خطبة عن قوله تعالى (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)
سبتمبر 28, 2019خطبة عن الوضوء وحديث (إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ خَرَجَت منه كُلُّ خَطِيئَةٍ)
سبتمبر 28, 2019الخطبة الأولى ( التَّسْبِيحَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّحْمِيدَ يَنْعَطِفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ لَهُنَّ دَوِىٌّ كَدَوِىِّ النَّحْلِ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى ابن ماجة في سننه ، وصححه الألباني : (عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « إِنَّ مِمَّا تَذْكُرُونَ مِنْ جَلاَلِ اللَّهِ التَّسْبِيحَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّحْمِيدَ يَنْعَطِفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ لَهُنَّ دَوِىٌّ كَدَوِىِّ النَّحْلِ تُذَكِّرُ بِصَاحِبِهَا أمَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ – أَوْ لاَ يَزَالَ لَهُ – مَنْ يُذَكِّرُ بِهِ ». وفي رواية البزار : (أَفَلا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَلا يَزَالُ مِنْهُ عِنْدَ اللهِ مَنْ يَذْكُرُهُ بِهِ) .
إخوة الإسلام
التسبيح ذكر خفيف على اللسان، وثقيل في الميزان، وله فضل عظيم على الإنسان، وهو عبادة تؤديها كافة المخلوقات، قال الله تعالى : (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) (44) الاسراء ،وللتسبيح فضائل عظيمة، ومنها : أنّه سبب لذكر الله سبحانه وتعالى للعبد المُسبّح، قال الله تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) البقرة 152، وكما في الحديث المتقدم : فإن التسبيح ينعطف حول عرش الرحمن، ويكون له دويّ كدويّ النحل، يُذكّر بصاحبه، فعن النعمان بن بَشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ مِمَّا تَذكُرون مِن جلالِ اللهِ؛ التَّسبيحَ والتَّهليلَ والتَّحميدَ، ينعطفْنَ حولَ العرشِ، لهنَّ دَوِيٌّ كدَويِّ النَّحلِ، تُذَكِّرُ بصاحبِها. أمَّا يحبُّ أحدُكُم أن يكون لهُ أو لا يَزالُ لهُ مَن يُذكِّرُ بهِ). ففي هذا الحديثِ يُخبِرُ النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ رضِيَ اللهُ عنهما، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: “إنَّ ممَّا تذكُرونَ مِن جَلالِ اللهِ”، أي: تَعظيمِه “التَّسبيحَ”، وهو قولُ: سُبحانَ اللهِ، وما شابَه ذلك، “والتَّهليلَ” وهو قولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، “والتَّحميدَ” وهو قولُ: الحمدُ للهِ، “يَنْعَطِفْنَ حَولَ العرْشِ”، أي: هؤلاء الكلماتُ ،وتلك الجُمَلُ الأربعُ ، يَمِلْنَ ويَدُرْنَ حولَه، والمُرادُ طَوافُهنَّ حَولَ العرشِ، “ولهنَّ دَوِيٌّ كدَوِيِّ النَّحلِ”، أي: صَوتٌ يُشْبِهُ صَوتَ النَّحلِ؛ مِن كثرةِ تَكرارِ هذه الكلماتِ وتَرديدِها، “تُذَكِّرُ بصاحبِها”، أي: تذكُرُ أنَّ قائلَها فلانٌ، في المَقامِ الأعلى، وفي هذا أعظَمُ حَضٍّ على الذِّكْرِ بهذه الألفاظِ، “أَمَا يُحِبُّ أحدُكم أنْ يكونَ له- أو لا يزالَ له- مَن يُذَكِّرُ به”، أي: عندَ اللهِ وحَولَ عرْشِه. وهذا المعنى الجميل ، نستنبطه أيضا من قول الحق تبارك وتعالى : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) فاطر 10، فهذه الكلمات النيرات الزاهرات الطيبات ،تصعد بقدرة الله وأمره إلى السماء ، وتظل في صعودها حتى تبلغ عرش الرحمن ، وتظل تطوف حول العرش ،كما يطوف الحجيج حول الكعبة المشرفة في الأرض ، والملائكة حول البيت المعمور في السماء ، ويسمع لهذه الكلمات دوي في الآفاق ، ترتج له السموات ، كما ترتج الأرض بتكبير الملبين والمكبرين والمهللين والمسبحين ، ويذكرن بقائلهن في الملإ الأعلى ، ولهذا قال في الحديث : (أَفَلا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَلا يَزَالُ مِنْهُ عِنْدَ اللهِ مَنْ يَذْكُرُهُ بِهِ) .فمما يرشد إليه هذا الحديث : الحَثِّ على الاستكثارِ مِن هذا الذِّكْرِ؛ فالتَّسبيحُ: تنزيهٌ للهِ عن كلِّ ما لا يليقُ به، والتَّحميدُ: إثباتٌ لأنواعِ الكمالِ للهِ في أسمائِه وصِفاتِه وأفعالِه، والتَّهليلُ: إخلاصٌ وتوحيدٌ للهِ وبَراءةٌ مِن الشِّركِ، والتَّكبيرُ: إثباتٌ لعَظَمَةِ اللهِ، وأنَّه لا شيءَ أكبَرُ منه؛ فاشتمَلَتْ هذه الجملُ على جُملةِ أنواعِ الذِّكْرِ : مِن التَّنزيهِ ،والتَّحميدِ ،والتَّوحيدِ ،والتَّمجيدِ، ودِلالتُها على جميعِ المَطالِبِ الإلهيَّةِ إجمالًا. فذكر الله نور للذاكر في الدنيا ,و نور له في السماء ، ونور له في قبره ، ونور له في معاده ، ويسعى نوره بين يديه على الصراط ، فما استنارت القلوب والقبور بمثل ذكر الله تعالى .والذكر هو رأس الشكر ، وإن الله عز وجل مع العبد الذاكر ، ففي مسند أحمد ، وسنن ابن ماجة : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ : أَنَا مَعَ عَبْدِي إِذَا هُوَ ذَكَرَنِي وَتَحَرَّكَتْ شَفَتَاهُ »
أيها المسلمون
والله عز وجل قد خص هذه الكلمات الأربع بفضائل عظيمة , وميزات جليلة ،تدل على عظم شأنهن , ورفعة قدرهن , وعلو مكانتهن , وتميزهن على ما سواهن من الكلام , وهن : ” سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله اكبر “, وقد ورد في فضلهن نصوص كثيرة ،تدل دلالة قوية على عظم شأن هؤلاء الكلمات ،وما يترتب عليها من أجور عظيمة ،وأفضال كريمة ،وخيرات متوالية ، في الدنيا والآخرة , فمما جاء في فضائل : (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر) ، أولا : أنَّهنَّ أحب الكلام إلى الله: فقد روى مسلم في صحيحه : (عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَحَبُّ الْكَلاَمِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ. لاَ يَضُرُّكَ بَأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ قال الإمام المناوي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: (أَحَبُّ الْكَلاَمِ إِلَى اللَّهِ) أي المتضمن للأذكار والأدعية (سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ) لتضمنها تنزيهه تعالى عن كل ما يستحيل عليه ،ووصفه بكل ما يجب له ،من أوصاف كما له وانفراده بوحدانيته ،واختصاصه بعظمته وقدمه . (لاَ يَضُرُّكَ ) أيها المتكلم بهن في حيازة ثوابهن (بَأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ ) فلا ينقص ثوابها بتقديم بعضها على بعض ،لاستقلال كل واحد من الجمل ،ولكن الأفضل ترتيبها كما وردت . ثانيا : ومن فضائل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير : أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنّهنَّ أحبُّ إليه مما طلعت عليه الشمس ( أي من الدنيا وما فيها) : فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ » رواه مسلم .فالمراد : أن هذه الكلمات أحب إلي المسلم من أن يكون له الدنيا فيتصدق بها ، والحاصل أن الثواب المترتب على قول هذا الكلام ،أكثر من ثواب من تصدق بجميع الدنيا ، ثالثا : ومن فضائل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير : ما جاء في حديث أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِى طَالِبٍ قَالَتْ : مَرَّ بِي ذَاتَ يَوْمٍ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ – أَوْ كَمَا قَالَتْ – فَمُرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ وَأَنَا جَالِسَةٌ. قَالَ : « سَبِّحِي اللَّهَ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ فَإِنَّهَا تَعْدِلُ لَكِ مِائَةَ رَقَبَةٍ تُعْتِقِينَهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَاحْمَدِي اللَّهَ مِائَةَ تَحْمِيدَةٍ فَإِنَّهَا تَعْدِلُ لَكِ مِائَةَ فَرَسٍ مُسْرَجَةٍ مُلْجَمَةٍ تَحْمِلِينَ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَكَبِّرِى اللَّهَ مِائَةَ تَكْبِيرَةٍ فَإِنَّهَا تَعْدِلُ لَكِ مِائَةَ بَدَنَةٍ مُقَلَّدَةٍ مُتَقَبَّلَةٍ وَهَلِّلِي اللَّهَ مِائَةَ تَهْلِيلَةٍ – قَالَ ابْنُ خَلَفٍ أَحْسِبُهُ قَالَ – تَمْلأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ،وَلاَ يُرْفَعُ يَوْمَئِذٍ لأَحَدٍ عَمَلٌ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَ بِمِثْلِ مَا أَتَيْتِ بِهِ ». رابعا : ومن فضائل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير : أنَّهنَّ مكفِّرات للذنوب :فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « مَا عَلَى الأَرْضِ رَجُلٌ يَقُولُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِلاَّ كُفِّرَتْ عَنْهُ ذُنُوبُهُ وَلَوْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ » رواه أحمد وغيره
خامسا : ومن فضائل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير : أنَّهنَّ غرس الجنة: فعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِىَ بِي فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّى السَّلاَمَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ وَأَنَّهَا قِيعَانٌ وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ» رواه الترمذي والمعنى : أي : أعلمهم أن هذه الكلمات تورث قائلها دخول الجنة ،وأن الساعي في اكتسابها لا يضيع سعيه ،لأنها المغرس الذي لا يتلف ما استودع فيه . سادسا : ومن فضائل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير : أنَّه ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الإسلام يكثر تكبيره وتسبيحه وتهليله وتحميده: فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ أَنَّ نَفَراً مِنْ بَنِى عُذْرَةَ ثَلاَثَةً أَتَوُا النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَسْلَمُوا – قَالَ – فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ يَكْفِنِيهِمْ ». قَالَ طَلْحَةُ أَنَا. قَالَ فَكَانُوا عِنْدَ طَلْحَةَ فَبَعَثَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بَعْثاً فَخَرَجَ فِيهِ أَحَدُهُمْ فَاسْتُشْهِدَ – قَالَ – ثُمَّ بَعَثَ بَعْثاً فَخَرَجَ فِيهِ آخَرُ فَاسْتُشْهِدَ – قَالَ – ثُمَّ مَاتَ الثَّالِثُ عَلَى فِرَاشِهِ قَالَ طَلْحَةُ فَرَأَيْتُ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةَ الَّذِينَ كَانُوا عِنْدِي فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ الْمَيِّتَ عَلَى فِرَاشِهِ أَمَامَهُمْ وَرَأَيْتُ الَّذِى اسْتُشْهِدَ أَخِيراً يَلِيهِ وَرَأَيْتُ الَّذِى اسْتُشْهِدَ أَوَّلَهُمْ آخِرَهُمْ – قَالَ – فَدَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ – قَالَ – فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ – قَالَ – فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْ ذَلِكَ لَيْسَ أَحَدٌ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَمِّرُ فِي الإِسْلاَمِ لِتَسْبِيحِهِ وَتَكْبِيرِهِ وَتَهْلِيلِهِ » رواه أحمد ، سابعا : ومن فضائل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير : أنَّ الله اختار هؤلاء الكلمات واصطفاهنَّ لعِباده، ورتّب على ذِكر الله بهنّ أجورًا عظيمةً، وثواباً جزيلاً:(فعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنَ الْكَلاَمِ أَرْبَعاً سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ،فَمَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عِشْرِينَ حَسَنَةً أَوْ حَطَّ عَنْهُ عِشْرِينَ سَيِّئَةً وَمَنْ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَمِثْلُ ذَلِكَ وَمَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَمِثْلُ ذَلِكَ وَمَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ كُتِبَتْ لَهُ ثَلاَثُونَ حَسَنَةً وَحُطَّ عَنْهُ ثَلاَثُونَ سَيِّئَةً » رواه أحمد
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( التَّسْبِيحَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّحْمِيدَ يَنْعَطِفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ لَهُنَّ دَوِىٌّ كَدَوِىِّ النَّحْلِ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن فضائل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير : أنَّهنَّ جُنّةٌ ووقاية لقائلهنّ من النار، ويأتين يوم القيامة مُنجيات لقائلهنّ ومقدّمات له: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خُذوا جُنَّتَكم”، قلنا: يا رسول الله من عدو قد حضر! قال: “لا، بل جُنَّتُكم من النار، قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنَّهنّ يأتين يوم القيامة منجيات ومقدّمات، وهنّ الباقيات الصالحات” رواه الحاكم في المستدرك والطبراني تاسعا : ومن فضائل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير : أنَّهنَّ يَنعَطِفْن حول عرش الرحمن ولهنّ دويٌّ كدويِّ النحل، يذكرن بصاحبهنّ ، كما جاء ذلك في الحديث المتقدم ، عاشرا : ومن فضائل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير : أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنَّهنّ ثقيلاتٌ في الميزان: فعَنْ مَوْلًى لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« بَخٍ بَخٍ لِخَمْسٍ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى فَيَحْتَسِبُهُ وَالِدُهُ » رواه أحمد
الحادي عشر : ومن فضائل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير : أنَّ للعبد بقول كلِّ واحدة منهنّ صدقة: فقد روى مسلم في صحيحه : (عَنْ أَبِى ذَرٍّ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالُوا لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّى وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ « أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْىٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ وَفِى بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ قَالَ « أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلاَلِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ ». الثاني عشر : ومن فضائل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير : أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم جعلهنّ بديلا عن القرآن الكريم في حقِّ من لا يُحسنه: فعن ابن أبي أوفى رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنِّي لا أستطيع أن أتعلّمَ القرآنَ، فعلِّمني شيئا يُجزيني. قال: “تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله”. فقال الأعرابي: هكذا ـ وقبض يديه ـ فقال: هذا لله، فمَا لي؟ قال: “تقول: اللّهمّ اغفر لي وارْحمني وعافِني وارْزقني واهْدِني”، فأخذها الأعرابيُّ وقبض كفّيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أما هذا فقد مَلأَ يديه بالخير” رواه ابن حبان وغيره
أيها المسلمون
كانت هذه هي بعض فضائل هذه الكلمات الأربع ،التي بين لنا فيها النبي صلى الله عليه وسلم ثواب المحافظة عليهن، فقال صلى الله عليه وسلم : (فإنهن يَنْعَطِفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ لَهُنَّ دَوِىٌّ كَدَوِىِّ النَّحْلِ تُذَكِّرُ بِصَاحِبِهَا ) (أَفَلا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَلا يَزَالُ مِنْهُ عِنْدَ اللهِ مَنْ يَذْكُرُهُ بِهِ) .
الدعاء