خطبة عن: من أخلاق المسلم :(الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)
أبريل 21, 2018خطبة عن اسم الله (الَخَافِضُ، الرَّافِعُ )
أبريل 21, 2018الخطبة الأولى ( هل لو رآك رسول الله يحبك ؟؟ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته :(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) (31) ،(32) آل عمران
إخوة الإسلام
سؤال أرجو ألا نهرب من الإجابة عليه ، وأن نكون صادقين فيما نجيب به ، وأن تكون اجابتنا مبنية على حقائق وأسس ، لا على الادعاءات والأوهام الكاذبة ، والسؤال هو : هل لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبك ؟؟ ، وماذا يحب فيك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟، فإن الفوز العظيم أن يحبك الله ورسوله ، ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم لك ، تعني أن الله يحبك ، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ» ضعفه الألباني، وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي أَرْبَعِينِهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، ولهذا جعل الصحابة هواهم تبعًا لما جاءهم به رسول الله ﷺ، فأطاعوه فيما أمر به، واجتنبوا ما نهى عنه وزجر، وقلدوه في هيئته وحركاته وسكناته، وأحبوا ما أحب، وكرهوا ما كره، فكان جزاؤهم أن أحبهم الله ورضي عنهم وجعلهم من سادات أهل الجنة. ومن صفات المحب الصادق أنه يحب ما يحبه محبوبه ويكره ما يكرهه؛ فالذي يحب الله تعالى ويحب أن يكون مؤمنًا يجب عليه أن يتَّبع رسول الله ونبيه وصفيه من خلقه محمدًا ﷺ، ويجب عليه أن يسير على نهج الرسول ﷺ ويقتفي أثره وخطاه ويتأسى به في كل شيء ويجعل هواه تبعًا لما جاء به؛ ومن ذلك أن يحب ما يحبه النبي ﷺ ويكره ما يكرهه. لذلك كان الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه إذا رأى الربيع بن خثيم رآه حسن الخلق لين الكلام رائق الحديث جميل المعاشرة كأن أخلاقه أخلاق الأنبياء فكان ابن مسعود يقول له” يا أبا يزيد والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك و لأوسع لك إلى جنبه وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين !!”، فهذا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، والذي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم 23سنة ، يعرف ماذا كان يحب النبي صلى الله عليه وسلم ، وماذا كان يبغض ، فهذا الصحابي يعلم يقينا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان يحب من الناس من حسن خلقه ، ورق طبعه ،وحسنت مجالسته ،وهو عليه الصلاة والسلام طيب لا يحب إلا طيبا، وقد حرص أصحابه على أن يحظوا بمحبته صلى الله عليه وسلم ،بل كان صلى الله عليه وسلم يخبر الناس بما يحببهم إليه ،وكان يردد قائلا كما صح عند الترمذي ” عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَىَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّى مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَىَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّى مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ قَالَ « الْمُتَكَبِّرُونَ ». وفي صحيح مسلم :(قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لأَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ « إِنَّ فِيكَ لَخَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ ».وهما من حسن الخلق
وسئل صلى الله عليه وسلم عن البر كما عند مسلم عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ فَقَالَ « الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ ». وعند الترمذي : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ فَقَالَ « تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ ». وعند الترمذي : (عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ مِنْ أَكْمَلِ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَأَلْطَفُهُمْ بِأَهْلِهِ) ، وفي سنن أبي داود : (عَنْ عَائِشَةَ رَحِمَهَا اللَّهُ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ ».وفي مسند البزار :(عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخِيَارِكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : خِيَارُكُمْ أَحْسَنُكُمْ أَخْلاقًا ، أَحْسَبُهُ قَالَ : الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا). ومما أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا : الطيب والنساء ، ففي مسند أحمد وغيره : (عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « حُبِّبَ إِلَىَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ ». فأحب صلى الله عليه وسلم الصلاة ، حتى إنه ليجد فيها راحة نفسه ، وقرّة عينه ، وفي مسند أحمد : (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « يَا بِلاَلُ أَرِحْنَا بِالصَّلاَةِ ». كما يعجب النبي ﷺ كثرة أمته – ويحب النبي ﷺ الرمي – ويحب النبي ﷺ الحلم والأناة – ويحب النبي ﷺ الفأل الصالح – ويعجب النبي ﷺ الرؤيا الحسنة، ويحب النبي ﷺ التيمن – ويحب النبي ﷺ الاستتار – و يعجب النبي ﷺ حياء المرأة ، إلى آخر ذلك من مكرم الأخلاق ، وفضائل الأعمال ، والتي أمر الله تعالى بها في كتابه الكريم ، ورغب فيها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة .
أيها المسلمون
ونعود إلى سؤالنا الأول : هل لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبك ؟؟ ، أتوجه بسؤالي إلى من حاد عن الطريق القويم ، والصراط المستقيم ، وخالف هدي سيد المرسلين ، فيا من غرتك الدنيا ..ويا من خدعك رفقاء السوء ..وغرَّك الإعلام الفاسد .. فصرت فريسة سهلة للشيطان ، ويا من تسهر طوال الليل أمام التلفاز ..وعلى الشات ..ومع سماعة التليفون ، ويا من سهوت عن صلاتك ، وقصرت في طاعاتك ، واتبعت شهواتك . وأنت أيتها المسلمة ، يا من ترتدين ثياباً تظهر من مفاتنك أكثر مما تخفي ….ويا من لا تحافظين على الصلوات ..وقراءة القرآن ..هل لو رآك رسول الله.. لأحبكِ ؟؟ ،سل نفسك هذا السؤال .. وقف معها وقفة صادقة ..وقول لها ماذا لو رآني رسول الله ؟ وماذا إذا ما أتاني ملكُ الموت وقبض روحي وأنا على هذه الحال ؟ بل ماذا سيحدث لي في قبري ؟ وماذا سيحدث لي يوم القيامة ؟ في هذا اليوم ..الذي تخرج فيه من قبرك حافي القدمين عاري من الثياب ..ليس معك أحد ، لا أب ولا أم ولا صديق ولا أحد .. فإذا أنت بأرض غير الأرض ..وإذا بالملائكة تسوقك إلى أرض المحشر ..وإذا بالشمس قد اقتربت من رأسك ..وزاد عرقك وخوفك ..وإذا بنار عظيمة متأججة قد أتت ..لها سبعون زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها .. حينها سيطير قلبك من الخوف والوجل .. ثم تبكي وتبكين ..وتندم وتعتذرين ..ولكن حينها لن ينفعك الندم .. فإذا بأصدقائك وأقرب الناس إليك يتخلون عنك .. ويتبرؤون منك . وحينها سوف تجد رجالا صالحين ، ونساء صالحات ، يسعون نحو رجل مليح الوجه .. كأن وجهه قطعة قمر .. إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهو واقف على حوضه فيسقيهم شربة لا يظمؤون بعدها أبداً .. فتذهب أنت نحوه مسرعا .. فإذا بالملائكة تمنعك .. فيقول لهم النبي دعوه إنه من أمتي ..فيقولون : يا رسول الله إنك لا تدري ما أحدث بعدك ..فيقول النبي حينها : سحقاً ، سحقاً.. أي : بعداً ، بعداً ..
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( هل لو رآك رسول الله يحبك ؟؟ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ففي الصحيحين واللفظ لمسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ « السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا ». قَالُوا أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ ». فَقَالُوا كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ : « أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلاَ يَعْرِفُ خَيْلَهُ ». قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ أَلاَ لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ أَلاَ هَلُمَّ. فَيُقَالُ إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا ». فيا حسرة قلبك حينها..ويا ندمك وأسفك على ذنوبك وقتها ..ثم بعد هذا تقف بين يدي الله.. الذي خلقك ويعرف ماضيك وحاضرك وكل شيء عنك ! تقف بين يديه ليسألك عن كل دقيقة من عمرك فيما قضيتيها ؟ وعن كل معصية من المعاصي لم ارتكبتها ؟ ويسألك عن كل شيء في حياتك ؟ وعن كل لحظة من لحظاتك ؟ فماذا ستقول حينها ؟؟ وبأي عذر ستعتذر وقتها ؟؟ وكيف النجاة لك يومها ؟؟ وأنت ما أطعت أمره ، وخالفت رسوله ،
فهيا أيها المقصر ، وأيتها الغافلة ، هيا إلى الندم والتوبة ، هيا إلى تصحيح المسار ، ومجالسة العلماء والأخيار ، هيا .. فالجنة تنتظرك .. وربك سيفرح بتوبتك .. بل وسيبدل سيئاتك حسنات .. فهو أرحم بك من أبيك وأمك .. وسيقبل توبتك إذا تبت ورجعت إليه فهو القائل :” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .” [ الزمر : 53 ] .هيا أخي ، وأختي. فمهما بلغت ذنبك .. ومهما كانت أخطاؤك .. فإن بابه مفتوح .. ويداه مبسوطتان .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا.” رواه مسلم وهيا لتسمعوا هذه الآية ، قال تعالى :” أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ” [ الحديد :16] .
الدعاء