خطبة عن قوله تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ)
يوليو 20, 2019خطبة عن (قواعد ونصائح تربوية لأولي الألباب في تربية الأولاد)
أغسطس 10, 2019الخطبة الأولى ( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ، وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ، وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40)تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ) (33) : (42) عبس
إخوة الإسلام
القرآن الكريم : هو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ،والصراط المستقيم ،من عمل به أجر، ومن حكم به عدل ،ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم . القرآن الكريم: أساس رسالة التوحيد، والمصدر القويم للتشريع، ومنهل الحكمة والهداية، والرحمة المسداة للناس، والنور المبين للأمة، والمحجة البيضاء التي لا يزغ عنها إلا هالك وموعدنا اليوم إن شاء الله مع هذه الآيات من كتاب الله ، نتلوها ، ونتفهم معانيها ، ونسبح في بحار مراميها ، ونعمل إن شاء الله بما جاء فيها ،وقد جاء في تفسير ابن كثير : (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) قال عكرمة : يلقى الرجل زوجته ( أي يوم القيامة ) فيقول لها : يا هذه أي بعل كنت لك ؟ ، فتقول نعم البعل كنت ،وتثني بخير ما استطاعت ،فيقول لها : فإني أطلب إليك اليوم حسنة واحدة تهبينها لي ، لعلي أنجو مما ترين ، فتقول له : ما أيسر ما طلبت ،ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئا ، أتخوف مثل الذي تخاف ،قال : وإن الرجل ليلقى ابنه فيتعلق به ، فيقول : يا بني أي والد كنت لك ، فيثني بخير ، فيقول له : يا بني ،إني احتجت إلى مثقال ذرة من حسناتك، لعلي أنجو بها مما ترى ،فيقول ولده : يا أبت ما أيسر ما طلبت ،ولكني أتخوف مثل الذي تتخوف ،فلا أستطيع أن أعطيك شيئا ، يقول الله تعالى :(يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) (34) :(36) عبس ،وفي الحديث الصحيح في أمر الشفاعة ،أنه إذا طلب إلى كل من أولي العزم أن يشفع عند الله في الخلائق ،يقول : نفسي نفسي ،لا أسأله اليوم إلا نفسي حتى أن عيسى ابن مريم يقول :لا أسأله اليوم إلا نفسي ،لا أسأله مريم التي ولدتني .وقال قتادة : الأحب فالأحب ،والأقرب فالأقرب ، من هول ذلك اليوم ، وفي مسند أحمد : (عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ يَذْكُرُ الْحَبِيبُ حَبِيبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ « يَا عَائِشَةُ أَمَّا عِنْدَ ثَلاَثٍ فَلاَ أَمَّا عِنْدَ الْمِيزَانِ حَتَّى يَثْقُلَ أَوْ يَخِفَّ فَلاَ وَأَمَّا عِنْدَ تَطَايُرِ الْكُتُبِ – فَإِمَّا أَنْ يُعْطَى بِيَمِينِهِ أَوْ يُعْطَى بِشِمَالِهِ – فَلاَ وَحِينَ يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فَيَنْطَوِي عَلَيْهِمْ وَيَتَغَيَّظُ عَلَيْهِمْ وَيَقُولُ ذَلِكَ الْعُنُقُ وُكِّلْتُ بِثَلاَثَةٍ وُكِّلْتُ بِثَلاَثَةٍ وُكِّلْتُ بِمَنِ ادَّعَى مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَوُكِّلْتُ بِمَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ وَوُكِّلْتُ بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ – قَالَ – فَيَنْطَوِي عَلَيْهِمْ وَيَرْمِى بِهِمْ فِي غَمَرَاتٍ وَلِجَهَنَّمَ جِسْرٌ أَدَقُّ مِنَ الشَّعَرِ وَأَحَدُّ مِنَ السَّيْفِ عَلَيْهِ كَلاَلِيبُ وَحَسَكٌ يَأْخُذُونَ مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَالنَّاسُ عَلَيْهِ كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ وَالْمَلاَئِكَةُ يَقُولُونَ رَبِّ سَلِّمْ رَبِّ سَلِّمْ. فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَمَخْدُوشٌ مُسَلَّمٌ وَمُكَوَّرٌ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ » ، ففي هذه المواطن الثلاثة لو وقَعَت عَيْن الأم على ابنها لا تعْرفه ، وذاك من هَوْل المصيبة، وفي غير هذه المواطن قد تقع عَيْنُ الأم على ابنها، فتقول له: يا بني جعلْتُ لك بطْني وِعاءً وصَدْري سِقاءً، وحجري وِطاءً ،فهل من حَسَنَةٍ يعود عليَّ خيرها اليوم ؟! هكذا تسْتنجد الأم بابنها ! فبِماذا يُجيبها الابن ؟ يقول لها: ليْتني أسْتطيع يا أُمَّاه !! فإنَّني أشْكو مما أنت تَشْكين ! فالله عز وجل قال: ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ﴾ المؤمنون (101) ،وأما قوله تعالى : { فإِذا جاءت الصَّاخةُ } أي: صيحة القيامة، وهي في الأصل: الداهية العظيمة، وسُميت بذلك لأنَّ الخلائق يَصخون لها، اي: يُصيخون لها ،وجاء في التحرير والتنوير لابن عاشور قوله : وكون أقرب الناس للإنسان يفر منهم ،يقتضي هول ذلك اليوم ،بحيث إذا رأى ما يحل من العذاب بأقرب الناس إليه ،توهم أن الفرار منه ، ينجيه من الوقوع في مثله ، إذ قد علم أنه كان مماثلا لهم فيما ارتكبوه من الأعمال ، فذكرت هنا أصناف من القرابة ، فإن القرابة آصرة تكون لها في النفس معزة ،وحرص على سلامة صاحبها وكرامته ، والإلف يحدث في النفس حرصا على الملازمة والمقارنة ، وكلا هذين الوجدانين يصد صاحبه عن المفارقة ، فما ظنك بهول يغشى على هذين الوجدانين ، فلا يترك لهما مجالا في النفس ؟ ورتبت أصناف القرابة في الآية حسب الصعود من الصنف إلى من هو أقوى منه تدرجا ،في تهويل ذلك اليوم ، فابتدئ بالأخ لشدة اتصاله بأخيه من زمن الصبا ، فينشأ بذلك إلف بينهما ،يستمر طول الحياة ، ثم ارتقي من الأخ إلى الأبوين ،وهما أشد قربا لابنيهما ، وقدمت الأم في الذكر لأن إلف ابنها بها أقوى منه بأبيه ،وللرعي على الفاصلة ، وانتقل إلى الزوجة والبنين ،وهما مجتمع عائلة الإنسان، وأشد الناس قربا به وملازمة .
وقد اجتمع في قوله تعالى : (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ) إلى آخره ،أبلغ ما يفيد هول ذلك اليوم ،بحيث لا يترك هوله للمرء بقية من رشده ، فإن نفس الفرار للخائف مسبة فيما تعارفوه ،لدلالته على جبن صاحبه، وهم يتعيرون بالجبن ،وكونه يترك أعز الأعزة عليه مسبة عظمى . وفي سنن الترمذي بسند صحيح (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً ». فَقَالَتِ امْرَأَةٌ أَيُبْصِرُ أَوْ يَرَى بَعْضُنَا عَوْرَةَ بَعْضٍ قَالَ « يَا فُلاَنَةُ (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) ». وفي الصحيحين واللفظ للبخاري : ( أَنَّ عَائِشَةَ – رضى الله عنها – قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً » قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ . فَقَالَ « الأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يُهِمَّهُمْ ذَاكِ ». فهذه الصاخة تمزق هذه الروابط تمزيقا ، وتقطع تلك الوشائج تقطيعا .. فلكل نفسه وشأنه ، ولديه الكفاية من الهم الخاص به ، الذي لا يدع له فضلة من وعي أو جهد: (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ). ثم تأخذ الآيات في تصوير حال المؤمنين وحال الكافرين ، بعد تقويمهم ووزنهم بميزان الله هناك ، فقال تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ) (38) ،(39) عبس ، فهذه وجوه مستنيرة منيرة متهللة ضاحكة مستبشرة ، راجية في ربها ، مطمئنة بما تستشعره من رضاه عنها ، أو هي قد عرفت مصيرها ، وتبين لها مكانها ، فتهللت واستبشرت بعد الهول المذهل ، فقال الله تعالى : ( وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ) (40)،(41) عبس ، فأما هذه فتعلوها غبرة الحزن والحسرة ، ويغشاها سواد الذل والانقباض ، وقد عرفت ما قدمت فاستيقنت ما ينتظرها من جزاء ،( أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ) ، فهم الذين لا يؤمنون بالله وبرسالاته ، وهم الذين خرجوا عن حدوده ، وانتهكوا حرماته ، حقا ، إنه يوم الهول العظيم فكل يسعى للنجاة، وكل منشغل بحاله يلتمس طريقا للهروب ،من جهنم وأهوالها، والكل يرجو القرب من أبواب الجنة ودخولها.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ، وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ، وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
فنحن نؤمن باليوم الآخر ، وأن فيه أحوال وأهوال وأمور كثيرة؛ لأنه يوم طويل، طوله خمسون ألف سنة، وبرحمته سبحانه وتعالى أن حذرنا ذلك اليوم، وأخبرنا بالتفصيل ماذا سيكون في ذلك اليوم، وهذه آيات من كتاب ربنا تذكرنا آخرتنا، وما نحن مقبلون عليه إن شاء الله في مستقبل أمرنا، فماذا يحدث للناس في ذلك الموقف؟ أولاً: يتعارفون، ويتعرفون، فيتعرف القريب على قريبه، والصديق على صديقه، ثم يفر بعضهم من بعض بعد التعارف ، قال الله تعالى : (وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً * يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ) المعارج 10-11. فلا ينفع أحدٌ أحداً، ولا يسأل القريب قريبه، القريب لا يسأل قريبه، وهو يراه في أسوأ الأحوال ؛ لأن نفس كل واحد تشغله عن الآخر، يعرف بعضهم بعضاً، يتعارفون كما قال الله، ولكن لا يسأل حميمٌ حميماً من الهول في ذلك اليوم، ففي هذا اليوم مواقف، ففي موقف يتساءلون، وفي موقف لا يتساءلون، وفي موقف يتكلمون، وفي موقف لا يتكلمون، ويفر بعضهم من بعض ،وكما قال عز وجل: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) فهذا النداء الرباني لهذا البشر الذي خلقه ورحمه بأن بين له ماذا يحدث في اليوم الآخر ، فقال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ) لقمان 33. وقال سبحانه: ( وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى) فاطر 18. فإذا دعيت إلى حملها لا يحمل منه شيء، ولو كان ذا قربى، فيود المجرم لو يفتدي بأهل الأرض، وبأعز ما يجد من ماله، ولو بملأ الأرض ذهباً، أو بولده الذي هو حشاشة كبده، يتمنى إذا رأى الأهوال أن يفتدي من عذاب الله، ولا يقبل منه مع ذلك، وقال الله تعالى: ( يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنصَرُونَ ) الدخان 41. والله تبارك وتعالى قد أخبرنا بأنه في ذلك اليوم تكون الخسارة الحقيقية للذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، ألا ذلك هو الخسران المبين، ولا خسارة أعظم من خسارة من فرق بينه وبين أحبته يوم الحسرة والندامة، ولو ذهبوا إلى الجنة، فإنه يتحسر على أنه لم يلحق بهم.
أيها المسلمون
فاتقوا الله ، وتذاكروا مغادرة الدنيا ،واستقبال الآخرة ، فإن الساعة آتية لا ريب فيها, ووالله ليبعثن الله من في القبور ،كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون فيها ، فالأواصر الدنيوية مهما كانت عميقة ، فإنها تتناثر في أدنى امتحان, و من هنا جاء التقرير الرباني الحق ، فقال الله تعالى : {الأَخِلاَّءُ يَومَئِذٍ, بَعضُهُم لِبَعضٍ, عَدُوُّ إِلاَّ المُتَّقِينَ} الزخرف 67, فالخلة حقا هي خلة التقوى, والرابط الصدق هي رابطة الدين, وأما النسب والصهر ، والصداقة الدنيوية ،فقد تكون وبالا على أصحابها ،وقد تكون في الحقيقة عداوة ،كما قال الله تعالى : {يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِن أَزوَاجِكُم وَأَولادِكُم عَدُوّاً لَكُم فَاحذَرُوهُم} التغابن 14, ومن لم يحذرهم في الدنيا ،فحتما سيفر منهم في الآخرة, وليس للمرء أن يتقي شر ذلك اليوم إلا بالفرار.. الفرار.. لكنه فرار في الدنيا إلى المولى الرحيم والبر الكريم ، بتوبة نصوح , وعمل صالح ،وإيمان صادق ، فيناله من الطمأنينة والسكينة, ،يوم يفر كل حبيب عن حبيبه , ويتبرأ كل صديق من صديقه, ويتهم كل خليل خليله : { فَفِرٌّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِنهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} الذاريات 50. الدعاء