خطبة عن (آية الكرسي: معانيها، وخواصها وفضائلها)
أكتوبر 21, 2017خطبة عن قوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)
أكتوبر 28, 2017الخطبة الأولى ( الحرية في الاسلام ،وعند الغرب، ومظاهرها، وآثارها )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : ﴿ لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ فقد استَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لاَ انْفِصامَ لَها وَ اللَّهُ سَميعٌ عَليمٌ ﴾ البقرة ٢٥٦ ،وقال الله تعالى :﴿ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ ﴾ الزمر 14 ،15، وروى البخاري في صحيحه : (عن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ – رضى الله عنهما – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا ، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا ، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا . فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا ، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا » ومن كلمات أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ” متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟! ”
إخوة الإسلام
لقد خلق الله البشر من بني آدم أحراراً، ليسوا بعبيد لأحد، وهذا هو الأصل فيهم، والله عز وجل أعطى الإنسان إرادة، ومشيئة، واختياراً، فليس العبد مجبوراً على عمل، وإنما هو حر في اختياره ومشيئته، وبناء على هذه الحرية في الاختيار والمشيئة؛ يحاسبه الله عز وجل، فلو كان العبد مكرهاً مجبراً لا حرية له في الاختيار، فإن الله لا يؤاخذه على أفعاله ، ففي سنن ابن ماجة وغيره : (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِى الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ ». وأما ما عمله الانسان باختياره، وحريته، ومشيئته، فإن الله تعالى يحاسبه عليه، وقد جاء الشرع بتحريم بيع الحر، بل من الكبائر أن يبيع الإنسان حراً فيأكل ثمنه. ففي صحيح البخاري عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِهِ أَجْرَهُ »
أيها المسلمون
ولكن : ما المقصود بالحرية ؟ فأقول: لقد تعددت المذاهب في تعريف الحرية، واختلفت الآراء وتباينت تبايناً شديداً في تحديد مصطلح منضبط للحرية. فقد ورد في إعلان حقوق الإنسان الصادر عام1789م: “الحرية هي حق الفرد في أن يفعل ما لا يضر بالآخرين”. وعرّفها الغربيون أيضا : بأنها الانطلاق بلا قيد، والتحرر من كل ضابط، والتخلص من كل رقابة، حتى ولو كانت تلك الرقابة نابعة من ذاته هو، ومن ضميره، وعلى المجتمع أن يسّلم بذلك الحق، وعلى الحكومة أن تحافظ على تلك الحرية وتحميها، فلا دين يحكم النفوس ، ولا أخلاق تهذب طباعها، وتوقظ مشاعرها، ولا مُثل، ولا فضائل، تقاس على أساسها الأعمال خيرها وشرها، ولا حياء يمنع ارتكاب الشطط، والمجاهرة بالمنكر، والحرية بهذا الشكل أقرب ما تكون إلى الفوضى، التي يثيرها الهوى والشهوة،
وأما في الإسلام : فتُعرّف الحرّية: بأنّها الإرادة الكاملة في الاختيار دون قهرٍ أو إجبار. فالإسلام قرر حرية الناس منذ ولادتهم، وأنه لا يجوز استعبادهم ،كما لا يجوز تقييد حرياتهم، ولكن لكل حق لهم، يقابله واجب عليهم ،ولابد أن يكون هناك توازن في الحياة والتعايش مع الآخرين، وفي صحيح البخاري (عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا ، فَكَانَ الَّذِينَ فِى أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِى نَصِيبِنَا خَرْقًا ، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا . فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا ، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا » . ومن هنا فيمكن القول بأن الحرية في الإسلام مقيدة بموافقة الشرع، حتى لا تختلط ولا تضطرب الأمور، وحتى لا يفسد نظام الكون، ومن هنا جاء أصل أصيل ،وفريضة من فرائض الدين ،وهو الأمر بالمعروف ،والنهي عن المنكر. فالحرية في النظرة الإسلامية ضرورة من الضرورات الإنسانية، وفريضة إلهية وتكليف شرعي واجب.. وليست مجرد “حق” من الحقوق، يجوز لصاحبه أن يتنازل عنه ،ولقد اعتبر الإسلام “الرق” بمثابة “الموت”، واعتبر “الحرية” إحياء “وحياة”. فعتق الرقبة، أي تحرير العبد، هو إخراج له من الموت الحكمي إلى حكم الحياة.
أيها المسلمون
فلا حرية مطلقة في الإسلام، وإلا ما كان للعبودية لله معنى؛ لأن الحرية المطلقة تقتضي ألا تُقيد بأي قيد ،وكيف يبتلي الله الناس، ويحكم عليهم (هذا عبد صالح، وهذا فاسد)، إذا كان لم يقيد حريتهم، فمبدأ القيود على الحرية ،هي التي تبين هل هذا مطيع ، وهذا عاصي ،فمن المبادئ الإسلامية العظيمة لا حرية في فعل المعصية، ويجب التفريق بين الحرية وبين الحرام، قال عليه الصلاة والسلام: (فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ » رواه البخاري ، ولذلك فلا يمكن أن يقال: أن هناك حرية في سب الله، أو أنبيائه ورسله، أو التطاول على ثوابت الدين وأحكامه وشرائعه، وليس هناك حرية في انتقاد أحكام الميراث، أو أحكام الولاية في الإسلام، أو انتقاد أحكام الطلاق، أو أحكام النكاح، نعم هناك حرية، ولكن لها ضوابط وقيود، إنها في كتاب ربنا، وفي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم،
وليست كما في دساتير الغرب: أن الحرية ليس لها قيد ، وقيدها فقط ألا تضر بالآخرين، فالحرية في الإسلام قيدها أيضاً ألا تضر بنفسك، والضرر يبينه الكتاب والسنة.
أيها المسلمون
ومن المعلوم أنه قد جاء الإسلام بشعار تحرير النّاس من أغلال الجاهليّة وضلالاتها، في وقتٍ كانت تقبع فيه شعوب الدّول الأوروبيّة تحت أغلال قوانين ظالمة ، تستعبد الإنسان وتقهره، باسم الدّين ،والكهنوت. وقد عبّر الصّحابي الجليل ربعيّ بن عامر رضي الله عنه بكلماتٍ بليغة عن أهداف هذه الرّسالة حينما قال له رستم ما جاء بكم ؟
فقال :الله ابتعثنا وجاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله تعالى ،ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخر ،ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ،فأرسلنا بدينه إلى خلقه ،لندعوهم إليه ،فمن قبله قبلنا ذلك منه ،ورجعنا عنه ، وتركناه وأرضه يليها) ،ووضح ذلك أيضا في كلمات جعفر بن أبي طالب حينما وقف أمام النجاشي حينما سألهم عن سبب اضطهاد الوثنية القرشية للمسلمين فقال رضي الله عنه: ” أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنَّا قَوْماً أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ وَنُسِيءُ الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِىُّ مِنَّا الضَّعِيفَ فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولاً مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالأَوْثَانِ وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحاَرِمِ وَالدِّمَاءِ وَنَهَانَا عَنِ الْفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزُّورِ وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَأَمَرَنَا بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ ” .
أيها المسلمون
ولقد استعبد بعض البشر بعضاً عبر التاريخ، كما فعل فرعون مع بني إسرائيل، وقد امتن الله على بني إسرائيل ،لما نالوا الحرية بعد استعبادهم، وقد ذاقوا ذل العبودية لفرعون وقومه ، فقال سبحانه: (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ) البقرة49، وكان فرعون يمن على موسى ،أنه لم يستعبده كما استعبد قومه، فكان رد موسى، (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) 22 الشعراء ،فالعبودية في الاسلام لله تعالى فقط، وعندما يصبح الإنسان عبداً لله ،يتحرر من أسر المخلوقات، وعندما يصبح عبداً لله ،فإنه يكون في غاية الحرية مع نفسه، وقد نعى الله على أهل الكتاب ،أن يكونوا عبيداً لأحبارهم ، فقال تعالى : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ ) آل عمران64؛ ولذلك كان أعظم البشر وهم الأنبياء، قد مدحهم الله بالعبودية له ، فقال تعالى :
(وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ) ص17، وقال تعالى (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ص (44) ، وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم ،وصفه الله بالعبودية له، فقال تعالى : (وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ ) الفرقان41
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الحرية في الاسلام ،وعند الغرب،ومظاهرها، وآثارها )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن صور الحريات التي أعطاها الإسلام للإنسان : أن يختار ما يشاء من المباحات، فيأكل ما يشاء، ويلبس ما يشاء، ويتنقل حيث يشاء، ويمتهن ما يشاء من المهن، ويعمل ما يشاء من الأعمال، وكذلك يبيع ما يشاء، ويشتري ما يشاء، ويستأجر ما يشاء، ويؤجر ما يشاء، من سائر التصرفات، ففي كل ذلك له حرية الاختيار ،ما لم يرد فيه حرمة .
وجاء الإسلام بحرية الابتكار، فالإنسان مسموح له أن يكتشف، وأن يخترع، وأن يركب، وأن يصنع، وهو حر في أن يتكلم بما في نفسه، وأن يعبر عن رأيه، ولكن من الناس من يختار أنواعاً من العبودية غير العبودية للبشر ،فصار بعض الناس عبيداً للشهوات، فالشهوة هي التي تحركهم وتقيمهم وتقعدهم ،ففي صحيح البخاري (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ ، إِنْ أُعْطِىَ رَضِىَ ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ ) ، ولذلك فمن فوائد العبودية لله: أنها تحرر الناس من هذه العبوديات لغير الله، فإذا صرت عبداً لله ،تحررت من عبودية الشهوة، وعبودية الدرهم والدينار، فصار الدرهم والدينار يخدمك ، لا أنت الذي تخدمه، ولما سئل بعض أهل العلم : متى يكون الإنسان عبداً للدرهم والدينار ،ومتى لا يكون؟ فقال: إذا كان المال عنده بمثابة الحمار الذي يركبه، وبيت الخلاء الذي يدخله،
أيها المسلمون
أما عن آثار مفهوم الحرية وفق الرؤية الغربية، والرؤية الإسلامية : فهناك آثار لمفهوم الحرية وفق الرؤية الغربية، ومنها : – ظهور تيار المفكرين والعلماء والسياسيين ،الذين نادوا بالعلمانية ،وفصل الدين عن الحياة ،أو قصر الدين على الشعائر التعبدية ،وأما شئون الحياة الأخرى من سياسة واقتصاد واجتماع فلا علاقة للدين بها . ومن آثار لمفهوم الحرية وفق الرؤية الغربية : – الدعوة لحرية العقيدة، أي عقيدة، ولو تجسدت في حركة عبادة الشيطان ،أو في الشعوذة ،والخرافة. -الحرية الجنسية، وحرية تكوين الاختيار الجنسي (الشذوذ) وأن المرأة مالكة لجسدها ولها حرية التصرف فيه، ومن آثار لمفهوم الحرية وفق الرؤية الغربية : – الدعوة لتعليم الطفل الثقافة الجنسية ،والحق في الممارسة الجنسية ،والدعوة لجعلها مادة دراسية إلزامية ، ولها حصصها التطبيقية.
أيها المسلمون
أما عن آثار مفهوم الحرية ، وفق الرؤية الإسلامية:- إدراك الانسان هدف حياته ، وهو العبودية لله عز وجل ،وتوثيق الصلة به سبحانه والتوكل ،والاعتماد عليه ، والثقة به ،مع بذل الأسباب والوسائل المعينة له على عمارة الأرض.
ومن آثار مفهوم الحرية ، وفق الرؤية الإسلامية: – تحقيق السعادة والشعور بالسكينة والاحساس بالاطمئنان والرضا بالقضاء والقدر. ومن آثار مفهوم الحرية ، وفق الرؤية الإسلامية: – ممارسة الحريات المتاحة شرعا في اسمى صورها وأرقى تطبيقاتها في جميع جوانب الحياة التعبدية والاقتصادية والأسرية والثقافية، ومن آثار مفهوم الحرية ، وفق الرؤية الإسلامية: – قضاء المصالح المادية بيعاً وشراء ومعاملة ،بما يوثق صلة الانسان بغيره ،من خلال ممارسات مرهونة بالصدق ولأمانة والسماحة ،وبما يقربه إلى خالقه سبحانه وتعالى. ومن آثار مفهوم الحرية ، وفق الرؤية الإسلامية: – تمتع الفرد بالحرية في المهنة والعمل ،وتنوع وسائل طلب الرزق وتعدد أساليب المعيشة وحرية العلم والتعلم والتعليم. ومن آثار مفهوم الحرية ، وفق الرؤية الإسلامية: – التنعم بالحرية في المأكل والمشرب ،فالمحرم منها قليل ويسير ومحدد .ومن آثار مفهوم الحرية ، وفق الرؤية الإسلامية: – تحقق الحرية في قضايا القتل والحدود بالاختيار بين الدية أو القصاص أو العفو.
أيها المسلمون
هذا هو مفهوم الحرية عند الغرب ، وتلك هي مظاهرها وآثارها ، وهذا هو مفهوم الحرية برؤية اسلامية ، ألا ، فلا تخدعوا بأبواق الغرب في وصف حريتهم وحياتهم السعيدة ، فلا سعادة ، ولا فوز ولا فلاح إلا في اتباع وحي السماء ،
قال الله تعالى : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) (170) البقرة ،وقال تعالى : (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) (3) الاعراف ،وقال تعالى : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (12) وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ) (12) ،(13) العنكبوت ، وقال تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ) (3) محمد
الدعاء