خطبة عن (الْقُدْوَةُ والأُسْوَةُ الصالحة)
يونيو 18, 2019خطبة عن مفاتيح الخير والشر(إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ)
يونيو 22, 2019الخطبة الأولى ( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (130) : (132) البقرة
إخوة الإسلام
القرآن الكريم : هو كتاب الله ، فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ،وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أذله الله ،القرآن الكريم: أساس رسالة التوحيد، والمصدر القويم للتشريع، ومنهل الحكمة والهداية، والرحمة المسداة للناس، والنور المبين للأمة، والمحجة البيضاء التي لا يزغ عنها إلا هالك ،وموعدنا اليوم إن شاء الله مع آية من كتاب الله ، نتلوها ، ونتفهم معانيها ، ونسبح في بحار مراميها ، ونعمل إن شاء الله بما جاء فيها ، مع قوله تعالى : (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) البقرة (131) قال ابن جرير الطبري في تفسيره : { إذْ قَالَ لَهُ رَبّه أَسْلِمْ } إذْ قَالَ لَهُ رَبّه : أَخْلِصْ لِي الْعِبَادَة , وَاخْضَعْ لِي بِالطَّاعَةِ , { قَالَ أَسْلَمْت لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } فَإِنَّهُ يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره : قَالَ إبْرَاهِيم مُجِيبًا لِرَبِّهِ : خَضَعْت بِالطَّاعَةِ , وَأَخْلَصْت بِالْعِبَادَةِ لِمَالِك جَمِيع الْخَلَائِق وَمُدَبِّرهَا دُون غَيْره ، وجاء في الوسيط لطنطاوي : بين الله تعالى كمال استقامة إبراهيم التي رفعته إلى المنازل العليا ، فقال تعالى : (إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) : أي : اصطفى الله- تعالى- إبراهيم لأنه أمره بطاعته وإسلام وجهه إليه في كل حال ،فبادر إلى الامتثال ،وقال (أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) أي: أخلصت ديني لله الذي فطر الخلق جميعا. كما حكى عنه القرآن الكريم نحو هذا القول في قوله تعالى: (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الانعام 79. وفي تفسير البغوي “معالم التنزيل”: ﴿ إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ﴾، أَيِ: اسْتَقِمْ عَلَى الْإِسْلَامِ وَاثْبُتْ عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ كَانَ مُسْلِمًا، قَالَ الْكَلْبِيُّ: أَخْلِصْ دِينَكَ وَعِبَادَتَكَ لِلَّهِ، وقال عطاء: أسلم نفسك إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَفَوِّضْ أُمُورَكَ إِلَيْهِ، ﴿ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ ﴾، أَيْ: فَوَّضْتُ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَقَدْ حَقَّقَ ذَلِكَ حَيْثُ لَمْ يَسْتَعِنْ بِأَحَدٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ حين ألقي في النار.
أيها المسلمون
لا يختلف إنسان على أن كلمة (الاستسلام) تقترن في الأذهان بكثير من المعاني السلبية، مثل الخنوع والذل والهوان، غير أن هذه الكلمة تحمل كل معاني العزة والفخار إذا ما اقترنت بلفظ الجلالة (الله) ، وأصبحت مقترنة بالاستسلام لله عز وجل . وهذا حال صدق الإنسان في العبودية لخالقه ومولاه، إنها عبودية يأخذ العبد فيها خير سيده، فكلما التصق العبد بربه وباريه كلما فاض العطاء منه سبحانه عليه. فالصدق في العبودية والاستسلام لله ، فيه دلالة على كمال الإيمان لدى الإنسان ، ألم يقل الحق تبارك وتعالى : « فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا »، النساء (65) ، ومن ثم فلا غرابة إن رأينا الاستسلام هو خلق الأنبياء والمرسلين : فها هو خليل الرحمن عليه السلام جعل الحق سبحانه وتعالى الاستسلام والخضوع لجلاله عنواناً وشعاراً له ولذريته من بعده، حتى اصطفاه الله تعالى أباً للأنبياء جميعاً. فالخليل عليه السلام شيخ كبير أراد أن يقر الله عينه بولد تسرى فيه نور النبوة من بعده، فوهبه الحق سبحانه إسماعيل عليه السلام، ذلك الوليد الذي ما أن بلغ أشده، حتى رأى أبوه في المنام أنه يذبحه، فما كان منه إلا أن استيقظ من نومه مستسلماً ومرحباً بأمر الله ثم استشار ولده فيما رآه، فكان الولد أشد استسلاماً لأمر الله عز وجل، ولعل ذلك تفسير وتجسيد حي لمعنى قول الله سبحانه وتعالى الذي وصف الله فيه خليله وذريته حين قال الله تعالى : «إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ *وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ» البقرة 131-132 . فكان من نتيجة ذلك استسلام وخضوع لله، حرر الله به خليله من أسر حب الذات وحب الولد إلى التسامي في الحب والخضوع لله.
أيها المسلمون
ومن يتأمل حياة أبي الأنبياء ابراهيم عليه السلام من خلال القرآن الكريم، يجد أن إبراهيم عليه السلام : لما اعتزل قومه لم يضره ذلك دينا ودنيا , بل نفعه ، فعوضه الله أولادا أنبياء , ووهب لهم من رحمته ما وهب ( من المال , والاتباع , والنسل , والذرية ) وجعل لهم لسان صدق عليا، لأنه أسلم وجهه لله رب العالمين ، قال الله تعالى : (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) (48): (50) مريم ، وحين تبرأ من أبيه لله ، كما في قوله تعالى : (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) (114) التوبة ،سماه الله أبا للمسلمين ، كما في قوله تعالى : ( مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ) الحج 78، ولما تل ولده ليذبحه امتثالا لأمر الله ، واستسلاما له ، كما في قوله تعالى : (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) (103) :(107) الصافات ،وكذلك لما اسلم نفسه لله ، كما في قوله تعالى : (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) (131) البقرة ، فكانت النتيجة أن نجاه الله عز وجل ، قال الله تعالى : ( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ) الانبياء (69) ،
وحين اشفق على هذه الامة ، كما في قوله تعالى : (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (129) البقرة ، فأشركه الله عز وجل في الصلوات الخمس ، ففي صحيح البخاري : (قَالَ كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ ، سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلَّمَنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ . قَالَ « قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ » ولما وفى نبي الله إبراهيم عليه السلام بما عليه ، كما في قوله تعالى : (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى) (37) النجم ، فقد أكرمه الله بقول تعالى : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) البقرة 125، ولما عادى الخلق كلهم في الله ، كما في قوله تعالى : (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ) (77) الشعراء ، فاتخذ الله خليلا ، كما في قوله تعالى : (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) (125) النساء ، وهكذا يتبين لنا أنه من ترك شيئا مبتغيا بتركه وجه الله عوضه الله خيرا منه ،وأن الخضوع والاستسلام الحق للباري سبحانه لهو في حقيقته رضا بتصاريف الأقدار، إذ يقول الإنسان لنفسه : أرح بالك أنت لا تحمل هماً لمن كان له أب فكيف تحمل الهم لمن كان له رب. ويقول كذلك مخاطباً ربه، إلهي وسيدي ومولاي رضيت بحكمك ثقة في حكمتك ، فإذا ما منعتني يا خالقي في لحظة من ليل أو نهار فمنعك إياي هو في حقيقته قمة العطاء، هنا يسمع الإنسان ترانيم الحمد تسري في ذاته تقول له : إذا ما رضيت بقدر الله فأبشر فإن العطاء سيكون على قدر كرم الله. ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) الزمر (10)
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
إن الإسلام هو الاستسلام لله وحده والانقياد إليه والإخلاص له، والآيات القرآنيّة تدلّ بوضوح على أن الأنبياء والرسل كلّهم كانوا مسلمين، ودينهم الإسلام وإن تنوّعت شرائعهم بدليل الآيات التالية: في قوله عن إبراهيم عليه السلام :( وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ. إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ. وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ). المائدة ١١١ ، وفي قوله عن موسى : (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِين) . يونس ٨٤ ، وقوله عن الحواريين: (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ) . المائدة ١١٤ ،فالدين الذي أرسل الله به الرسل وأنزل به الكتب هو دين الإسلام ، ولا يوجد شيء اسمه (الديانات السماوية) لأنه دين سماوي واحد ، والباقي إما ديانات أصلها الإسلام لكنها حرفت وبدلت فلم تعد سماوية وإما ديانات أرضية باطلة ، قال الله تعالى: { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ } آل عمران 19، وقال الله تعالى : { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} آل عمران (85) .والكفر برسول واحد هو كفر بجميع الأنبياء ،وهو كفر بالله جل وعلا. وكل من كفر بالنبي محمد من اليهود والنصارى وغيرهم كفار بالله سبحانه وهم مخلدون في النار إذا ماتوا على ذلك.
أيها المسلمون
وإذا كان الإسلام هو الاستسلام والطاعة والانقياد ، فلا يعترض على أحكام الله -عز وجل-، ولا يعترض على شرع الله، إلا المنافقون والكفرة، والملاحدة الزنادقة، فهؤلاء قد اغتروا بأنفسهم فهم يعارضون شرعه ، ومن يعترض على حكم الله وشرعه ، في أي قضية من القضايا، فإن المسألة جد خطيرة، وكيف يعترض على الله في حكمه، ويعترض على الله في شرعه، ويعترض على الله في قضائه وقدره، وهو القائل في محكم آياته : ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) [الأنبياء: 23] فنسمع مثلا من يقول : لماذا الأنثى نصف الذكر في الميراث؟ وهناك الآن من يقول : هذه شريعة ذكورية! أو يقول : هذه أحكام جائرة! ، أو يقول : هذا الدين عنصري!. فالمسألة مسألة إيمان وكفر، ، فإما كافر، أو مؤمن، إما مسلم مستسلم، وإما زنديق معترض ، قال الله تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) (36) الاحزاب
الدعاء