خطبة عن ( بر الوالدين، وكيف تكون بارا بوالديك)
مارس 12, 2016خطبة عن ( الصحابي جعفر بن أبي طالب: جهاده واستشهاده )
مارس 13, 2016الخطبة الأولى (صحيح السيرة النبوية ) 1
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ..إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) آل عمران 164، وقال سبحانه : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ..عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ..حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ.. بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) التوبة 128،
إخوة الاسلام
حقا إنها لنعمة عظمى, ومنّة كبرى أن بعث الله فينا رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم رحمةً للعالمين.. وهدىً للمتقين.. ونورًا للحيارى والضالين.. فأحيا بهذا الرسول قلوبًا ميتة.. وأسمع به آذانًا صمًا.. وأنار به أعينًا عميًا.. وجعل رسالته خاتمة خالدة, شاملةً.. ونحن نشهد أنه صلى الله عليه وسلم بلغ الرسالة, وأدى الأمانة, ونصح الامة, وجاهد في الله حق الجهاد, فأبان الخير كله.. ودعا إليه.. وأبان الشر كله وحذر منه , أحباب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم : إن الخير كلَّ الخير.. في اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .واقتفاء أثره.. وسلوك طريقته. وسبيلُ ذلك .. هو معرفة هديه وتعلمُ أقواله وأفعاله وأحواله. وتدارسُ سيرته.. فسيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .. هي المعين الذي لا ينضب.. والروضة التي لا ينقطع زهرها. وإن البعد عن سيرته صلى الله عليه وسلم.. والجهل بسنته يهوي بصاحبه إلى ظلمات الجهل والبدع.. وقد ذم الله الذين جهلوا سيرته فقال تعالى في شأنهم : ( أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ .. فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ) المؤمنون 69 ،ومن هنا.. كان من الواجب علينا – نحن المسلمين -..أن نتعرف على سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم ..لتكون لنا منارة على الطريق. وهداية على الدرب .ذا. فإنني سوف أتناول معكم صحيح السيرة المباركة إن شاء الله تعالى بصورة مختصرة .ومبسطة .. لتضيء لنا الطريق الذي أظلم ..وتبين لنا الحق الذي التبس ـ ونبدأ سيرته صلى الله عليه وسلم بذكر نسبه الشريف وطيب أصله صلى الله عليه وسلم . فهو صلى الله عليه وسلم ..محمد ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب من ولد إسماعيل عليه السلام.. وجاء في ( سنن الترمذي ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :« إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلَ وَاصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ بَنِى كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ بَنِى كِنَانَةَ قُرَيْشًا وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِى هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِى هَاشِمٍ ». ولهذا قال ابن عباس: لم يكن بطن من بطون قريش إلا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم نسب يتصل بهم كما روي البيهقي في سننه والطبراني في معجمه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خرجت من نكاح.. ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ولم يصبني من سفاح الجاهلية شيء)..و في صحيح البخاري عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :« بُعِثْتُ مِنْ خَيْرِ قُرُونِ بَنِى آدَمَ قَرْنًا فَقَرْنًا ، حَتَّى كُنْتُ مِنَ الْقَرْنِ الَّذِى كُنْتُ فِيهِ »، وروى الإمام أحمد قَالَ الْعَبَّاسُ 🙁 بَلَغَهُ صلى الله عليه وسلم بَعْضُ مَا يَقُولُ النَّاسُ قَالَ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ « مَنْ أَنَا ». قَالُوا أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .فَقَالَ « أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ خَلْقِهِ وَجَعَلَهُمْ فِرْقَتَيْنِ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ فِرْقَةٍ وَخَلَقَ الْقَبَائِلَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ قَبِيلَةٍ وَجَعَلَهُمْ بُيُوتاً فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ بَيْتاً فَأَنَا خَيْرُكُمْ بَيْتاً وَخَيْرُكُمْ نَفْساً »، وقد ثبت في ( صحيح مسلم ) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ »
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (صحيح السيرة النبوية ) 1
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
.وبعد أن تعرفنا على نسبه الشريف صلى الله عليه وسلم ، وأنه صلى الله عليه وسلم خيار من خيار من خيار .. نتعرف على مولده صلى الله عليه وسلم ..فبمولده ولد الهدى ..وبمولده أشرق الضياء وعم النور ..فمولده مولد للإيمان بعد الكفر.. ومولد للهداية بعد الضلال ..ومولد للحق بعد الباطل ..ومولد للنور بعد الظلام ،فقد ولد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين فعن أبي قتادة قَالَ (وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الاِثْنَيْنِ قَالَ « ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَىَّ فِيهِ » ..وكان مولده عليه الصلاة والسلام عام الفيل .. وتوفي أبوه عبد الله وهو في بطن أمه.. وفي المستدرك، أنه صلى الله عليه وسلم قال ( دعوة أبي إبراهيم و بشارة عيسى قومه و رؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام )..ولما ولدته أمه أرسلت الى جده عبد المطلب تبشره بحفيده ..فجاء مستبشرا ..ودخل به الكعبة ..ودعا الله وشكره.. وسماه محمدا ليكون محمودا في الأرض والسماء …فهو محمود عند ربه. ومحمود عند أهل السماء ، ومحمود عند أهل الأرض وهو صلى الله عليه وسلم محمود في صفاته وأخلاقه ، و هو صلى الله عليه وسلم محمود في سلوكه وآدابه ، وهو صلى الله عليه وسلم محمود في عبادته وخلواته ، و هو صلى الله عليه وسلم محمود في صمته وكلامه ..وهو صلى الله عليه وسلم محمود مع أصحابه وأعدائه.. وعند أهله وجيرانه ..وعند أقاربه وأرحامه ،وهو صلى الله عليه وسلم محمود في كل شيء .لأنه محمود في الأرض والسماء. لذلك فهو محمد ، وبعد أن تعرفنا على نسبه ومولده ..نتعرف على بعض ما وقع من الآيات ليلة مولده عليه الصلاة والسلام.. وذلك في اللقاء القادم إن شاء الله ..
الدعاء