خطبة عن (تسوية الصفوف في الصلاة)
أبريل 28, 2018خطبة عن: من أخلاق المسلم :(التقوى)
أبريل 28, 2018الخطبة الأولى ( مع الصحابي : ( خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} [الفتح:29]،وروى مسلم في صحيحه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِى مَا يُوعَدُونَ ».
إخوة الاسلام
إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هم – أبر الناس قلوباً، وأعمقهم علماً ، وأحسنهم خلقاً، واليوم إن شاء الله نريد أن نقترب من أولئك الرجال الأبرار ، لنستقبل فيهم أروع نماذج البشرية ، ولنرى في سيرتهم اسمى ما عرفت البشرية من عظمة ونبل ورشاد ،نقترب منهم لنرى إيمانهم ، وثباتهم ، وبطولاتهم ، وولاءهم لله ورسوله ، لنرى البذل الذي بذلوا ، والهول الذي احتملوا ، والفوز الذي أحرزوا ،نرى الدور الجليل الذي نهضوا به لتحرير البشرية كلها من وثنية الضمير ،وضياع المصير ،حقا ، إنهم فتية آمنوا بربهم ، فزادهم الله هدى ،واليوم إن شاء الله موعدنا مع صحابي جليل ، إنه الصحابي :( خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ) رضي الله عنه :أما عن اسمه ونسبه : فهو خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، وكنيته أبو سعيد، وقد ولد خالد بن سعيد بن العاص بمكة ،ونشأ في بيت نعمة وسيادة وصدارة ،فأبوه من زعماء قريش، وأمه بنت بن حباب بن عبد ياليل بن ناشب من ثقيف. وكان وسيما جميلا، هادئ السمت ، ذكي الصمت ، أما عن قصة اسلامه : فقد ذكر الواقديّ : كان إسلام ابن سعيد قديمًا، وكان أول إخْوَته إسلامًا، وكان بَدْء إسلامه أنه رأى في النّوم أنه وُقِف به على شفير النّار، فذكر مِنْ سعتهما ما الله أعلم به، وكأن أباه يدفعه فيها، ورأى رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم آخذا بحقْوَيه لا يَقَع فيها، ففزع، وقال: أَحلِفُ بالله إنها لرؤيا حق، ولقى أبا بكر بن أبي قحافة فذكر ذلك له، فقال أبو بكر: أُريد بك خيرًا، هذا رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم فأتَّبِعْه، وإنك ستتبعه في الإسلام الذي يحجزك من أن تقعَ فيها، وأبوك واقعٌ فيها. فلقي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وهو بأجياد، فقال: يا محمد، إلى مَنْ تدعو؟ فقال: “أَدْعُوكَ إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ َلهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَتخْلعُ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ حَجَرٍ لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ، وَلَا يضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ، وَلَا يَدْري مَنْ عَبَدَهُ مِمَّنْ لَمْ يَعْبُدُهُ”. قال خالد: فإني أشهدُ أنْ لا إله إلا الله، وأشهَدُ أنك رسولُ الله. فسُرَّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بإسلامه ، وتغيَّبَ خالد، وعلم أبوه بإسلامه، فأرسل في طلبه مَنْ بَقي مِن ولده، ولم يكونوا أسلموا، فوجدوه فأَتوا به أباه أبا أحيحة، فسبَّه وبكَّته وضربه بِمقْرَعَةٍ في يده حتى كسرها على رأسه، ثم قال له: اتبعْتَ محمّدًا وأصحابه، وأنت ترى خلافَهُ قومَه وما جاء به من عَيْب آلهتهم وعَيْبِ مَن مضى من آبائهم. فقال: قد والله تَبِعْتُهُ على ما جاء به. فغضب أبو أُحَيْحَة ونال منه وشتمه، وقال: اذْهَب يا لُكَع حيث شئت. والله لأمنعنَّك القوتَ. فقال خالد: إن منعتني فإنّ الله يرزقُني ما أعيش به، فأخرجه وقال لبنيه: لا يكلِّمه أحدٌ منكم إلا صنعْتُ به ما صنعْت به. فَانْصَرف خالدٌ إلىَ رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم، فكان يَلْزَمُهُ ويعيش معه، وتَغَيب عن أبيه في نواحي مكَّة حتى خرج أصحابُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة في الهجرة الثّانية، فكان خالد أوّل من خرج إليها.
أما عن جهاده رضي الله عنه مع الرسول صلى الله عليه وسلم : فقد أسلم خالد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظل معه ينهل من علمه الوفير، ثم هاجر إلى الحبشة، ثم رجع مع جعفر بن أبي طالب والرسول صلى الله عليه وسلم في فتح خيبر، فذهب إليه ثم عاد مع النبي الكريم إلى المدينة، وأقام بها.وقد شهد (رضي الله عنه) مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عمرة القضاء وفتح مكة وغزوة تبوك، وكان خالد يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي كتب كتاب أهل الطائف لوفد ثقيف، وهو الذي مشى في الصلح بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان خالد أول من كتب : ( بسم الله الرحمن الرحيم) ، وأقام -رضي الله عنه- في المدينة لا يتأخر عن أي غزوة للرسول -صلى الله عليه وسلم- ويحضر جميع المشاهد ، وقد جعله الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل وفاته واليا على اليمن ،وقد كان خالد -رضي الله عنه- شديد الحب لله ولرسوله (صلى الله عليه وسلم) حتى إن أباه سعيد بن العاص مرض ذات يوم، فقال: لئن رفعني الله من مرضي هذا، لا يعبد إله ابن أبي كبشة بمكة أبدًا (يقصد بابن أبي كبشة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .فلما سمع خالد ما يقوله أبوه قال: اللهم لا ترفعه. فمات أبوه في مرضه ذلك ،ولما وصل نبأ وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لخالد في اليمن عاد من فوره الى المدينة ، وعلى الرغم من معرفته لفضل أبي بكر إلا أنه كان من الجماعة التي ترى أحقية بني هاشم في الخلافة ووقف الى جانب علي بن أبي طالب ولم يبايع أبا بكر ، ولم يكرهه أبوبكر على ذلك ، وإنما بقي على حبه وتقديره له ، حتى جاء اليوم الذي غير فيه خالد رأيه فشق الصفوف في المسجد وأبو بكر على المنبر ، فبايعه بيعة صادقة
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( مع الصحابي : ( خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ولما بدأ أبو بكر يُسير الجيوش إلى الشام ،عقد ل( خالد بن سعيد ) لواء ، فيصير أحد أمراء الجيوش ، إلا أن عمر بن الخطاب يعترض على ذلك ويلح على الخليفة حتى يغير ذلك ، ويبلغ النبأ خالدا فيقول والله ما سرتنا ولايتكم ، ولا ساءنا عزلكم ) ،ويخف الصديق -رضي الله عنه- الى دار خالد معتذرا له مفسرا له هذا التغيير ، ويخيره مع من يكون من القادة : مع عمرو بن العاص ابن عمه أو مع شرحبيل بن حسنة ، فيجيب خالد ابن عمي أحب إلي في قرابته ، وشرحبيل أحب إلي في دينه ) ، ثم يختار كتيبة شرحبيل ، ودعا أبو بكر -رضي الله عنه- شرحبيل وقال له انظر خالد بن سعيد ، فاعرف له من الحق عليك ، مثل ما كنت تحب أن يعرف من الحق لك ، لو كنت مكانه ، وكان مكانك انك لتعرف مكانته في الإسلام ، وتعلم أن رسول الله توفى وهو له وال ، ولقد كنت ولّيته ثم رأيت غير ذلك ، وعسى أن يكون ذلك خيرا له في دينه ، فما أغبط أحدا بالإمارة وقد خيرته في أمراء الأجناد فاختارك على ابن عمه ، فاذا نزل بك أمر تحتاج فيه إلى رأي التقي الناصح ، فليكن أول من تبدأ به : أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل ولْيَكُ خالد بن سعيد ثالثا ، فإنك واجد عندهم نصحا وخيرا ، وإياك واستبداد الرأي دونهم ، أو إخفاءه عنهم ) ، وقد شاء الله تعالى أن يهدى إخوته إلى الإسلام، فأسلموا جميعًا، وشاركوا الرسول (صلى الله عليه وسلم) غزواته، ثم جعلهم أمراء على بعض الإمارات، ولما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم ، ترك خالد وإخوته الإمارات، ورجعوا إلى المدينة، ثم ذهبوا إلى الشام يجاهدون في سبيل الله حتى قتلوا جميعًا هناك ،وقد قيل: ما فتحت بالشام بلدة إلا وجد فيها رجل من بني سعيد بن العاص ميتًا.
أيها المسلمون
أما عن خاتمة حياته واستشهاده ، فقد تزوج خالد (رضي الله عنه) من أم حكيم بنت الحارث، ودخل بها ليلة معركة مرج الصفر فلما أصبح أولم (صنع طعاماً) ودعا أصحابه ، فما فرغوا من الطعام حتى اشتبك المسلمون والروم، فانخرط خالد في المعركة وأبلى بلاءً حسناً حتى استشهد، فكان خالد بن سعيد في مقدمة الذين وقع أجرهم على الله ، شهيدا جليلا ، ورآه المسلمون مع الشهداء فقالوا اللهم ارض عن خالد بن سعيد .وقامت زوجته أم حكيم وشدّت عليها ثيابها وحملت عمود الخيمة وقتلت به سبعة من الروم عند قنطرة سميت باسمها (قنطرة أم حكيم) وكان ذلك سنة أربع عشرة من الهجرة.ويروى أن خالدا – رضي الله عنه – لما استشهد ، قال الذي قتله بعد أن أسلم : من هذا الرجل ؟ فإني رأيت نورا له ساطعا إلى السماء .
الدعاء