خطبة عن (مَرْحَلَةُ التَّمْيِيزِ قَبْلَ التَّمْكِينِ)
ديسمبر 25, 2025خطبة عن (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ)
ديسمبر 27, 2025الخطبة الأولى ( فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته :
(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31)
فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32)
كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) (31) :(33) يونس
إخوة الإسلام
القرآن الكريم : هو كتاب الله ، فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ،وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أذله الله ،
وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه
ولقد دعا الله عز وجل عباده إلى تدبر القرآن ، فقال الله تعالى :
{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]،
وفي نفس الوقت ،فقد أنكر الله على من أعرض عن تدبر القرآن ، فقال الله تعالى :
{أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ} [المؤمنون: 68]،
واليوم إن شاء الله موعدنا مع آيات من كتاب الله ، نتدبرها ، ونسبح في بحار معانيها ، ونرتشف من رحيقها المختوم ، مع قوله تعالى :
(فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) (32) يونس
قال أبو جعفر الطبري في تفسيرها : يقول تعالى ذكره لخلقه: أيها الناس، فهذا الذي يفعل هذه الأفعال، فيرزقكم من السماء والأرض ، ويملك السمع والأبصار، ويخرج الحي من الميت والميت من الحي، ويدبر الأمر; ، (اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ) ، لا شك فيه ،
(فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ) : فأي شيء سوى الحق إلا الضلال ، وهو الجور عن قصد السبيل؟ ، فإذا كان الحقُّ هو ذا، فادعاؤكم غيره إلهًا وربًّا، هو الضلال والذهاب عن الحق لا شك فيه ،
(فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) : فأيّ وجه عن الهدى والحق تُصرفون ، وسواهما تسلكون ، وأنتم مقرُّون بأن الذي تُصْرَفون عنه هو الحق؟
وقال السعدي في تفسيرها : إن الله تعالى هو المنفرد بالخلق والتدبير لجميع الأشياء، والذي ما بالعباد من نعمة إلا منه، ولا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يدفع السيئات إلا هو، ذو الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العظيمة والجلال والإكرام.
{فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} عن عبادة من هذا وصفه، إلى عبادة الذي ليس له من وجوده إلا العدم، ولا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا، ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا. فليس له من الملك مثقال ذرة، ولا شركة له بوجه من الوجوه، ولا يشفع عند الله إلا بإذنه، فتبا لمن أشرك به، وويحًا لمن كفر به، لقد عدموا عقولهم، بعد أن عدموا أديانهم، بل فقدوا دنياهم وأخراهم.
أيها المسلمون
ففي هذه الآية الكريمة ،يقرر الله تبارك وتعالى الحقيقة المطلقة بكل وضوح : أن الله عز وجل هو الرب الخالق لهذا الوجود ،الذي نعلمه والذي نجهله، وهذه الحقيقة هي الحق الذي لا مراء فيه، والحقيقة التي ما سواها هو عين الضلال،
وهذه الحقيقة المطلقة هي مدار الصراع اليوم بين أتباع الحق وأتباع الضلال بكل صنوفه، فأتباع الحق سبحانه وتعالى يؤمنون بأن الله عز وجل هو الذي خلق الوجود ويملكه،
وهو صاحب الحق في الأمر والنهي والطاعة والعبادة، على جميع المخلوقات،
وهذا هو جوهر آيات سورة الناس قال الله تعالى :
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ) الناس (1) :(3)
ويؤمنون أيضا أن الحق هو ما بيّنه الله عز وجل في كتابه الخاتم القرآن الكريم ،من بيان حقيقة الوجود ،وكيف خلقه الله عز وجل، ومن العقيدة والإيمان الصحيح الواجب على بني البشر التصديق بها والعمل بمقتضاها من تطبيق الشريعة الإسلامية.
ويؤمنون بأن الله عز وجل اصطفى من الناس رسلاً وأنبياء بلغوا عن الله عز وجل وحيه وأن خاتم هؤلاء الرسل والأنبياء هو محمد صلى الله عليه وسلم، وأن اتّباعه واجب على إنسان وأن ما جاء به من الوحي بالقرآن الكريم والسنة الصحيحة هو الحق الذي يسعد الناس ويضمن سلامتهم في الدنيا والآخرة.
وفي مقابل اتباع الحق عز وجل وجدت طوائف وملل شتي ،
إما انكرت أن الله عز وجل هو الخالق والرب لهذا الكون من عبدة الآلهة الوثنية والآلهة الوهمية، أو جعلت لله شريكاً في الخلق والملك،
أو أنكرت أن يكون الوجود والكون مخلوقا من رب خالق عظيم ،كدعاة الإلحاد وخرافة العشوائية والفوضى،
وفي مقابل اتّباع الحق سبحانه وتعالى ، هناك أصناف من الناس تنكر تفرد الله عز وجل بالأمر والطاعة والحكم والعبادة ،في صدام واضح مع كثير من آيات القرآن الكريم كقوله تعالى:
(إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (40) يوسف
ومن هنا فإن من أنكر خلق الله عز وجل لهذا الكون ،أو أشرك معه في خلقه وتدبيره غيره، فإنه لا ينقاد ولا يستسلم لأمر الله عز وجل في إقامة الحق ،ونصرة العدل ،والتزام الصراط المستقيم في أقواله وأفعاله.
ويتجسد ذلك أولاً في وقوعه في الشرك بالله عز وجل الذي هو في ميزان القرآن الكريم
(إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (13) لقمان ،
وذلك من خلال إنكار الحقيقة المطلقة من كون الله عز وجل هو الخالق المنفرد بالخلق.
ثم يتجسد ذلك ثانياً باتخاذ آلهة باطلة تُعبد من دون الله عز وجل
ثم يتجسد ذلك ثالثاً في الإعراض عن تحكيم شريعة رب العالمين
(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (45) المائدة
ومن هذا الإعراض عن تطبيق شرع الله تنتج جميع الشرور في العالم وتغيب العدالة والرحمة وتشيع المظالم والقسوة.
ولعل واقعنا اليوم أكبر شاهد على انتشار الباطل والظلم والقسوة حين غابت شمس الإسلام عن العالم،
فها هي العلمانية تقود العالم براية الرأسمالية والليبرالية واليسارية منذ عدة عقود، فماذا جلبت للبشرية؟
جلبت لهم الحروب العالمية التي قضت على عشرات الملايين من البشر، فضلاً عن الثورات التي قامت ضد الإقطاع والاستبداد فسفكت دماء مئات الملايين من الأبرياء، ولا تزال الحروب تشتعل في العالم بضراوة، لأن الحروب هي مصدر ربح الطغاة من أصحاب مصانع السلاح في العالمين الغربي والشرقي، فضلاً عن تجار سرقة ونهب الثروات تحت ستار دخان القذائف والصواريخ!
يقول الله تعالى محذرا عباده من الميل عن الحق ، أو الاعراض عنه إلى غيره :
(وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (42) البقرة
وقال الله تعالى : (وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7)
لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) الانفال (7) ،(8)
وفي الصحيحين : (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ
« اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيَّامُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ
أَنْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ
اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَأَخَّرْتُ وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ أَنْتَ إِلَهِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ».
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
لقد تكررت كلمة الحق كثيرا في القرآن الكريم، وشملت معاني عديدة من أجلّها أن الحق من أسماء الله عز وجل، وأن القرآن الكريم ورسالة التوحيد والعدل هما الحق،
وتناقض الحق والباطل مفهوم مركزي في القرآن والإسلام ،دلّت عليه آيات عديدة
منها قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (33) التوبة
وقوله عز وجل: ( وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) (التوبة: 29)،
ومن هنا جاء الأمر الرباني الصريح بالتمسك بالحق دوماً، فقال الله تعالى مخاطباً نبيّه وأتباعه من بعده:
(فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ) (79) النمل
وهذا التقابل بين الحق والباطل ،هو الحقيقة التي يحاول الشيطان وأعوانه إخفاءها ، تحت دعاوى شتى ،من قبيل تعدد الحق! ونسبية الحقيقة! وأنه لا يملك أحد الحقيقة المطلقة! وشعارات أخرى براقة، لكنها تتناقض مع الحق ،والعدل ،والمنطق ،والعقل!
لقد عانت البشرية في تاريخها من الظلم والطغيان بسبب احتكار الحقيقة من قبل بعض المبطلين
فقد أخبرنا القرآن الكريم عن مجزرة أهل الأخدود الذين رفضوا عبادة الملك الظالم،
وأخبرنا عن استعباد فرعون لليهود وعن سعي اليهود قتل عيسى عليه السلام،
وأخبرنا التاريخ عن معاناة أوروبا الكبيرة مع الكنيسة في قرونها المظلمة بسبب احتكار الأخيرة للحقيقة مما تسبب في مجازر بشعة بحق العلماء والمخالفين
ولكن القرآن الكريم عالج هذه المشكلة بحق وعدل ،فأقر بحقيقة تفرد الحق في الأصول، لكن أبطل القهر والظلم والعدوان بهذه الذريعة،
ولذلك لم يعرف الإسلام إجبار الآخرين على قبوله، فعاش الكثير منهم في ظل دولة الإسلام طيلة تاريخها ولليوم، ولمّا قامت جرائم محاكم التفتيش الكاثوليكية في الأندلس هرب اليهود مع المسلمين للدولة العثمانية!
إن فرية تعدد الحق ،أو نسبيته ،أو عدم احتكار الحقيقة ،في حقيقتها دعوة باطلة ،وظالمة، تساوي بين الحق والباطل، والعقل والجنون، والخير والشر، وتبطل دين الناس ،بجعل الإيمان والكفر سواء، والمعروف والمنكر متماثلين، وتبطل دنيا الناس ،فيصبح النظام كالفوضى، والصواب كالخطأ، والقانون كاللاقانون
إن إلغاء مصدرية الحق الرباني هو لب الصراع اليوم بين الإسلام وسائر الأفكار والفلسفات العلمانية التي لا حياة لها بين المسلمين إلا بإقصاء حكم الله عز وجل ،وكِتابه ،وشريعته ، عن بيان الحق والباطل تجاه العقائد ،والأفكار ،والسلوك ،والمعاملات، وكل الأشياء.
أيها المسلمون
إن الحق أبلج والباطل ضلال لجاج ،هذا هو المتعارف عليه ،ولا ينكره إلا كل جاحد وحاقد، فدين الله سبحانه وتعالى الذى ارتضاه لعباده هو الحق ، قال الله تعالى :
(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (19) آل عمران
وقال الله تعالى : (أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) المائدة 3،
وفي الصحيحين : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ ،قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – : « كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ، كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ ، هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ » .
الدعاء
