خطبة عن: من أخلاق المسلم :(جبر الخواطر)
يونيو 16, 2018خطبة عن الصحابي: (زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ أَبُو طَلْحَةَ الأَنْصَارِيُّ)
يونيو 23, 2018الخطبة الأولى عن حديث 🙁 وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ تَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فِي سَفَرٍ سَافَرْنَاهُ فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقْنَا الصَّلاَةَ صَلاَةَ الْعَصْرِ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ « وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ » مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ، وفي رواية للإمام مسلم : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ رَجَعْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِمَاءٍ بِالطَّرِيقِ تَعَجَّلَ قَوْمٌ عِنْدَ الْعَصْرِ فَتَوَضَّئُوا وَهُمْ عِجَالٌ فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِمْ وَأَعْقَابُهُمْ تَلُوحُ لَمْ يَمَسَّهَا الْمَاءُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ ». وفي رواية للإمام مسلم : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّهُ رَأَى قَوْمًا يَتَوَضَّئُونَ مِنَ الْمِطْهَرَةِ فَقَالَ أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ ».
إخوة الإسلام
في روايات الأحاديث السابقة يحذر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته من عدم اسباغ الوضوء بقوله صلى الله عليه وسلم : « وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ ». لأن الذي لا يسبغ وضوءه ، ولا يصل الماء إلى جميع الأجزاء التي أمر الشرع بغسلها ، فإنه يترتب على ذلك عدم صحة وضوئه ، وبطلان صلاته ، وعدم قبولها ، ففي سنن أبي داود وحسنه الألباني :(عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لاَ وُضُوءَ لَهُ .. ». وقد اختُلِف العلماء في معنى كلمة ” وَيْلٌ ” فقيل : هو واد في جهنم ، فقد روى ابن حبان في صحيحه ، وصححه الألباني في السلسلة ، ورواه أحمد في مسنده (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « وَيْلٌ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ يَهْوِى فِيهِ الْكَافِرُ أَرْبَعِينَ خَرِيفاً قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ قَعْرَهُ وَالصَّعُودُ جَبَلٌ مِنْ نَارٍ يَصْعَدُ فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفاً يَهْوِى بِهِ كَذَلِكَ فِيهِ أَبَداً ». وقيل أيضا أن (وَيْلٌ) معناها: الحزن ، وأنها كلمة تُقال لمن وقع في الهلاك أو تعرّض لأسبابه ، وقد تأتي للتعجّب ،والجميع متفق على أنها كلمة وعيد وتخويف وتهديد . والمقصود منها في هذه الروايات : ويل لأصحاب الأعقاب الذين يُهملون غسل أعقابهم في الوضوء ؛ لأن الأعقاب إذا عُذّبت تعذّب أصحابها .أما (لِلأَعْقَابِ): فهي جمع عقب وهو مؤخر القدم ، وقد خُصَّ العقب بالعذاب لأنها لم تغسل وهذا من تعذيب الجزء كقوله صلى الله عليه وسلم : ” ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار ” صحيح الجامع ، وقيل إن المراد صاحب العقب ولكن المضاف محذوف. قال البغوي: معناه ويل لأصحاب الأعقاب المقصرين في غسلها، فليس العذاب منصبًا على العقب فقط, إنما على صاحب العقب كله, وإن كان هنالك من قال بأن العذاب للعقب, والحديث إنما بين موضع الخلل الذي توعد صاحبه بهذا العذاب, وهو التفريط في غسل العقب, وعدم استيعابه بالغسل, وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم الأعقاب بالذِّكر لأنها غالبا لا تُرى فيقصر عنها الغسل .
أيها المسلمون
ومما يتعلق بهذه الأحاديث من فوائد ، وما يُستنبط منها من أحكام : الفائدة الأولى: يجب على المتوضئ أن يسبغ الوضوء على جميع الأعضاء الواجب تطهيرها، فيجب عليه أن يتفقد عقِبَيْ قدميه، ومرفقيه، وما بين أصابع يديه وقدميه، ويزيل ما قد يعلق بها مما يمنع وصول الماء إلى البشرة؛ كالأصباغ ونحوها؛ وذلك لأن الوضوء لا يتم إلا إذا طهَّر أعضاءه كما أمره الله تعالى، ومن ترك شيئًا من أعضاء الوضوء فإنه لم يتوضأ كما أمره الله تعالى؛ ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ترك بعض أعضاء الوضوء، وبخاصة العقِب، وهو مؤخَّر القدم. الفائدة الثانية: من ترك شيئًا من أعضاء الوضوء لم يصح وضوؤه، فإن طال الفصل وجب عليه إعادة الوضوء من أوله؛ مراعاة للموالاة بين أعضاء الوضوء، وإذا لم يكن قد طال الفصل وجب عليه أن يغسل العضو المتروك، ثم ما بعده؛ مراعاة للموالاة والترتيب بين أعضاء الوضوء، ومما يدل على ذلك حديث صاحب اللمعة، فعَنْ جَابِرٍ أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّ رَجُلاً تَوَضَّأَ فَتَرَكَ مَوْضِعَ ظُفُرٍ عَلَى قَدَمِهِ فَأَبْصَرَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ :« ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ ». فَرَجَعَ ثُمَّ صَلَّى ) رواه مسلم . الفائدة الثالثة: دل الحديث على أنه لا يجزئ مسح القدمين إذا لم يكن عليهما جوربان، خلافًا للشيعة الذين يكتفون بمسحهما وهما بغير جوربين، قال الإمام الترمذي رحمه الله تعالى عقب إخراج هذا الحديث من رواية أبي هريرة رضي الله عنه مختصرًا: وفقه هذا الحديث أنه لا يجوز المسح على القدمين إذا لم يكن عليهما خفان أو جوربان؛ الفائدة الرابعة : في الحديث الوعيد الشديد لمن ترك غسل عقبيه
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية عن حديث 🙁 وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
الفائدة الخامسة : – شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ، حيث كان يتأخر عن القافلة ويمشي آخرها كي يعين ضعيفهم ويحمل عاجزهم ويتفقد أحوالهم .– وحرص الصحابة رضوان الله عليهم على أداء الصلاة وعدم تأخيرها عن وقتها ولو كانوا في حال السفر والتعب والنصب . – وحرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم أصحابه وبيان الحكم الشرعي عند حاجتهم إليها ، وعدم سكوته صلى الله عليه وسلم عن الخطأ إن وقع منهم . الفائدة السادسة : وفي الحديث فائدةٌ نبَّه عليها الامام البخاري رحمه الله بقوله في تبويب الحديث بقوله : ” باب مَنْ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْعِلْمِ ” ، ويستحب ذلك حيث تدعو الحاجة إليه لبعد أو كثرة جمع أو غير ذلك ، ويلحق بذلك ما إذا كان في موعظة كما في صحيح مسلم(عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلاَ صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ « صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ » ، الفائدة السابعة : في قول الراوي رضي الله عنه (مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا) دليل أيضا على الأسلوب التعليمي النافع الذي كان يستعمله صلى الله عليه وسلم ، وذلك بتكرار الكلام بالعلم كي يحفظ عنه المستمعون ويتثبت المتشككون ، وقد أخرج البخاري (عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلاَثًا حَتَّى تُفْهَمَ عَنْهُ ، وَإِذَا أَتَى عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلاَثًا ) ، الفائدة الثامنة : وفي الحديث أيضا تذكير المسلم بضرورة تحري موافقة الشريعة في جميع أفعاله وأقواله ، ولا يتهاون في شيء منها ، فقد توعد النبي صلى الله عليه وسلم أولئك الذين لا يبلغ الماء أعقابهم في الوضوء بالويل والنار يوم القيامة ، وهو أمر يسير في نظر كثير من الناس ، ولكنه عند الله عظيم ، فليحذر المسلمون أن يتهاون فيما قد يكون سبب هلاكه في الآخرة ، وقد قال الله تعالى : ( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ) النور 15. الفائدة التاسعة : إذا كان هذا الوعيد على من قصّر في الوضوء ، فكيف بمن قصّر في الصلاة ؟ وكيف بمن لا يتوضأ ولا يُصلّي أصلا ؟
الدعاء