خطبة عن حديث (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ خَلْقَهُ فِي ظُلْمَةٍ فَأَلْقَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ)
يوليو 13, 2019خطبة عن قوله تعالى (مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى)
يوليو 13, 2019الخطبة الأولى ( لماذا أسلم هؤلاء لله رب العالمين ؟؟ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته :(فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125) وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126) لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (125): (127) الانعام، وقال الله تعالى : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (22) الزمر، وقال الله تعالى : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (19) آل عمران ، وقال الله تعالى : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (85) آل عمران، وقال الله تعالى : (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) يوسف 111،
إخوة الإسلام
إن حاجة البشر إلى الدين لهي أعظم من حاجاتهم إلى ما سواه من ضرورات الحياة. ولا يستطيع الإنسان بحال أن يعيش بلا دين؛ لأن حاجة الإنسان إلى الدين تتصل بجوهر الحياة، وسر الوجود، وأعمق أعماق الإنسان. ومهما اسْتَعْلَت المذاهب المادية الإلحادية وتزخرفت، ومهما تعددت الأفكار والنظريات وتنوعت، فلن تغني الأفراد والمجتمعات عن الدين الحق. فلا نجاة للإنسان في حياته وبعد مماته إلا بدين، وهذا الدّين يعرِّفه كيف يتعامل مع خالقه، وكيف يتعامل مع الخلق، ويجد فيه غايته المنشودة التي يبحث عنها اليوم كثير من الحيارى، والدين الحق لا بد أن يكون من عند الخالق ويدعو إلى عبادته وحده ، فالذي خلقنا هو وحده الذي يستحق منا أن ندين له ونعبده. فليس من العدل ولا من العقل أن يعبد الإنسان من لم يخلقه، ويترك عبادة من خلقه؟!
أيها المسلمون
واليوم إن شاء الله أتناول معكم بعض قصص من أسلموا ، واختاروا الاسلام دينا دون سواه من الأديان ، أما عن القصة الأولى ، فإنها لسيدة أمريكية ، وهي في العقد الرابع من العمر ، تقول السيدة ” أدرين” : إنني أسلمت لله رب العالمين ، بينما كل أسرتي من النصارى. وكنت أعمل أيضا في مجال التنصير ثم هتفت: الله أكبر، ولله الحمد أن هداني إلى الإسلام ، و أخرجني من الظلمات إلى النور .كنت أعيش في سجن، و الله وحده هو القادر على أن يخرجني منه ، لقد كنت متفوقة على زملائي لدرجة أن الكنيسة التي أتبعها أوفدتني عدة مرات للتنصير في أوروبا ، ورغم الدخل المادي المغرى جدا ،كنت أشعر دائما أنني ضالة ومضللة للناس ، لأنني لم اقتنع يوما واحدا في حياتي بأن عيسى عليه السلام ابن الله ،أو هو الله تعالى ذاته ، وكنت دائما أحاول دراسة طبيعة الرب عند الأديان والثقافات الأخرى، ولكنني لم أصل إلى درجة الاقتناع بأي منها ، إلى أن قابلت رجلا عربيا مسلما حاولت تنصيره ،فدعاني هو إلى الإسلام . طلبت منه أن يشرح لي مفهوم الرب عند المسلمين ، وذهلت للبساطة والوضوح في عقيدة الإسلام، ففي خلال دقائق معدودات ،أيقنت أن ما أبحث عنه قد عثرت عليه ، وأيقنت أنني كنت مسلمة بالفطرة ، فقد كنت أشعر دائما أن للكون رب عظيم ،قادر ،خالق ،واحد ،متفرد ، بلا شريك أو ولد ، وأعطاني الرجل الصالح ترجمة لمعاني القران الكريم بالإنجليزية ، أخفيتها بالطبع وسط ملابسي وأغراضي الخاصة في حجرتي . وكنت انتظر كل ليلة حتى ينام الجميع ثم أقرأ بنهم شديد ، حتى انتهيت من قراءة ترجمة معاني القراّن الكريم في أقل من شهر ، وكانت كل كلمة بل كل حرف يقودني إلى الحقيقة العظمى الوحيدة التي أمنت ثم جهرت بها : وهى : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله . ولم أكن وحدي التي تبحث عن الحقيقة ، إذ اكتشفت بعد ذلك أن أعز صديقاتي تدرس القراّن الكريم سرا مع زوجها ،ولم تخبرني بذلك إلى أن فاتحتها بأمر اعتناقي للإسلام ، فاحتضنتني مهنئة بحرارة ، وقالت والفرحة تغمر وجهها الصبوح : لقد كنت أحس دائما أن الله تعالى سوف يرشدك إلى الإسلام .
أيها المسلمون
ثم ننتقل إلى القصة التالية : فهو يوسف كوهين، أو (يوسف خطاب) ، كان يهودي الديانة ، بدأ طريقه في حي بروكلين، حيث انضم هناك إلى أتباع “ساطمر” وتعرف على زوجته لونا كوهين عن طريق وسيط وانجبا اربعة ابناء هما ثمرة زواج مستمر منذ 12 عاما. كان يوسف كوهين يحلم كغيره من اليهود الذين يعيشون خارج إسرائيل بالهجرة إليها والعيش في ظلال دولة الديمقراطية والقانون التي يروج لها حكام إسرائيل فقرر كوهين القدوم إلى إسرائيل عام 1998، حيث وصل وعائلته مباشرة إلى قطاع غزة، إلى مستوطنة “غادير” في مستوطنة “غوش قطيف”، إلا أنه ضاق ذرعا بالحياة في قطاع غزة التي لم تلائم ظروف عائلته حديثة العهد . انتقل للسكن في “نتيفوت” الواقعة في جنوب إسرائيل، وبدأ كوهين من هناك بإجراء أول اتصالاته مع مسلمين، وفي مرحلة معينة قام كوهين بمراسلة رجال دين مسلمين عبر الانترنت، وبدأ في قراءة القرآن باللغة الانجليزية، وكان يهوديًّا متشددًا وعضوًا في حركة شاس اليهودية المتعصبة، كما كان شديد الإعجاب بزعيم تلك الحركة يوسف عوفاديا. أطلق على ابنه الأصغر اسم عوفاديا؛ إعجابًا بالحاخام المتطرف عوفاديا يوسف زعيم حركة شاس اليهودية المتطرفة، وألحق أبناءه بشبكة التعليم التوراتي، والتحق بالعمل في إدارة تابعة للقطاع الديني اليهودي. أما عن قصة إسلامه : فترجع أسباب إسلام يوسف خطاب إلى دردشة عن طريق الإنترنت مع أحد علماء الدين الإسلامي حيث فتحا أبوابًا للنقاش وتبادل الآراء، وكلَّما ازدادا تعمقًا في نقاشاتهما ازداد يوسف خطاب تعلقًا بالرجل، ورغبة في معرفة المزيد عن الإسلام والدين الإسلامي، وعَرَف خطاب فيما بعد أن صديقه إمام مسجد في إحدى الدول الخليجية، وأهداه نسخة من المصحف الشريف، لكنه أخفاها عن زوجته. استمرت علاقة يوسف خطاب بصديقه المسلم وازدادا قربًا وصداقة ، وزاد تعمق يوسف خطاب في الدين الإسلامي، وفي نهاية المطاف أرسله صديقه المسلم إلى بعض علماء الدين الإسلامي في القدس الشرقية الذين عاونوه على فهم المزيد عن الإسلام، وكان لهم دور كبير في اقتناعه بضرورة اعتناق الدين الإسلامي. بعد ذلك صارح يوسف خطاب زوجته باعتناقه الإسلام وترك لها حرية الاختيار، وإن كان يتمنى أن تعتنقه هي بدورها، وأوضح لها عظمة الإسلام ومزاياه، ومن جانبها طلبت هي فترة من الوقت حتى تتعرف هي بدورها على الإسلام، وبدأت في دراسة الدين الإسلامي، وفي نهاية المطاف اقتنعت بضرورة اعتناق الإسلام، وأكدت أن ذلك قد تم بكامل إرادتها، ودون أية ضغوط من جانب زوجها. بعد ذلك أخذ يوسف خطاب زوجته وأبناءه الأربعة إلى المحكمة الشرعية بالقدس الشرقية، وهناك أعلنوا إسلامهم، وانتقلوا للعيش في قرية الطور العربية الواقعة بالضفة الشرقية، وغيَّر اسمه من يوسف كوهين إلى يوسف خطاب، وغيَّر اسم ابنه الأكبر من عزرا إلى عبد العزيز، وابنته من حيدة إلى حسيبة، وابنه الأوسط من رحمايم إلى عبد المجيد، وابنه الأصغر من عوفاديا إلى عبد الله، وكان ذلك حدثًا غير عادي؛ إذ إنها المرة الأولى التي تعتنق فيها أسرة يهودية بأكملها الدين الإسلامي. بعد إسلامه صار يوسف خطاب يرتدي الزي العربي التقليدي، والتحق بالعمل في إحدى الجمعيات الخيرية الإسلامية، وارتدت زوجته الحجاب، وصارت بدورها تحرص على أداء الصلوات وسائر العبادات الإسلامية، كما ألحق أولاده بالمدارس الإسلامية، وصار أبناؤه يتحدثون اللغة العربية بطلاقة. بمرور الأيام تحول كوهين إلى خطاب، وصار يُعرِب بصراحة عن كراهيته لليهود واستنكاره لما يلحق بالفلسطينيين من ظلمٍ واضطهاد على يد اليهود، ويؤكد يوسف – المسلم الجديد – أن أولاده وزوجته متمسكون بشكل جيد بشعائر الإسلام، أمّا والداه فما زالا على الديانة اليهودية، وقد أصبح يوسف خطاب داعيةً إلى الإسلام، ويدخل العديدون من اليهود الإسلام على يديه. وفي سؤال ليوسف: كم يهودي أسلم على يدك؟ ردَّ قائلاً: حتى الآن العدد لا يتجاوز العشرات، وبعضهم لا أعرفهم، وإنما أراسلهم عبر الإنترنت في إسرائيل؛ ولهذا السبب فكرت بإقامة مركز الدعوة الإسلامية بناءً على طلبهم حتى نلتقي وأُعرِّفهم أصول الدين الإسلامي والصلاة والعبادات، وأنا لا أستطيع أن أقابل الناس بل أخاطبهم عبر الإنترنت؛
أيها المسلمون
أما القصة التالية فهي لامرأة في الثلاثينيات من عمرها : اسمها (سيلفيا) ، من بلاد التشيك ، من أسرة ملحدة ، لأن عامة سكان التشيك (لا دينيون) وهكذا نشأت سيلفيا بين أبوين ملحدين ، ولكنها أحبت ملازمة جدتها المتدينة اللطيفة التي بثت في نفسها الكثير من المعرفة بالرب ،وعلمتها كيف تؤمن وتثق به ، كما اتخذت من الكتب صديقة صدوقة ،تنسى نفسها بين صفحاتها ،وهي تقلبها الواحدة تلو الأخرى ،تبحث فيها عن ما يشبع نهمة الطبيعة التشيكية الشغوفة بالتعلم والمعرفة .وحينما كانت في الثامنة سألت أمها الملحدة سؤالاً ملحاً كان يقض مضجعها : ماذا بعد الموت ؟ فقالت ببساطة : لا شيء .. ظلام فقط . زلزلت هذه الإجابة البسيطة كيان الطفلة .. ظلام ؟ ولكني أخاف من الظلام ! حاولت أن تكون متدينة كجدتها اللطيفة ، لكنها في المدرسة الثانوية لم تستطع أبداً أن تفهم عقيدة التثليث. سألت قسيساً كان يعلمهم فكان يجيبها إجابات هشة ضعيفة لم تلق في نفسها أي قبول فكرهت العقيدة ورفضتها فقال لها القسيس : ” سيكون عندك أسئلة كثيرة ، ولكن اعلمي أنها من الشيطان ، فآمني و كفي عن السؤال” ، فما زادها ذلك إلا إصراراً على البحث عن الحقيقة . الحقيقة التي لم تدر ما هي . أصبحت – من حيث لا تدري – حنيفية ، تؤمن بالله وإن لم تعرف كيف تعبده .في الجامعة قابلت “ميلان” الذي كان يبحث كذلك عن تلك القطعة الناقصة من الأحجية. كان شغوفاً بالفلك وكان يقضي أوقاتاً كثيرة في التأمل في السموات ، متينة البنيان ، ذات النجوم الزاهرات والأفلاك المحكمات ، ويتساءل دائماً: لماذا نحن وجميع هذه المخلوقات هنا ؟ ما الهدف من وجودنا ؟ ماذا بعد الموت ؟ لحظة ..لحظة .. ماذا بعد الموت ؟ هذا نفس سؤالها .. لابد أن يكون هناك شيء آخر غير الظلام يلي الموت .. لابد أن يكون هناك شيء منطقي يلي نهاية هذا الخلق المحكم المتقن الذي لا يمكن أن يكون قد وُجد عبثاً .. لابد أن تكون هناك إجابة معقولة تجيب به أولادها إذا ما سألوها عما بعد الموت . تزوجا ، وعمل هو في منصب جيد ،فلم تكن بحاجة إلى أن تعمل ، وكانت فرصة ذهبية لتتفرغ للقراءة والاطلاع . كان مما قرأته قصة امرأة رحالة تحكي مشاهداتها في البلاد الإسلامية ، فوجدت – ولأول مرة – معلومات مدهشة وجميلة عن الإسلام ، وهو الذي كان يحظى بسمعة سيئة في إعلام بلدها وتعليمه. فذهبت في اليوم التالي إلى المكتبة العامة تبحث عن المزيد عن هذا الدين الجذاب ، فلم تجد – للأسف- إلا كتيباً صغيراً من صفحات فيه المعلومات الأساسية عن الدين الإسلامي.. وكانت البداية . شعرت أنها –لعلها- وضعت قدمها على أول طريق الحقيقة المنشودة .. الحقيقة المجهولة .. كانت تريد أن تفهم .. أن تفك الرموز التي عبثت بقلبها بشدة ، فقلبته ولم تعد ترتيبه . سافرت مع زوجها إلى العاصمة حيث دلهما زوج صديقتها على رجل تونسي بارع ، يتحدث العديد من اللغات ، وعنده علم طيب عن الإسلام ، وبدآ يسألانه عن الكثير مما أشكل عليهم من مسائل الدين كالعقيدة والحجاب وغيرها ، فكان ذكياً في إجاباته ، لماحاً ولطيفاً .. يجبيهم فقط ، دون أي إيحاء أو ضغط ، فشعرا بالراحة العظيمة معه ، وأخيراً قال لهم : ” الله تعالى أعطاكما العقل ، فاستعملاه ، وسيقودكما للحقيقة ” . بعد سنة من البحث المتعب والمضني اعتنقت سيلفيا وميلان الإسلام ، وكانت سعادتها غامرة أنها وجدت – أخيراً – إجابة لسؤالها المحير : ماذا بعد الموت . وجدت القدوة التي لا عيب فيها .. وجدت الحقيقة .. ووجدت نفسها. لم يكن الاكتفاء بما عثرا عليه من كنوز وارداً ،لأن همتهما كانت أعلى من ذلك ، فبدأ زوجها يراسل الجامعات في البلاد العربية ، والمراكز الإسلامية يخبرهم عن رغبته في التعرف على الدين الإسلامي ،إلى أن وصلهما بعد زمن طويل خطاب من شيخٍ ما من ( ) يخبرهما أنه رتب لهما مكاناً في معهد في ( ) لتعلم اللغة العربية ، فكان السفر ، وكانت الانتقالة الهائلة ، من بلد مرتب ، نظيف كالتشيك ،إلى بلد نخرها الفساد ، كسائر البلاد العربية . كانت دهشتهما عارمة لأنهما تعلما أن الإسلام دين نظافة وترتيب وحسن خلق ، وسبب هذا التناقض لهما الكثير من التشويش ، فلم يسكّن فؤادهما إلا حين أخبرهما أحد الدعاة : لا تنظرا إلى المسلمين ، وانظرا إلى القرآن والسنة ، فالخلل في المسلمين وليس في الاسلام ،عجيب هو تقدير الله لعباده ، حيث يهيئوهم لخيرهم من أول حياتهم ، فمنهم من يكون ذكياً فطناً يلمح تهيئة الله له فيمسك بحبل نجاته بيديه وأسنانه ، ومنهم من تمر به التلميحة تلو التلميحة ،فلا يكاد يفطن لشيء ..أخبرتني وعيناها تترقرق بدمع حبيس : أتعلمين كيف هو شعوري بعد الإسلام ؟ كأنني كنت في بيت ضيق مظلم ، ثم انتقلت إلى قصر واسع بهيّ يغمره ضياء الشمس البهيج .. ثم غمغمت : ليت قومي يعلمون .. والآن ، بدأت رحلة بحث الزوجين عن أماكن يبدآن فيها الدعوة إلى الإسلام .. سألتها : ولم لا تعودان إلى التشيك لتدعوا قومكما إلى الدين ؟ فأجابتني بأسى واضح : نحن هناك أمة فقيرة وصغيرة ، فالمواطنون المسلمون يبلغون قرابة الخمسمئة مسلم فقط ، وهم مضطهدون ومحارَبون من قبل الحكومة ،نحن نبحث الآن عن مراكز اسلامية في أي بلد أوروبي يمكنه أن يوظفنا وصدقيني أن هدفنا الأبعد العودة إلى بلادنا لندعو الناس إلى عبادة الله ، فخير الدعاة من يدعو في قومه وبلسانهم على علم وبصيرة .. نريد أن نعلم ما تعلمناه ..نريد أن نرشد قومنا إلى الحقيقة ..إلى القدوات الصالحة الحقيقية ..إلى الإجابة الصحيحة إذا ما سألهم أولادهم : ماذا بعد الموت ؟
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( لماذا أسلم هؤلاء لله رب العالمين ؟؟ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
أما القصة التالية من قصص ( لماذا أسلمت ؟ )، فهي لامرأة كندية ، تقول عن نفسها : أنا كندية من أصل روماني وكنت كاثوليكية وكان ما يحيرني هو عدم قدرة رجال الدين على الإجابة على كثير من أسئلتي إجابة مقنعة ،فقلت لماذا لا أدرس وأبحث بنفسي لمعرفة الإجابة على هذه الأسئلة الكثيرة ؟ فلجأت إلى دراسة اليهودية والمذهب البروتستانتي ،وفي أثناء بحثي ،لاحظت أن هناك هجمة كبيرة على دين يسمى الإسلام ،خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، فدفعني الفضول أن أقرأ عن الإسلام ،ووجدت فيه الكثير والكثير مما كنت أحتاج معرفته ،وما أجاب على الكثير من أسئلتي …. ثم بدأت أقارن بينه وبين الأديان الأخرى ،وبعد هذه المقارنات اقتنعت بالإسلام كدين لثلاثة أسباب : السبب الأول :أن الرجل الغربي دائما يزهو على الأجناس الأخرى بعقله ،والعجيب أنهم أكثر الشعوب شربا للخمر التي تغيب العقل، وتؤدي إلى حوادث وجرائم كثيرة ؛ بينما وجدت أن الإسلام يحرم الخمر على أتباعه. أما السبب الثاني :فهو أن الغربيين يهتمون كثيرا بالنظافة والتعقيم والتطهير في كل مكان ،وهم أكثر الشعوب أكلا للحم الخنزير الذي هو بمثابة حديقة ديدان وميكروبات متنقلة ؛ بينما الإسلام يحرم أكل الخنزير على أتباعه . السبب الثالث : وجدت أن أكبر اتهام يوجهه الغرب للإسلام هو: أن الإسلام ظلم المرأة، وبعد أن قرأت عن الإسلام ،وجدت أن الإسلام هو الذي كرم المرأة ،وأن الغرب هو الذي أهان المرأة ،والإسلام أكرمها ،والغرب جعلها كسلعة يتاجر بها حرصا على البيزنس في المطاعم والشركات والأفلام والإعلانات ،وأن المرأة مادامت جميلة مرغوب فيها ، سعوا إليها لاهثين للانتفاع بها في أغراضهم التجارية البحتة ، أما إذا كانت قليلة الجمال ، أو كبرت في السن ، فإنها تعمل أي عمل لتؤمن لنفسها مصاريف الحياة الضرورية ،بينما الإسلام يعامل المرأة بمنتهى التكريم ففرض عليها الحجاب ، وكرمها وفرض على الرجل أن ينفق على المرأة وبعد أن نطقت بالشهادتين ،أوصت أن تنشر قصتها، وتبين للناس روعة الإسلام كدين .
أيها المسلمون
أما القصة التالية فهي لهذه السيدة : تقول الدكتورة (أوريفيا) : أنا طبيبة نساء وولادة بأحد المستشفيات الأمريكية.. في يومٍ، أتت امرأة مسلمة عربية لتضع بالمستشفى، فكانت تتألم وتتوجع قبيل الولادة، وحينما قرب موعد انتهاء وقتي، أخبرتها أنني سأذهب للمنزل ،وسيتولى أمر توليدها طبيب غيري، فبدأت تبكي ،وتصيح بحرارة ،وتردد قائلة : لا، لا أريد رجلاً! عجبت من شأنها، فأخبرني زوجها أنها لا تريد أن يدخل عليها رجل ليراها؛ فهي طوال عمرها لم ير وجهها سوى والدها وأشقاؤها وإخوانها وأعمامها (محارمها). ضحكتُ وقلت له باستغراب شديد: أنا لا أظن أن هناك رجلاً في أمريكا لم ير وجهي بعدُ! فاستجبتُ لطلبهما. وفي اليوم الثاني جئت للاطمئنان عليها بعد الوضع، وأخبرتها بأن كثيرًا من النساء في أمريكا يتعرضن لالتهابات داخلية وحمى النفاس؛ بسبب استمرار العلاقة الزوجية في فترة بعد الولادة، وأخبرتها بضرورة امتناع هذه العلاقة لمدة 40 يومًا على الأقل. وفي أثناء هذه الأربعين يومًا أخبرتها أيضًا بضرورة التغذية السليمة والابتعاد عن المجهودات البدنية، وذلك تبعًا لما توصلت له أحدث الأبحاث الطبية.. فأخبرتني المرأة أن الإسلام قد ذكر ذلك؛ فالنفساء في الإسلام يحرم جماعها لمدة 40 يومًا حتى تطهر، وكذلك تُعفى من الصيام والصلاة. وعندما سمعت كلامها هذا ذُهلت وأخذني العجب! فلقد توصلت أبحاثنا لنفس تعاليم الإسلام، ولكن بعد تجارب شاقة وكثيرة جدًّا دخلت طبيبة الأطفال لتطمئن على المولود، وكان مما قالته للأم: من الأفضل أن ينام المولود علي جنبه الأيمن؛ لتنتظم دقات قلبه. فقال الأب: إننا نضعه على جنبه الأيمن؛ تطبيقًا لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم… فعجبتُ لهذا أيضًا.. فلقد انقضى عمرنا لنصل لهذا العلم، وهم يعرفونه من دينهم؛ فقررت أن أتعرف على هذا الدين، فأخذت إجازة لمدة شهر، وذهبت لمدينة أخرى فيها مركز إسلامي كبير، حيث قضيت أغلب الوقت فيه للسؤال والاستفسار والالتقاء بالمسلمين العرب والأمريكيين، وأعلنت إسلامي -والحمد لله- بعد عدة أشهر فقط.
أيها المسلمون
أما القسيس (إبراهيم خليل فيلبس) المصري الجنسية ، فقد نشأ نشأة مسيحية ، وتدرج في مدارج العلم بمعاهد الإرسالية الأمريكية إلى أن أصبح قسا بالإرسالية السويسرية الألمانية بأسوان بمصر .كانت حياته في دولة إسلامية وبين المسلمين فرصة لسماعه القرآن ، بل ودراسته للقرآن، فكان يقف عند آيات عديدة تدفعه لعمل مقارنة مع ما يجده في الكتاب المقدس عند المسيحيين ، منها قوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 157] ؛فأخذ يدرس ويقارن بين الأديان السماوية ،بحثاً عن الحق ،إلى أن وصل إلى درجة اليقين، بأن الإسلام هو الدين الحق؛ فأعلن إسلامه. يقول إبراهيم خليل عن نفسه :”دخلت الإسلام ، ولم أدخله عفوًا أو بارتجال ، ولكن أخذت أدرس الإسلام عقيدةً وشريعةً وسلوكًا ، من سنة 1955م ، إلى نهاية 1959م ، أي خمس سنوات متتالية ، حتى أتاني اليقين فأعلنت الإسلام . ولقد شعرت أن الإسلام يفرض عليَّ فرضاً وهو أن أحمل رسالة التبليغ ، وأن أدعو برسالة لا إله إلا الله ، محمد رسول الله” . لقد كان لمعرفة الأخ إبراهيم العميقة لدين النصارى وكتبهم وأساليبهم التنصيرية ، والصبغة التي اكتسبها من الإسلام الأثر الكبير في تميز نشاطه الدعوي ، وقوة تأثيره في الأشخاص ، وتنوع إنتاجه المعرفي.
الدعاء