خطبة عن (وقفات وتأملات في سورة الزلزلة
فبراير 24, 2018خطبة عن التعاون(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى
مارس 3, 2018الخطبة الأولى ( من قال لصاحبه أَنْصِتْ. ومَنْ مَسَّ الْحَصَى وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَا )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (9) ،(10) الجمعة ، وروى البخاري 🙁 أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنْصِتْ . وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ »، وروى مسلم في صحيحه 🙁 عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا ».
إخوة الإسلام
إن يوم الجمعة هو من أعظمُ الأيام عند الله قدراً، ومن أجلُّها شرفاً، ومن أكثرُها فضلاً، فقد اصطفاه الله تعالى على غيره من الأيام، وفضَّله على سواه من الأزمان، واختص الله سبحانه به أمة الإسلام، فقد روى مسلم في صحيحه (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ وَعَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالاَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَضَلَّ اللَّهُ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا فَهَدَانَا اللَّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالأَحَدَ وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَحْنُ الآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا وَالأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلاَئِقِ ». وَفِى رِوَايَةِ وَاصِلٍ الْمَقْضِيُّ بَيْنَهُمْ. )، وروى مسلم أيضا : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ ». وروى ابن ماجة :(عَنْ أَبِى لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الأَيَّامِ وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ الأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ فِيهِ خَمْسُ خِلاَلٍ خَلَقَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ وَأَهْبَطَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ إِلَى الأَرْضِ وَفِيهِ تَوَفَّى اللَّهُ آدَمَ وَفِيهِ سَاعَةٌ لاَ يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا الْعَبْدُ شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ مَا لَمْ يَسْأَلْ حَرَامًا وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلاَ سَمَاءٍ وَلاَ أَرْضٍ وَلاَ رِيَاحٍ وَلاَ جِبَالٍ وَلاَ بَحْرٍ إِلاَّ وَهُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ »
أيها المسلمون
ومن أعظم ما شرع الله تعالى في هذا اليوم المبارك، ومن أجَلِّ خصائصه: صلاةَ الجمعة، فهي من أعظم الصلوات قدراً، وآكدِها فرضاً، وأكثرِها ثواباً، وقد أولاها الإسلام مزيد العناية ، وبالغَ الرعاية، فحثَّ على استحباب الاغتسال لها، والتنظفِ والتطيبِ، وقطعِ الروائح الكريهة ، والخروجِ إليها بأحسن الباس والثياب ، وعلى أكملِ هيئة، ورغب في التبكيرِ والخروج إليها، والدنوِ من الإمام، واستجماعِ القلب للاستماع للموعظة والذكر، وفي موطإ مالك : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الأُولَى فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ ». وفي مسند الإمام أحمد :(عَنْ سَمُرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « احْضَرُوا الْجُمُعَةَ وَادْنُوا مِنَ الإِمَامِ فَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَخَلَّفُ عَنِ الْجُمُعَةِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَخَلَّفُ عَنِ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ لَمَنْ أَهْلِهَا ». وعلى المسلم إذا حضر في المسجد أن يشتغل بالعبادة ،والطاعة من صلاة ،وذكر ،وتلاوة للقرآن حتى يخرج الإمام، فإذا خرج الإمام أصغى واستمع للخطبة، متعظاً بما يكون فيها من آيات تُتلى، وأحاديث تُروى، تُذكر بالله تعالى والدار الآخرة، وتدعو إلى التمسك بتعاليم الشرع المبين، والحثِّ على ما فيه خير وصلاح للفرد والأمة في العاجل والآجل، فمنبر الجمعة ليس له نظير في أي دين من الأديان ،أو ملة من الملل، بل حتى ليس له نظير في منابر الدنيا بما فيها المنابر السياسية وغيرها ! فمنبر الجمعة يحضره جميع طبقات المجتمع، الغني والفقير، والرئيس والمرؤوس، والأمي والمثقف ،وهذا المنبر قد هيء للخطيب تمامًا لكي يغرس في نفوس الحاضرين القيم الإيمانية ،وتعظيم الله وتعظيم رسوله صلى الله عليه وسلم، ويربطهم بالله والدار الآخرة قال ابن القيم رحمه الله: “كان مدار خطبة النبي صلى الله عليه وسلم على حمد الله، والثناء عليه بآلائه، وأوصاف كماله ومحامده، وتعليم قواعد الإسلام، وذكر الجنة والنار والمعاد، والأمر بتقوى الله، وتبيين موارد غضبه، ومواقع رضاه، فعلى هذا كان مدار خطبه” (زاد المعاد)، ولهذا فإن منبر الجمعة فرصة عظيمة للدعوة إلى الله تعالى، وغرس العقيدة الصحيحة ، في قلوب الحاضرين، و تذكير الناس ووعظهم وتصحيح المفاهيم الخاطئة في الدين ومعالجة أبرز مشكلات المجتمع.
أيها المسلمون
ومن الآداب الهامة للجمعة الإنصات للخطيب أثناء إلقائه الخطبة، وعدم العبث بما يشغل عن سماع الخطبة، ، وقد روى مسلم في صحيحه (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا ». وقد خص رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَسَّ الْحَصَى) بالذكر هنا ، لأن مسجده صلى الله عليه وسلم كان في ذلك الحين مفروشا بالحصباء ،فكان الحصى بين يدي المصلين ، فمس الحصى ليس مقصوداً بذاته، بل المقصود العناية بالاستماع والبعد عما يشغل عن الاستماع والإنصات، فإذا مس الحصى أو مس أشياء أخرى في المسجد : كمن عبث في الفرش أو في أوراق عنده، أو ما أشبه ذلك؛ كل ذلك أشبه بمس الحصى. فالمقصود هو أن ينصت المسلم أثناء الخطبة للخطيب، وأن يفرغ قلبه لذلك، ويكف جوارحه عن العبث الذي قد يشغله عن الاستماع. وفي معنى قوله صلى الله عليه وسلم : (وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا)، قال النووي: فيه النهي عن مس الحصى وغيره من العبث في حال الخطبة، المراد باللغو هنا: الباطل المذموم المردود، والذي قد يكون سببا في انتقاص أجر وثواب الجمعة فلا يكون أجرك كاملا ،ومثال ذلك ما رواه مسلم في صحيحه :(عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ أَنْصِتْ . يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ ». وقد ذكر الحافظ ابن حجر في “فتح الباري” .. عن جمهور العلماء أنهم قالوا فيمن احتاج أن يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر وقت الخطبة أنه يفعل ذلك بالإشارة . وقال النووي في شرح صحيح مسلم :”فَفِي الْحَدِيث النَّهْي عَنْ جَمِيع أَنْوَاع الْكَلَام حَال الْخُطْبَة … وَإِنَّمَا طَرِيقه إِذَا أَرَادَ نَهْي غَيْره عَنْ الْكَلَام أَنْ يُشِير إِلَيْهِ بِالسُّكُوتِ إِنْ فَهِمَهُ” ،وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : “لا شك أن المسلم مأمور حالة خطبة الجمعة بالاستماع ، والإنصات ، وقطع الحركة ، فهو مأمور بشيئين : أولاً : السكون ، والهدوء ، وعدم الحركة ، والعبث . ثانيًا : هو مأمور بالسكوت عن الكلام ، فيحرم عليه أن يتكلم ، والإمام يخطب ، ويحرم عليه كذلك أن يستعمل الحركة ، والعبث ، أو يمسح الحصى ، ويخطط في الأرض ، أو ما أشبه ذلك” وأما الحركة اليسيرة التي تفعل لغرض صحيح ، وليست عبثا ، لا حرج فيها أثناء خطبة الجمعة .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( من قال لصاحبه أَنْصِتْ. ومَنْ مَسَّ الْحَصَى وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَا )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن الواجب على القادمين لصلاة الجمعة تعظيم شعائر الله تعالى ، ومن ذلك : سكون جوارحه من العبث ، وسكوت لسانه عن التكلم ، وإلا أثم ،فيجب على من حضر لصلاة الجمعة أن ينصت لخطبة الإمام، ويستمع إليها ولا يشتغل عنها بما يصرفه عن الاستماع إليها من كلام، ويدخل في ذلك الاستغفار والذكر ونحو ذلك؛ لعموم النهي عن الكلام والإمام يخطب ، ويتلو الآيات، لقول الله تعالى: { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (204) الاعراف ،ويدل على ذلك ما رواه البخاري ( أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنْصِتْ . وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ » ، وما رواه الإمام أحمد : (عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ قَالَ جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْماً عَلَى الْمِنْبَرِ فَخَطَبَ النَّاسَ وَتَلاَ آيَةً وَإِلَى جَنْبِي أُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ فَقُلْتُ لَهُ يَا أُبَىُّ مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ قَالَ فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِي ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِي حَتَّى نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لِي أُبَىٌّ مَا لَكَ مِنْ جُمُعَتِكَ إِلاَّ مَا لَغَيْتَ. فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- جِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ فَقُلْتُ أَيْ رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تَلَوْتَ آيَةً وَإِلَى جَنْبِي أُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ فَسَأَلْتُهُ مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِي حَتَّى إِذَا نَزَلْتَ زَعَمَ أُبَىٌّ أَنَّهُ لَيْسَ لِي مِنْ جُمُعَتِي إِلاَّ مَا لَغَيْتُ. فَقَالَ « صَدَقَ أُبَىٌّ فَإِذَا سَمِعْتَ إِمَامَكَ يَتَكَلَّمُ فَأَنْصِتْ حَتَّى يَفْرُغَ ». ويقول الشيخ ( محمد صالح المنجد ) في أحد فتاويه : (ونرجو أن لا يكون إغلاق الجوال داخلاً في اللغو المنهي عنه أثناء خطبة الجمعة ، والوارد ذِكره في قوله صلى الله عليه وسلم : (مَنْ مسَّ الحصى فَقَدْ لَغَا) ، وإنما ينطبق هذا الحديث على من يعبث بشيء يلهيه عن سماعه الخطبة ، كالجوال ، والسجاد، ونحو ذلك . وأما من حرص على فعل آداب الجمعة كاملة ، وأدَّاها بنية خالصة، فحريٌ به أن ينال فضل هذا اليوم المبارك، وأن يحظى بثوابه العظيم من المنعم الكريم : (فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ .. » رواه مسلم
الدعاء