خطبة عن (قواعد ونصائح تربوية لأولي الألباب في تربية الأولاد)
أغسطس 10, 2019خطبة عن قوله تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ)
أغسطس 10, 2019الخطبة الأولى ( ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ) (14) إبراهيم
إخوة الإسلام
القرآن الكريم : هو كتاب الله ، فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ،وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أذله الله ،وموعدنا اليوم إن شاء الله مع آية من كتاب الله ، نتلوها ، ونتفهم معانيها ، ونسبح في بحار مراميها ، ونعمل إن شاء الله بما جاء فيها ، مع قوله تعالى :(ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ) (14) إبراهيم ،فقد جاء في تفسير (الطبري) : في معنى قوله تعالى ( ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ) أي : هكذا فِعْلي لمن خاف مَقامَه بين يديّ ، وخاف وعيدي فاتَّقاني بطاعته ، وتجنَّب سُخطي ، أنصُرْه على ما أراد به سُوءًا وبَغَاه مكروهًا من أعدائي ، أهلك عدوّه وأخْزيه ، وأورثه أرضَه وديارَه. وقال ابن كثير : أي : وعيدي هذا : لمن خاف مقامي بين يدي يوم القيامة ، وخشي من وعيدي ، وهو تخويفي وعذابي ، وفي الوسيط لطنطاوي : أي : ذلك الذى قضيت به كائن لمن خاف قيامي عليه ، ومراقبتي له ، ومكان وقوفه بين يدى للحساب ، وخاف وعيدي بالعذاب لمن عصاني . وفي الظلال لسيد قطب : قال : ذلك الإسكان والاستخلاف في الأرض ،لمن خاف مقامي , فلم يتطاول ،ولم يتعال ، ولم يستكبر ،ولم يتجبر . وخاف وعيد , فحسب حسابه , واتقى أسبابه , فلم يفسد في الأرض , ولم يظلم في الناس . فهو من ثم يستحق الاستخلاف ,
أيها المسلمون
ولكن أين هم الذين يصدق عليهم قول الله عز وجل: “ٰ ذلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ” من المسلمين اليوم ؟ أين هم الذين يندفعون إلى طاعاتهم ،وقرباتهم ،وأعمالهم ،وجهادهم ، بدافعٍ الخوف من مقام الله ووعيده ؟؟، وإنها لدقة بالغة في بيان الله عز وجل ، إذ لم يقل :(ذلك لمن كان يؤدي وظائف الدين على وجهها)،أو (ذلك لمن كان ينشط هنا وهناك داعياً إلى الله سبحانه وتعالى ،آمراً بالمعروف ،وناهياً عن المنكر)، كلا لم يقل ذلك، فقد تمتلئ الأرض من هؤلاء الناس ،ولكن الدوافع إلى هذا العمل رغبات دنيوية، وشهوات شخصية، فليس هذا هو المقصود، وإنما المقصود هو أن تنظر إلى ما قد استقر في القلب ،فإن كان الذي استقر في القلب خوفاً يأخذ بمجامع القلب ،خوفاً من وعيد الله ، وخوفاً من الوقوف بين يديه غداً، عندئذٍ الصور تكون مطابقةً للواقع الحقيقي. وعندما يكون المسلمون صادقين مع الله ،مخلصين لله ،فسوف تجدون هذا العهد قد تنفذ بأيسر السبل، وكل الوسائل ،التي يلجأ إليها الطغاة فوق هذه الأرض، وكل القوى التي يتباهى بها الجبابرة فوق هذه الأرض ،كل ذلك تذهب أدراج الرياح، ولكن الآن – والمسلمون على هذا الحال – في سبيل ماذا يُذهب الله قوى أولئك الجبابرة أدراج الرياح؟ وفي سبيل ماذا يهلك الله سبحانه وتعالى تدبير أولئك المدبرين؟ من أجل من؟ من أجل أناسٍ جعلوا من الإسلام مطايا ذلولة لأغراضهم!؟ من أجل أناسٍ جعلوا من الإسلام وسائل يستحلبون منها الرزق لأنفسهم!؟ من أجل أناسٍ عز عليهم أن يجدوا سلماً يمتطوه إلى مكانة باسقة إلى زعامة فلم يجدوا خيراً من الإسلام يمتطونه ويجعلونه سلماً لهذا!؟ فهل من أجل هذا يهلك الله جبابرة الأرض؟! فأين هم الذين يصدق عليهم قول الله عز وجل: “ٰ ذلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ”؟ فكثير من المسلمين اليوم من هم يرفعون لواء الدعوة الإسلامية ، ولكن أفئدتهم خالية وفارغة من الخوف من مقام الله، من الخوف من وعيد الله عز وجل، أما المسلمون من الرعيل الأول ،فهم أولئك الذين كانت تفيض قلوبهم بهذه المخافة ، وهم أولئك الناس الذين كانت أفئدتهم كالمرجل خوفاً من الله سبحانه وتعالى. فعندما يكون المسلمون صادقين مع الله ،يتحدون ،وعندما يتحدون يتلألأ على واقعهم مظاهر خيبة الجبابرة وصدق الله القائل ” وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ” فالله سبحانه وتعالى سيجعَلُ العاقبةَ الحسَنةَ للرُّسُلِ وأتباعِهم، بإسكانِهم أرضَ الكافرينَ بعدَ إهلاكِهم، ذلك النَّصرُ في الدُّنيا على الكُفَّارِ، والتَّمكينُ في الأرضِ محقَّقٌ لِمَن خافَ مقامَه بينَ يدَيِ الله يومَ القيامةِ، وخَشِيَ وعيدَه وعَذابَه.
أيها المسلمون
إن أعظم ما يتم به النصر في الدنيا والآخرة الخوف من مقام الله، وما فاز من فاز من عباد الله الصالحين بسعادة الدنيا والآخرة ، إلا بالخوف من مقام الله ووعيده ،والرجاء في رحمته ،وهذه السعادة التي لا تظهر في مال أو في جاه ،أو في غير ذلك من متاع الدنيا، إنما يشعرون بها في قلوبهم ،إذا وقفوا بين يدي الله في الصلوات ،في السجود ،في التسبيح ،في الذكر ،في أي مكان وجدوا يشعرون بلذة الإيمان في قلوبهم ،أينما كانت أمكنتهم – هذا الأمر إنما وجدوه لما وقر في قلبهم الخوف من مقام الله تبارك وتعالى، ووعد الله جل وعلا على الخوف من مقامه أعظم الهبات قال الله جل وعلا: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) الرحمن 46، وقال الله تعالى : (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) (40) ،(41) النازعات ،وتزكية الإنسان نفسه في هذا العمل ليس التزكية اللفظية أن يمدح نفسه وإنما التزكية بأن يعمل من الصالحات التي يشعر بها نفسه أنه يخاف من مقام الله جل وعلا؛ فإذا ذكر بالله تذكر، وإذا قيل له: اتق الله تراجع، وإذا خوف بالله خاف، أما أن يقولها الإنسان بلسانه ،ثم يذكر بالله ،ويخوف بالله ،ويقال له: اتق الله ،فيصر على معصيته ،ويمضي في سلوكه ،ولا يعبأ ولا يبالي بشيء من الأمر ، فهذا لم يهب ،ولم يخف من مقام الله جل وعلا حق الخوف ، وحق الخشية. فمقام الخشية من الله تعالى، والخوف من عذابه وعقابه هو الذي حقق لسلفنا الصالح الأحوال السنية والمنازل الرفيعة، ولذا قرر أبو العباس بن تيمية أن الخوف من الله أصل كل خير في الدنيا والآخرة، واستدل بقوله تعالى: {وَلَـمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} [الأعراف: 154]، فأخبر تعالى أن الهدى والرحمة للذين يرهبون الله ،ولما كان الخوف من الله من أجلّ الأعمال القلبية، وأكبر محركاتها، فإن هذا الخوف يدعو النفوس إلى فعل المأمورات ،وترك المنهيات، فهذا الباطن يستلزم الأعمال الظاهرة، فالخائف من الله ممتثل لأوامره، مجتنب لنواهيه، وكلما كان تصوره للمخوف تامًا، أوجب ذلك كمال المبادرة لفعل الخيرات ،والكف عن المنكرات،
أيها المسلمون
ومقام الخوف من الله تعالى واجب على كل مسلم ، ولا يبلغ أحد مأمنه من الله إلا بالخوف منه ، قال الله عز وجل : ( فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) آل عمران 175 ،وقال عز وجل : ( فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ) المائدة 44 ،وقال سبحانه : ( وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) البقرة 40 . وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ، وَلَا أَجْمَعُ لَهُ أَمْنَيْنِ، إِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه ابن المبارك في “الزهد” ، وحسنه الألباني في “الصحيحة” ،ومما يعين المسلم على الخوف من الله أمور ، ومنها : قراءة القرآن وتدبر معانيه : قال عز وجل : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً ) مريم 58 ،ومما يعين المسلم على الخوف من الله : استشعار عظم الذنب وهوله : فقد روى البخاري عن ابن مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : ” إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا ” .ومما يعين المسلم على الخوف من الله : تقوى الله تعالى ، بفعل الطاعات ، وترك المنكرات والمحرمات ، فهذا يزرع الخوف في القلوب ، ويحييها بعد مواتها ، ويشغلها بمحبة الله وابتغاء مرضاته واتقاه سخطه .ومما يعين المسلم على الخوف من الله : تعظيم محارم الله . قال ابن القيم رحمه الله :” الْخَوْفُ الْمَحْمُودُ الصَّادِقُ: مَا حَالَ بَيْنَ صَاحِبِهِ وَبَيْنَ مَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا تَجَاوَزَ ذَلِكَ خِيفَ مِنْهُ الْيَأْسُ وَالْقُنُوطُ.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومما يعين المسلم على الخوف من الله: معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته . قال ابن القيم رحمه الله : ” كلما كان العبد بالله أعلم ، كان له أخوف. ومما يعين المسلم على الخوف من الله: معرفة فضل الخائفين من الله الوجلين ، قال تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) الأنفال/ 2 ،وعن أبي هريرة – رضي اللَّه عنه – قال : قالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : ( لاَ يَلِجُ النَّارَ رَجْلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّه حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْع ، وَلا يَجْتَمعُ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللَّه ودُخانُ جَهَنَّمَ ) . رواه الترمذي . وصححه الألباني . ومما يعين المسلم على الخوف من الله: تدبر أحوال الخائفين ، وكيف وصلوا إلى هذه المنزلة بالإيمان والعمل الصالح ، وقيام الليل ، وصيام النهار ، والبكاء من خشية الله . قال الغزالي رحمه الله :” معرفة سير الأنبياء والصحابة فيها التخويف والتحذير ، وهو سبب لإثارة الخوف من الله ، فإن لم يؤثر في الحال أثر في المآل “وقال الحسن: صحبت أقواماً كانوا لحسناتهم أن ترد عليهم أخوف منكم من سيئاتكم أن تعذبوا بها ..” ومما يعين المسلم على الخوف من الله: تدبر آيات العذاب والوعيد ، وما جاء في وصف النار ، وحال أهلها ، وما هم فيه من البؤس والشقاء والعذاب المقيم .ومما يعين المسلم على الخوف من الله :أن تعلم قدر نفسك ، وأنك ضعيف مهين ، ولو شاء الله لعاجلك بالعقوبة ، فينبغي لمن هذه حاله أن يكون خائفا من مولاه ،ومما يعين المسلم على الخوف من الله : تدبر أحوال الظالمين والعاصين الذين أخذهم الله بذنوبهم ، إلام صاروا ؟ وما هو حالهم اليوم بعد أن باغتهم العذاب ؟ قال تعالى :( وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا ) مريم/ 98 . ومما يعين المسلم على الخوف من الله : تدبر أحوال الناس يوم الفزع الأكبر ، وما هم فيه من الكرب العظيم ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ) الحج/ 1، 2 ، وقال عز وجل : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ) هود/ 103. ومما يعين المسلم على الخوف من الله :سماع المواعظ المؤثرة ،والمحاضرات المرققة للقلب ، فعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا بَعْدَ صَلاَةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ) . رواه الترمذي وصححه الألباني. ومما يعين المسلم على الخوف من الله: كثرة ذكر الله : فكثرة الذكر تبعث على استحضار جلال الله وعظمته ومراقبته ومحبته والحياء منه ، وكل ذلك يبعث على خشيته والخوف منه ومن عذابه ومن حرمانه . ومما يعين المسلم على الخوف من الله: الخوف من مباغتة العقوبة ، وعدم الإمهال والتمكن من التوبة ، وبالجملة فمن استقر في قلبه ذكر الدار الآخرة وجزائها، وذكر المعصية والتوعد عليها، وعدم الوثوق بإتيانه بالتوبة النصوح : هاج في قلبه من الخوف ما لا يملكه ولا يفارقه حتى ينجو ”
الدعاء