خطبة عن (من مواقف (أبو هريرة) مع الصحابة ووفاته)
مارس 7, 2016خطبة عن ( أخلاق الصحابي أبو هريرة )
مارس 7, 2016الخطبة الأولى ( أخلاق أبي هريرة وتعامله مع الناس)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في سنن الترمذي : ( عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- بِتَمَرَاتٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ فِيهِنَّ بِالْبَرَكَةِ. فَضَمَّهُنَّ ثُمَّ دَعَا لِى فِيهِنَّ بِالْبَرَكَةِ فَقَالَ لِى « خُذْهُنَّ وَاجْعَلْهُنَّ فِى مِزْوَدِكَ هَذَا أَوْ فِى هَذَا الْمِزْوَدِ كُلَّمَا أَرَدْتَ أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُ شَيْئًا فَأَدْخِلْ فِيهِ يَدَكَ فَخُذْهُ وَلاَ تَنْثُرْهُ نَثْرًا ». فَقَدْ حَمَلْتُ مِنْ ذَلِكَ التَّمْرِ كَذَا وَكَذَا مِنْ وَسْقٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَكُنَّا نَأْكُلُ مِنْهُ وَنُطْعِمُ وَكَانَ لاَ يُفَارِقُ حَقْوِى حَتَّى كَانَ يَوْمُ قَتْلِ عُثْمَانَ فَإِنَّهُ انْقَطَعَ) .
إخوة الإسلام
كان الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- ناصحًا للناس ؛ يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، وبينما كان يمر بسوق المدينة رأى الناس قد اشتغلوا بالدنيا، فوقف في وسط السوق وقال: يا أهل السوق: إن ميراث رسول الله ( يقسم وأنتم هنا، ألا تذهبون فتأخذوا نصيبكم منه! فقالوا: وأين هو؟ قال: في المسجد. فأسرع الناس إلى المسجد ثم رجعوا إلى أبي هريرة فقال لهم: ما لكم رجعتم؟! قالوا: يا أبا هريرة، قد ذهبنا إلى المسجد، فدخلنا فيه فلم نر فيه شيئًا يقسم! فقال: وماذا رأيتم؟ قالوا: رأينا قومًا يصلون، وقومًا يقرءون القرآن، وقومًا يذكرون الحلال والحرام، فقال لهم أبو هريرة: فذاك ميراث محمد ، ورغم عكوف أبي هريرة على العلم ورواية الحديث الشريف إلا أنه كان يتمتع بروح المرح والدعابة من خفة الروح والمزاح المعتدل. فقد روي أنه لما كان واليا للمدينة مر ذات يوم وكان قد ولاه عليها معاوية بن أبي سفيان فرأى أحدهم فقال له:((افسح الطريق يا ابن مالك لكي يمر أبو هريرة وللحزمة التي فوق ظهره)) .وأما عن موقفه من الفتنة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه:فكان أبو هريرة رضي الله عنه ممن اعتزل الفتنة التي وقعت بين الصحابة رضي الله عنهم، فلم يشهد معركة الجمل ولا صفين، وقد اعتزل أكثر الصحابة رضي الله عنهم الفتنة، روى الخلال في كتاب السنة بإسناد صحيح عن محمد بن سيرين قال: “هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف، فما حضر فيها مائة، بل لم يبلغوا ثلاثين”. وكان أبو هريرة رضي الله عنه آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، ولا يسكت عن منكر يراه من الأمراء، روى مسلم عَنْ أَبِى زُرْعَةَ قَالَ دَخَلْتُ مَعَ أَبِى هُرَيْرَةَ فِي دَارِ مَرْوَانَ فَرَأَى فِيهَا تَصَاوِيرَ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ خَلْقًا كَخَلْقِي فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أَوْ لِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً ». وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ” حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين: فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم “.قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري : “حمل العلماء الوعاء الذي لم يبثه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم، وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضه ولا يصرح به خوفا على نفسه منهم”.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( أخلاق أبي هريرة وتعامله مع الناس)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وأيضا لم يحدث أبو هريرة رضي الله عنه الناس بما لا تبلغه عقولهم، وهذا من حكمة أبي هريرة رضي الله عنه، روى ابن سعد في الطبقات عن أبي هريرة أنه كان يقول: لو أنبأتكم ما أعلم، لرماني الناس بالخزف، وقالوا: أبو هريرة مجنون. وأسوق إليكم بعض المواقف لأبي هريرة مع الرسول صلى الله عليه وسلم :ففي الصحيحين (عَنْ أَبِى رَافِعٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – لَقِيَهُ فِي بَعْضِ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ وَهْوَ جُنُبٌ ، فَانْخَنَسْتُ مِنْهُ ، فَذَهَبَ فَاغْتَسَلَ ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ « أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ » . قَالَ كُنْتُ جُنُبًا ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُجَالِسَكَ وَأَنَا عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ . فَقَالَ « سُبْحَانَ اللَّهِ ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لاَ يَنْجُسُ » وفي سنن الترمذي (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- بِتَمَرَاتٍ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ فِيهِنَّ بِالْبَرَكَةِ. فَضَمَّهُنَّ ثُمَّ دَعَا لِي فِيهِنَّ بِالْبَرَكَةِ فَقَالَ لِي « خُذْهُنَّ وَاجْعَلْهُنَّ فِي مِزْوَدِكَ هَذَا أَوْ فِي هَذَا الْمِزْوَدِ كُلَّمَا أَرَدْتَ أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُ شَيْئًا فَأَدْخِلْ فِيهِ يَدَكَ فَخُذْهُ وَلاَ تَنْثُرْهُ نَثْرًا ».فَقَدْ حَمَلْتُ مِنْ ذَلِكَ التَّمْرِ كَذَا وَكَذَا مِنْ وَسْقٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَكُنَّا نَأْكُلُ مِنْهُ وَنُطْعِمُ وَكَانَ لاَ يُفَارِقُ حَقْوِي حَتَّى كَانَ يَوْمُ قَتْلِ عُثْمَانَ فَإِنَّهُ انْقَطَعَ.) ونواصل الحديث إن شاء الله
الدعاء