خطبة عن ( من صور عقوق الوالدين وعقوبته)

                                        الخطبة  الأولى ( من صور عقوق الوالدين وعقوبته)

 الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين

                                                       أما بعد   أيها المسلمون  

قال الله تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) (23)، (24) الاسراء   

إخوة الإسلام 

لعقوق الوالدين صور متعددة : فمن صور العقوق العبوس، وتقطيب الجبين أمامهما.والنظر إليهما بازدراء وإحتقار. قال معاوية بن إسحاق عن عروة بن الزبير قال: ما برَّ والدَه من شدَّ الطرفَ إليه . ومن العقوق إصدار الأوامر والتعامل معهما كما يتعامل الرئيس مع مرؤسيه :كمن يأمر والدته بكنس المنزل، أو غسل الثياب، أو إعداد الطعام.لا. بل لابد ان تتعامل معهما معاملة الخادم مع سيده فأنت الخادم وهما السيد . ومن صور العقوق  انتقاد الطعام الذي تعده الوالدة .فرسول الله صلى الله عليه وسلم (ما عاب طعاماً قط، إن أعجبه أكل، وإلا تركه) ، ومن العقوق ترك الإصغاء إليهما، أو المبادرة إلى مقاطعتهما أو تكذيبهما، أو مجادلتهما، والاشتداد في الخصومة والملاحاة معهما.. ومن العقوق عدم مساعدتهما في العمل إن كان مع الأم في المنزل.أو مع الوالد خارج المنزل ومن صور العقوق قلة الإعتداد برأيهما  فبعض الناس لا يستشير والديه.  وكذلك ترك الاستئذان حال الدخول عليهما وهذا مما ينافي الأدب معهما، فربما كانا أو أحدهما في حالة لا يرضى أن يراه أحد عليها، ومن عقوق الوالدين إثارة المشكلات أمامهما:سواء مع الإخوان أو الزوجة،أو الأولاد أو غيرهم .فإذا كان مع زوجته كان ضاحكا مسرورا .فاذا التقى بوالديه تغيرت أحواله وأصبح عابسا محزونا ،ومن العقوق أيضا ذم الوالدين عند الناس والقدح فيهما،وذكر معايبهما ومن العقوق شتمهما، ولعنهما:إما مباشرة، أو بالتسبب في ذلك؛ كأن يشتم الابن أبا أحدٍ من الناس أو أمه، فيرد عليه بشتم أبيه وأمِّه. في صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  قَالَ « مِنَ الْكَبَائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ « نَعَمْ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ » ، ومن العقوق إدخال المنكرات للمنزل كإدخال آلات اللهو والفساد للبيت  مزاولة المنكرات أمام الوالدين:كشرب الدخان أمامهما، أو استماع آلات اللهو بحضرتهما، أو النوم عن الصلاة المكتوبة، ورفض الاستيقاظ لها إذا أيقظاه وكذلك إدخال رفقة السوء للمنزل؛ فهذا كله دليل على التمادي في قلة الحياء مع الوالدين. ومن العقوق إيقاعهما في الحرج:كحال من يستدين أموالاً، ثم لا يسددها أو يسيء الأدب في المدرسة؛ فتضطر الجهات المسؤولة إلى إحضار الوالد . ومن العقوق أن يكلفهما ما لا يطيقا من النفقة بكثرة الطلبات.. ومن العقوق إيثار الزوجة على الوالدين. والتخلي عنهما عند الكبر: والتبرؤ منهما، أوالتحرج  من ذكرهما. فبعض الأولاد ما إن يرتفع مستواه الاجتماعي، أو يترقى في الوظائف الكبيرة إلا ويتنكر لوالديه، ويتبرأ منهما، وقد يخجل من وجودهما في بيته بملابس البسطاء  ، ومن أكبر العقوق التعدي عليهما بالضرب:وهذا العمل لا يصدر إلا من غلاظ الأكباد، وقساة القلوب، الذين خلت قلوبهم من الرحمة، وخلت نفوسهم من أدنى مراتب المروءة والنخوة والشهامة. ومن العقوق إيداعهما دور العجزة والمسنين وهذا الفعل غاية في البشاعة، ونهاية في القبح.. ومن صور العقوق هجرهما والبخل والتقتير عليهما:فمن الناس من يبخل على والديه، ويقتر عليهما في النفقة.  ومن صور العقوق السرقة من الوالدين:وهذا الأمر جمع بين محذروين  السرقة والعقوق.. هذه بعض صور العقوق للوالدين فاحذروها وإياكم والوقوع فيها .لأن عقوبة العاق لوالديه عظيمة. نتعرف عليها بعد الجلسة)

                                                  أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم

                                      الخطبة  الثانية ( من صور عقوق الوالدين وعقوبته)

 الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين

                                                    اما بعد  ايها المسلمون

 استمعوا معي إلى بعض ماجاء في عقوبة العاق لوالديه .فقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على من لم يبر والديه عند الكبر.دعا عليه أن يرغم الله أنفه بالتراب .علامة على الذل والصغار، ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم« رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ ». قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ »، والعاق لوالديه ملعون ومطرود من رحمة الله فعند مسلم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال: « لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الأَرْضِ ». وقد حرم الله الجنة على من عق والديه :في مسند الامام احمد: (عن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم  قَالَ « ثَلاَثَةٌ قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَنَّةَ مُدْمِنُ الْخَمْرِ وَالْعَاقُّ وَالْدَّيُّوثُ الَّذِى يُقِرُّ فِى أَهْلِهِ الْخَبَثَ » . ومن عقوبات العاق لوالديه أن الله لا ينظر إليه يوم القيامة؛ ففي سنن البيهقي (قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:« ثَلاَثَةٌ لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى »                 ونستكمل  

الدعاء