خطبة عن ( فضائل حمزة بن عبد المطلب، وجهاده)
مارس 13, 2016خطبة عن ( الصحابي عمير بن وهب: من العداء إلى الاسلام)
مارس 13, 2016الخطبة الأولى ( حمزة بن عبد المطلب : نسبه واسلامه )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} [الفتح:29]، وروى مسلم في صحيحه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِى مَا يُوعَدُونَ ».
إخوة الإسلام
في صحيح مسلم : (أن أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- تَقُولُ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَيْنَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَنِ ابْنَةِ حَمْزَةَ. أَوْ قِيلَ أَلاَ تَخْطُبُ بِنْتَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ « إِنَّ حَمْزَةَ أَخِى مِنَ الرَّضَاعَةِ ». ، فإذا أراد المرء منا أن يرتقي أو يتقدم أو يفوز بعلو الدنيا وعلو الآخرة فلابد من أن يستضيء بنور أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهم الذين عضوا بالنواجذ على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وتتجلى روعة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أنهم رأوا في الإسلام المنهج السامي الذي يحقق لهم الحياة مثلى في دنياهم وأخرتهم، فتمثلوا بمبادئ الإسلام وتعاليمه إلى أرض الواقع، وحققوها في أنفسهم وفي من حولهم ،فحوت سيرتهم العطرة دروسا وعبرا وحلولا لجل المشاكل التي تعصف بالأمة الإسلامية اليوم .. إنه الماضي الذي نسيناه وأخذنا في خضم الأزمات نبحث عن مخرج في آراء مفكري الغرب تارة والشرق تارة أخرى رغم أن الحل في إسلامنا وما هو منا ببعيد. واليوم إن شاء الله نريد أن نقترب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في خشوع وغبطة ، نقترب منهم لنرى إيمانهم ، وثباتهم ، وبطولاتهم ، وولاءهم لله ورسوله ،نرى البذل الذي بذلوا ، والهول الذي احتملوا ، والفوز الذي أحرزوا ، نرى الدور الجليل الذي نهضوا به لتحرير البشرية كلها من وثنية الضمير ، وضياع المصير ، فللإسلام رجال بذكرهم توقظ الهمم، وتحيا القلوب، وفي قصصهم عبر ،و موعدنا اليوم إن شاء الله مع الصحابي الجليل: ( حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ) ، فهو «حمزة بن عبد المطلب (واسمه شيبة) بن هاشم (واسمه عمرو) بن عبد مناف (واسمه المغيرة) بن قصي، وهو شقيق صفية بنت عبد المطلب أم الزبير بن العوام، وهو عم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة، أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب، فقد أرضعت حمزة بن عبد المطلب، ثم محمداً، ثم أبا سلمة عبد الله المخزومي القرشي، فكانوا جميعاً إخوة من الرضاعة. وكان حمزةُ أسنَّ من الرسولِ محمدٍ بسنتين، وأمه: «هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة، ولد في مكة المكرمة قبل عام الفيل بسنتين ، فنشأ رضي الله عنه وتربى بين قومه بني هاشم سادة قريش ومكة معززاً مكرماً، وكان موصوفاً بالشجاعة والقوة والبأس حتى عُرف أنه أعز فتى في قريش وأشدهم شكيمة، يشارك في الحياة الاجتماعية مع سادة قومه في أنديتهم ومجتمعاتهم، ويهوى الصيد والقنص وكل أعمال البطولة والفروسية، شهد وهو ابن اثنين وعشرين عاماً حرب الفجار الثانية بين قومه قريش وحلفائهم وبين قيس وحلفائها، وكان النصر لقريش .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( حمزة بن عبد المطلب )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
أما عن قصة إسلامه ، فقد ذهب كعادته إلى الكعبة يوما بعد رحلة صيده ليطوف بها قبل أن يقفل راجعا إلى داره. وقريبا من الكعبة، لقيته خادمة لعبد الله بن جدعان، ولم تكد تبصره حتى قالت له: “يا أبا عمارة، لو رأيت ما لاقي ابن أخيك محمد آنفا من أبي الحكم بن هشام، وجده جالسا هناك، فآذاه وسبّه وبلغ منه ما يكره”، ومضت تشرح له ما صنع أبو جهل برسول الله، واستمع حمزة جيدا لقولها، ثم أطرق لحظة، ثم مد يمينه إلى قوسه فثبتها فوق كتفه، ثم انطلق في خطى سريعة حازمة صوب الكعبة راجيا أن يلتقي عندها بأبي جهل، فإن هو لم يجده هناك، فسيتابع البحث عنه في كل مكان حتى يلاقيه، ولكنه لا يكاد يبلغ الكعبة، حتى يبصر أبا جهل في فنائها يتوسط نفرا من سادة قريش. وفي هدوء رهيب، تقدّم حمزة من أبي جهل، ثم استلّ قوسه وهوى به على رأس أبي جهل فشجّه وأدماه، وقبل أن يفيق الجالسون من الدهشة، صاح حمزة في أبي جهل: “أتشتم محمدا، وأنا على دينه، أقول ما يقول؟! ألا فردّ ذلك عليّ إن استطعت”، وصار أبو جهل يتضرع إليه ويقول : سفّه عقولنا ، وخالف آباءنا و سبّ آلهتنا ، فقال : ومَن أسفه منكم ؟ تعبدون الحجارة من دون الله أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله ،فقامت رجال من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل ،فقالوا : ما نراك إلاّ قد صبأت ، فقال حمزة : ما يمنعني وقد استبان لي منه ، أنا أشهد أنّه رسول الله وأنّ الذي يقوله حقّ ، والله لا أنزع فامنعوني إن كنتم صادقين ، فرد عليهم أبو جهل : دعوا أبا يعلى فإنّي والله قد أسمعتُ ابن أخيه شيئاً قبيحاً.. وتمّ حمزة على إسلامه ، فقال لنفسه لمّا رجع إلى بيته : أنت سيّد قريش ، اتبعت هذا الصابي وتركت دين آبائك ..الموت خيرٌ لك مما صنعت، ولنصغ إليه وهو يروي لنا بقية النبأ فيقول رضي الله عنه : “ثم أدركني الندم على فراق دين آبائي وقومي، وبت من الشك في أمر عظيم، لا أكتحل بنوم، ثم أتيت الكعبة، وتضرّعت إلى الله أن يشرح صدري للحق، ويذهب عني الريب، فاستجاب الله لي وملأ قلبي يقينا، وغدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما كان من أمري، فدعى الله أن يثبت قلبي على دينه” وهكذا أسلم حمزة إسلام اليقين. ونواصل الحديث في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء