خطبة عن ( من الأخطاء نتعلم )
فبراير 3, 2018خطبة عن الصحابي: (ضِرَار بْنُ الأَزْوَرِ)
فبراير 3, 2018الخطبة الأولى ( وقفات مع النفس ، ووصايا على الطريق )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) الحشر:18 ،وروى الترمذي في سننه :(عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ » ،وقَالَ الترمذي وَمَعْنَى قَوْلِهِ « مَنْ دَانَ نَفْسَهُ ». يَقُولُ : حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يُحَاسَبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَيُرْوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: (حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ وَإِنَّمَا يَخِفُّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا )
إخوة الإسلام
إن الله سيحاسبنا على كل شيء ،على الصغير والكبير ،والفتيل والقطمير : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (8)الزلزلة ، وأصحاب القلوب السليمة والعقول الواعية ، عرفوا أن الله لهم بالمرصاد ، وأنه لن ينجيهم إلا لزوم المحاسبة ، ومطالبة النفس ،ومحاسبتها على الأنفاس والحركات ، فعلى المؤمن الكيس الفطن العاقل أن يحاسب نفسه ، فالطاعة والفروض رأس المال ، والمعاصي هي الخسائر ، والنوافل هي الأرباح ، وليعلم أنّ كل نفس من أنفاس العمر جوهرة نفيسة ، يمكن أن يشتري بها كنز من كنوز الأخرة ، قال الله تعالى : ” مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ” [النحل: 97] . فالإيمان يذهب الهموم، ويزيل الغموم، وهو قرة عين الموحدين، وسلوة العابدين .
أيها المسلمون
ولكي تعيش سعيدا في حياتك ، ومحققا لأهدافك ، أقدم إليك بعض هذه الوصايا والنصائح ، والتي تحمل إليك رسائل قصيرة ، لتكون لك عونا على تحقيق الفوز والنجاح في الدنيا ، والنعيم المقيم في جنات النعيم في الدار الآخرة : أما الوصية الأولى : أرض بالقضاء المحتوم، والرزق المقسوم، فكل شيء بقدر معلوم .الوصية الثانية : كن على يقين أنه : بذكر الله تطمئن القلوب، وتحط الذنوب، وبه يرضى علام الغيوب، وبه تفرج الكروب .الوصية الثالثة : لا تنتظر الشكر من أحد، ويكفي ثواب الرب الصمد، وما عليك ممن جحد وحقد وحسد . الوصية الرابعة : اترك المستقبل حتى يأتي، ولا تهتم بالغد؛ لأنك إذا أصلحت يومك صلح غدك . الوصية الخامسة : إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وخذ من صحتك لسقمك، ومن حياتك لموتك . الوصية السادسة : طهر قلبك من الحسد، ونقه من الحقد، وأخرج منه البغضاء، وأزل منه الشحناء .الوصية السابعة : توكل على الله، وفوض الأمر إليه، وارض بحكمه، والجأ إليه، واعتمد عليه، فهو حسبك ، وناصرك ، وكافيك. الوصية الثامنة : أكثر من الاستغفار، فمعه الرزق والفرج ،والذرية والعلم النافع ، والتيسير في جميع الأمور، وحط الخطايا والأوزار . الوصية التاسعة : افرح باختيار الله لك عند البلاء أو الابتلاء؛ فإنك لا تدري أين تكون المصلحة، وعسى أن تكرهوا شيئًا ، ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا . الوصية العاشرة : اعلم أنه لا يسلم أحد من البلاء، فقلما سلم من الهم أحد، وما نجا من الشدة بشر ، قال تعالى : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) الملك 2. الوصية الحادية عشر : عش حياة البساطة، وإياك والرفاهية والإسراف والبذخ، فكلما ترفه الجسم تعقدت الروح، فكن في حدود المعقول والاعتدال ، قال تعالى : (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ) الاسراء 29 .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( وقفات مع النفس ، ووصايا على الطريق )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومع الوصية الثانية عشر : عش مع القرآن حفظًا وتلاوة وسماعًا وتدبرًا؛ فإنه من أعظم العلاج لطرد الحزن والهم، وليكن القرآن واقعًا تعيشه، لا كلمات ترددها ، قال تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) الاسراء 82. الوصية الثالثة عشر : اقنع بما أعطاك الله ورزقك، ولا تنظر إلى من هو أعلى منك، تجد الراحة والسعادة ، يقول صلى الله عليه وسلم :(أنظر إلى من هو دونك ولا تنظر إلى من هو فوقك فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عندك) رواه الطبراني ،وتذكر أن ربك واسع المغفرة يقبل التوبة، ويعفو عن عباده، ويبدل السيئات حسنات .الوصية الرابعة عشر : اشكر ربك على نعمة الدين، والأمن والعقل ،والعافية والستر ، والسمع والبصر ، والرزق والذرية وغيرها؛ فبالشكر تدوم النعم . الوصية الخامسة عشر : جدد حياتك، ونوع أساليب معيشتك، وغير من الروتين اليومي الذي تعيشه ، فعليك بالمشي والرياضة، واجتنب الكسل والخمول، واهجر الفراغ والبطالة ، فاخرج إلى الفضاء، وطالع الأشجار والحدائق الغناء، وتفكر في خلق الباري وإبداع الخالق ، الوصية السادسة عشر : الكون بني على النظام، فعليك بالترتيب في ملبسك ،وبيتك ومكتبك وواجباتك وحياتك . الوصية السابعة عشر : اجعل الابتسامة دائما على وجهك ومحياك؛ فإن الابتسامة مفتاح القلوب ، فسلم على من عرفت ومن لم تعرف، فإن السلام من أسباب المحبة . الوصية الثامنة عشر : عليك بالتواضع؛ فإن من تواضع لله رفعه، وإياك والكبر فإن المتكبر كالواقف على جبل يرى الناس صغارًا ويرونه صغيرًا . الوصية التاسعة عشر : ابحث في الناس عن مزاياهم، وابحث في نفسك عن عيوبك، تكن أحكم الناس ،وتذكر دائما : أن من ترك شيئًا لله ، عوضه الله خيرًا منه . الوصية العشرون : عليك بقيام الليل فإنه نور في الوجه، وانشراح في الصدر، وراحة وطمأنة في النفس، يناجي فيه العبد ربه ، ويسأله من خيري الدنيا والآخرة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . الوصية الواحدة والعشرون : قل خيرًا أو اسكت؛ فإن الكلمة قبل أن تخرج منك فإنك تملكها، وإذا خرجت منك فقد ملكتك، واعلم أن : رب سكوت أبلغ من كلام، والسلامة لا يعدلها شيء ، الوصية الثانية والعشرون : احرص على مراقبة الله تعالى والخوف منه، بحيث لا يفقدك حيث أمرك، ولا يراك حيث نهاك ، واعلم أن تعب الطاعة يذهب ويبقي أجرها، ولذلة المعصية تذهب ويبقى إثمها ، وأن خير الناس أنفعهم للناس . الوصية الثالثة والعشرون : عليك بكثرة الدعاء؛ فأعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام ، وأن حسن الخلق يصبرك على سوء أخلاق الآخرين ، الوصية الرابعة والعشرون : عليك بالصدقة الجارية : قال صلى الله عليه وسلم : « إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ». [رواه مسلم] .
الدعاء