خطبة عن (الحقوق :إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِى حَقٍّ حَقَّهُ)
مارس 10, 2016خطبة عن ( الدنيا: هي دار ابتلاء واختبار )
مارس 10, 2016الخطبة الأولى ( الفرج بعد الشدة )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام ..ولك الحمد أن جعلتنا من امة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ) (7) الطلاق
إخوة الإسلام
اليوم إن شاء الله ، سوف أتناول معكم نماذج ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم للفرج بعد الشدة ،أسوقها إليكم لتطمئن قلوبنا ، وتسعد أرواحنا ، وتطيب نفوسنا ، فإن العبد إذا أصابه القنوط واليأس ، أظلمت الدنيا والحياة أمام عينيه ، واشتد كربه ، فإذا تعرف على هذه النماذج ، أيقن أن فرج الله قريب ، وأن من قصده لا يخيب ،وبداية أقول : إذا ذكر البلاء والصبر ، ذكر معه سيدنا أيوب عليه السلام ، فقد كان عليه السلام كثير الأموال ، من الأنعام ، والعبيد ، والأراضي الواسعة ، وقناطير الذهب والفضة ، وكان مصححا في جسده ،جميلا في صورته وهيئته، كثير الأولاد والأهل والأصدقاء والخلان ، فأراد الله أن يبتليه ، فسلب منه ذلك كله ، سلبت منه الصحة ، وأصابت جسده الأمراض ،فلم يبق منه جزء سليم ،سوى قلبه ولسانه الذي يذكر الله به ليله ونهاره ، وسلبت منه الأموال ، فأصبح فقيرا لا يملك شيئا ، وسلب منه الأولاد ، فماتوا جميعا ، وسلب منه الأهل والأصدقاء ، فهجروه جميعا ، فأصبح وحيدا مبتلى ، واستمر حاله كذلك ثماني عشرة سنه ، فتوجه إلى الله بالدعاء، قال سبحانه : (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ) ص 41 ، وقال سبحانه (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) الأنبياء 83 ،وفي صحيح ابن حبان (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَبِثَ بِهِ بَلَاؤُهُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً فَرَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ إِلَّا رَجُلَيْنِ كَانَا مِنْ أَخَصِّ إِخْوَانِهِ بِهِ كَانَا يَغْدُوَانِ إِلَيْهِ وَيَرُوحَانِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: تَعَلَّمْ -وَاللَّهِ-لَقَدْ أَذْنَبَ أَيُّوبُ ذَنْبًا مَا أَذْنَبَهُ أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِينَ. قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: مِنْ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً لَمْ يَرْحَمْهُ اللَّهُ، فيكشفَ مَا بِهِ فَلَمَّا رَاحَا إِلَيْهِ لَمْ يَصْبِرِ الرَّجُلُ حَتَّى ذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ. فَقَالَ أَيُّوبُ: لَا أَدْرِي مَا تَقُولُ غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَمُرُّ عَلَى الرَّجُلَيْنِ يَتَنَازَعَانِ فَيَذْكُرَانِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي فَأُكَفِّرُ عَنْهُمَا، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَذْكُرَا اللَّهَ إِلَّا فِي حَقٍّ. قَالَ: وَكَانَ يَخْرُجُ إِلَى حَاجَتِهِ فَإِذَا قَضَاهَا أَمْسَكَتِ امْرَأَتُهُ بِيَدِهِ حَتَّى يَبْلُغَ فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَبْطَأَ عَلَيْهَا وَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى أَيُّوبَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنِ {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} فَاسْتَبْطَأَتْهُ فَتَلَقَّتْهُ تَنْظُرُ فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا قَدْ أَذْهَبَ اللَّهُ مَا بِهِ مِنَ الْبَلَاءِ وَهُوَ عَلَى أَحْسَنِ مَا كَانَ. فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ: أَيْ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ هَلْ رَأَيْتَ نَبِيَّ اللَّهِ هَذَا الْمُبْتَلَى. فَوَ اللَّهِ عَلَى ذَلِكَ مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَشْبَهَ بِهِ مِنْكَ إِذْ كَانَ صَحِيحًا. قَالَ: فَإِنِّي أَنَا هُوَ. قَالَ: وَكَانَ لَهُ أَنْدَرَانِ أَنْدَرُ لِلْقَمْحِ وَأَنْدَرُ لِلشَّعِيرِ فَبَعَثَ اللَّهُ سَحَابَتَيْنِ فَلَمَّا كَانَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى أَنْدَرِ الْقَمْحِ أَفْرَغَتْ فِيهِ الذَّهَبَ حَتَّى فَاضَ وَأَفْرَغَتِ الْأُخْرَى فِي أَنْدَرِ الشَّعِيرِ حَتَّى فَاضَ ) ، وهكذا جاء الفرج بع الشدة ،وحل اليسر بعد العسر ، قال تعالى : (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ) ص 41 ، 42 ، وقال سبحانه (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) الانبياء 83 ، 84 ،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( نماذج الفرج بعد الشدة )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام ..ولك الحمد أن جعلتنا من امة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
أما النموذج الثاني من نماذج الفرج بعد الشدة ، فيظهر جليا في قصة سيدنا يونس عليه السلام ، هذا النبي الذي أرسله الله إلى قومه ، فدعاهم للإيمان فأبوا عليه ، وتمادوا في كفرهم ،وعنادهم ،وفسادهم ، فخرج سيدنا يونس عليه السلام من قريته مغضبا ، قبل أم يؤذن له بالخروج ، وركب سفينة ، فهاجت بهم الريح ،فخافوا الغرق ، فاقترعوا على رجل من بينهم يلقونه في البحر، ليخففوا الحمل ، فوقعت القرعة على سيدنا يونس عليه السلام ، فأعادوها مرارا ، فوقعت عليه ، فألقي سيدنا يونس في البحر ، فأرسل الله إليه حوتا فالتقمه ، ،واوحى الله الى الحوت ،(ألا تأكل له لحما ، ولا تهشم له عظما ، فإن يونس ليس لك رزفا ، وإنما بطنك له سجنا ) وهنا ، وفي بطن الحوت وظلمته ، أحس يونس بخطئه وذنبه ، فتوجه إلى الله داعيا ، ومسبحا ، ومستغيثا ، وتائبا ، قال تعالى : (فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) الانبياء 87 ، فصعدت الدعوة الى السماء بصوت ضعيف ، من بلاد غريبة ، فتضرعت الملائكة إلى قيوم السموات والأرض أن يرحم هذا العبد قال تعالى (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)الانبياء 88 ، وفي مسند البزار والامام احمد وغيره (نْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَعْوَةَ ذِي النُّونِ ، قَالَ : وَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَشَغَلَهُ ، فَاتَّبَعْتُهُ ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ ، فَقَالَ : أَبَا إِسْحَاقَ ، قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَمَهْ ، قُلْتُ : ذَكَرْتَ دَعْوَةَ ذِي النُّونِ ثُمَّ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَشَغَلَكَ ، قَالَ : نَعَمْ دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ نَادَى فِي بَطْنِ الْحُوتِ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا أَحَدٌ إِلاَّ اسْتُجِيبَ لَهُ ) ،وهكذا يأتي الفرج بعد الشدة واليسر بعد العسر وذلك بفضل التوبة والإستغفار والذكر والدعاء والصدقة والتقرب إلى الله بالطاعات فيا صاحب الهم إن الهم منفرج ابشر بقرب فإن الفارج الله
الدعاء