خطبة عن حديث: (فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ)
ديسمبر 29, 2018خطبة عن (الإعجاز العلمي في القرآن الكريم)
ديسمبر 29, 2018الخطبة الأولى (يوم الجمعة: فضائله ومقاصده)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (9) ،(10) الجمعة ، وروى البخاري في صحيحه : (عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – :« لاَ يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ ثُمَّ يَخْرُجُ ، فَلاَ يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ ، ثُمَّ يُصَلِّى مَا كُتِبَ لَهُ ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الإِمَامُ ، إِلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى » ، وروى مسلم في صحيحه : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنِ اغْتَسَلَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ ثُمَّ يُصَلِّىَ مَعَهُ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى وَفَضْلَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ».
إخوة الإسلام
إن ليوم الجمعة مكانة خاصة في الإسلام، فهو أفضل الأيام كما جاء في الحديث الذي رواه الامام أحمد : (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « سَيِّدُ الأَيَّامِ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ) ، ولمكانة هذا اليوم وعظم شأنه ، أن اختاره الله يوما لخير أمة أخرجت للناس ، ولأعظم الأنبياء والرسل مقاما ، ففي الصحيحين واللفظ للبخاري : ( أن أَبَا هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ : « نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا ، ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِى فُرِضَ عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ ، فَهَدَانَا اللَّهُ ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ ، الْيَهُودُ غَدًا وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ » .ومن الدلائل على عظم مكانة يوم الجمعة أن سميت سورة من سور القرآن باسمه، وهي سورة «الجمعة»، ولأن اجتماع المسلمين ووحدتهم من أهم المقاصد التي راعاها الإسلام في طبيعة العلاقة بين المسلمين، فقد أوجد لهم مناسبات عدة، وشرع لهم عبادات جماعية، وكأن الإسلام يدفع المسلمين دفعًا نحو الاجتماع والوحدة، ومن تلك الوسائل يوم الجمعة، فجعله يوم عيد للمسلمين، ففي سنن ابن ماجة ( عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « إِنَّ هَذَا يَوْمُ عِيدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ فَمَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ وَإِنْ كَانَ طِيبٌ فَلْيَمَسَّ مِنْهُ وَعَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ ». ومن وسائل الاجتماع والوحدة في الجمعة أن شرعت الصلاة فيها جماعة فريضة دون الصلوات الأخرى، فالجماعة فيها سنة مؤكدة، كما أن من أركانها خطبتين، مع وجوب استماع المصلين إلى الخطيب. ومن مقاصد الجمعة التذكير والنصيحة، وذلك من خلال خطبة الجمعة، حيث يذكر الخطيب المصلين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإرشاد إلى الحق والخير، بل من الأولى في خطبة الجمعة أن يتناول الخطيب الأحداث التي تهم المسلمين، حتى يرتبط المصلون بقضايا الأمة، وأيضا القضايا العامة للمجتمع الذي يعيش فيه، ومن خلال الجمعة يمكن للإمام أن يساهم في ترشيد الرأي العام تجاه قضايا الأمة، وقضايا المجتمع. ويوم الجمعة يوم تواصل للمسلمين، فكثير من الناس لا يرى بعضهم بعضًا إلا يوم الجمعة، إذ الذهاب إلى المسجد واجب، فيلتقي المسلمون في المسجد للاستماع وصلاة الجمعة، وبعدها يتلاقون فيما بينهم، ويسلم بعضهم على بعض، مما يشيع روح التواصل فيما بينهم. وقد حثَّ الشرع على فعل بعض الطاعات الاجتماعية، خاصة في يوم الجمعة، كزيارة المرضى، وشهود الجنازة، وشهود النكاح، وزيارة الإخوان، وصلة الأرحام وغيرها من العبادات التي توثق العلاقة بين المسلمين، وتزيد روابط الألفة والمحبة في المجتمع المسلم.
وإذا كان الذكر واجبًا ومشروعًا في الأيام كلها، فإن له خصوصية في ذلك اليوم، فهو يوم تتربى فيه الأمة على ذكر الله بصنوف من الذكر، وقد نص القرآن على مقصد الذكر في سورة الجمعة، كما قال الله تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُون (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} الجمعة: 9 ،10 ، ويتنوع الذكر في الجمعة، ومنه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وللصلاة عليه في هذا اليوم مزية عن غيره، فهو سيد الأنام، والجمعة سيد الأيام، فكان أفضل الصلاة على سيد الأنام أفضلها في أفضل الأيام، ففي مسند أحمد وغيره (عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ قُبِضَ وَفِيهِ النَّفْخَةُ وَفِيهِ الصَّعْقَةُ فَأَكْثِرُوا عَلَىَّ مِنَ الصَّلاَةِ فِيهِ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَىَّ ». فَقَالُوا َا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تُعْرَضُ عَلَيْكَ صَلاَتُنَا وَقَدْ أَرِمْتَ يَعْنِى وَقَدْ بَلِيتَ. قَالَ « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ». ومن الذكر قراءة سورة الكهف في ليلته أو يومه، وقراءة سورة الإخلاص والمعوذتين والفاتحة بعده، وقد ذكر العلماء استحباب عدد من سور القرآن، وكأن المقصود أن تكون الأمة في ذكر في هذا اليوم خاصة ، وفي المستدرك للحاكم وسنن البيهقي (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ »
ومن مقاصد يوم الجمعة ارتباط الأمة بالمسجد، فتصح الصلاة في أي وقت في أي مكان، فقد روى البخاري في صحيحه ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – : « أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي ، نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِى أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْيُصَلِّ ، وَأُحِلَّتْ لِىَ الْغَنَائِمُ ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً ، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً ، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ » ، ومن مقاصد الجمعة النظام : وذلك لأن العبادات التي اشتمل عليها يوم الجمعة تظهر وتحقق النظام ، وتدرب الأمة على أن تكون أمة منظمة في شؤونها، ومن مظاهر تحقيق النظام والتدرب عليه تقديم الخطبة على الصلاة، وذلك حتى يجتمع أكبر عدد ممكن من المصلين، لأن صحة الصلاة تتوقف على الجماعة، بخلاف صلاة العيد مثلًا، فتقدم الصلاة على الخطبة، لأن صلاة العيد سنة، ومن مظاهر النظام اقتداء المصلين بإمام واحد، واصطفاف المسلمين في صفوف منتظمة، وصعود الإمام على المنبر، ثم الأذان، ثم قيامه للخطبة، على أن تكون خطبتين، وتكون الأولى أطول من الثانية، على أن يراعى في الخطبتين عدم الإطالة، ثم الصلاة بعدهما. ومن مقاصد الجمعة : المسارعة في الخيرات : ومنها الحث على الحضور مبكرًا لصلاة الجمعة، ففي الصحيحين (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ :« مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً ، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ »
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( يوم الجمعة ومقاصده )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن مقاصد الجمعة : أن تتعلم الأمة الطهارة بنوعيها، طهارة القلب، وطهارة البدن، أما طهارة القلب فهي تتدرب عليها من خلال تلك الصنوف من الطاعات المتنوعة التي لا تجتمع – في الغالب- للمسلمين في غير مثل هذا اليوم، فجيء بهذا اليوم ويحث فيه الشرع على صنوف من الطاعات والقربات حتى يتطهر القلب من براثن المعصية والآثام. وكما اهتم الإسلام بطهارة القلب، وهي المقصود الأعلى، فإنه في ذات الوقت اهتم بطهارة البدن، إذ الظاهر غالبًا ما يكون عنوانًا للباطن، فحث الإسلام على غسل يوم الجمعة، فقد روى مسلم في صحيحه : (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ ». كما طالب المسلمين بأن يرتدوا أحسن الثياب عندهم في يوم عيدهم، خاصة الثوب الأبيض، فقد روى الامام مالك في الموطإ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : « مَا عَلَى أَحَدِكُمْ لَوِ اتَّخَذَ ثَوْبَيْنِ لِجُمُعَتِهِ سِوَى ثَوْبَيْ مَهْنَتِهِ ». كما حثهم على التعطر والتزين وغيرها من مظاهر النظافة، وذلك لعناية الإسلام بنظافة المجتمع المسلم، فهو يجمع بين نظافة الفرد ونظافة المجتمع، وفي كل أماكن الاجتماع يستحب الإسلام الاهتمام بالنظافة والتعطر والتزين، فإن لذلك تأثيرًا على إشاعة الراحة النفسية، والاستعداد للسماع والإنصات، بخلاف ما لو انتشرت الروائح الكريهة، فهذا مما تنفر منه الطباع السليمة، ولا تكون في حالة تسمح لها بالاستماع والإنصات. والإكثار من الدعاء مقصد من مقاصد يوم الجمعة، ووسائل تحقيق هذا المقصد أن جعل الله تعالى فيه ساعة إجابة، حثًّا للمسلمين على الإكثار من الدعاء فيه، ففي الصحيحين (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ : « فِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ ، وَهْوَ قَائِمٌ يُصَلِّى ، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ » . وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا ،وحتى يكثر المسلمون من الدعاء فيه، فقد أخفيت ساعة الاستجابة فيه، ولما كان الدعاء من المقاصد ذات الأهمية في يوم الجمعة، فقد تنوع فيه الدعاء، بين الدعاء الفردي الذي يطيل اليوم كله، وبين الدعاء الجماعي، كما هو الحال في الخطبة، حيث يختم الخطيب خطبته بالدعاء، والناس يؤمنون وراءه، مما يحقق صورة من صور الطاعة الجماعية.
أيها المسلمون
إن شعائر الجمعة تدفع الأمة إلى التعامل بروح الوحدة والجماعة، لا روح الفرد والأنانية، وتذكر المسلمين بأنهم كما خاطبهم ربهم سبحانه وتعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء: 92)، وتعينهم على مقصد الجماعة والاعتصام، كما قال الله سبحانه وتعالى : {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: 103)، فنحن اليوم في أمس الحاجة إلى إحياء مقاصد الجمعة، وأن تعاد إليها روحها، ولا أن تكون مجرد صلاة ينتظر المصلون الانتهاء منها وهم لا يزالون في المسجد، وأن يدرك الخطباء أهمية هذه الصلاة وهذا اليوم، فيعدوا له العدة طوال الأسبوع، وليفكروا فيما يجذب الناس إليهم، من حسن إعداد الخطبة، واختيار الموضوعات التي تشغل هموم الناس وتعالج مشاكلهم، وترسم لهم الطريق، وتربطهم بإخوانهم في مشارق الأرض ومغاربها، فتتحقق– فعلًا- معاني الجمعة من الاجتماع والوحدة في هذه الأمة.
الدعاء