خطبة عن ( الإسلام يعلمني )
أكتوبر 6, 2018خطبة عن حديث (غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ)
أكتوبر 6, 2018الخطبة الأولى ( أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد (28)
إخوة الإسلام
ذكر الله فيه حياة القلوب، وسبيل لانشراح الصدور، وبه تُجلى الكروب، وتزول الهموم، وتُطرد الشياطين ، وقد رسم القرآن الكريم صورة مشرقة للقلوب المؤمنة، وللجزاء الحسن الذي أعده الله لها ، فقال الله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد (28) ، فبذكر الله تستقر قلوب المؤمنين وتسكن، وتطمئن وتهدأ ، بسبب تدبرهم لكلامه المعجز، وهو القرآن الكريم وما فيه من هدايات. فالمؤمن يأنس بذكر الله، بالتسبيح والتهليل والتكبير، وتلاوة القرآن، وأيضًا يطمئن قلبه بذكر الله بالأعمال الصالحة، بالصلاة والصيام والحج وغير ذلك، وهي تستوحش من الغفلة وعدم ذكر الله عز وجل، فالمؤمن يعيش مع ذكر الله ويطمئن وينشرح صدره بأنواع الذكر القولية والفعلية والقلبية ، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الذي يذكر الله والذي لا يذكره، ففي صحيح البخاري :(عَنْ أَبِى مُوسَى – رضى الله عنه – قَالَ ،قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « مَثَلُ الَّذِى يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِى لاَ يَذْكُرُ مَثَلُ الْحَىِّ وَالْمَيِّتِ » . فينبغي للمسلم أن يكثر من ذكر الله عز وجل بالقول وبالفعل وبالقلب وبالتفكر وبذلك يعيش في حياته مطمئنًا ، يقول الإمام ابن القيم رحمه الله : أنه جاء إلى شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية، يريد أن يكلمه في شيء ،أو يأخذ عنه العلم ، فوجده جالسًا يذكر الله، فهاب أن يكمله حتى فرغ من ذكر الله ،ثم أقبل عليه وقال: من كم أنت هنا؟ قال من كذا وكذا وأنا أنتظر، فقال الشيخ رحمه الله: هذا غدائي لو لم أتغدى ما قويت على العمل في ذلك اليوم، فورده رحمه الله هو غدائه الذي يقويه على مواجهة الأعمال في يومه، فهكذا يجب أن يكون المسلم. وذكر هو جنة في الدنيا ،لأنه يريح المسلم ،ويطمئنه ،ويشرح صدره ،ويذهب عنه الهموم، ويطرد عنه الشياطين، فهو جنة، يتلذذ بها أكثر مما يتلذذ بالطعام والشراب والمشتهيات، ولهذا تجد الإنسان إذا لم يورد في أول الصباح ،وفي أول المساء ،تجده منقبضًا ومستوحشًا ، فإذا لازم الورد والذكر في أول الصباح وفي أول المساء تجده مطمئنًا ومنشرح الصدر، فذكر الله يلازم المسلم دائمًا وأبدًا ،في الصباح ،وفي المساء ،وعند النوم ،وعند الانتباه ، فذكر الله على قلب المسلم وعلى لسانه، ولا يستغني عنه أبدًا، بخلاف المنافق والكافر والمشرك والفساق فهؤلاء لذتهم بالأغاني والمزامير والمسرحيات والتمثيليات والمضحكات، ولا يألفون ذكر الله سبحانه وتعالى، ولهذا قال الله عن المنافقين: (وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً)، فهؤلاء لا يأنسون بذكر الله، إنما يأنسون بذكر الشيطان، فذكر الله يربط العبد بربه ، ففي الصحيحين (قَالَ النَّبِىُّ – صلى الله عليه وسلم – « يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِى بِى ، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِى ، فَإِنْ ذَكَرَنِى فِى نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِى نَفْسِى ، وَإِنْ ذَكَرَنِى فِى مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِى مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا ، وَإِنْ أَتَانِى يَمْشِى أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً »، وقال الله تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ)،
أيها المسلمون
ولذكر الله فضائل متعددة ، وثمار وارفة ، وفوائد جمة ، ومنها : أولا : أن ذكر الله أحب الكلام إلى الله، وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم : فعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي بِأَحَبِّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ. فَقَالَ: (إِنَّ أَحَبَّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ) رواه مسلم. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ) رواه مسلم ، ثانيا : في ذكر الله معية الله وقربه :فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي؛ فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي. وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ. وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا. وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً) متفق عليه. ثالثا : ذكر الله أفضل الأعمال :فعن معاذ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ قَالُوا بَلَى قَالَ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى) رواه مالك، وأحمد، والترمذي. وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ. قَالَ: (لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ) رواه الترمذي ، رابعا : ذكر الله زينة المجالس :فعَنْ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ أَنَّهُ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ) رواه مسلم. خامسا : ذكر الله عصمة المجالس :فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلَّا قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ وَكَانَ لَهُمْ حَسْرَةً) رواه أبو داود ، سادسا : ذكر الله كفارة المجالس :فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ، فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ، فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ) رواه الترمذي
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وذكر الله فيه كثرة الثواب : فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ، حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. وَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ) متفق عليه. ثامنا : ذكر الله حرز من الشيطان : فقد جاء في حديث الحارث الأشعري، رضي الله عنه، الطويل ، مرفوعاً: ( وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ الْعَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ كَذَلِكَ الْعَبْدُ لَا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنْ الشَّيْطَانِ إِلَّا بِذِكْرِ اللَّهِ) رواه الترمذي. قال ابن القيم، رحمه الله: (فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة، لكان حقيقاً بالعبد أن لا يفتر لسانه من ذكر الله تعالى، وأن لا يزال لهجاً بذكره. فإنه لا يحرز نفسه من عدوه إلا بالذكر، ولا يدخل عليه العدو إلا من باب الغفلة، فهو يرصده، فإذا غفل، وثب عليه وافترسه ) الوابل الصيب. تاسعا : ذكر الله فيه النجاة من عذاب الله :فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلًا قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ) رواه أحمد. عاشرا : ذكر الله يورث المراقبة، حتى يدخل المؤمن في باب الإحسان؛ فيعبد الله كأنه يراه. ولا سبيل للغافل عن الذكر إلى مقام الإحسان، كما لا سبيل للقاعد إلى الوصول إلى البيت. الحادي عشر : ذكر الله يورث الإنابة، وهي الرجوع إلى الله عز وجل؛ فمتى أكثر المؤمن الرجوع إليه بذكره، أورثه ذلك رجوعه بقلبه إليه في كل أحواله. فيبقى الله عز وجل، مفزعه وملجأه، وملاذه، ومعاذه، وقبلة قلبه، ومهربه عند النوازل والبلايا .
الثاني عشر : ذكر الله يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى؛ فإن الغافل بينه وبين الله عز و جل وحشة لا تزول إلا بالذكر . الثالث عشر : أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء، عرفه في الشدة. وقد جاء أثر معناه: أن العبد المطيع، الذاكر لله تعالى، إذا أصابته شدة، أو سأل الله تعالى حاجة، قالت الملائكة : يا رب! صوت معروف، من عبد معروف. والغافل، المعرض عن الله عز وجل، إذا دعاه، وسأله، قالت الملائكة: يا رب! صوت منكر، من عبد منكر . الرابع عشر : أن الذكر سبب لاشتغال اللسان عن الغيبة، والنميمة، والكذب، والفحش، والباطل؛ فإن العبد لا بد له من أن يتكلم، فإن لم يتكلم بذكر الله تعالى، وذكر أوامره، تكلم بهذه المحرمات أو بعضها. ولا سبيل إلى السلامة منها البتة، إلا بذكر الله تعالى. فمن عود لسانه ذكر الله، صان لسانه عن الباطل، واللغو. ومن يبس لسانه عن ذكر الله تعالى، ترطب بكل باطل، ولغو، وفحش، ولا حول ولا قوة إلا بالله . الخامس عشر : أن في القلب خلة وفاقه لا يسدها شيء ألبته، إلا ذكر الله عز وجل. فإذا صار الذكر شعار القلب؛ بحيث يكون هو الذاكر بطريق الأصالة، واللسان تبع له، فهذا هو الذكر الذي يسد الخلة، ويفني الفاقة، فيكون صاحبه غنياً بلا مال، عزيزاً، بلا عشيرة. مهيباً، بلا سلطان. وإذا كان غافلاً عن ذكر الله عز وجل، فهو بضد ذلك؛ فقير، مع كثرة جدته، ذليل، مع سلطانه، حقير، مع كثرة عشيرته .
الدعاء