خطبة عن ( الصحابي جعفر بن أبي طالب: جهاده واستشهاده )
مارس 13, 2016خطبة عن (هجرة جعفر بن أبي طالب إلى المدينة ومواقفه مع النبي)
مارس 13, 2016الخطبة الأولى ( من مواقف جعفر بن أبي طالب وفضائله)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى البخاري في صحيحه : ( عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ . وَإِنِّى كُنْتُ أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – بِشِبَعِ بَطْنِى ، حَتَّى لاَ آكُلُ الْخَمِيرَ ، وَلاَ أَلْبَسُ الْحَبِيرَ ، وَلاَ يَخْدُمُنِى فُلاَنٌ وَلاَ فُلاَنَةُ ، وَكُنْتُ أُلْصِقُ بَطْنِى بِالْحَصْبَاءِ مِنَ الْجُوعِ ، وَإِنْ كُنْتُ لأَسْتَقْرِئُ الرَّجُلَ الآيَةَ هِىَ مَعِى كَىْ يَنْقَلِبَ بِى فَيُطْعِمَنِى ، وَكَانَ أَخْيَرَ النَّاسِ لِلْمِسْكِينِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِى طَالِبٍ ، كَانَ يَنْقَلِبُ بِنَا فَيُطْعِمُنَا مَا كَانَ فِى بَيْتِهِ ، حَتَّى إِنْ كَانَ لَيُخْرِجُ إِلَيْنَا الْعُكَّةَ الَّتِى لَيْسَ فِيهَا شَىْءٌ ، فَنَشُقُّهَا فَنَلْعَقُ مَا فِيهَا .
إخوة الإسلام
من مواقف جعفر بن أبي طالب مع الصحابة : فمع أخيه عليّ وزيد : فيوم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة عام عمرة القضاء كما في صحيح البخاري (فَخَرَجَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – فَتَبِعَتْهُ ابْنَةُ حَمْزَةَ تُنَادِى يَا عَمِّ يَا عَمِّ . فَتَنَاوَلَهَا عَلِىٌّ ، فَأَخَذَ بِيَدِهَا وَقَالَ لِفَاطِمَةَ – عَلَيْهَا السَّلاَمُ – دُونَكِ ابْنَةَ عَمِّكِ . حَمَلَتْهَا فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِىٌّ وَزَيْدٌ وَجَعْفَرٌ . قَالَ عَلِىٌّ أَنَا أَخَذْتُهَا وَهْىَ بِنْتُ عَمِّى . وَقَالَ جَعْفَرٌ ابْنَةُ عَمِّى وَخَالَتُهَا تَحْتِي . وَقَالَ زَيْدٌ ابْنَةُ أَخِي . فَقَضَى بِهَا النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – لِخَالَتِهَا وَقَالَ « الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الأُمِّ » . وَقَالَ لِعَلِىٍّ « أَنْتَ مِنِّى وَأَنَا مِنْكَ » . وَقَالَ لِجَعْفَرٍ « أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي » . وَقَالَ لِزَيْدٍ « أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلاَنَا » .وَقَالَ عَلِىٌّ أَلاَ تَتَزَوَّجُ بِنْتَ حَمْزَةَ . قَالَ « إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ »
أيها المسلمون
ومن أهم فضائل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه :أنه أبو المساكين : فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُسميه ( أبا المساكين ) ، . وقد كنَّاه النبي بأبي المساكين؛ لأنه كان يلازمهم. ففي صحيح البخاري (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ . وَإِنِّي كُنْتُ أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – بِشِبَعِ بَطْنِي ، حَتَّى لاَ آكُلُ الْخَمِيرَ ، وَلاَ أَلْبَسُ الْحَبِيرَ ، وَلاَ يَخْدُمُنِي فُلاَنٌ وَلاَ فُلاَنَةُ ، وَكُنْتُ أُلْصِقُ بَطْنِي بِالْحَصْبَاءِ مِنَ الْجُوعِ ، وَإِنْ كُنْتُ لأَسْتَقْرِئُ الرَّجُلَ الآيَةَ هِيَ مَعِي كَيْ يَنْقَلِبَ بِي فَيُطْعِمَنِي ،وَكَانَ أَخْيَرَ النَّاسِ لِلْمِسْكِينِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِى طَالِبٍ ، كَانَ يَنْقَلِبُ بِنَا فَيُطْعِمُنَا مَا كَانَ فِي بَيْتِهِ ، حَتَّى إِنْ كَانَ لَيُخْرِجُ إِلَيْنَا الْعُكَّةَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ ، فَنَشُقُّهَا فَنَلْعَقُ مَا فِيهَا )، ومن فضائله رضي الله عنه ما رواه الترمذي وأحمد في مسنده : (عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ مَا احْتَذَى النِّعَالَ وَلاَ انْتَعَلَ وَلاَ رَكِبَ الْمَطَايَا وَلاَ لَبِسَ الْكُورَ مِنْ رَجُلٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَفْضَلُ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِى طَالِبٍ. يَعْنِى فِي الْجُودِ وَالْكَرَمِ )، كما قال عبد الله بن جعفر 🙁 كنت إذا سألت علياً شيئاً فمنعني ، وقلت له : بحقِّ جعفر ؟! إلا أعطاني )، وكان عمر بن الخطاب إذا رأى عبد الله بن جعفر قال : ( السلام عليك يا ابن ذي الجناحين )، ومن مَناقِبه العظيمة ما رواه البخاري في “صحيحه” من حديث البراء – رضِي الله عنه – أن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((أشبهت خَلْقي وخُلُقي)) .
أيها المسلمون
ومن كلمات جعفر بن أبي طالب ووصاياه : أنه قاتل يوم مؤتة وهو يقول:
يـا حبذا الجنـة واقترابـهـا *** طيـبة وبـارد شـرابـهـا
والروم روم قد دنـا عذابـها *** عليَّ إذ لاقيتـهـا ضـرابهـا
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( من مواقف جعفر بن أبي طالب وفضائله)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وقد كانت لهذا الصحابي مواقفُ بطوليَّةٌ، تدلُّ على شجاعته العظيمة ونصرته لهذا الدين، فمن تلك المواقف العظيمة أنه بعد رجوعه من هجرته من الحبشة، التي دامَتْ عشر سنين بعيدًا عن أهله ووطنه، كان النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – لِتَوِّه قد انتَهَى من فتْح خبير، ففَرِح بقُدُومه كثيرًا، لكنَّ هذه الفرحة لم تستمرَّ طويلاً؛ فالأعمال كثيرة، والوقت قصير، فقد أرسَلَه النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – مع جيش المسلِمين المُتَّجِه إلى الشام لقِتال الرُّوم، وكان عددهم ثلاثة آلاف مُقاتِل، وأَمَّر عليهم زيد بن حارثة، فإن قُتِل فجعفر بن أبي طالب، فإن قُتِل فعبدالله بن رَواحَة. وبدَأَت المعركة، ونَظَرًا لعدم التكافُؤ بين جيش المسلمين وعدوِّهم؛ فقد أظهر المسلِمون بُطُولات وتَضحيات عظيمة؛ ففي بداية المعركة – وبعد قِتال شديد – قُتِل زيد بن حارثة، فأخذ الرايَة جعفر بن أبي طالب فعُقِر جواده، وكان فارسًا من فرسان العرب، وكان يُمسِك الراية بيده اليُمنَى، فقطَعُوا يده اليُمنَى، فأمسَكَ الرايَة بيده اليُسرَى، فقطعوا يده اليُسرَى، فضَمَّ الرايَة إلى صدره، فتَكاثَرُوا عليه فقتَلُوه ،ويصف الرسول صلى الله عليه وسلم المعركة لأصحابه وهو بالمدينة ، وكأنه يراها رأي عين ونَعَى زيدًا وجعفرًا وابنَ رَواحَة للنَّاس قبل أن يأتِيَهم خبرُهم، ففي صحيح البخاري (عَنْ أَنَسٍ – رضى الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – نَعَى زَيْدًا وَجَعْفَرًا وَابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ ، فَقَالَ « أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ ، ثُمَّ أَخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ ، ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ – وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ – حَتَّى أَخَذَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ » وقال الله تعالى -: ﴿ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾آل عمران: 169، 170 ونواصل الحديث إن شاء الله
الدعاء