خطبة عن ( فضائل الصحابي مصعب بن عمير)
مارس 8, 2016خطبة عن ( الصحابي مصعب بن عمير: نسبه واسلامه)
مارس 8, 2016الخطبة الأولى ( الصحابي مصعب بن عمير يعلم أهل المدينة الاسلام)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في سنن الترمذي : (عَنْ خَبَّابٍ قَالَ هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَبْتَغِى وَجْهَ اللَّهِ فَوَقَعَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ فَمِنَّا مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدُبُهَا وَإِنَّ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ مَاتَ وَلَمْ يَتْرُكْ إِلاَّ ثَوْبًا كَانُوا إِذَا غَطَّوْا بِهِ رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلاَهُ وَإِذَا غُطِّىَ بِهَا رِجْلاَهُ خَرَجَ رَأْسُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « غَطُّوا رَأْسَهُ وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلَيْهِ الإِذْخِرَ ».
إخوة الإسلام
ما إن عاد الصحابي الجليل (مصعب بن عمير) من هجرته الثانية إلى مكـة حتى كان رسول الله يعده لمهمة هامة وجليلة، وهي أن يكون رسول رسول الله ، إلى معقل الإسلام الأول: إلى المدينة المنورة: فقد أرسل المسلمون من أهل المدينة إلى رسول الله أن ابعث إلينا رجلاً من قبلك فيدعو الناس بكتاب الله فإنه أدنى أن يتبع فبعث إليهم رسول الله مصعب بن عمير ،فكان أول سفير اختار الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليكون سفيره الى المدينة، يفقه الأنصار ويعلمهم دينهم، ويدعو الجميع الى الإسلام، ويهيأ المدينة ليوم الهجرة العظيم، مع أنه كان هناك من يكبره سنا وأقرب للرسول منه، وحمل مصعب -رضي الله عنه- الأمانة مستعينا بما أنعم الله عليه من عقل راجح وخلق كريم، فنجح بمهمته ودخل أهل المدينة بالإسلام، واستجابوا لله ولرسوله، وعاد الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- في موسم الحج التالي لبيعة العقبة الأولى على رأس وفد عدد أعضائه سبعين مؤمنا ومؤمنة، بايعوا الرسول الكريم ببيعة العقبة الثانية. وفي المعجم الكبير للطبراني (عن عروة قال : فلما حضر الموسم حج نفر من الانصار من بني مالك بن النجار منهم معاذ بن عفراء و أسعد بن زرارة ومن بني زريق رافع بن مالك و ذكوان بن عبد قيس ومن بني عبد الأشهل أبو الهيثم بن التيهان ومن بني عمرو بن عوف عويم بن ساعدة ،فأتاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرهم خبره الذي اصطفاه الله من نبوته وكرامته وقرأ عليهم القرآن ، فلما سمعوا قوله أنصتوا واطمأنت أنفسهم الى دعوته وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من ذكرهم اياه بصفته وما يدعوهم اليه فصدقوه وآمنوا به وكانوا من أسباب الخير ثم قالوا له : قد علمت الذي بين الأوس والخزرج من الدماء ونحن نحب ما أرشد الله به أمرك ونحن لله ولك مجتهدون وانا نشير عليك بما ترى فامكث على اسم الله حتى نرجع الى قومنا فنخبرهم بشأنك وندعوهم الى الله ورسوله فلعل الله يصلح بيننا ويجمع أمرنا فانا اليوم متباعدون متباغضون وان تقدم علينا اليوم ولم نصطلح لم يكن لنا جماعة عليك ولكن نواعدك الموسم من العام المقبل فرضي رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي قالوا ،فرجعوا الى قومهم فدعوهم سرا وأخبروهم برسول الله صلى الله عليه و سلم والذي بعثه الله به ودعا اليه بالقرآن حتى قل دار من دور الانصار الا أسلم فيها ناس لا محالة ، ثم بعثوا الى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ابعث الينا رجلا من قبلك فيدعو الناس بكتاب الله فانه أدنى أن يتبع فبعث اليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم مصعب بن عمير أخا بني عبد الدار فنزل في بني غنم على أسعد بن زرارة فجعل يدعو الناس سرا ويفشو الاسلام ويكثر أهله وهم في ذلك مستخفون بدعائهم ،ثم ان أسعد بن زرارة أقبل هو ومصعب بن عمير حتى أتيا بئر مرى أو قريبا منها فجلسنا هنالك وبعثنا الى رهط من أهل الارض فأتوهم مستخفين فبينما مصعب بن عمير يحدثهم ويقص عليهم القرآن أخبر بهم سعد بن معاذ فأتاهم في لأمته معه الرمح حتى وقف عليهم فقال : علام يأتينا في دورنا بهذا الوحيد الفريد الطريح الغريب يسفه ضعفاءنا بالباطل ويدعوهم اليه ؟ لاأراكم بعدها بشيء من جوارنا فرجعوا ثم انهم عادوا الثانية ببئر مرى أو قريبا منها فأخبر بهم سعد بن معاذ الثانية فواعدهم بوعيد دون الوعيد الاول فلما رأى أسعد منه لينا قال : يا ابن خالة اسمع من قوله فان سمعت منكرا فاردده يا هذا منه وان سمعت خيرا فأجب اليه فقال : ماذا يقول ؟ فقرأ عليهم مصعب بن عمير { حم * والكتاب المبين * إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون } ، فقال سعد بن معاذ : وما أسمع الا ما أعرف فرجع وقد هداه الله ولم يظهر لهم الاسلام حتى رجع الى قومه فدعا بني عبد الأشهل الى الاسلام وأظهر اسلامه وقال : من شك فيه من صغير أو كبير أو ذكر أو أنثى فليأتنا بأهدى منه نأخذ به فو الله لقد جاء أمر لتحزن فيه الرقاب ،فأسلمت بنو عبد الأشهل عند اسلام سعد ودعائه الا من لا يذكر فكانت أول دور من دور الانصار أسلمت بأسرها ،ثم أن بني النجار أخرجوا مصعب بن عمير واشتدوا على أسعد بن زرارة فانتقل مصعب بن عمير الى سعد بن معاذ فلم يزل عنده يدعو ويهدي الله على يديه حتى قل دار من دور الانصار الا أسلم فيها ناس لا محالة وأسلم أشرافهم وأسلم عمرو بن الجموح وكسرت أصنامهم فكان المسلمون أعز أهلها وصلح أمرهم ورجع مصعب بن عمير الى رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان يدعى المقريء )
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الصحابي مصعب بن عمير يعلم أهل المدينة الاسلام)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وأخذ الإسلام ينتشر ويفشو في المدينة ويكثر أهله وعاد مصعب إلى رسول الله ، يحمل له البشرى في مكـة بأن الغالبية من أهل يثرب قد أسلموا ، وبلغ أمه أنه قد قدم فأرسلت إليه يا عاق أتقدم بلدًا أنا فيه لا تبدأ بي, فقال: ما كنت لأبدأ بأحد قبل رسول الله , فلما سلم على رسول الله وأخبره بما أخبره ذهب إلى أمه, فقالت: إنك لعلى ما أنت عليه من الصبأة بعد, قال: أنا على دين رسول الله وهو الإسلام الذي رضي الله لنفسه ولرسوله, قالت: ما شكرت ما رثيتك مرة بأرض الحبشة ومرة بيثرب, فقال: أقر بديني إن تفتنوني, فأرادت حبسه, فقال: لئن أنت حبستني لأحرصن على قتل من يتعرض لي، قالت: فاذهب لشأنك, وجعلت تبكي, فقال مصعب: يا أمة إني لك ناصح عليك شفيق, فاشهدي أنه لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله, قالت: والثواقب لا أدخل في دينك, فيزري برأيي ويضعف عقلي, ولكني أدعك وما أنت عليه وأقيم على ديني ) ونستكمل الحديث في اللقاء القادم إن شاء الله
الدعاء