمة طيبة، فيعين ضعيفهم ،ويكرم كبيرهم ،ويزور مريضهم . أما العلامة التالية من علامات أهل الجنة ، ففي قوله صلى الله عليه وسلم : وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ – أي أنه صاحب عفة لا يأكل مالا حراما لا يحل له، ولا يسأل أحدا ماله، فهو عفيف مع وجود السبب في السؤال وهو كثرة الأولاد، لكن لكمال يقينه بالله تعالى، ووثوقه بأن أرزاق العباد في يديه سبحانه، فإنه لا يسأل أحدا من الخلائق.
أيها المسلمون
ثم ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخلاق وصفات وعلامات أهل النار أعاذنا الله منها : (قَالَ – وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ : الضَّعِيفُ الَّذِى لاَ زَبْرَ لَهُ الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لاَ يَتْبَعُونَ أَهْلاً وَلاَ مَالاً لاَ زَبْرَ لَهُ : أي لا رأي و لا عقل يمسكه عن الشهوات ، فلا يرتدع عن فعل الفواحش ، ولا يتورع عن حرام . الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ : أي لا رأي له فهو تابع لنظامه أو لحزبه أو لعشيرته ، أو …. وقيل : هم الذين يدورون حول الأمراء ويخدمونهم ، ولا يبالون من أي وجه يأكلون ويلبسون ، أمن الحلال أم من الحرام ، ليس لهم ميل إلى أهل ولا إلى مال ، بل قصروا أنفسهم على المأكل والمشرب
لاَ يَتْبَعُونَ أَهْلاً وَلاَ مَالاً: أي لا يحتاج إلى الزوجة لأن عنده الزانيات الفاجرات ،ولا يحتاج للمال ،لأن لهم حصص معروفة من مال المسلمين (مال الدولة) ، فهو لا يتورع عن الانزلاق والسقوط الأخلاقي، ويحب أن يكون دائماً عالة على غيره في مأكله مشربه، وفي كل شيء، فلا يهمه إلا اتباع شهوته وإشباعها، فهو كالحيوان بل أضل!
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ .. وَأَهْلُ النَّارِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن أخلاق وصفات وعلامات أهل النار: وَالْخَائِنُ الَّذِى لاَ يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلاَّ خَانَهُ قال القاضي : هو الخائن الذي لا يخفى عليه شيء مما يمكن أن يطمع فيه (وَإِنْ دَقَّ ) بحيث لا يكاد أن يدرك (إِلاَّ خَانَهُ) أي : إلا وهو يسعى في التفحص عنه ، والتطلع عليه حتى يجده فيخونه ، وهذا هو الإغراق في الوصف بالخيانة . بل هو إغراق في وصف الطمع ، والخيانة تابعة له ، والمعنى أنه لا يتعدى عن الطمع ، ولو احتاج إلى الخيانة ، ولهذا قال الحسن البصري : الطمع فساد الدين والورع صلاحه . ومن أخلاق وصفات وعلامات أهل النار: وَرَجُلٌ لاَ يُصْبِحُ وَلاَ يُمْسِى إِلاَّ وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ ». فهو (رجل أو امرأة ) يتظاهر لك بالصداقة والإخلاص والنصح والأخوة، وهو يضمر في نفسه الخيانة والمخادعة، فهو يخطط للتطاول على عرضك وشرفك ومالك، هو رجل يبدو كالحمل الوديع، وملمسه ناعم كالثعبان، ولكنه يترقب الفرصة المواتية للانقضاض عليك وأنت لا تشعر، فيجب عليك أن تكون دائماً في حذر من هؤلاء. فهو يخادعك في (أَهْلِكَ وَمَالِكَ ) : فيكون سببا في انحراف أهلك وتضييع مالك ؛ وأنفاقه في الحرام ، ومن أخلاق وصفات وعلامات أهل النار: وَذَكَرَ الْبُخْلَ أَوِ الْكَذِبَ « وَالشِّنْظِيرُ الْفَحَّاشُ ».، وهذه الصفات من أشنع صفات المنافقين، فالبخل رذيلة و الكذب رذيلة، وهما من أخلاق ضعاف الإيمان الذين ترتعد فرائصهم لأدنى هزة أو صوت!! قال الله تعالى : [يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ] (المنافقون:4)، فهم لا يثقون بالله ،ولا بوعده بالرزق والخير والأمان، فتراهم يعددون أمو الهم ويكنزونها ويخبؤونها، محرومون منها، وتراهم عالة على الغير، وقد استمرؤوا الكذب وقول الزور، فلا أحد يصدقهم أو يثق بهم، أما قوله صلى الله عليه وسلم ” وَالشِّنْظِيرُ الْفَحَّاشُ “، فهو الفحاش السيئ الخلق ،الذي لا يقول خيراً، بل يسب ويلعن ويقذف البريء والمحصن ،ولا يقول إلا باطلاً، ملك الشيطان لسانه ،وعشش في عقله، يسيّره كما شاء، فتنفر منه الخلق وتلعنه في سريرتها، وتتعوذ بالله من شره، وهو رجل يعشق الجدل والمراء وقول الفحش وشهادة الزور والبهتان، وهو الخصم الألد اللجوج الذي لا يقنعه رأي أو منطق
أيها المسلمون
تلك هي بعض صفات وعلامات أهل الجنة وأهل النار وهي على سبيل المثال لا الحصر ، وعلى المسلم أن يتخلق بأخلاق أهل الجنة ليكون من أهلها ، وأن يتجنب أخلاق أهل النار ، ليبتعد ويزحزح عنها ، قال الله تعالى : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا) (84) الاسراء ، وقال تعالى :(لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ) الحشر (20) ، وقال الله تعالى : (وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (185) آل عمران
الدعاء